طلاب جامعة حلوان يشاركون في ورشة عمل بأكاديمية الشرطة    للراغبين لمسابقة ال 18 ألف معلم، إحذر الوقوع في تلك الأخطاء أثناء التقديم    رئيس الوفد: نرفض أي عدوان إسرائيلي على رفح الفلسطينية    «بحوث القوات المسلحة» توقع بروتوكولًا مع «المراكز والمعاهد والهيئات البحثية بالتعليم العالي»    وزارة العمل تعلن الأحد والإثنين المقبلين عطلة رسمية بمناسبة شم النسيم وعيد العمال    شعبة الأدوات الصحية: 75% من القطاع تصنيع محلي وهذا نجاح لمبادرة توطين الصناعة    «التموين» تدرس تحفيز التجار عند نقل القمح من مواقع الحصاد البعيدة    أرخص 40 جنيها عن السوق.. صرف الرنجة على بطاقة التموين بسعر مخفض    اعتقال نتنياهو!    رئيس وزراء الأردن يحذر: أي عملية عسكرية في رفح الفلسطينية ستؤدي إلى تفاقم معاناة غزة    "شكري" يشارك في فعالية القادة الاقتصاديين العالميين حول تعزيز الأمن والنمو العالميين    سيناتور أمريكي: مصداقيتنا علي المحك بسبب الحرب في غزة    تعادل بولونيا وأودينيزي 1/1 في الدوري الإيطالي    الدوري الإنجليزي، تعادل سلبي بين مانشستر سيتي ونوتنجهام بعد 15 دقيقة    حصيلة منتخب الجودو في البطولة الأفريقية القاهرة 2024    نشوب حريق داخل مصنع فى مدينة 6 أكتوبر    أسباب منع عرض مسلسل الحشاشين في إيران    أغلى 5 فساتين ارتدتها فنانات على الشاشة.. إطلالة ياسمين عبد العزيز تخطت 125 ألف جنيه    بحضور محافظ مطروح.. قصور الثقافة تختتم ملتقى "أهل مصر" للفتيات    «أبو الهول» شاهد على زواج أثرياء العالم.. 4 حفلات أسطورية في حضن الأهرامات    انعقاد المجلس التنفيذى لفرع الشرقية للتأمين الصحى    «الرعاية الصحية» تستعرض أهمية الشراكة مع القطاع الخاص وخارطة طريق الفترة المقبلة    وكيل «صحة الشرقية» يتفقد مستوى الخدمات المقدمة للمرضى بمستشفى أبوكبير    بشار الأسد يؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي والعمل المشترك لتحقيق الاستقرار في المنطقة    جون أنطوي يقود هجوم دريمز الغاني لمواجهة الزمالك بالكونفدرالية    رضا حجازي: زيادة الإقبال على مدارس التعليم الفني بمجاميع أكبر من العام    الإعدام لعامل قتل شابا من ذوي الاحتياجات الخاصة بواسطة كمبروسر هواء    الرئيس العراقي خلال استقباله وزير الري: تحديات المياه تتشابه في مصر والعراق    عاجل| البيت الأبيض: إسرائيل طمأنت واشنطن بأنها لن تدخل رفح الفلسطينية حتى يتسنى لنا طرح رؤانا ومخاوفنا    وزير بريطاني يقدر 450 ألف ضحية روسية في صراع أوكرانيا    إيقاف تشابي ألونسو مباراة واحدة    نشرة في دقيقة | الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية عقب افتتاحه مركز الحوسبة السحابية الحكومية    طريقتك مضايقاني.. رد صادم من ميار الببلاوي على تصريحات بسمة وهبة    منتخب مصر يرفع رصيده ل 8 ميداليات في ختام بطولة مراكش الدولية لألعاب القوى البارالمبي    حجازي: مشاركة أصحاب الأعمال والصناعة والبنوك أحد أسباب نجاح التعليم الفني    لحيازتهما كمية من الهيروين.. التحقيق مع تاجري الكيف في الشروق    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل مرضى ومصابي الحرب من