أول تعليق من هيثم الحريرى على سبب استبعاده من انتخابات النواب    طب قصر العيني تناقش تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي    نائب وزير المالية: دين أجهزة الموازنة انخفض بأكثر من 10٪؜ من الناتج المحلي    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة المصرية بعد مرور 90 دقيقة من بدء التداولات    رسائل قوية من السيسي خلال افتتاح منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة    خماسية النصر نهاية مشوار جوزيه جوميز مع الفتح السعودي؟    الذكاء الاصطناعي يتوقع نتيجة مباراة ليفربول ضد مانشستر يونايتد    الداخلية تضبط تجار عملة بتعاملات غير مشروعة تجاوزت 12 مليون جنيه    كيت بلانشيت في الجلسة الحوارية بمهرجان الجونة : اللاجئين يمنحونى الأمل والإلهام وطورنا صندوق دعمهم    السياحة: استمرار إتاحة الجولة الافتراضية لكنوز توت عنخ آمون بمتحف التحرير (رابط مباشر)    الرعاية الصحية: إنشاء إطار إقليمي موحد لدعم أداء المنشآت الصحية مقره مدينة شرم الشيخ    بوتين اشترط خلال اتصاله مع ترامب تسليم أوكرانيا أراضٍ رئيسية لإنهاء الحرب    بعد الزيادة الأخيرة.. الوادي الجديد تعلن تفاصيل سعر أسطوانات البوتاجاز بالمراكز والقرى    وصول بعثة الأهلي إلى مصر عقب الفوز على بطل بوروندي (صور)    خاص.. أول تعليق من والد خوان بيزيرا على دعم جمهور الزمالك في مباراة ديكيداها بكأس الكونفدرالية    مواعيد مباريات اليوم الأحد 19 أكتوبر والقنوات الناقلة    لماذا يعد الاعتداء على المال العام أشد حرمة؟.. متحدث وزارة الأوقاف يوضح    قصر العيني يدعو لتسريع رقمنة البيانات في المؤتمر الدولي الأول لجامعة القاهرة    افتتاح أعمال النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 19-10-2025 في محافظة الأقصر    إطلاق قافلة زاد العزة ال53 إلى غزة بحمولة 8500 طن مساعدات    «عبدالغفار» يشهد توقيع وثيقة استراتيجية التعاون القُطري بين مصر و«الصحة العالمية»    متحدث الصحة: مبادرة صحة الرئة قدمت أكثر من 55 ألف خدمة للمواطنين    أمل جديد .. طرح أول لقاح يحمى من الإيدز بنسبة 100% يؤخذ مرة كل شهرين    خروج 6 مصابين بعد تلقى العلاج فى حادث انقلاب سيارة وإصابة 13 بالمنيا    حكم الوضوء قبل النوم والطعام ومعاودة الجماع.. دار الإفتاء توضح رأي الشرع بالتفصيل    دعاء الفجر| اللهم جبرًا يتعجب له أهل الأرض وأهل السماء    نقيب الصحفيين: بلاغ لوزير الداخلية ووقائع التحقيق مع الزميل محمد طاهر «انتهاك صريح لقانون النقابة»    أحمد العوضي يحقق أمنية طفلة محاربة للسرطان بالتمثيل في فيلمه مع مي عمر    أحمد سعد يغادر إلى ألمانيا بطائرته الخاصة استعدادًا لحفله المنتظر    بوني يقود إنتر لانتصار ثمين على روما في كلاسيكو الكالتشيو    «العمل العربية» تشارك في الدورة ال72 للجنة الإقليمية بالصحة العالمية    شبانة: أداء اليمين أمام مجلس الشيوخ مسئولية لخدمة الوطن والمواطن    وزارة السياحة والآثار تنفي التقدّم ببلاغ ضد أحد الصحفيين    مصرع عروسين اختناقًا بالغاز داخل شقتهما ليلة الزفاف بمدينة بدر    نتنياهو: الحرب ستنتهي بعد تنفيذ المرحلة الثانية بما يشمل نزع سلاح حماس    ترامب: دمرنا غواصة ضخمة تهرب مخدرات كانت في طريقها للولايات المتحدة    حنان مطاوع تخوض سباق رمضان 2026 بمسلسل "المصيدة"    المشدد 15 سنة لمتهمين بحيازة مخدر الحشيش في الإسكندرية    استعدوا لأشد نوات الشتاء 2026.. الإسكندرية على موعد مع نوة الصليب (أبرز 10 معلومات)    100 فكرة انتخابية لكتابة برنامج حقيقي يخدم الوطن    «زي النهارده».. توقيع اتفاقية الجلاء 19 أكتوبر 1954    «الشيوخ» يبدأ فصلًا تشريعيًا جديدًا.. وعصام الدين فريد رئيسًا للمجلس بالتزكية    بعد هبوط الأخضر بالبنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19-10-2025    ارتفاع يصل إلى 37 جنيهًا في الضاني والبتلو، أسعار اللحوم اليوم بالأسواق    جدول ترتيب الدوري السعودي بعد خماسية النصر.. موقف الهلال والفتح    وائل جسار: فخور بوجودي في مصر الحبيبة وتحية كبيرة للجيش المصري    لا تتردد في استخدام حدسك.. حظ برج الدلو اليوم 19 أكتوبر    أحمد ربيع: نحاول عمل كل شيء لإسعاد جماهير الزمالك    «سيوافقان على الانضمام».. عمرو الحديدي يطالب الأهلي بالتعاقد مع ثنائي بيراميدز    أسعار طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025    محمود سعد يكشف دعاء السيدة نفيسة لفك الكرب: جاءتني الألطاف تسعى بالفرج    غضب ومشادات بسبب رفع «الأجرة» أعلى من النسب المقررة    الخارجية الأميركية تزعم نية حماس شن هجوم واسع ضد مواطني غزة وتحذر من انتهاك وقف إطلاق النار    شبورة كثيفة وسحب منخفضة.. بيان مهم من الأرصاد الجوية بشأن طقس مطروح    رابط المكتبة الإلكترونية لوزارة التعليم 2025-2026.. فيديوهات وتقييمات وكتب دراسية في مكان واحد    تفاصيل محاكمة المتهمين في قضية خلية مدينة نصر    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في تحالف نادر.. الشيعة ينضمون للسنة دفاعا عن مدن عراقية
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 03 - 10 - 2014

عندما حاول مقاتلو الدولة الإسلامية اقتحام مدينة الضلوعية التي تقع على نهر دجلة هذا الأسبوع تصدى لهم تحالف نادر من مقاتلي العشائر السنية في المدينة والشيعة من مدينة بلد على الضفة الأخرى من النهر.
بدأ الهجوم الثلاثاء الماضي واستمر حتى الخميس وكان واحدا من عدة معارك كبيرة في الأيام الماضية انضمت خلالها عشائر سنية إلى الميليشيات الموالية للحكومة ضد المقاتلين الإسلاميين وهو ما تأمل بغداد وواشنطن أن يكون علامة على تعاون متزايد بين الطوائف العراقية لإنقاذ البلاد.
إلى الشمال قاتلت عشيرة سنية قوية أخرى بجانب القوات الكردية لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية من ربيعة وهي بلدة تسيطر على إحدى نقاط التفتيش الرئيسية على الحدود مع سوريا والتي يستخدمها مقاتلو الدولة الإسلامية الذين يتدفقون عبر الحدود من سوريا.
في غرب العراق قاتلت عشائر سنية إلى جانب القوات الحكومية في هيت التي استولى عليها مقاتلو الدولة الإسلامية يوم الخميس وحدث الشيء نفسه في حديثة التي يوجد بها سد إستراتيجي على نهر الفرات.
