وزير الكهرباء: استراتيجية العمل تشمل مشروعات مستقبلية لضخ وتخزين الطاقة    التنمية المحلية: العقارات آمنة بسبب تطبيق كود الزلزال ضمن تراخيص البناء| خاص    من سيلتا فيجو لأورلاندو.. ريبيرو يكشف مسيرته وتطلعاته لقيادة الأهلي نحو مونديال الأندية    حريق توك توك داخل محطة وقود بالفيوم.. والحماية المدنية تُسيطر على الموقف    أشرف زكي يتقدم ببلاغ للنائب العام ضد صفحة على الفيس بوك    بعد النجاح الساحق.. طرح «سيكو سيكو» عبر أحدي المنصات في العيد    التزييف العميق للمحتوى الرقمي رسالة دكتوراه بجامعة سوهاج    عيد الأضحى 2025.. خطوات شواء اللحوم بطريقة صحية    أول تعليق من ريبيرو على رحيل مارسيل كولر من الأهلي    فيليبي ميلو: صلاح ويامال يستحقان الكرة الذهبية 2025    «إير كايرو» تُدشّن أولى رحلاتها بين الغردقة وعمّان لتعزيز حركة السياحة    لتقديم التهنئة والمشاركة في صكوك الأضاحي: وزير الأوقاف يستقبل رئيس الطائفة الإنجيلية والوفد المرافق له.. صور    فصيل يسمي نفسه كتائب الشهيد محمد الضيف يتبنى هجوما صاروخيا على إسرائيل من سوريا    كومان: مونديال الأندية "سخيف" ويدمّر اللاعبين    هل تكبيرات العيد واجبة أم سنة؟.. أمين الفتوى يُجيب    قبل عيد الأضحى 2025.. هل يمكن ذبح الأضحية خلال خطبة العيد؟    وزيرة البيئة: ما حدث في الإسكندرية نتيجة لتغير المناخ.. الاستعداد المبكر جنبنا كارثة    محافظ الدقهلية: 1161 مواطن استفادوا من القافلة الطبية المجانية    الرعاية الصحية بأسوان تتابع سير الخدمات الطبية بمستشفى المسلة    برلماني: توجيهات الرئيس للمجموعة الاقتصادية مرحلة جديدة أكثر تنافسية    حزب المؤتمر يقدم ورقة عمل لمجلس حقوق الانسان المصري حول تضمين المبادئ في برنامجه    فرص عمل للمصريين بالأردن براتب يصل إلى 350 دينار.. اعرف التفاصيل    الشيخ خالد الجندي: من يأكل أموال الناس بالباطل لا حج له    الأزهر للفتوى: الأضحية من الشاة تجزئ عن الشخص الواحد وعن أهل بيته مهما كثروا    «القاصد» يرأس لجنة اختيار عميد كلية التربية الرياضية بجامعة المنوفية    بعد هجومه على داعمي إسرائيل.. اعتقال زوجة وأطفال محمد سليمان في أمريكا    القاهرة الإخبارية: رصد إطلاق صاروخين من سوريا نحو الجولان المحتل    محافظ الدقهلية: الانتهاء من إنشاء ورفع كفاءة وتطوير 5 منتجعات سياحية    وزير الثقافة: تعليق تنفيذ قرار زيادة رسوم المصنفات الفنية والتعامل بالرسوم السابقة    أيام التشريق.. موعدها وحكم صيامها وأفضل العبادات بها    وزير العمل يلتقي مسؤولة ب"العمل الدولية" ويؤكد التزام مصر بمعاييرها    تشغيل عيادات التأمين الصحي بالدقهلية خلال عيد الأضحى المبارك.. تعرف على الأماكن والمواعيد    البورصة المصرية تقيد زيادة رأسمال شركة "يو للتمويل الاستهلاكي"    محافظ بني سويف يكرم الأمهات المثاليات بمسابقتي التنمية المحلية والتضامن    الخلود يقطع إعارة أليو ديانج ويعيده للأهلي قبل المونديال    وافدان جديدان يستعدان لتمثيل إنتر في كأس العالم للأندية    استشاري: الاتحاد الأوروبي بدأ التلويح للمعاملة بالمثل بعدما ضاعف ترامب الرسوم الجمركية    منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولى    المشدد 10 سنوات لعاطل لاتجاره في المخدرات بشبرا الخيمة    بيطري القليوبية: ضبط 25.5 طن لحوم ودواجن غير صالحة للاستهلاك خلال شهر    مانشستر يونايتد