الأشقاء الفلسطنيين    مساعد وزير الصحة: انخفاض نسب اكتشاف الحالات المتأخرة بسرطان الكبد إلى 14%    تأجيل محاكمة المتهمين في عملية استبدال أحد أحراز قضية    رئيس هيئة الدواء يبحث سبل التعاون لتوفير برامج تدريبية في بريطانيا    «رجال الأعمال المصريين» تدشن شراكة جديدة مع الشركات الهندية في تكنولوجيا المعلومات    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    الليلة .. سامى مغاورى مع لميس الحديدى للحديث عن آخر أعماله الفنية فى رمضان    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    تأجيل محاكمة 11 متهمًا بنشر أخبار كاذبة في قضية «طالبة العريش» ل 4 مايو    أفضل أوقات الصلاة على النبي وصيغتها لتفريج الكرب.. 10 مواطن لا تغفل عنها    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    ضبط 4.5 طن فسيخ وملوحة مجهولة المصدر بالقليوبية    مطران دشنا يترأس قداس أحد الشعانين (صور)    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    «فوبيا» تمنع نجيب محفوظ من استلام «نوبل»    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    حسام البدري: أنا أفضل من موسيماني وفايلر.. وكيروش فشل مع مصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
فتافيت نجوم .. وغيوم .. وتساؤلات

يعني طلعت حرب زي ما كان مهتم بالتقدم الاقتصادي، كان مهتم بالتنوير والعقل ، ياريت نتعلم منه
طلعت حرب وقناة السويس
عشرات المليارات اللي اتجمعت لقناة السويس في كام يوم ، بتقول لنا مصر غنية بشعبها ، وبرغم كل الهدر والفساد في التلاتين أربعين سنة اللي فاتوا ، نقدر ننهض باقتصادنا الوطني ، من غير ما نركع لاملاءات البنك والصندوق ، اللي همها راس حربة الرأسمالية المتوحشة ، اللي زاد توحشها وعايزة تفرض سلطانها علي كل شعوب الإنسانية ، بس ياريت إخواننا الرأسماليين المصريين ، اللي بيحبوا ندلعهم ونقول عليهم مستثمرين يمشوا في السكة اللي رسمها طلعت حرب ، إمام الرأسمالية الوطنية المصرية .
وعمنا طلعت حرب نشر سنة 1910 كتاب بعنوان »قناة السويس»‬ ، بيعارض فيه مد امتياز القناة للشركة العالمية أربعين سنة ، زيادة علي التسعة وتسعين اللي كانوا ح ينتهوا سنة 1968، وكانت الشركة عايزاه يتمد لسنة 2008 ، والحمد لله ، نجحت المعارضة الوطنية في إفشال عملية مد الامتياز ، وجه عبد الناصر وأمم القناة سنة 1956 ، ورجعت القناة لمصر والمصريين ، ولازم تفضل مصرية مية المية ، ولما تيجي الشركات العالمية اللي ح تساهم في مشروعات تنمية محور القناة ، لازم نحرص انها تبقي خاضعة للإرادة المصرية .
ومشوار طلعت حرب لتمصير الاقتصاد ، بدأ بكتاب نشره سنة 1911 بعنوان »‬علاج مصر الاقتصادي ومشروع بنك للمصريين» ، بيقول فيه ان أساس الاستقلال السياسي هو الاستقلال الاقتصادي ، وعشان يبقي قرارك من راسك ، لازم رغيفك يبقي من فاسك ، يعني علشان مصر تبقي للمصريين لازم ننمي زراعتنا وصناعتنا وتجارتنا ، ونكفي نفسنا بنفسنا .
ولما راح السردار الانجليزي ياخد سعد زغلول للمنفي ، غافله وساهاه وبعت رسالة لحمد الباسل جاره وشريك نضاله ، فيها شوية تعليمات ، أهمها ان الاكتتاب في بنك مصر ضرورة وطنية.
