"العدو على الشاطئ الشرقي للقناة كان أجبن من أن يظهر أمامنا..اتخذوا من النقاط الحصينة سواتر ومخابئ لهم خوفا من رصاص قواتنا..كنا ننتظر "طرف طاقية" جندي إسرائيلي حتى نقوم باصطياده سواء بالقناصة أو النيران الكثيفة..وبالفعل أتذكر سائق بلدوزر كان مكلف ببناء الساتر الترابي لخط بارليف وحينما لاح لأحد أبطالنا البواسل قام بقنصه".. هكذا بدأ العقيد عادل عبد اللطيف عيسي - أحد ضباط سلاح المشاة، خلال حرب أكتوبر- حديثه معنا. وقال إنه خريج الدفعة "53 حربية" والتي تخرجت عام 1968.. وعقب تخرجي انضمت إلى إحدى كتائب المشاة بمنطقة الحرش شمال القنطرة غرب على الخط الأمامي في المواجهة مع العدو. كان يومنا مقسم ما بين التدريب وتنفيذ المهام المكلفين بها حتى بدأت حرب الاستنزاف والتي أعتبرها أصعب من حرب أكتوبر نظرا لمحدودية مسرح العمليات وعدم وجود مساحات للمناورة مع العدو. وجاء يوم 6 أكتوبر وحتى الثانية عشر ظهرا لم نكن نحن الضباط الأصاغر على علم بدخولنا الحرب فقد كنت في ذلك الوقت برتبة نقيب بمركز قيادة أحد تشكيلات الجيش الثاني.. ولكن الاستعدادات والتجهيزات والتعليمات المشددة التي سبقت هذا اليوم كانت تنذر بوجود عمل ضخم سييتم تنفيذه ومع دقات الثانية ظهرا وجدنا طائرات القوات الجوية تنطلق في عنان السماء لتعبر إلى البر الشرقي، وانطلقت دانات أكثر من 2000 مدفع تدك حصون العدو في سيناء، وبعد حوالي 25 دقيقة بدأ عبور قوات المشاة قناة السويس. ويصمت العقيد عادل عبد اللطيف، برهة من الوقت، ثم يتابع حديثه قائلا:"على الرغم من موقعي في مركز قيادة اللواء إلا أنني كنت أقف بجوار زملائي الذين يعبرون القناة لأقوم بتشجيعهم.. وبسبب حماسي قمت بعبور القناة معهم رغم أن أوامري تفرض عليّ المكوث غرب القناة وقمت بالسجود على أرض سيناء التي حرمنا منها طوال هذه السنوات وقبلت رمالها ثم عدت مرة أخرى لموقعي.. كان المشهد على شاطئ القناة عظيما انتظرته كثيرا وإحساس لا يوصف والجميع ينطقون بعبارة واحدة هي "الله أكبر" فكان بالفعل الله معنا..و صعد جنودنا البواسل الساتر الترابي لخط بارليف بارتفاع 18 مترا حاملين أسلحة ثقيلة مثل المدفع "بي 10" المضاد للدبابات والجرينوف وغيرها دون كلل أو ملل، كما شاهدت المهندسين العسكريين أثناء اختراق خط بارليف تساقط رماله أمام مدافع المياه .. ويفتحون الثغرات به وينشئون الكباري. ويستكمل العقيد عادل، حديثه قائلا:" من الموقف التي لن أنساها حينما كلفني قائد التشكيل بالتوجه إلى نقطة الدفرسفوار لإحضار 17 أسيرا إسرائيليا..وكان الجنود المصريين في شدة الاحتقان من هؤلاء الأسري وحاولوا قتلهم لكنى دافعت عنهم وأقنعت زملائي بعدم جواز ذلك وعندما سألت أحد الجنود الإسرائيليين لماذا يخوض حرب على أرض ليست أرضه ؟ رد علي قائلا :"أحنا مكلفين بدخول الحرب ولا نريدها ". وعن " ثغرة الدفرسوار" قال العقيد عادل:" كنت في وسط المشهد خاصة أنني كنت ضمن التشكيل الذي مرت القوات الإسرائيلية بجواره ..و في ذلك اليوم رأيت "جهنم الحمرا" حينما أنطلق طيران ومدفعية العدو لتقصف التشكيل بالكامل وسقطت دناته وقذائفه مركز قيادة اللواء فأصبت بشظية في رأسي كما أصيب رئيس أركان اللواء العقيد صلاح خورشيد وسقط أيضا الكثير من أفراد اللواء منهم رئيس فرع الكيمياء الذي استشهد بجواري ورغم إصابتي تمكنت من القفز والاحتماء داخل إحدى الحفر البرميلية ..ونجحنا باستخدام صواريخ "الضبع الأسود" من إيقاف العدوان الغاشم وإسقاط العديد من طائراته ولكن القوات الإسرائيلية نجحت في التسلل من الثغرة حتى وصلت إلى أبو سلطان وسرابيون ..وفشلت في اقتحام منطقة "نفيشه" بسبب المقاومة القوية لها...واختتم العقيد عادل حديث الذكريات قائلا:"الفضل في إعداد الجيش للحرب يعود للفريقين محمد فوزي وسعد الدين الشاذلي". "العدو على الشاطئ الشرقي للقناة كان أجبن من أن يظهر أمامنا..