مثل هذه التحالفات المحلية لا يزال نادرا، ففي معظم المناطق السنية بالعراق أظهرت العشائر قليلا من التحول ضد المقاتلين الإسلاميين مثلما حدث عندما جندتها الولايات المتحدة فيما سمي "مجالس الصحوة" عامي 2006 و2007، وكذلك فإن الكثيرين من قادة "مجالس الصحوة" اعتقلتهم بغداد في وقت لاحق وهو ما رآه السنة خيانة.
العداء الطائفي والعرقي عميق بعد عشر سنوات من الحرب الأهلية التي مست كل أسرة عراقية وجعلت من الصعب على السنة والشيعة والأكراد أن يثقوا بعضهم في بعض.
لكن بعد شهرين من حملة القصف الجوي التي تقودها الولايات المتحدة قدمت معارك الأسبوع الحالي أقوى العلامات الأولى على ما تأمل واشنطن وبغداد أن يكون إحياء للتحالف مع العشائر في سبيل التصدي للدولة الإسلامية.
يدافعون عن أسرهم
الضلوعية مدينة صغيرة على نهر دجلة ويمر بها طريق سريع يربط بين الجنوب والشمال وهو ما يجعلها واحدة من المحطات الأخيرة المحتملة للمقاتلين الذين يحاولون مهاجمة بغداد من الشمال.
عندما وصل مقاتلو الدولة الإسلامية في يونيو حزيران رفض افراد عشيرة الجبور طلبهم تسليم أكثر من 35 من ضباط الأمن المحليين. ومنذ ذلك الوقت وقعت هجمات وهجمات مضادة حوصر خلالها معظم رجال العشيرة السنية داخل المدينة. وفي وقت لم يجد فيه رجال العشيرة السنية مخرجا بدأ السكان في مدينة بلد على الضفة الأخرى من النهر والتي تسكنها أغلبية شيعية في مد يد العون لهم.
قال عبد الله محمد وهو مقاتل من عشيرة الجبور "ليس لنا منفذ الآن ماعدا القوارب التي تذهب إلى بلد المكان الوحيد الذي يساعدنا. أهل بلد ساعدونا بالطعام والذخيرة والسلاح واستقبال المصابين."
وقال تركي خلف تركي رئيس المجلس البلدي في الضلوعية إن هذا التعاون يمكن أن يكون نموذجا يحتذى للعراق. وأضاف ان نقطة البداية لوحدة العراق ستكون هي الضلوعية التي أرادت الوحدة بينما أرادت الدولة الإسلامية الفرقة.
وشن مقاتلو الدولة الإسلامية، الثلاثاء، ما بدا أنه هجوم منسق للاستيلاء على المدينة نهائيا. وقال العقيد حسين الجبوري من قوة الشرطة في الضلوعية إن المقاتلين الإسلاميين ضربوا المدينة من الجانبين الشرقي والشمالي مستخدمين قذائف المورتر وآر.بي.جي والبنادق الآلية والقنابل اليدوية.
وقال لرويترز "استطعنا أن نوقفهم" وكانت معنويات الناس عالية لأنهم كانوا يدافعون عن مدينتهم وأسرهم. وأضاف أن المدينة كانت تتعرض لهجوم بقذائف المورتر في الوقت الذي يتحدث فيه. وقتل تسعة من السكان وأربعة مقاتلين.
وعلى الجانب الآخر من النهر شن المقاتلون الإسلاميون أيضا هجوما على مدينة بلد قرب ضريح شيعي وهو ما كان يمكن أن يسمح لهم بحصار الضلوعية من الجهات الأربع. وقال أبو غيث وهو شيخ شيعي صاحب نفوذ إن مقاتلي بلد دافعوا عن المكان لمساعدة رجال العشائر في الضلوعية.
وقال "لو سيطروا على هذه المنطقة لا قدر الله لاختنقت الضلوعية ولكان من الصبح علينا مد يد العون."
تعاون كامل
هذا التعاون السني الشيعي نادر لكنه ليس حالة فريدة.
في الشمال ساعد أفراد عشيرة الشمر القوات الكردية "البشمركة" في الاستيلاء على ربيعة يوم الثلاثاء وهي نقطة العبور الرئيسية بين شمال العراق والأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شرق سوريا.