وبعد الحرب والثورة ، اتأسس بنك مصر سنة 1920 ، والبنك أنشأ حوالي عشرين شركة ومصنع ، للنقل البري والنقل النهري ، والملاحة البحرية وحلج الأقطان ، والغزل والنسيج ، وأعمال الاسمنت المسلح ، والصناعة ، والمناجم والمحاجر ، وتجارة وتصنيع الزيوت ، والمستحضرات الطبية ، والتأمين ، والمدهش أن أول حاجة انشأها البنك كانت مطبعة مصر ، وانه أسس كمان استديو مصر ، ومسرح الأزبكية ، يعني طلعت حرب زي ما كان مهتم بالتقدم الاقتصادي ، كان مهتم بالتنوير والعقل ، ياريت نتعلم منه ، ونرجع نبني اقتصادنا الوطني ، ونحميه بتنوير العقل المصري وتثويره .
أوراق قديمة
.. .ودي أغنية كتبتها في ثمانينيات القرن اللي فات ، في مسلسل الوقف اللي كتب نصه الدرامي حلمي هلالي ، وأخرجه صالح الشريف (الله يرحمه) ، ولحن أغانيه الرائع ياسر عبد الرحمن ، وغناها علي الحجار .
يا مصري ليه دنياك لخابيط ؟
والغلب محيط ؟!
والعنكبوت عشش ع الحيط ؟
وسرح ع الغيط ؟!
يا مصري قوم هش الوطاويط
كفاياك تبليط
صعبة الحياة ، والحل بسيط
حبة تخطيط
....يا مصري ليه .........
فتحت باب استيرادك
وصرفت فوق ضِعف إيرادك
حِلِي للخواجة استكرادك
سابك بتقرا ف أورادك
وقشطك ونزل تشفيط
... يا مصري ليه ..........
ومهوِّلاتي تحب تزِيط
ساعة الفرح زغاريت تنطيط
وفي المياتم هات يا صويت
وفي المظاهرات سخن تشيط
وفي الانتخاب تنسي التصويت
...يا مصري ليه............
وليه بترشي وتتساهل ؟
وتبيع حقوقك بالساهل
تستاهل النار تستاهل
يا غويط ويحسبك الجاهل
ساهل وساهي وغبي وعبيط
...يا مصري ليه ...............
يا مصري ياللي الغلا عاصْرك
والنهب في عصرك حاصْرك
قوم للحياه واسبق عصرك
ولا حاجة حترجع مصرك
إلا ان تكون شغّال ونشيط
.. يا مصري ليه ............
فتافيت نجوم
وغيوم .. وتساؤلات
تعالوا نتفق اننا لسه في مرحلة انتقالية ، واللي شايفينه حوالينا حلقة من حلقات الصراع بين قوي الثورة وقوي الثورة المضادة ، اللي معششة بيننا من زمان ، أحلام الثورة ما تحققتش زي ما احنا عايزين ، بس اللي سرقوا الحلم مرة ، وبيحاولوا يسرقوه تاني ، لسه مش قادرين علينا ، شعبنا خلاص مش ح ينخدع تاني ، السكة قدامنا فيها ضباب وغيوم ، بس برضه فيه نور ملالي بيشقها وكأنه فتافيت نجوم ، ولازم نواصل مشوارنا ، واللي يسأل ما يتوهش .
الاسبوع اللي فات شفنا شوية فتافيت نجوم ، واحنا بنقرا عن الإفراج عن علاء سيف ، وتحويل التسجيل السخيف اللي مالوش دعوة بالقضية للتحقيق ، وصحيح الإفراج كان بكفالة ، والقضية لسه شغّالة ، بس قلوبنا بتقول عقبال سناء وكل الاولاد والبنات المحبوسين والمحكوم عليهم في قضايا التظاهر ، وان شاء الله المحكمة الدستورية ح تقول رأيها في القانون نفسه عن قريب .