مستعد لتلقي عروض لبيع سانشو    وزير المالية: 50% من مستحقات الشركات في برنامج دعم الصادرات سيتم تسويتها من الضرائب أو الكهرباء    الاتحاد السكندري: عبدالعاطي استقال على «الفيسبوك».. والمغادرة غير مقبولة    تطهير وتعقيم ونظافة الأماكن المعدة لصلاة عيد الأضحي المبارك بالقاهرة    أول أيام عيد الأضحى المبارك.. بدء تطبيق المحاور المرورية الجديدة بمدينة الفيوم تجريبيًا    توجيهات مهمة من رئيس الوزراء بشأن التحركات الدبلوماسية    استعدادات مبكرة بجامعة القاهرة لاستقبال مكتب تنسيق القبول بالجامعات والمعاهد    رسالة دكتوراه تناقش تقييم جدوى تقنية الحقن الأسمنتي كعلاج فعال لكسور هشاشة العظام    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يهنئ رئيس الجمهورية وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    مهرجان إيزيس الدولي ينعى سيدة المسرح العربي سميحة أيوب    موعد ومكان جنازة الفنانة سميحة أيوب    "المطاعم السياحية": بحث ضرائب الملاهي الليلة وإطلاق شعار موحد للمنشأت    محمود عاشور يسافر إلى أمريكا اليوم للمشاركة في تحكيم كأس العالم للأندية    ضبط أصحاب شركة المقاولات المتورطة في التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر    درجات الحرارة اليوم الثلاثاء 3 يونيو 2025 فى القاهرة والمحافظات    من الصفائح التكتونية إلى الكوارث.. كيف تحدث الزلازل ؟    مدرسة وذاكرة.. سميحة أيوب امرأة جعلت من الخشبة بيتا ومن الفن وطنا.. عشقت الفن فى عمر ال 15عاما وتلقت الدروس الأولى على يد زكى طليمات.. أعمالها المسرحية بلغت 170 عملا وانقطعت عن السينما 30 سنة    مستشار الرئيس للشئون الصحية: مصر تشهد معدلات مرتفعة في استهلاك الأدوية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العميد أبو النجا يروي تفاصيل "رحلة جهنم" لإمداد قوات الصاعقة بالمؤن
من ذكريات حرب أكتوبر..
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 03 - 10 - 2014

"لم تستقبلني أمي في المنزل بعد النكسة وقالت لي:"خسرت البطن اللي جابتك".. بهذه العبارة تحدث العميد نبيل أبو النجا - أحد رجال الصاعقة- مؤكدا أن هذه الكلمات من والدته كان لها أكبر الأثر عليه، فأخذ عهدا على نفسه باستعادة سيناء مرة أخرى والأخذ بالثأر من العدو.
لم تكن هذه الروح التي ولدت لدى العميد نبيل أبو النجا خاصة به فقط ولكن كان هذا حال كل مقاتلي الجيش بأكمله وتعاهدوا جميعا على رفع رأس مصر عاليا أمام العالم.
ويقول العميد نبيل أبو النجا:" البطولات المصرية التي تجلت في الحرب شاهد على الابتكار والعبقرية المصرية.. لقد قمت بمهمة أقل ما توصف بأنها "رحلة إلى جهنم " فبعد أن حملت روحي على يدي قمت بالمهمة المستحيلة وهى الوصول لرجال الصاعقة خلف خطوط العدو لإمدادهم بالمؤن".
ويستعيد العميد أبو النجا شريط ذكرياته عن حرب أكتوبر، فيقول بعد أن تخرجت بالكلية الحربية والتحقت بإحدى الكتائب بأنشاص والتي كانت أول وحدة مصرية تقوم بعمليات خاصة ضد قوات العدو شرق القناة بعد النكسة.. ويضيف:" خلال حرب أكتوبر كنت مكلفا بمهمة عمل خلف خطوط العدو في الأراضي الجبلية..فقد تلقت أحد كتائب الصاعقة مهمة قتالية لتنفيذ كمائن في المضايق الجبلية ضد قوات العدو المدرعة..واستمروا في التدريب على العمل ليلا ونهارا في ظروف شاقة باستخدام الذخيرة الحية وعلي أهداف مشابهة تماما للمعركة المستقبلية".