وقال عبد الله ياور وهو عضو بارز في العشيرة التي كانت علاقتها مريرة لوقت طويل مع الأكراد إنه يجري مفاوضات لإقامة تحالف مع زعيم كردستان العراق مسعود برزاني منذ اجتياح مقاتلي الدولة الإسلامية لمدينة الموصل أكبر مدن شمال العراق في يونيو حزيران.
قبل هجوم الأكراد هذا الأسبوع على ربيعة اتصل ياور بسكان البلدة لإبلاغهم بأن القوات المهاجمة "صديقة"، وقال لرويترز "كل الشمر مع البشمركة وبيننا تعاون كامل."
في هيت التي تقع على نهر الفرات غربي بغداد والتي سقطت في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية هذا الأسبوع ذكرت أنباء أن عشيرة البونمر اشتبكت مع مسلحي التنظيم. وقال أحد أفراد العشيرة طالبا ألا ينشر اسمه إنهم فعلوا ذلك "عندما رأينا مقاتلي الدولة الإسلامية يقتلون المدنيين والأبرياء ويدمرون المنازل. بل إنهم أخذوا بعض رجالنا ولا نعرف مصيرهم إلى الآن."
وأضاف "عندما اكتشفنا سلوكهم وأعمالهم المناقضة لتعاليم الإسلام قررنا أن نقف ضدهم وقررنا أن نقاتل أي احد يقف ضد الجيش والحكومة."
وفي حديثة التي تجاور سدا استراتيجيا على الفرات إلى الغرب من هيت تحالفت عشيرة الجغيفي أيضا مغ قوات الأمن لصد عدة هجمات شنتها الدولة الإسلامية.
وقال إحسان الشمري وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة بغداد إنه يرى ما حدث صدى لمجالس الصحوة في عامي 2006 و2007. وأضاف "أعتقد أنه يمثل تحولا كبيرا في قتال الدولة الإسلامية على مستوى المجتمع العراقي."
هذا يعني الحرب
في الضلوعية كان الأمل يحدو قادة عشيرة الجبور في باديء الأمر أن يتجنبوا الاشتباك مع الدولة الإسلامية عندما اقتحم مقاتلوها ضواحي المدينة مستخدمين نحو 25 سيارة يوم 14 من يونيو حزيران بعد أربعة أيام من الاستيلاء على الموصل.
أبلغ المقاتلون سكان المدينة بأن هدفهم هو بغداد وأنهم لا يعتزمون القتال للسيطرة على الضلوعية، ويتذكر شرطي أنهم أعلنوا أنهم لا يريدون سوى دخول المدينة ليكون بإمكانهم إعلان أنهم اجتاحوها مشددين على أنهم سيرفعون أعلامهم على المباني وينصرفون.
كان الشيخ محمد خميس أحد قادة العشيرة من بين مجموعة من ممثلي المدينة اجتمعوا مع مقاتلين الدولة الإسلامية. وفي البدء وافق خميس على ترك المقاتلين يدخلون وذلك لحرصه على تجنب المواجهة.
وقال خميس إن المتمردين طلبوا تسليمهم 35 من ضباط الأمن في المدينة وعندها "عقدت العشيرة اجتماعا ورفضنا طلبهم وحملنا سلاحنا ضدهم." وأضاف "قالوا إن هذا يعني إعلان الحرب علينا." وبعد ذلك بدأت المعارك.
ويوم الخامس من يوليو شن المقاتلون الإسلاميون هجوما متعدد المحاور على المدينة ونسفوا جسرا خشبيا كان يربط بلد بالضلوعية، وتقول الشرطة إن 90 شخصا قتلوا وأصيب 400 آخرون منذ يونيو.
وأشاد ممثل للمرجع الشيعي ألأعلى آية الله علي السيستاني في إحدى خطبه بقرار رجال العشائر السنة الصمود أمام المقاتلين الإسلاميين داعيا الجيش لمساعدتهم.