وشفنا كمان شوية فتافيت نجوم في التصريحات والتسريبات عن مقابلة الرئيس السيسي للخواجة كيري ، بعد إعلان تحالف جدة لمحاربة الإرهاب ، وعجبني قوي إصرار الريس علي ضرورة التصدي للإرهاب بالسلاح وبالفكر ، وتأكيده الحرص علي وحدة أراضي سوريا، ووحدة أراضي العراق ، وإصراره ان الحرب دي ما تصبش في مصلحة أي طايفة أو فصيل ، خصوصاً من اللي بيقولوا عليهم معتدلين (وكأن فيه تكفيري أو عميل ممكن يبقي معتدل) ، والأهم من ده كله تأكيد الريس ان جيشنا مش ح يحارب برا حدودنا ، واحنا بنشوف فتافيت النجوم دي وهي بتشق طريقها كشفت لنا المستور ورا الغيوم ، وملت قلوبنا تساؤلات ياريت حد يجاوبنا عليها .
أولها ..ليه الداخلية اللي الشعب صالحها في 30 يونيو ، مصرة علي اغتيال سمعة شباب يناير؟! بالتسجيل السخيف اللي قدموه في قضية علاء ، أو بتلفيق تهم التخريب والاعتداء لمتظاهرين سلميين ، أو بتقديم شهادات ملتوتة لشخصيات حواليها علامات استفهام في برامج تليفزيونية عليها عشرات علامات الاستفهام والتعجب .
وتانيها .. ايه الهدف الحقيقي للحرب علي الإرهاب اللي بتقودها أمريكا ؟ مش داعش وأخواتها عمولة أمريكا واسرائيل وتركيا ؟ وايه معني تسليح اللي بيسموهم معتدلين ؟ مش أوباما نفسه قال في يونيو اللي فات : ما فيش حاجة اسمها معتدلين ؟ تكونش أمريكا لسه شغّالة في مشروعها لتقسيم العراق وسوريا ، ومصرة علي تكوين حزام سني موالي يحاصر ايران ، ويقطع الطريق بين كل القوي اللي ضد الكيان الصهيوني ؟؟!!
احنا ولّا العفريت الشراني
قلت لصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد : ايه اللي مخليك واثق أوي اننا ح ننتصر ع العفريت الشراني العجوز ؟ تكونش مش شايف اللي بيحصل حوالينا واللي حاصل في الدنيا بحالها ؟! ضحك بسخرية وقال: بالعكس ، ده انا شايف أوي أوي ، وقاري الخريطة أوي أوي، وعشان تشوف اللي انا شايفه تعالي نراجع سوا مراحل نهضتنا ومراحل انكسارنا . قلت : وماله نراجع ونشوف . قال : نبتدي بالقرن التسعتاشر مع محمد علي ورفاعة ، نهضنا ازاي وانكسرنا ازاي ؟؟؟!!! قلت: دي قلناها قبل كده ، محمد علي استغل التناقض بين انجلترا وفرنسا وقدرنا ننهض بمصر بالتعليم ، عملنا تقدم زراعي وتقدم صناعي وجيش وطني ، وانكسرنا لما دول معاهدة لندن اتكاترت علينا . قاطعني وكمِّل : أيامها كانت الكولونيالية في عز مجدها ، والثورة الصناعية في أوائلها ، ولما هل القرن العشرين كان معظم أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مستعمرات ، وراحت دول عظمي ، وجت دول عظمي ، وكله بيراكم راسمال من الصناعة ، والراسمال بطبعه - زي البحر - يحب الزيادة ، والقوي العظمي دي عملت تصفيات لتقسيم الأسواق خلال حربين عالميتين ، ورسي الحال بعد الحرب العالمية التانية علي نظام عالمي جديد ، وتوازن نووي وحرب باردة بين معسكرين ، معسكر اسمه العالم الحر ( وهو لا حر ولا حاجة ) ، بينهب خيرات شعوب العالم التالت ، ومعسكر تاني اسمه المعسكر الاشتراكي ( وهو لا اشتراكي ولا حاجة ) ، رافع رايات التقدم الاجتماعي وبيبشر بيها ، والعالم التالت اللي هوه احنا نفسه يتحرر ويتقدم ، عبد الناصر بقي لعب ع التناقض بين المعسكرين ، وبعد الجلاء ساعد حركات التحرير في القارات التلاتة ، وعمل كتلة وازنة من شعوب العالم التالت بين المعسكرين ، يعني العالم الحر يحاصر القطن المصري ، ويرفض تسليح الجيش ، يروح عبد الناصر مصرَّف قطنه في سوق الكوميكون ، وياخد سلاح روسي من تشيكوسلوفاكيا ، الدول الرأسمالية تمتنع عن تمويل مشروع السد العالي ، يتجه للاتحاد السوفييتي ، والروس يساعدوه ، وع الستينات الشباب ثاروا في المعسكرين ، في العالم الحر رفضوا مجتمع الاستهلاك ، والظلم الاجتماعي ، وحل مشكلات الرأسمالية المتوحشة علي حساب شعوب العالم التالت ، وفي العالم اللي اسمه اشتراكي ، طالبوا بالحريات اللي محرومين منها ، وبسرعة الرأسمالية المتوحشة لملمت نفسها وجدِّدت توبها ، وقدرت تكسر المشروع الناصري ، وفككت المعسكر الاشتراكي ، وحوِّلت أنظمة الاستقلال الوطني في القارات التلاتة أنظمة حكم بالوكالة (كومبرادور) ، رأسمالية طفيلية بتحكم شعوبها لحساب الاستعمار الجديد قوي بتاع اليومين دول ، بس النهاردة الدنيا بتتغير ، ورايحة في اتجاه جديد ، وأمريكا واللي وراها ما بقوش اسياد العالم ، فيه أقطاب جديدة بتتشكل ، ومحاور اقتصادية جديدة بتكبر ، وأزمة مالية وثورة معلوماتية بتهدد الرأسمالية المتوحشة ، واحنا لازم نفهم تناقضات عصرنا كويس ، علشان ننجح في الاستقلال بإرادتنا ، ونخلي اقتصادنا الريعي الخربان يبقي اقتصاد انتاجي ، صناعي، زراعي ، معلوماتي . لازم نكوِّن جبهة كبيرة من الشعوب المنهوبة ، وإشارتنا للمستقبل خضرا بإذن الله ، لأن فيه كتلة جديدة في العالم بتتكوِّن وبتشاور لنا ع الطريق ، واسمها Shanghai BکI»‬S ، وده بقي اللي ح نتكلم فيه المرة الجاية .
لقيتني باغني في عقل بالي:
باحلم وافتح عينيا
علي جنة للإنسانية
والناس سوا بيعيشوها
بطيبة وبصفو نية
أحلامي تصلب لي ضهري
ويروق ويصفي لي دهري
ويلالي زهري وجواهري
لكل ناسي ولي
باحلم وافتح عينيا
يا دنيا مهما تغرّي..
غيري مسيرك تمري
وبعد مُرِّي تسُرِّي
نفسي العفيفة الغنية
باحلم وافتح عينيا.
يعني طلعت حرب زي ما كان مهتم بالتقدم الاقتصادي، كان مهتم بالتنوير والعقل ، ياريت نتعلم منه
طلعت حرب وقناة السويس
عشرات المليارات اللي اتجمعت لقناة السويس في كام يوم ، بتقول لنا مصر غنية بشعبها ، وبرغم كل الهدر والفساد في التلاتين أربعين سنة اللي فاتوا ، نقدر ننهض باقتصادنا الوطني ، من غير ما نركع لاملاءات البنك والصندوق ، اللي همها راس حربة الرأسمالية المتوحشة ، اللي زاد توحشها وعايزة تفرض سلطانها علي كل شعوب الإنسانية ، بس ياريت إخواننا الرأسماليين المصريين ، اللي بيحبوا ندلعهم ونقول عليهم مستثمرين يمشوا في السكة اللي رسمها طلعت حرب ، إمام الرأسمالية الوطنية المصرية .
وعمنا طلعت حرب نشر سنة 1910 كتاب بعنوان »قناة السويس»‬ ، بيعارض فيه مد امتياز القناة للشركة العالمية أربعين سنة ، زيادة علي التسعة وتسعين اللي كانوا ح ينتهوا سنة 1968، وكانت الشركة عايزاه يتمد لسنة 2008 ، والحمد لله ، نجحت المعارضة الوطنية في إفشال عملية مد الامتياز ، وجه عبد الناصر وأمم القناة سنة 1956 ، ورجعت القناة لمصر والمصريين ، ولازم تفضل مصرية مية المية ، ولما تيجي الشركات العالمية اللي ح تساهم في مشروعات تنمية محور القناة ، لازم نحرص انها تبقي خاضعة للإرادة المصرية .