وتابع:"تم نقل الكتيبة بعدد من طائرات الهيلكوبتر إلى مضيق رأس سدر شرق القناة وبعمق من 50 إلى 70 كيلو مترا تحت ستر مظلة جوية ..وقامت الكتيبة بمجرد وصولها للمنطقة الجبلية بتنظيم الكمائن من مدخل المضيق لمنطقة صدر الحيطان وذلك لتدمير لواء مدرع الإسرائيلي ومنعه من التقدم وكان من المخطط أيضا بقاء الكتيبة في مواقعها على المضيق عقب تنفيذ المهمة وتدمير عناصر اللواء المدرع المعادي حتى يتم الوصول إليها عن طريق عناصر من أحد ألوية المشاة بالجيش الثالث الميداني وبالفعل وصلت قوات الصاعقة في المكان والتوقيت المحددين ..وصدرت لي التعليمات بضرورة تحقيق الاتصال برجال الكتيبة الذين وصلوا بنجاح لمضيق سدر والعمل على إمدادهم بالمؤن والذخيرة وذلك عن طريق طائرتي هيلكوبتر جهزتا لهذا الغرض وكل طائرة تحمل عشرة رجال وطبيبا".
وقال:"كان الموعد المحدد لإقلاع الطائرتين السابع من أكتوبر .. كانت عملية انتحارية لأنها تتم في عمق العدو .. واقترح القادة بدفع دورية بالجمال يتراوح عددها بين 15 إلى 20 جملا محملة بالمؤن والذخيرة بعد تعثر استخدام طائرات الهيلكوبتر.. وتتوغل الجمال في عمق العدو لمسافة سبعين كيلو مترا للوصول إلي مواقع الرجال ..وكان كلنا ثقة تامة بنجاح العملية على الرغم من أننا نعلم إننا في طريقنا للاستشهاد".
ويضيف العميد ابو النجا:"بدأت المهمة ومعي أربعة رجال من سلاح الحدود وبعض الهجانة من قبائل منطقة سدر من أجل توصيل المؤن والذخيرة إلى أبطال الصاعقة الموجودين خلف خطوط العدو..وتم تجهيز 20 جملا لهذه المهمة وتحميلها بالمؤن بمساعدة بعض أفراد الهجانة والبدو أصحاب الخبرة في الدروب الصحراوية وتم التنسيق مع عناصر الاستطلاع المصرية بخصوص النقاط التي يمكن التسلل منها بالجمال والتوغل في العمق بحذر شديد على أن يكون التحرك ليلا فقط والاختفاء نهارا حتى الوصول لمنطقة مضيق سدر والاتصال برجال الصاعقة".
عبر الضابط " أبو النجا" ورفاقه وجماله على المعديات وأتموا العبور في الثالثة والنصف فجر الأربعاء العاشر من أكتوبر بعد معاناة شديدة.. واندفعت "دورية الجمال" كما هو مخطط لها بمحاذاة شاطئ القناة وبعد ساعات قليلة رأي الرجال بالقرب منهم معركة شرسة بين وحدات مدرعة إسرائيلية تحاول الدخول للنقطة القوية في لسان بورتوفيق لفك حصارها وتصدت لها عناصر الجيش المصري مدعمة بأطقم الدبابات من الفرقة التاسعة عشر مشاة إحدى تشكيلات الجيش الثالث الميداني التي نجحت في تدمير بعض الدبابات وأجهزت قوات الصاعقة علي البقية من قوات العدو.
ويقول أبو النجا إنه حرص على التحصن نهارا في الحفر الناجمة عن القصف الصاروخي الجوي والمدفعي وفقدوا 14 جمل في الطريق إلى أن شاهدوا سيارة مياه تقوم بإمداد عناصر مصرية وهنا تذكر الجميع أنهم لم يذوقوا طعم النوم أو الطعام أو الشراب منذ الرابعة عصر الثلاثاء التاسع من أكتوبر، ولكنهم رفضوا أن يشربوا مياها من الإمدادات واستعانوا بعصارة نبات السيال الموجود على امتداد خط السير وفضلوا العطش علي أخذ المؤن التي كان الفرقة المصرية في انتظارها .. ويشير إلى أنهم استطاعوا الحصول على المعلومات اللازمة لمواصلة الرحلة إلى الهدف وكان الخطر الأكبر هو عدم وجود خريطة محدد للألغام في المنطقة خاصة أن العدو كان ينشر الألغام بكثافة.
