طلاب صفوف النقل يواصلون أداء امتحانات نهاية العام    تراجع في البنوك اليوم.. «100 دينار ليبي بكم جنيه مصري؟»    أسعار بورصة الدواجن اليوم الخميس 9-5-2024.. «إليك آخر تحديث»    تراجع معدل التضخم إلى 31.8% خلال أبريل.. الحبوب والخبز والدواجن كلمة السر.. وهذه أبرز السلع التي شهدت ارتفاعًا    طوارئ بالسكك الحديد بالتزامن مع امتحانات نهاية العام    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الخميس    الرعاية الصحية: مشروع "EH-QIPS" أول نهج موحد لتحسين الجودة وسلامة المرضى بالمستشفيات    بايدن: نسعى للوصول لحل الدولتين وإعادة بناء قطاع غزة    مصادر: الغارة الإسرائيلية على لبنان استهدفت عناصر من قوة الرضوان لحزب الله    جماعة الحوثي اليمنية تعلن استهداف سفينتين إسرائيليتين في خليج عدن    مفاوضات القاهرة وثقافة الآباء والأبناء.. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية    من يتصدر؟.. ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مباريات اليوم الخميس 9- 5- 2024    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية في الدوري الممتاز والقناة الناقلة    انتشار أسئلة امتحان اللغة العربية للصف الثاني الثانوي عبر «التليجرام»    امتحانات الترم الثاني 2024| تداول الاسئلة والاجابات على جروبات الغش بتليجرام الآن    هدوء لجان امتحانات الترم الثاني 2024 بالمدارس|وغرف العمليات: لا شكاوى حتى الآن    «التعليم» توفر فرص عمل في المدارس الدولية للتكنولوجيا التطبيقية.. اعرف الشروط    رسالة دنيا سمير غانم إلى كريم عبد العزيز بعد وفاة والدته.. تعزية ودعاء    منة فضالي تعزي كريم عبد العزيز في وفاة والدته    مناهج الثانوية على «السامر» !    شقو يحتل المركز الثاني في شباك التذاكر.. حقق 338 ألف جنيه خلال 24 ساعة    الشيخ محمد رفعت.. قيثارة السماء ورائد مدرسة التلاوة (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-5-2024    طلب برلماني بوقف "تكوين".. تحذير من خطر الإلحاد والتطرف    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    مصدر مطلع: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار وهناك إشارات لنضوج الاتفاق    قراراتها محسوبة وطموحها عالٍ.. 7 صفات لامرأة برج الجدي تعكسها ياسمين عبدالعزيز    الرئاسة الفلسطينية: وحدة الأراضي خط أحمر ونلتزم بالقانون الدولي ومبادرة السلام العربية    مصدر مطلع: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهد المصري وصولا للاتفاق    علي جمعة: القلب له بابان.. وعلى كل مسلم بدء صفحة جديدة مع الله    الأهلي يخطف صفقة الزمالك.. والحسم بعد موقعة الترجي (تفاصيل)    محمد فضل يفجر مفاجأة: إمام عاشور وقع للأهلي قبل انتقاله للزمالك    حكم الحج لمن يسافر إلى السعودية بعقد عمل.. الإفتاء تجيب    بعد المخاوف العالمية من سلالة FLiRT.. ماذا نعرف عن أعراض الإصابة بها؟    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    جدول مواعيد قطع الكهرباء الجديدة في الإسكندرية (صور)    أحمد عيد عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    مصطفى خاطر يروج للحلقتين الأجدد من "البيت بيتي 2"    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    انتخاب أحمد أبو هشيمة عضوا بمجلس أمناء التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9 مايو في محافظات مصر    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    رايح يصالح زوجته أهلها ولعوا فيه بالبنزين.. محامي الضحية يكشف التفاصيل    6 طرق لعلاج احتباس الغازات في البطن بدون دواء    ارتفاع ضحايا حادث «صحراوي المنيا».. مصرع شخص وإصابة 13 آخرين    "الفجر" تنشر التقرير الطبي للطالبة "كارولين" ضحية تشويه جسدها داخل مدرسة في فيصل    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    رئيس هيئة المحطات النووية يهدي لوزير الكهرباء هدية رمزية من العملات التذكارية    محمود قاسم ل«البوابة نيوز»: السرب حدث فني تاريخي تناول قضية هامة    «جريشة» يعلق على اختيارات «الكاف» لحكام نهائي الكونفدرالية    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدالحكيم عبدالناصر: الشعب أنصف والدي في ثورة 30 يونيو

في منزله الأنيق بمصر الجديدة استقبلتي مرحبا بوجهه البشوش وأدبه الجم ، الذوق الراقي والألوان الدافئة أكثر ما يميز شقته الخالية من البذخ والمبالغة.