كان من شأن تعاون سنة الضلوعية وشيعة بلد أن تغلب الناس في الجانبين على عداء طائفي أثارته سنوات عشر من الحرب الأهلية.
وقال أبو غيث الشيخ الشيعي في بلد الذي دعا أهل المدينة للوقوف إلى جانب أهل الضلوعية إن مقاتلين سنة قتلوا واحدا من أبنائه بالرصاص في 2008. لكن وصول مقاتلي الدولة الإسلامية أقنعه بالتغلب على عدائه لجيرانه السنة في مواجهة ما رآه خطرا أكبر.
وقال لرويترز "نعم أريد الثأر لمقتل ابني لكني أشعر بالحزن الآن عندما أسمع أن قصف مقاتلي الدولة الإسلامية استهدف أي قرية سنية." واضاف "رغم أن بلد استهدفت كثيرا في الماضي الآن أهل بلد يساعدون الضلوعية في هذه الأوقات العصيبة."
وتابع "استمرار هذه العلاقة من التعاون ليس سهلا إنه يحتاج إلى وقت وأن يطهر بعض الناس قلوبهم."
عندما حاول مقاتلو الدولة الإسلامية اقتحام مدينة الضلوعية التي تقع على نهر دجلة هذا الأسبوع تصدى لهم تحالف نادر من مقاتلي العشائر السنية في المدينة والشيعة من مدينة بلد على الضفة الأخرى من النهر.
بدأ الهجوم الثلاثاء الماضي واستمر حتى الخميس وكان واحدا من عدة معارك كبيرة في الأيام الماضية انضمت خلالها عشائر سنية إلى الميليشيات الموالية للحكومة ضد المقاتلين الإسلاميين وهو ما تأمل بغداد وواشنطن أن يكون علامة على تعاون متزايد بين الطوائف العراقية لإنقاذ البلاد.
إلى الشمال قاتلت عشيرة سنية قوية أخرى بجانب القوات الكردية لطرد مقاتلي الدولة الإسلامية من ربيعة وهي بلدة تسيطر على إحدى نقاط التفتيش الرئيسية على الحدود مع سوريا والتي يستخدمها مقاتلو الدولة الإسلامية الذين يتدفقون عبر الحدود من سوريا.
في غرب العراق قاتلت عشائر سنية إلى جانب القوات الحكومية في هيت التي استولى عليها مقاتلو الدولة الإسلامية يوم الخميس وحدث الشيء نفسه في حديثة التي يوجد بها سد إستراتيجي على نهر الفرات.
مثل هذه التحالفات المحلية لا يزال نادرا، ففي معظم المناطق السنية بالعراق أظهرت العشائر قليلا من التحول ضد المقاتلين الإسلاميين مثلما حدث عندما جندتها الولايات المتحدة فيما سمي "مجالس الصحوة" عامي 2006 و2007، وكذلك فإن الكثيرين من قادة "مجالس الصحوة" اعتقلتهم بغداد في وقت لاحق وهو ما رآه السنة خيانة.
العداء الطائفي والعرقي عميق بعد عشر سنوات من الحرب الأهلية التي مست كل أسرة عراقية وجعلت من الصعب على السنة والشيعة والأكراد أن يثقوا بعضهم في بعض.
لكن بعد شهرين من حملة القصف الجوي التي تقودها الولايات المتحدة قدمت معارك الأسبوع الحالي أقوى العلامات الأولى على ما تأمل واشنطن وبغداد أن يكون إحياء للتحالف مع العشائر في سبيل التصدي للدولة الإسلامية.
يدافعون عن أسرهم
الضلوعية مدينة صغيرة على نهر دجلة ويمر بها طريق سريع يربط بين الجنوب والشمال وهو ما يجعلها واحدة من المحطات الأخيرة المحتملة للمقاتلين الذين يحاولون مهاجمة بغداد من الشمال.