ومشوار طلعت حرب لتمصير الاقتصاد ، بدأ بكتاب نشره سنة 1911 بعنوان »‬علاج مصر الاقتصادي ومشروع بنك للمصريين» ، بيقول فيه ان أساس الاستقلال السياسي هو الاستقلال الاقتصادي ، وعشان يبقي قرارك من راسك ، لازم رغيفك يبقي من فاسك ، يعني علشان مصر تبقي للمصريين لازم ننمي زراعتنا وصناعتنا وتجارتنا ، ونكفي نفسنا بنفسنا .
ولما راح السردار الانجليزي ياخد سعد زغلول للمنفي ، غافله وساهاه وبعت رسالة لحمد الباسل جاره وشريك نضاله ، فيها شوية تعليمات ، أهمها ان الاكتتاب في بنك مصر ضرورة وطنية.
وبعد الحرب والثورة ، اتأسس بنك مصر سنة 1920 ، والبنك أنشأ حوالي عشرين شركة ومصنع ، للنقل البري والنقل النهري ، والملاحة البحرية وحلج الأقطان ، والغزل والنسيج ، وأعمال الاسمنت المسلح ، والصناعة ، والمناجم والمحاجر ، وتجارة وتصنيع الزيوت ، والمستحضرات الطبية ، والتأمين ، والمدهش أن أول حاجة انشأها البنك كانت مطبعة مصر ، وانه أسس كمان استديو مصر ، ومسرح الأزبكية ، يعني طلعت حرب زي ما كان مهتم بالتقدم الاقتصادي ، كان مهتم بالتنوير والعقل ، ياريت نتعلم منه ، ونرجع نبني اقتصادنا الوطني ، ونحميه بتنوير العقل المصري وتثويره .
أوراق قديمة
.. .ودي أغنية كتبتها في ثمانينيات القرن اللي فات ، في مسلسل الوقف اللي كتب نصه الدرامي حلمي هلالي ، وأخرجه صالح الشريف (الله يرحمه) ، ولحن أغانيه الرائع ياسر عبد الرحمن ، وغناها علي الحجار .
يا مصري ليه دنياك لخابيط ؟
والغلب محيط ؟!
والعنكبوت عشش ع الحيط ؟
وسرح ع الغيط ؟!
يا مصري قوم هش الوطاويط
كفاياك تبليط
صعبة الحياة ، والحل بسيط
حبة تخطيط
....يا مصري ليه .........
فتحت باب استيرادك
وصرفت فوق ضِعف إيرادك
حِلِي للخواجة استكرادك
سابك بتقرا ف أورادك
وقشطك ونزل تشفيط
... يا مصري ليه ..........
ومهوِّلاتي تحب تزِيط
ساعة الفرح زغاريت تنطيط
وفي المياتم هات يا صويت
وفي المظاهرات سخن تشيط
وفي الانتخاب تنسي التصويت
...يا مصري ليه............
وليه بترشي وتتساهل ؟
وتبيع حقوقك بالساهل
تستاهل النار تستاهل
يا غويط ويحسبك الجاهل
ساهل وساهي وغبي وعبيط
...يا مصري ليه ...............
يا مصري ياللي الغلا عاصْرك
والنهب في عصرك حاصْرك
قوم للحياه واسبق عصرك
ولا حاجة حترجع مصرك
إلا ان تكون شغّال ونشيط
.. يا مصري ليه ............