اللوحات الزيتية التي تزين الحائط تتصدرها صورة مرسومة بإتقان لوالده ومثله الأعلى الزعيم جمال عبد الناصر وفي أحد الأركان بيانو أسود اللون في الغالب هو نفس البيانو الذي كانت تقتنيه والدته.. فوقه مجموعة من الصور العائلية تتقدمها صورة والدته السيدة تحية كاظم وصور أخوته في مراحل مختلفة من أعمارهم مع الوالد الزعيم وصور عبد الناصر مع اشهر زعماء العالم في زمانه.
هو أصغر أبناء الزعيم الراحل سماه عبد الحكيم على اسم صديق عمره المشير عبد الحكيم عامر ولهذا ابتسم أمام سؤالي عن الاتهام المتكرر لعبد الناصر بمسئوليته عن موت المشير معلقا: لقد كان في مكانة العم بالنسبة لنا وسميت على اسمه ولكن هزيمة 1967 كانت مسئوليته كقائد للقوات المسلحة ومسئولية رئيس الجمهورية بالطبع فلماذا يتعجبون من إقدام قائد مهزوم على الانتحار خاصة أنه صعيدي ومعتز بنفسه؟.
حواري مع المهندس عبد الحكيم عبد الناصر يجمع ما بين ذكرياته العائلية والسياسة التي لا يعمل بها لكنها تشغله كمواطن وابن زعيم كبير..شارك في ثورة يناير و30 يونيو..صندوق ذكرياته يحوى الكثير لكنه حديث يثير شجونه ولهذا بدأت حواري معه بالأهداف المشتركة بين ثورة يوليو وثورة يناير..
- هناك أهدف مشتركة بين ثورة 23 يوليو الأم وثورة 25 يناير كيف وجدت هذا التشابه؟
في منزله الأنيق بمصر الجديدة استقبلتي مرحبا بوجهه البشوش وأدبه الجم ، الذوق الراقي والألوان الدافئة أكثر ما يميز شقته الخالية من البذخ والمبالغة.
اللوحات الزيتية التي تزين الحائط تتصدرها صورة مرسومة بإتقان لوالده ومثله الأعلى الزعيم جمال عبد الناصر وفي أحد الأركان بيانو أسود اللون في الغالب هو نفس البيانو الذي كانت تقتنيه والدته.. فوقه مجموعة من الصور العائلية تتقدمها صورة والدته السيدة تحية كاظم وصور أخوته في مراحل مختلفة من أعمارهم مع الوالد الزعيم وصور عبد الناصر مع اشهر زعماء العالم في زمانه.
هو أصغر أبناء الزعيم الراحل سماه عبد الحكيم على اسم صديق عمره المشير عبد الحكيم عامر ولهذا ابتسم أمام سؤالي عن الاتهام المتكرر لعبد الناصر بمسئوليته عن موت المشير معلقا: لقد كان في مكانة العم بالنسبة لنا وسميت على اسمه ولكن هزيمة 1967 كانت مسئوليته كقائد للقوات المسلحة ومسئولية رئيس الجمهورية بالطبع فلماذا يتعجبون من إقدام قائد مهزوم على الانتحار خاصة أنه صعيدي ومعتز بنفسه؟.