عندما وصل مقاتلو الدولة الإسلامية في يونيو حزيران رفض افراد عشيرة الجبور طلبهم تسليم أكثر من 35 من ضباط الأمن المحليين. ومنذ ذلك الوقت وقعت هجمات وهجمات مضادة حوصر خلالها معظم رجال العشيرة السنية داخل المدينة. وفي وقت لم يجد فيه رجال العشيرة السنية مخرجا بدأ السكان في مدينة بلد على الضفة الأخرى من النهر والتي تسكنها أغلبية شيعية في مد يد العون لهم.
قال عبد الله محمد وهو مقاتل من عشيرة الجبور "ليس لنا منفذ الآن ماعدا القوارب التي تذهب إلى بلد المكان الوحيد الذي يساعدنا. أهل بلد ساعدونا بالطعام والذخيرة والسلاح واستقبال المصابين."
وقال تركي خلف تركي رئيس المجلس البلدي في الضلوعية إن هذا التعاون يمكن أن يكون نموذجا يحتذى للعراق. وأضاف ان نقطة البداية لوحدة العراق ستكون هي الضلوعية التي أرادت الوحدة بينما أرادت الدولة الإسلامية الفرقة.
وشن مقاتلو الدولة الإسلامية، الثلاثاء، ما بدا أنه هجوم منسق للاستيلاء على المدينة نهائيا. وقال العقيد حسين الجبوري من قوة الشرطة في الضلوعية إن المقاتلين الإسلاميين ضربوا المدينة من الجانبين الشرقي والشمالي مستخدمين قذائف المورتر وآر.بي.جي والبنادق الآلية والقنابل اليدوية.
وقال لرويترز "استطعنا أن نوقفهم" وكانت معنويات الناس عالية لأنهم كانوا يدافعون عن مدينتهم وأسرهم. وأضاف أن المدينة كانت تتعرض لهجوم بقذائف المورتر في الوقت الذي يتحدث فيه. وقتل تسعة من السكان وأربعة مقاتلين.
وعلى الجانب الآخر من النهر شن المقاتلون الإسلاميون أيضا هجوما على مدينة بلد قرب ضريح شيعي وهو ما كان يمكن أن يسمح لهم بحصار الضلوعية من الجهات الأربع. وقال أبو غيث وهو شيخ شيعي صاحب نفوذ إن مقاتلي بلد دافعوا عن المكان لمساعدة رجال العشائر في الضلوعية.
وقال "لو سيطروا على هذه المنطقة لا قدر الله لاختنقت الضلوعية ولكان من الصبح علينا مد يد العون."
تعاون كامل
هذا التعاون السني الشيعي نادر لكنه ليس حالة فريدة.
في الشمال ساعد أفراد عشيرة الشمر القوات الكردية "البشمركة" في الاستيلاء على ربيعة يوم الثلاثاء وهي نقطة العبور الرئيسية بين شمال العراق والأراضي التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في شرق سوريا.
وقال عبد الله ياور وهو عضو بارز في العشيرة التي كانت علاقتها مريرة لوقت طويل مع الأكراد إنه يجري مفاوضات لإقامة تحالف مع زعيم كردستان العراق مسعود برزاني منذ اجتياح مقاتلي الدولة الإسلامية لمدينة الموصل أكبر مدن شمال العراق في يونيو حزيران.
قبل هجوم الأكراد هذا الأسبوع على ربيعة اتصل ياور بسكان البلدة لإبلاغهم بأن القوات المهاجمة "صديقة"، وقال لرويترز "كل الشمر مع البشمركة وبيننا تعاون كامل."
في هيت التي تقع على نهر الفرات غربي بغداد والتي سقطت في أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية هذا الأسبوع ذكرت أنباء أن عشيرة البونمر اشتبكت مع مسلحي التنظيم. وقال أحد أفراد العشيرة طالبا ألا ينشر اسمه إنهم فعلوا ذلك "عندما رأينا مقاتلي الدولة الإسلامية يقتلون المدنيين والأبرياء ويدمرون المنازل. بل إنهم أخذوا بعض رجالنا ولا نعرف مصيرهم إلى الآن."