وفي تمام العاشرة مساء الأربعاء العاشر من أكتوبر وصلت الدورية إلي بداية الطريق الإسفلتي المؤدي لرأس سدر وجنوب سيناء وتقدمت بمنتهي الحذر وبعد دقائق معدودة كان هناك اشتباك بين قوات العدو وعناصر أحد الأولوية المصرية وحاصرت النيران الرجال من كل جانب ورغم ذلك تقدموا في خط سيرهم وواجهتهم عربة إسرائيلية بطلقات الهاون نتج عنه فرار الجمال لمنطقة وعرة وفقدت الدورية جملا آخر ليصبح العدد المتبقي خمسة جمال فقط ولم يجدوا هناك مفرا من التحرك علي الجانب الأيسر وكانت مخاطرة غير مأمونة العواقب وبالفعل وجدت الدورية نفسها في مواجهة سرية دبابات إسرائيلية ولكنها تحركت بعيدا عنها وبسرعة فائقة وكفاءة في التخفي.
ومع أول ضوء ليوم الخميس الحادي عشر من أكتوبر وفي تمام السادسة صباحا سمع رجال الدورية أثناء اختبائهم صوت طائرات استطلاع العدو الجوي، وعلى الفور هرولوا جميعا إلى مكان يستطيعون منه المراقبة ووجد أحد الجنود يطلق النيران من الطائرة علي المناطق التي مروا منها ومن خلفها طائرة أخرى تقوم بإحراق الأراضي بالنابلم ويركزون علي خط سير الدورية فأعطي أبوالنجا أوامره للرجال بمغادرة الأماكن المختبئين فيها ولبس فروة خروف في الأقدام حتى لا تترك أثًرا ولم تمض سوي 15 دقيقة على مغادرة المكان حتى قامت طائرات فانتوم بتدميره .. وبحلول آخر ضوء يوم الخميس الحادي عشر من أكتوبر أصدر أبوالنجا أوامره للدورية بالاستعداد للتحرك وكان يتبقي علي الوصول للمضيق 23 كيلو مترا.
واستمر أبو النجا طوال يوم الجمعة الثاني عشر من أكتوبر يتابع الموقف ويرصد نشاط العدو في المنطقة ويحاول تحديد ثغرة يمكن للدورية العبور منها نحو الرجال وعاد إلى الدورية ليجد عددا كبيرا من الإبل ووجد أمامه أحد شيوخ البدو واتفق أبو النجا مع الشيخ على الذهاب للمضيق لاستطلاع الموقف مرة أخرى، وقرر الانتقال لمكان آخر على بعد نحو خمسة كيلو مترات في منطقة كثيفة بالأعشاب حتى أول ضوء في اليوم التالي.
وعاد الشيخ البدوي وطمأن أبو النجا بأن كل شيء علي ما يرام فتم تقسيم القافلة نصفين يسلك كل منهما طريقا منفصلا وذلك لتوزيع المخاطر، وقبل فجر الأحد الرابع عشر من أكتوبر وصلت الجمال التي كان يقود أحدهما الشيخ السيناوي والأخرى ابنه إلى رجال الصاعقة وأوصلا المؤن والسلاح إلى الرجال .
"لم تستقبلني أمي في المنزل بعد النكسة وقالت لي:"خسرت البطن اللي جابتك".. بهذه العبارة تحدث العميد نبيل أبو النجا - أحد رجال الصاعقة- مؤكدا أن هذه الكلمات من والدته كان لها أكبر الأثر عليه، فأخذ عهدا على نفسه باستعادة سيناء مرة أخرى والأخذ بالثأر من العدو.
لم تكن هذه الروح التي ولدت لدى العميد نبيل أبو النجا خاصة به فقط ولكن كان هذا حال كل مقاتلي الجيش بأكمله وتعاهدوا جميعا على رفع رأس مصر عاليا أمام العالم.
ويقول العميد نبيل أبو النجا:" البطولات المصرية التي تجلت في الحرب شاهد على الابتكار والعبقرية المصرية.. لقد قمت بمهمة أقل ما توصف بأنها "رحلة إلى جهنم " فبعد أن حملت روحي على يدي قمت بالمهمة المستحيلة وهى الوصول لرجال الصاعقة خلف خطوط العدو لإمدادهم بالمؤن".