حواري مع المهندس عبد الحكيم عبد الناصر يجمع ما بين ذكرياته العائلية والسياسة التي لا يعمل بها لكنها تشغله كمواطن وابن زعيم كبير..شارك في ثورة يناير و30 يونيو..صندوق ذكرياته يحوى الكثير لكنه حديث يثير شجونه ولهذا بدأت حواري معه بالأهداف المشتركة بين ثورة يوليو وثورة يناير..
- هناك أهدف مشتركة بين ثورة 23 يوليو الأم وثورة 25 يناير كيف وجدت هذا التشابه؟
هي نفس أهداف ثورة يناير فثورة 1952 قامت لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني وفي يناير أراد الشعب تحرير مصر من الهيمنة الامريكية التي أعطاها بعض حكام مصر 99% من اوراق قضايا العرب طواعية،أما العدالة الاجتماعية فقد قامت ثورة 1952 للقضاء على مجتمع النصف بالمائة وعندما ارتفع عدد المليارديرات وازداد الفقر وانكمشت الطبقة الوسطى قام الشعب مطالبا بحقه في ثروة بلاده واستعادة كرامته الانسانية بتطبيق القانون على الجميع بدون تمييز ، واستقلال الارادة الوطنية التي كرستها ثورة 30 يونيو بحيث لا تملي علينا اي دولة قرارات تمس سيادتنا بعد ان اكتشفنا ان مبارك كان كنزا استراتيجيا للعدو الصهيوني ولكننا شعب يستجيب للتحديات بدليل عندما حاصر الاستعمار مصر بأكبر اساطيل العالم فتحديناهم وبنينا أكبر مشروع وهو السد العالي وبنينا اكبر قلعة صناعية وأدخلنا صناعات ثقيلة مثل الحديد والصلب والالومنيوم والمراجل البخارية والمنسوجات وحققنا نسب نمو اقتصادي غير مسبوقة ولولا هذا لما استطعنا اجتياز الهزيمة العسكرية في 1967 ثم بدأت حرب الاستنزاف التي كانت مقدمة لانتصار1973.
- ما سبب حملة التشويه التي تعرض لها الزعيم جمال عبد الناصر بعد وفاته؟
كانت حملة مدر وسة قادها اعدائه وعلى رأسهم الصهيونية العالمية والامبريالية والبلاد العربية الرجعية التي رأت ان مشروعاته ضد مصالحها ولكن الشعب المصري في ثورة 25 يناير و30 يونيو أنصف جمال عبد الناصر أمام محاولات تزوير تاريخه ورفعوا صوره بعد أكثر من اربعين عاما من وفاته والغريب أن اكثرهم كانوا من الشباب الذين ولدوا بعد وفاته وهذا دليل على أن المباديء لا تموت.
- لماذا تشعر بأن عيد الفلاح مناسبة هامة؟
عيد الفلاح 9 سبتمبر كان مناسبة فارقة في تاريخ مصر هو يوم صدور قانون الاصلاح الزراعي واعتبره يوم عيد ثورة 23 يوليو فالتطبيق الرئيسي هو الاصلاح الزراعي الذي جعل الانجليز يعترفون انه ليس انقلابا ولكنها ثورة لأنها بدأت تحقق أهدافها على الأرض وأظهرت انحيازها للفقراء والمهمشين وكانت المرة الأولى التي يتملك فيها الفلاح أرضه.
- كم فلاحا استفاد من قوانين الاصلاح الزراعي؟
في القانون الاول تم توزيع حوالي مليون فدان استفاد من مليون الى مليون ونصف مليون فلاح وكل المساحات المستصلحة وزعت بنفس الطريقة وكذلك مشروع مديرية التحرير وفي مقابل ملايين المستفيدين نجد أن عدد المصريين الذين تأثروا من قوانين الاصلاح الزراعي عندما قلت ملكياتهم الزراعية من ألآف الأفدنة الى 200 فدان كانوا حواالي 350 شخص فقط ومجموع من تأثروا بالقرارات الاشتراكية في مصر 7500 شخص في عام 1961 وكان تعداد مصر 29 مليون نسمة.