فتافيت نجوم
وغيوم .. وتساؤلات
تعالوا نتفق اننا لسه في مرحلة انتقالية ، واللي شايفينه حوالينا حلقة من حلقات الصراع بين قوي الثورة وقوي الثورة المضادة ، اللي معششة بيننا من زمان ، أحلام الثورة ما تحققتش زي ما احنا عايزين ، بس اللي سرقوا الحلم مرة ، وبيحاولوا يسرقوه تاني ، لسه مش قادرين علينا ، شعبنا خلاص مش ح ينخدع تاني ، السكة قدامنا فيها ضباب وغيوم ، بس برضه فيه نور ملالي بيشقها وكأنه فتافيت نجوم ، ولازم نواصل مشوارنا ، واللي يسأل ما يتوهش .
الاسبوع اللي فات شفنا شوية فتافيت نجوم ، واحنا بنقرا عن الإفراج عن علاء سيف ، وتحويل التسجيل السخيف اللي مالوش دعوة بالقضية للتحقيق ، وصحيح الإفراج كان بكفالة ، والقضية لسه شغّالة ، بس قلوبنا بتقول عقبال سناء وكل الاولاد والبنات المحبوسين والمحكوم عليهم في قضايا التظاهر ، وان شاء الله المحكمة الدستورية ح تقول رأيها في القانون نفسه عن قريب .
وشفنا كمان شوية فتافيت نجوم في التصريحات والتسريبات عن مقابلة الرئيس السيسي للخواجة كيري ، بعد إعلان تحالف جدة لمحاربة الإرهاب ، وعجبني قوي إصرار الريس علي ضرورة التصدي للإرهاب بالسلاح وبالفكر ، وتأكيده الحرص علي وحدة أراضي سوريا، ووحدة أراضي العراق ، وإصراره ان الحرب دي ما تصبش في مصلحة أي طايفة أو فصيل ، خصوصاً من اللي بيقولوا عليهم معتدلين (وكأن فيه تكفيري أو عميل ممكن يبقي معتدل) ، والأهم من ده كله تأكيد الريس ان جيشنا مش ح يحارب برا حدودنا ، واحنا بنشوف فتافيت النجوم دي وهي بتشق طريقها كشفت لنا المستور ورا الغيوم ، وملت قلوبنا تساؤلات ياريت حد يجاوبنا عليها .
أولها ..ليه الداخلية اللي الشعب صالحها في 30 يونيو ، مصرة علي اغتيال سمعة شباب يناير؟! بالتسجيل السخيف اللي قدموه في قضية علاء ، أو بتلفيق تهم التخريب والاعتداء لمتظاهرين سلميين ، أو بتقديم شهادات ملتوتة لشخصيات حواليها علامات استفهام في برامج تليفزيونية عليها عشرات علامات الاستفهام والتعجب .
وتانيها .. ايه الهدف الحقيقي للحرب علي الإرهاب اللي بتقودها أمريكا ؟ مش داعش وأخواتها عمولة أمريكا واسرائيل وتركيا ؟ وايه معني تسليح اللي بيسموهم معتدلين ؟ مش أوباما نفسه قال في يونيو اللي فات : ما فيش حاجة اسمها معتدلين ؟ تكونش أمريكا لسه شغّالة في مشروعها لتقسيم العراق وسوريا ، ومصرة علي تكوين حزام سني موالي يحاصر ايران ، ويقطع الطريق بين كل القوي اللي ضد الكيان الصهيوني ؟؟!!