اتخذوا من النقاط الحصينة سواتر ومخابئ لهم خوفا من رصاص قواتنا..كنا ننتظر "طرف طاقية" جندي إسرائيلي حتى نقوم باصطياده سواء بالقناصة أو النيران الكثيفة..وبالفعل أتذكر سائق بلدوزر كان مكلف ببناء الساتر الترابي لخط بارليف وحينما لاح لأحد أبطالنا البواسل قام بقنصه".. هكذا بدأ العقيد عادل عبد اللطيف عيسي - أحد ضباط سلاح المشاة، خلال حرب أكتوبر- حديثه معنا. وقال إنه خريج الدفعة "53 حربية" والتي تخرجت عام 1968.. وعقب تخرجي انضمت إلى إحدى كتائب المشاة بمنطقة الحرش شمال القنطرة غرب على الخط الأمامي في المواجهة مع العدو. كان يومنا مقسم ما بين التدريب وتنفيذ المهام المكلفين بها حتى بدأت حرب الاستنزاف والتي أعتبرها أصعب من حرب أكتوبر نظرا لمحدودية مسرح العمليات وعدم وجود مساحات للمناورة مع العدو. وجاء يوم 6 أكتوبر وحتى الثانية عشر ظهرا لم نكن نحن الضباط الأصاغر على علم بدخولنا الحرب فقد كنت في ذلك الوقت برتبة نقيب بمركز قيادة أحد تشكيلات الجيش الثاني.. ولكن الاستعدادات والتجهيزات والتعليمات المشددة التي سبقت هذا اليوم كانت تنذر بوجود عمل ضخم سييتم تنفيذه ومع دقات الثانية ظهرا وجدنا طائرات القوات الجوية تنطلق في عنان السماء لتعبر إلى البر الشرقي، وانطلقت دانات أكثر من 2000 مدفع تدك حصون العدو في سيناء، وبعد حوالي 25 دقيقة بدأ عبور قوات المشاة قناة السويس. ويصمت العقيد عادل عبد اللطيف، برهة من الوقت، ثم يتابع حديثه قائلا:"على الرغم من موقعي في مركز قيادة اللواء إلا أنني كنت أقف بجوار زملائي الذين يعبرون القناة لأقوم بتشجيعهم.. وبسبب حماسي قمت بعبور القناة معهم رغم أن أوامري تفرض عليّ المكوث غرب القناة وقمت بالسجود على أرض سيناء التي حرمنا منها طوال هذه السنوات وقبلت رمالها ثم عدت مرة أخرى لموقعي.. كان المشهد على شاطئ القناة عظيما انتظرته كثيرا وإحساس لا يوصف والجميع ينطقون بعبارة واحدة هي "الله أكبر" فكان بالفعل الله معنا..و صعد جنودنا البواسل الساتر الترابي لخط بارليف بارتفاع 18 مترا حاملين أسلحة ثقيلة مثل المدفع "بي 10" المضاد للدبابات والجرينوف وغيرها دون كلل أو ملل، كما شاهدت المهندسين العسكريين أثناء اختراق خط بارليف تساقط رماله أمام مدافع المياه .. ويفتحون الثغرات به وينشئون الكباري. ويستكمل العقيد عادل، حديثه قائلا:" من الموقف التي لن أنساها حينما كلفني قائد التشكيل بالتوجه إلى نقطة الدفرسفوار لإحضار 17 أسيرا إسرائيليا..وكان الجنود المصريين في شدة الاحتقان من هؤلاء الأسري وحاولوا قتلهم لكنى دافعت عنهم وأقنعت زملائي بعدم جواز ذلك وعندما سألت أحد الجنود الإسرائيليين لماذا يخوض حرب على أرض ليست أرضه ؟ رد علي قائلا :"أحنا مكلفين بدخول الحرب ولا نريدها ". وعن " ثغرة الدفرسوار" قال العقيد عادل:" كنت في وسط المشهد خاصة أنني كنت ضمن التشكيل الذي مرت القوات الإسرائيلية بجواره ..و في ذلك اليوم رأيت "جهنم الحمرا" حينما أنطلق طيران ومدفعية العدو لتقصف التشكيل بالكامل وسقطت دناته وقذائفه مركز قيادة اللواء فأصبت بشظية في رأسي كما أصيب رئيس أركان اللواء العقيد صلاح خورشيد وسقط أيضا الكثير من أفراد اللواء منهم رئيس فرع الكيمياء الذي استشهد بجواري ورغم إصابتي تمكنت من القفز والاحتماء داخل إحدى الحفر البرميلية ..ونجحنا باستخدام صواريخ "الضبع الأسود" من إيقاف العدوان الغاشم وإسقاط العديد من طائراته ولكن القوات الإسرائيلية نجحت في التسلل من الثغرة حتى وصلت إلى أبو سلطان وسرابيون ..وفشلت في اقتحام منطقة "نفيشه" بسبب المقاومة القوية لها...واختتم العقيد عادل حديث الذكريات قائلا:"الفضل في إعداد الجيش للحرب يعود للفريقين محمد فوزي وسعد الدين الشاذلي".