- ما هي أهم ايجابيات فترة حكم الزعيم جمال عبد الناصر؟
الفترة من 1952 الى 1970 لو لم تكن ايجابياتها أعلى من سلبياتها بالنسبة للأغلبية الغظمى من الشعب لما كانوا رفعوا صورته أثناء ثورة يناير و30 يونيو ولما كان جمال عبد الناصر قد أصبح أيقونة الثورة ضد الأخوان المسلمين وهم الأعداء التقليديون لجمال عبد الناصر وهذا ما يثبته التاريخ لأن ما يميز الأنسان عن باقي الكائنات أنه كائن له تاريخ.
- وصل الاخوان الى الحكم بعد الثورة مستعطفين الناس لأنهم ظلموا وسجنوا بعد محاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية فوجدنا من يلومه على سجنهم حتى ظهرت حقيقتهم فيما بعد؟
كل تصرفات الرئيس عبد الناصر مع الاخوان المسلمين كانت رد فعل واثبتت الايام ان كل ما قاله عنهم صحيحا بل بالعكس لقد كان طويل البال معهم وما يقومون به هذه الأيام هو ما حاولوا القيام به منذ عام 1953 من الفوضى والحرائق لدرجة ان الرئيس عبد الناصر وجه حديثه للاخوان في احد خطاباته قائلا: (لا تتصوروا أن ثورتنا البيضاء نوع من الضعف لأننا يمكن أن نحولها الى ثورة حمراء) فهم تنظيم دولي هدفهم الاستيلاء على كرسي الحكم لتنفيذ مخطط من خارج مصر والحمد لله أن شعبنا استطاع أن يفسد مخططهم ورغم ان الثورة كانت ذراعيها مفتوحتين لهم كفصيل ولكن في اول وزارة شكلتها ثورة 1952 كان فيها بعض الوزراء من الاخوان رفضت قيادتهم وفصلتهم ومنهم حسن الباقوري واصروا على موافقة الجماعة مسبقا قبل تعيين اي من اعضائها وهذا ما رفضه الرئيس وقال اننا نرحب بالمشاركة ونرفض الوصاية وبدأ الصدام وعملوا ضده أثناء المقاومة ضد الانجليز عن طريق اتصالاتهم السرية معهم كما عملوا ضد اتفاقية الجلاء ثم حاولوا اغتياله عام 1954 بعد ايام من توقيع اتفاقية الجلاء وحتى من استطاع منهم الهرب للخارج استمرت اتصالاتهم بالانجليز وقت عدوان 1956 وفي عام 1964 بعد انتهاء الخطة الخمسية وتحويل مجرى النيل وبدء المردود الثوري قال عبد الناصر سنبدأ صفحة جديدة وأخرجهم من السجون وعلى رأسهم سيد قطب وعادوا الى وظائفهم بنفس أقدمياتهم لكنهم أنشأوا التنظيم المسلح وكانت خطتهم اغتيال الرئيس والوزراء والنواب وتفجير المسارح وتفجير القناطر الخيرية حتى تغرق الدلتا وتفجير المفاعل النووي في انشاص ليسبب كارثة بيئية وتم ضبطهم، ولكن في الثمانينات والتسعينات وجدناهم يتحدثون عن السجون والمعتقلات رغم انهم حوكموا طبقا للقانون والآن يقتلون الناس الأبرياء في الشوارع بدم بارد ويخربون منشآتنا فهي حرب على الارهاب ولكننا انتصرنا فيها ولو بقيت بعض التوابع فسوف ننتصر عليها أيضاً.