ويستعيد العميد أبو النجا شريط ذكرياته عن حرب أكتوبر، فيقول بعد أن تخرجت بالكلية الحربية والتحقت بإحدى الكتائب بأنشاص والتي كانت أول وحدة مصرية تقوم بعمليات خاصة ضد قوات العدو شرق القناة بعد النكسة.. ويضيف:" خلال حرب أكتوبر كنت مكلفا بمهمة عمل خلف خطوط العدو في الأراضي الجبلية..فقد تلقت أحد كتائب الصاعقة مهمة قتالية لتنفيذ كمائن في المضايق الجبلية ضد قوات العدو المدرعة..واستمروا في التدريب على العمل ليلا ونهارا في ظروف شاقة باستخدام الذخيرة الحية وعلي أهداف مشابهة تماما للمعركة المستقبلية".
وتابع:"تم نقل الكتيبة بعدد من طائرات الهيلكوبتر إلى مضيق رأس سدر شرق القناة وبعمق من 50 إلى 70 كيلو مترا تحت ستر مظلة جوية ..وقامت الكتيبة بمجرد وصولها للمنطقة الجبلية بتنظيم الكمائن من مدخل المضيق لمنطقة صدر الحيطان وذلك لتدمير لواء مدرع الإسرائيلي ومنعه من التقدم وكان من المخطط أيضا بقاء الكتيبة في مواقعها على المضيق عقب تنفيذ المهمة وتدمير عناصر اللواء المدرع المعادي حتى يتم الوصول إليها عن طريق عناصر من أحد ألوية المشاة بالجيش الثالث الميداني وبالفعل وصلت قوات الصاعقة في المكان والتوقيت المحددين ..وصدرت لي التعليمات بضرورة تحقيق الاتصال برجال الكتيبة الذين وصلوا بنجاح لمضيق سدر والعمل على إمدادهم بالمؤن والذخيرة وذلك عن طريق طائرتي هيلكوبتر جهزتا لهذا الغرض وكل طائرة تحمل عشرة رجال وطبيبا".
وقال:"كان الموعد المحدد لإقلاع الطائرتين السابع من أكتوبر .. كانت عملية انتحارية لأنها تتم في عمق العدو .. واقترح القادة بدفع دورية بالجمال يتراوح عددها بين 15 إلى 20 جملا محملة بالمؤن والذخيرة بعد تعثر استخدام طائرات الهيلكوبتر.. وتتوغل الجمال في عمق العدو لمسافة سبعين كيلو مترا للوصول إلي مواقع الرجال ..وكان كلنا ثقة تامة بنجاح العملية على الرغم من أننا نعلم إننا في طريقنا للاستشهاد".
ويضيف العميد ابو النجا:"بدأت المهمة ومعي أربعة رجال من سلاح الحدود وبعض الهجانة من قبائل منطقة سدر من أجل توصيل المؤن والذخيرة إلى أبطال الصاعقة الموجودين خلف خطوط العدو..وتم تجهيز 20 جملا لهذه المهمة وتحميلها بالمؤن بمساعدة بعض أفراد الهجانة والبدو أصحاب الخبرة في الدروب الصحراوية وتم التنسيق مع عناصر الاستطلاع المصرية بخصوص النقاط التي يمكن التسلل منها بالجمال والتوغل في العمق بحذر شديد على أن يكون التحرك ليلا فقط والاختفاء نهارا حتى الوصول لمنطقة مضيق سدر والاتصال برجال الصاعقة".
عبر الضابط " أبو النجا" ورفاقه وجماله على المعديات وأتموا العبور في الثالثة والنصف فجر الأربعاء العاشر من أكتوبر بعد معاناة شديدة.. واندفعت "دورية الجمال" كما هو مخطط لها بمحاذاة شاطئ القناة وبعد ساعات قليلة رأي الرجال بالقرب منهم معركة شرسة بين وحدات مدرعة إسرائيلية تحاول الدخول للنقطة القوية في لسان بورتوفيق لفك حصارها وتصدت لها عناصر الجيش المصري مدعمة بأطقم الدبابات من الفرقة التاسعة عشر مشاة إحدى تشكيلات الجيش الثالث الميداني التي نجحت في تدمير بعض الدبابات وأجهزت قوات الصاعقة علي البقية من قوات العدو.