وأضاف "عندما اكتشفنا سلوكهم وأعمالهم المناقضة لتعاليم الإسلام قررنا أن نقف ضدهم وقررنا أن نقاتل أي احد يقف ضد الجيش والحكومة."
وفي حديثة التي تجاور سدا استراتيجيا على الفرات إلى الغرب من هيت تحالفت عشيرة الجغيفي أيضا مغ قوات الأمن لصد عدة هجمات شنتها الدولة الإسلامية.
وقال إحسان الشمري وهو أستاذ للعلوم السياسية في جامعة بغداد إنه يرى ما حدث صدى لمجالس الصحوة في عامي 2006 و2007. وأضاف "أعتقد أنه يمثل تحولا كبيرا في قتال الدولة الإسلامية على مستوى المجتمع العراقي."
هذا يعني الحرب
في الضلوعية كان الأمل يحدو قادة عشيرة الجبور في باديء الأمر أن يتجنبوا الاشتباك مع الدولة الإسلامية عندما اقتحم مقاتلوها ضواحي المدينة مستخدمين نحو 25 سيارة يوم 14 من يونيو حزيران بعد أربعة أيام من الاستيلاء على الموصل.
أبلغ المقاتلون سكان المدينة بأن هدفهم هو بغداد وأنهم لا يعتزمون القتال للسيطرة على الضلوعية، ويتذكر شرطي أنهم أعلنوا أنهم لا يريدون سوى دخول المدينة ليكون بإمكانهم إعلان أنهم اجتاحوها مشددين على أنهم سيرفعون أعلامهم على المباني وينصرفون.
كان الشيخ محمد خميس أحد قادة العشيرة من بين مجموعة من ممثلي المدينة اجتمعوا مع مقاتلين الدولة الإسلامية. وفي البدء وافق خميس على ترك المقاتلين يدخلون وذلك لحرصه على تجنب المواجهة.
وقال خميس إن المتمردين طلبوا تسليمهم 35 من ضباط الأمن في المدينة وعندها "عقدت العشيرة اجتماعا ورفضنا طلبهم وحملنا سلاحنا ضدهم." وأضاف "قالوا إن هذا يعني إعلان الحرب علينا." وبعد ذلك بدأت المعارك.
ويوم الخامس من يوليو شن المقاتلون الإسلاميون هجوما متعدد المحاور على المدينة ونسفوا جسرا خشبيا كان يربط بلد بالضلوعية، وتقول الشرطة إن 90 شخصا قتلوا وأصيب 400 آخرون منذ يونيو.
وأشاد ممثل للمرجع الشيعي ألأعلى آية الله علي السيستاني في إحدى خطبه بقرار رجال العشائر السنة الصمود أمام المقاتلين الإسلاميين داعيا الجيش لمساعدتهم.
كان من شأن تعاون سنة الضلوعية وشيعة بلد أن تغلب الناس في الجانبين على عداء طائفي أثارته سنوات عشر من الحرب الأهلية.
وقال أبو غيث الشيخ الشيعي في بلد الذي دعا أهل المدينة للوقوف إلى جانب أهل الضلوعية إن مقاتلين سنة قتلوا واحدا من أبنائه بالرصاص في 2008. لكن وصول مقاتلي الدولة الإسلامية أقنعه بالتغلب على عدائه لجيرانه السنة في مواجهة ما رآه خطرا أكبر.
وقال لرويترز "نعم أريد الثأر لمقتل ابني لكني أشعر بالحزن الآن عندما أسمع أن قصف مقاتلي الدولة الإسلامية استهدف أي قرية سنية." واضاف "رغم أن بلد استهدفت كثيرا في الماضي الآن أهل بلد يساعدون الضلوعية في هذه الأوقات العصيبة."
وتابع "استمرار هذه العلاقة من التعاون ليس سهلا إنه يحتاج إلى وقت وأن يطهر بعض الناس قلوبهم."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.