- نكسة 1967 تحمل المسئولية الأولي عنها الزعيم جمال عبد الناصر كيف رأيتها من خلال معلوماتك عن تلك الفترة؟
هزيمة 1967 هي مؤامرة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني بهدف ضرب النظام الصاعد الذي جمع حوله كل أحرار العالم وحرر مصر من التبعية وخاض معركته ضد الفقر والجهل والمرض ولهذا كان رد فعل الشعب مثل 30 يونيو وهو خروج الناس في 9 و 10 يونيو ليعترضوا على قرار التنحي وهو بالتاكيد يتحمل المسئولية الأولى باعتباره أكبر مسئول في الدولة و بكل شجاعة ورجولة تحمل المسئولية وتنحى عن الحكم ولكن الشعب الواعي خرج بشكل عفوي في مصر و ليبيا وتونس ولبنان والسعودية لأن جمال عبد الناصر الذي خرج من طينة هذا البلد وعاش امالها وآلامها استطاع ان يصيغ امال الغالبية العظمى من المصريين في مشروع قومي فتحولت الهزيمة الى خسارة معركة ولم نخسر ارادتنا وتم تعيين قيادات عسكرية جديدة ومحترفة وكانت معركة راس العش حتى وقف اطلاق النار عام 1970 التي استغلها الجيش لتحريك حائط الصواريخ مما مهد لانتصار 1973.
- هل أثرت هزيمة 1967 على تنفيذ المشروعات الكبرى بالداخل؟
بالعكس استمرت حركة التصنيع وانشئنا مجمع ألومونيوم نجع حمادي وهو من أكبر قلاع هذا الصناعة وتم الانتهاء من السد العالي في موعده وحققنا شعار يد تبني ويد تحمل السلاح ومن تجاربنا تعلمنا اننا عندما نلقي السلاح نلقي معه الفأس ايضا وهذا ما حدث خلال الأربعين عاماً الماضية.
- ترددت أقاويل عن ضلوع المخابرات الاسرائيلية والامريكية في وفاة الزعيم جمال عبد الناصر بأساليبهم الخاصة؟
من خلال الوثائق الرسمية التي تم الافراج عنها في الولايات المتحدة الامريكية وجدت أوامر أمريكية بضرورة اغتياله للقضاء على المشروع العربي مما يجعل احتمال الاغتيال شيء وارد خاصة ان توقيت وفاته من الصعب ان يكون قدريا ففي مذكرات هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق مناقشة مجلس الأمن القومي حول اتفاقية روجرز ووقف اطلاق النار تساءل أحد الحاضرين كيف ستمر هذه الفترة دون حل المشكلة خاصة ان قوة عبد الناصر سوف تزداد فرد آخر ربما بعد 90 يوما يكون المسرح السياسي العربي قد تغير .- وقد كان- ففي 5 نوفمبر مع انتهاء وقف اطلاق النار كانت الذكرى الأربعين لوفاة الزعيم ! أما قصة المدلك الذي استخدم زيتا ساما ليتشربه جلد الرئيس فهي قصة غير صحيحة فقد كنت في المرحلة الثانوية وقت وفاته ولم يكن هناك غرباء يدخلون بيتنا ولكن هناك دائما احتمال ان تستخدم المخابرات أساليب متطورة لتسبب أعراضا تشبه الأزمة القلبية أو تخلق ظروفا ضاغطة عصبيا على الرئيس خلال مرضه ليصل الى مرحلة الأزمة وقد تحمل الكثير ليعالج ازمة ايلول الاسود وأنا واثق أن الحقيقة سوف تظهر فيما بعد فنابليون اكتشفوا بعد 150 سنة أنه مات مسموماً.
- وعلقت: وتوت عنخ أمون وجدوا جمجمته مكسورة بعد ألآف السنين ، ولكن احكي لي عي اليوم الحزين يوم وفاة الوالد الزعيم جمال عبد الناصر؟
كنا في بداية العام الدراسي وانصرفنا من المدرسة مبكرا وعدت للبيت وكان يرتدي ثيابه ليذهب لوداع امير الكويت وكان في كامل صحته وضحك معي ونصحني بالاهتمام بالمذاكرة لأني في الثانوية العامة وكلية الهندسة التي أريد الالتحاق بها تحتاج مجموعا كبيرا ، وخرج وعاد متعبا وحاول الأطباء انقاذه ولكنهم لم ينجحوا وقضاء الله نفذ.. ثم دمعت عيناه واختنق صوته ثم غير الموضوع.
