يعتبر دور جهاز الاستطلاع، وهو أحد أفرع المخابرات الحربية، من أهم العوامل التي حققت نصر أكتوبر 1973، حيث أن مهمته الرئيسة هي "خلف خطوط العدو".. وللحديث عن دور الجهاز في ذلك الوقت، قمنا بإجراء حوار مع اللواء عبد الوهاب سيد عبد العال، وهو أحد الضباط الذي عملوا خلف خطوط العدو قبل نصر أكتوبر 1973، وهو أحد أبطال الظل الذي خاض تدريبات مكثفة داخل القوات المسلحة علي فك أجهزة الشفرة والتواصل مع جهاز جمع المعلومات بالقوات المسلحة، بجانب التدريب علي وسائل العبور المائية والتعامل مع الجمال سفينة الصحراء لاستخدامها وقت الضرورة، بجانب كيفية التعامل مع جميع الأسلحة وأدوات إطلاق النار ... وإليكم الحوار.. من هو اللواء عبد الوهاب سيد؟ أنا اللواء عبد الوهاب سيد عبد العال، أحد المشاركين في نصر أكتوبر المجيد، وكنت أعمل بالمخابرات الحربية والاستطلاع، خلف خطوط العدو، وحضرت ثلاثة حروب وهي 1967 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر1973، وبعد النكسة مباشرة انتقلت إلي المخابرات الحربية في كتيبة تعمل خلف خطوط العدو، ومختصة بالعمل داخل مواقع العدو لمدة تسعة شهور. ما الدور الذي قمت به قبل وأثناء حرب أكتوبر؟ كنت سبب رئيسي في تغير خطة هجوم لأحد المواقع في حرب أكتوبر، لأني أثناء عملي، قمت باستكشاف موقع وهمي قام ببنائه الجيش الإسرائيلي، جمع فيه دبابات غير صالحة للاستخدام ، ومجموعة من الصواريخ المعطلة، والرادارات الكرتونية، وقام ببناء سور، فاستنتجت القيادة المصرية بأن ذلك موقع عسكري، ووضعته في إطار المستهدف في خطة الهجوم. وقمت بتصوير ذلك الموقع بنفسي ، بعد ما تنكرت ووصلت إليه ثم أرسلت الصور إلي القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، وقد أصابهم الذهول من المفاجأة لأنهم كانوا قد أعدوا خطة الهجوم على هذا الموقع بالفعل ، وحينها قرروا خطة الهجوم، وعند إعلان الحرب، كان هناك مجموعات داخل سيناء قمت بتجنيدها، وكان لها الفضل في العديد من انتصارات حرب أكتوبر. ومهما وصل التقدم العلمي والتكنولوجي من أقمار صناعية وإنترنت وكاميرات مراقبة وخلافه إلا أن كل ذلك لا يغني عن العنصر البشري كأحد أهم قوى الاستطلاع ، لأن الإنسان المدرب جيدا يكون أدق من أي آلة أو جهاز ، وهذا تحديدا ما حدث في القصة التي ذكرتها . كيف تعايشت في إسرائيل وأنت ضابط مخابرات مصري؟ كنت أحمل هوية باسم "سالمة حسب الله سالم" ، وكنت بدوي، وملابسي كانت تدل على ذلك، وعند زياراتي إلي أحد أهم الموقع الإسرائيلية العسكرية، تنكرت في زي امرأة، لأن الإسرائيليين لا يفتشون السيدات. وقمنا بعد ذلك بالذهاب إلي مكان "سدر الحيطان" وهو "موقع عسكري إسرائيلي هيكلي"، والحمد لله قمت بإرسال الصور التي قمت بتصويرها إلي القيادة، وقد كرمتني القيادة آنذاك. هل كانت المراقبة الجوية تغني عن عناصر الاستطلاع البشرية أثناء الحرب؟ قبل نصر أكتوبر 1973، قامت طائرات تابعة للقوات المسلحة المصرية، بعمل مسح جوي لبعض المواقع الإسرائيلية، وكانت هناك بعض المواقع الإسرائيلية الوهمية وكان بعضها يحتوي على أفخاخ لمن يقترب منها ، وكانت تظهر كأنها حقيقة، ولولا العنصري البشري، لم يستطع أحد الكشف عن ذلك. كيف قمت بالعودة إلي أرض الوطن بعد إقامتك 9 شهور في سيناء أنذاك ؟ حاولت العودة أكثر من 12 مرة، لكن لم أستطع نتيجة عدة عوامل، لكن تمكنت بفضل الله من العودة في المرة 13. حدثنا عن أحد المواقف الصعبة التي تعرضت لها أثناء عملك في سيناء ؟ تعرضت لعدد من المواقف الصعبة منها أنه كنت في زيارة إلي مجموعة من شيوخ القبائل وقبل أن أدخل إلي مقر اجتماعهم علمت بدورية إسرائيلية لمراقبة مشايخ سيناء، فاضطررت إلي الاختفاء في أحد الجحور المليئة بالزواحف لمدة تزيد علي ساعتين لحين انتهاء الدورية . وموقف صعب آخر تعرضت له مع المخابرات الإسرائيلية عند دخولي منطقة سدر الحيطان التي كنت تتواجد فيها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بكثافة شديدة ولكني تخفيت في زى قبلي ونجحت في دخول المنطقة بمساعدة بدو سيناء وجمع معلومات عن الأجهزة الإسرائيلية وقادتها وقتها . وكيف كانت علاقتك بقبائل بدو سيناء في ذلك التوقيت؟ ارتبطت بعلاقات جيدة جدا بقبائل بدو وكنت أبدو واحداً منهم فعلا، وكنت حريصاً علي الظهور معهم كأحد أبناء هذه القبائل، وهم ساعدوني كثيرا في مهماتي بسيناء. وكنت أقوم بجمع كل القمامة الخاصة بالمعسكرات الإسرائيلية في سيناء قبل الحرب لأقوم بتجميع الأوراق وترجمة ما فيها لأتعرف علي نوعية الأسلحة وتحركات الجيش الإسرائيلي وهذا الأمر كان يساعدني بشكل كبير في مهمتي. في عام 2014 .. كيف ترى الوضع في سيناء الآن؟ الوضع في سيناء أهدأ من ذي قبل، والقوات المسلحة حققت نجاحات كبيرة ضد العناصر الإرهابية والأوكار الإجرامية ، وقواتنا تتحرك في سيناء الآن بشكل أفضل من ذي قبل . يعتبر دور جهاز الاستطلاع، وهو أحد أفرع المخابرات الحربية، من أهم العوامل التي حققت نصر أكتوبر 1973، حيث أن مهمته الرئيسة هي "خلف خطوط العدو".. وللحديث عن دور الجهاز في ذلك الوقت، قمنا بإجراء حوار مع اللواء عبد الوهاب سيد عبد العال، وهو أحد الضباط الذي عملوا خلف خطوط العدو قبل نصر أكتوبر 1973، وهو أحد أبطال الظل الذي خاض تدريبات مكثفة داخل القوات المسلحة علي فك أجهزة الشفرة والتواصل مع جهاز جمع المعلومات بالقوات المسلحة، بجانب التدريب علي وسائل العبور المائية والتعامل مع الجمال سفينة الصحراء لاستخدامها وقت الضرورة، بجانب كيفية التعامل مع جميع الأسلحة وأدوات إطلاق النار ... وإليكم الحوار.. من هو اللواء عبد الوهاب سيد؟ أنا اللواء عبد الوهاب سيد عبد العال، أحد المشاركين في نصر أكتوبر المجيد، وكنت أعمل بالمخابرات الحربية والاستطلاع، خلف خطوط العدو، وحضرت ثلاثة حروب وهي 1967 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر1973، وبعد النكسة مباشرة انتقلت إلي المخابرات الحربية في كتيبة تعمل خلف خطوط العدو، ومختصة بالعمل داخل مواقع العدو لمدة تسعة شهور. ما الدور الذي قمت به قبل وأثناء حرب أكتوبر؟ كنت سبب رئيسي في تغير خطة هجوم لأحد المواقع في حرب أكتوبر، لأني أثناء عملي، قمت باستكشاف موقع وهمي قام ببنائه الجيش الإسرائيلي، جمع فيه دبابات غير صالحة للاستخدام ، ومجموعة من الصواريخ المعطلة، والرادارات الكرتونية، وقام ببناء سور، فاستنتجت القيادة المصرية بأن ذلك موقع عسكري، ووضعته في إطار المستهدف في خطة الهجوم. وقمت بتصوير ذلك الموقع بنفسي ، بعد ما تنكرت ووصلت إليه ثم أرسلت الصور إلي القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية، وقد أصابهم الذهول من المفاجأة لأنهم كانوا قد أعدوا خطة الهجوم على هذا الموقع بالفعل ، وحينها قرروا خطة الهجوم، وعند إعلان الحرب، كان هناك مجموعات داخل سيناء قمت بتجنيدها، وكان لها الفضل في العديد من انتصارات حرب أكتوبر. ومهما وصل التقدم العلمي والتكنولوجي من أقمار صناعية وإنترنت وكاميرات مراقبة وخلافه إلا أن كل ذلك لا يغني عن العنصر البشري كأحد أهم قوى الاستطلاع ، لأن الإنسان المدرب جيدا يكون أدق من أي آلة أو جهاز ، وهذا تحديدا ما حدث في القصة التي ذكرتها . كيف تعايشت في إسرائيل وأنت ضابط مخابرات مصري؟ كنت أحمل هوية باسم "سالمة حسب الله سالم" ، وكنت بدوي، وملابسي كانت تدل على ذلك، وعند زياراتي إلي أحد أهم الموقع الإسرائيلية العسكرية، تنكرت في زي امرأة، لأن الإسرائيليين لا يفتشون السيدات. وقمنا بعد ذلك بالذهاب إلي مكان "سدر الحيطان" وهو "موقع عسكري إسرائيلي هيكلي"، والحمد لله قمت بإرسال الصور التي قمت بتصويرها إلي القيادة، وقد كرمتني القيادة آنذاك. هل كانت المراقبة الجوية تغني عن عناصر الاستطلاع البشرية أثناء الحرب؟ قبل نصر أكتوبر 1973، قامت طائرات تابعة للقوات المسلحة المصرية، بعمل مسح جوي لبعض المواقع الإسرائيلية، وكانت هناك بعض المواقع الإسرائيلية الوهمية وكان بعضها يحتوي على أفخاخ لمن يقترب منها ، وكانت تظهر كأنها حقيقة، ولولا العنصري البشري، لم يستطع أحد الكشف عن ذلك. كيف قمت بالعودة إلي أرض الوطن بعد إقامتك 9 شهور في سيناء أنذاك ؟ حاولت العودة أكثر من 12 مرة، لكن لم أستطع نتيجة عدة عوامل، لكن تمكنت بفضل الله من العودة في المرة 13. حدثنا عن أحد المواقف الصعبة التي تعرضت لها أثناء عملك في سيناء ؟ تعرضت لعدد من المواقف الصعبة منها أنه كنت في زيارة إلي مجموعة من شيوخ القبائل وقبل أن أدخل إلي مقر اجتماعهم علمت بدورية إسرائيلية لمراقبة مشايخ سيناء، فاضطررت إلي الاختفاء في أحد الجحور المليئة بالزواحف لمدة تزيد علي ساعتين لحين انتهاء الدورية . وموقف صعب آخر تعرضت له مع المخابرات الإسرائيلية عند دخولي منطقة سدر الحيطان التي كنت تتواجد فيها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية بكثافة شديدة ولكني تخفيت في زى قبلي ونجحت في دخول المنطقة بمساعدة بدو سيناء وجمع معلومات عن الأجهزة الإسرائيلية وقادتها وقتها . وكيف كانت علاقتك بقبائل بدو سيناء في ذلك التوقيت؟ ارتبطت بعلاقات جيدة جدا بقبائل بدو وكنت أبدو واحداً منهم فعلا، وكنت حريصاً علي الظهور معهم كأحد أبناء هذه القبائل، وهم ساعدوني كثيرا في مهماتي بسيناء. وكنت أقوم بجمع كل القمامة الخاصة بالمعسكرات الإسرائيلية في سيناء قبل الحرب لأقوم بتجميع الأوراق وترجمة ما فيها لأتعرف علي نوعية الأسلحة وتحركات الجيش الإسرائيلي وهذا الأمر كان يساعدني بشكل كبير في مهمتي. في عام 2014 .. كيف ترى الوضع في سيناء الآن؟ الوضع في سيناء أهدأ من ذي قبل، والقوات المسلحة حققت نجاحات كبيرة ضد العناصر الإرهابية والأوكار الإجرامية ، وقواتنا تتحرك في سيناء الآن بشكل أفضل من ذي قبل .