ويقول أبو النجا إنه حرص على التحصن نهارا في الحفر الناجمة عن القصف الصاروخي الجوي والمدفعي وفقدوا 14 جمل في الطريق إلى أن شاهدوا سيارة مياه تقوم بإمداد عناصر مصرية وهنا تذكر الجميع أنهم لم يذوقوا طعم النوم أو الطعام أو الشراب منذ الرابعة عصر الثلاثاء التاسع من أكتوبر، ولكنهم رفضوا أن يشربوا مياها من الإمدادات واستعانوا بعصارة نبات السيال الموجود على امتداد خط السير وفضلوا العطش علي أخذ المؤن التي كان الفرقة المصرية في انتظارها .. ويشير إلى أنهم استطاعوا الحصول على المعلومات اللازمة لمواصلة الرحلة إلى الهدف وكان الخطر الأكبر هو عدم وجود خريطة محدد للألغام في المنطقة خاصة أن العدو كان ينشر الألغام بكثافة.
وفي تمام العاشرة مساء الأربعاء العاشر من أكتوبر وصلت الدورية إلي بداية الطريق الإسفلتي المؤدي لرأس سدر وجنوب سيناء وتقدمت بمنتهي الحذر وبعد دقائق معدودة كان هناك اشتباك بين قوات العدو وعناصر أحد الأولوية المصرية وحاصرت النيران الرجال من كل جانب ورغم ذلك تقدموا في خط سيرهم وواجهتهم عربة إسرائيلية بطلقات الهاون نتج عنه فرار الجمال لمنطقة وعرة وفقدت الدورية جملا آخر ليصبح العدد المتبقي خمسة جمال فقط ولم يجدوا هناك مفرا من التحرك علي الجانب الأيسر وكانت مخاطرة غير مأمونة العواقب وبالفعل وجدت الدورية نفسها في مواجهة سرية دبابات إسرائيلية ولكنها تحركت بعيدا عنها وبسرعة فائقة وكفاءة في التخفي.
ومع أول ضوء ليوم الخميس الحادي عشر من أكتوبر وفي تمام السادسة صباحا سمع رجال الدورية أثناء اختبائهم صوت طائرات استطلاع العدو الجوي، وعلى الفور هرولوا جميعا إلى مكان يستطيعون منه المراقبة ووجد أحد الجنود يطلق النيران من الطائرة علي المناطق التي مروا منها ومن خلفها طائرة أخرى تقوم بإحراق الأراضي بالنابلم ويركزون علي خط سير الدورية فأعطي أبوالنجا أوامره للرجال بمغادرة الأماكن المختبئين فيها ولبس فروة خروف في الأقدام حتى لا تترك أثًرا ولم تمض سوي 15 دقيقة على مغادرة المكان حتى قامت طائرات فانتوم بتدميره .. وبحلول آخر ضوء يوم الخميس الحادي عشر من أكتوبر أصدر أبوالنجا أوامره للدورية بالاستعداد للتحرك وكان يتبقي علي الوصول للمضيق 23 كيلو مترا.
واستمر أبو النجا طوال يوم الجمعة الثاني عشر من أكتوبر يتابع الموقف ويرصد نشاط العدو في المنطقة ويحاول تحديد ثغرة يمكن للدورية العبور منها نحو الرجال وعاد إلى الدورية ليجد عددا كبيرا من الإبل ووجد أمامه أحد شيوخ البدو واتفق أبو النجا مع الشيخ على الذهاب للمضيق لاستطلاع الموقف مرة أخرى، وقرر الانتقال لمكان آخر على بعد نحو خمسة كيلو مترات في منطقة كثيفة بالأعشاب حتى أول ضوء في اليوم التالي.
وعاد الشيخ البدوي وطمأن أبو النجا بأن كل شيء علي ما يرام فتم تقسيم القافلة نصفين يسلك كل منهما طريقا منفصلا وذلك لتوزيع المخاطر، وقبل فجر الأحد الرابع عشر من أكتوبر وصلت الجمال التي كان يقود أحدهما الشيخ السيناوي والأخرى ابنه إلى رجال الصاعقة وأوصلا المؤن والسلاح إلى الرجال .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.