- لماذا ترى أن وفاة عبد الناصر في هذا الوقت عليها الكثير من علامات الاستفهام؟
لأننا رأينا تبعات اختفائه وما حدث بعد انتصار اكتوبر العظيم من تفرق العرب وقرارات الانفتاح ، هناك خطاب لعبد الناصر في 24 ابريل في جامعة القاهرة بعد أحداث الطلبة وقبل الاستفتاء على بيان 30 مارس قال فيه لو أن المشكلة سيناء فقط فمن السهل أن تعود فصفقت القاعة فنظر اليهم في استياء شديد وقال كنت أتصور أن المثقفين يفكرون ولا ينفعلون فلابد من تنازلات من جانبنا وهي قبول شروط أمريكا واسرائيل والتخلي عن موقفنا العربي واعطاء اسرائيل اليد الطولى في القدس والدول العربية والسماح لهم بتنفيذ مخططهم من النيل الى الفرات ونسمح لهم بعبور قناة السويس لكن المسألة هي مصير الأمة العربية واستعار تعبير شكسبير (نكون او لا نكون) وفي خطاب آخر في عيد الثورة عام 1968 قال :((ان اسرائيل لن تترك سيناء لأنها تعلم ان الاحتلال شيء ثقيل على كل مصري وسيخلق حالة من الغضب الشعبي ويؤدي الى زعزعة الجبهة الداخلية وستظل اسرائيل موجودة حتى يأتي نظام يقبل بعقد اتفاق صلح معها )وهو ما حدث فيما بعد.
- لكن اتفاقية السلام اعادت سيناء الى مصر بعد احتلال دام 6 سنوات؟
في رأييّ إن سيناء لم تعد الى مصر إلا في العام الماضي فقط بعد أن فرض جيشنا العظيم سيطرته عليها بالكامل، ولم تعد هناك مناطق ( أ و ب وج ) التي كانت محددة بعدد معين من الجنود والسلاح ورغم العمليات الارهابية الخسيسة التي تقع بين فترة وأخرى ضد رجال الجيش والشرطة والشعب لكنها في طريقها للزوال.
- كيف شعرت أسرة الزعيم عبد الناصر امام الاتهامات التي وجهت له انه مسئول عن وفاة عبد الحكيم عامر؟
ابتسم ..وكأنه كان يتوقع السؤال واجاب: كان قائدا للقوات المسلحة وقت كارثة الهزيمة والرئيس عبد الناصر مسئول ايضا باعتباره رئيس الجمهورية ونحن كأبناء عبد الناصر كان المشير بالنسبة لنا أكثر من عم ولهذا سماني ابي عبد الحكيم على اسمه ولكن لماذا يستغرب الناس ان قائدا عسكريا ينتحر لأنه مسئول عن هزيمة بلده واحتلال جزء من اراضيها ؟ فقد كان كصعيدي يتمتع بالكبرياء وعزة النفس!.
- أعربت عن عدم رضائك عن مسلسل صديق العمر الذي يناقش علاقة الرئيس عبد الناصر والمشير فلماذا؟
هو مسلسل يوحي بسوء النية، ومحاولة لتشويه شخصية عبد الناصر وهناك كثيرون مجرد ذكر اسم عبد الناصر يمثل لهم قلقا على مصالحهم ولم اتعجب عندما علمت بهوية الشركة المنتجة للمسلسل ولكنها كسابقاتها سيكون مصيرها الفشل، طبعا جمال سليمان ممثل قدير ولكن لهجته وصوته كانت غريبة كما انه مقيد بسيناريو وحوار ليس مسئولا عنهما لهذا اعتبره مشوها للوالد وللمشير أيضا نظرا للطريقة التي ظهر بها المسلسل فمسيرة علاقتهما بها الكثير من الايجابيات ولكن الاحداث تبدأ بالهزيمة ثم فلاش باك على الاحداث وهكذا عدة مرات والتركيز على المشاكل مثل الوحدة بين مصر وسوريا وحرب اليمن فهو يتصيد سلبيات مسيرة عبد الناصر ولو كان حكمه سلبيا فلماذا خرجت الناس في 9 و 10 يونيو ؟ وجنازته التي تعتبر أكبر جنازة في تاريخ البشرية ولكن الشعب عندما تظاهر ضد الفساد وطلبا للحرية والعدالة والكرامة الانسانية في ثورة يناير و30 يونيو رفع صور جمال عبد الناصر.
- مجال عملك الاساسي هو الهندسة فهل اهتمامك بالسياسة راجع لكونك ابن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟
الهندسة مجال عملي لكن كل من يقابلني يكلمني في السياسة بحكم اسمي وتشرفي بانتمائي للزعيم غبد الناصر وكنت في المرحلة الثانوية عند وفاته لكني اكتسبت معلوماتي السياسية بالقراءة ومن احاديث من شاركوا أبي في الحكم ولكني بدأت أتفاعل سياسيا منذ بداية ثورة 25 يناير لأن الشعب خرج واعيا معربا عن غضبه وعدم رضاه عما يحدث خلال الأربعين عاما الماضية من هدم انجازات عبد الناصر فنزلت يوم 29 يناير لأرى بنفسي هزيمة الحزب الوطني ويوم 30 يونيو ذهبت للتحرير وصرحت لوكالات الانباء بمطالبتي لمبارك ان ينزل على مطالب الشعب الرافض لنظامه ومعناه فشل تجربته والمفروض أن يتنحى كما تنحى عبد الناصر بعد هزيمة 1967 ويترك القرار للشعب..وكانت بداية اهتمامي بالسياسة.
- هل انضممت لأي حزب أو حركة سياسية؟
لا.. إطلاقا ، ولكن أول عمل إيجابي هو مشاركتي مع وفد الدبلوماسية الشعبية الذين دعوني للسفر معهم الى افريقيا من أجل مياه النيل وفي اوغندا استقبلنا الرئيس يوري موسيفيني استقبالا حافلا وفوجئت ان أكبر شارع لديهم أسمه جمال عبد الناصر و اكبر محطات الكهرباء كانت هدية من مصر في الستينيات وحدثنا موسيفيني عن عن مساعدات مصر لبلاده وقال: نحن نريد العودة الى الستينات فكان عبد الناصر كعادته معنا الغائب الحاضر وفي اثيوبيا ايضا وجدنا استقبالا جيدا و لما ذهبنا الي كنيسة اثيوبيا قابلنا المطارنة الذين جاءوا لمصر في شبابهم مع الامبراطور هيلاسي لاسي.
- لكنك شاركت حركة تمرد التي طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة؟
حكم الاخوان لو استمر فستكون نهاية كل شيء بحكم عدائهم لعبد الناصر وحركاتهم الخسيسة التي وصلت الى درجة سرقة مكتب من ضريح عبد الناصر حتى ظهرت حركة (تمرد) التي تعبر فعلا عن الشعب فالتف حولها وانضممت اليهم وقلت حتى لو فشلت فسنموت جميعا فكنت موجودا بالميدان حتى 30 يونيو حتى تخلصنا من حكم الاخوان.
- هل أيدت الرئيس السيسي لوجود اوجه تشابه بينه وبين الرئيس عبد الناصر؟
كل زمن له رجاله والسيسي هو رجل هذه المرحلة، وانا فعلا احسست انه مخلص وصادق وموقفه في 3 يوليو جعله شريكا حقيقيا في الثورة لأنه غامر بحياته واستجاب لارادة الشعب وخلع رئيس الاخوان ولولاه لكنا جميعا جيران مشانق ولهذا ارسلت له اختي الدكتورة هدى عبد الناصر رسالة عبر الصحف تشكره على تقدمه للترشح وعندما قابلناه في الذكرى السنوية للزعيم قلنا له: انت في موقف ليس لديك رفاهية الاختيار والاجماع الشعبي هو الذي يعطي القوة فكان لابد ان نستدعيه ونؤيده بكل قوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.