احنا ولّا العفريت الشراني
قلت لصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد : ايه اللي مخليك واثق أوي اننا ح ننتصر ع العفريت الشراني العجوز ؟ تكونش مش شايف اللي بيحصل حوالينا واللي حاصل في الدنيا بحالها ؟! ضحك بسخرية وقال: بالعكس ، ده انا شايف أوي أوي ، وقاري الخريطة أوي أوي، وعشان تشوف اللي انا شايفه تعالي نراجع سوا مراحل نهضتنا ومراحل انكسارنا . قلت : وماله نراجع ونشوف . قال : نبتدي بالقرن التسعتاشر مع محمد علي ورفاعة ، نهضنا ازاي وانكسرنا ازاي ؟؟؟!!! قلت: دي قلناها قبل كده ، محمد علي استغل التناقض بين انجلترا وفرنسا وقدرنا ننهض بمصر بالتعليم ، عملنا تقدم زراعي وتقدم صناعي وجيش وطني ، وانكسرنا لما دول معاهدة لندن اتكاترت علينا . قاطعني وكمِّل : أيامها كانت الكولونيالية في عز مجدها ، والثورة الصناعية في أوائلها ، ولما هل القرن العشرين كان معظم أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية مستعمرات ، وراحت دول عظمي ، وجت دول عظمي ، وكله بيراكم راسمال من الصناعة ، والراسمال بطبعه - زي البحر - يحب الزيادة ، والقوي العظمي دي عملت تصفيات لتقسيم الأسواق خلال حربين عالميتين ، ورسي الحال بعد الحرب العالمية التانية علي نظام عالمي جديد ، وتوازن نووي وحرب باردة بين معسكرين ، معسكر اسمه العالم الحر ( وهو لا حر ولا حاجة ) ، بينهب خيرات شعوب العالم التالت ، ومعسكر تاني اسمه المعسكر الاشتراكي ( وهو لا اشتراكي ولا حاجة ) ، رافع رايات التقدم الاجتماعي وبيبشر بيها ، والعالم التالت اللي هوه احنا نفسه يتحرر ويتقدم ، عبد الناصر بقي لعب ع التناقض بين المعسكرين ، وبعد الجلاء ساعد حركات التحرير في القارات التلاتة ، وعمل كتلة وازنة من شعوب العالم التالت بين المعسكرين ، يعني العالم الحر يحاصر القطن المصري ، ويرفض تسليح الجيش ، يروح عبد الناصر مصرَّف قطنه في سوق الكوميكون ، وياخد سلاح روسي من تشيكوسلوفاكيا ، الدول الرأسمالية تمتنع عن تمويل مشروع السد العالي ، يتجه للاتحاد السوفييتي ، والروس يساعدوه ، وع الستينات الشباب ثاروا في المعسكرين ، في العالم الحر رفضوا مجتمع الاستهلاك ، والظلم الاجتماعي ، وحل مشكلات الرأسمالية المتوحشة علي حساب شعوب العالم التالت ، وفي العالم اللي اسمه اشتراكي ، طالبوا بالحريات اللي محرومين منها ، وبسرعة الرأسمالية المتوحشة لملمت نفسها وجدِّدت توبها ، وقدرت تكسر المشروع الناصري ، وفككت المعسكر الاشتراكي ، وحوِّلت أنظمة الاستقلال الوطني في القارات التلاتة أنظمة حكم بالوكالة (كومبرادور) ، رأسمالية طفيلية بتحكم شعوبها لحساب الاستعمار الجديد قوي بتاع اليومين دول ، بس النهاردة الدنيا بتتغير ، ورايحة في اتجاه جديد ، وأمريكا واللي وراها ما بقوش اسياد العالم ، فيه أقطاب جديدة بتتشكل ، ومحاور اقتصادية جديدة بتكبر ، وأزمة مالية وثورة معلوماتية بتهدد الرأسمالية المتوحشة ، واحنا لازم نفهم تناقضات عصرنا كويس ، علشان ننجح في الاستقلال بإرادتنا ، ونخلي اقتصادنا الريعي الخربان يبقي اقتصاد انتاجي ، صناعي، زراعي ، معلوماتي . لازم نكوِّن جبهة كبيرة من الشعوب المنهوبة ، وإشارتنا للمستقبل خضرا بإذن الله ، لأن فيه كتلة جديدة في العالم بتتكوِّن وبتشاور لنا ع الطريق ، واسمها Shanghai BکI»‬S ، وده بقي اللي ح نتكلم فيه المرة الجاية .
لقيتني باغني في عقل بالي:
باحلم وافتح عينيا
علي جنة للإنسانية
والناس سوا بيعيشوها
بطيبة وبصفو نية
أحلامي تصلب لي ضهري
ويروق ويصفي لي دهري
ويلالي زهري وجواهري
لكل ناسي ولي
باحلم وافتح عينيا
يا دنيا مهما تغرّي..
غيري مسيرك تمري
وبعد مُرِّي تسُرِّي
نفسي العفيفة الغنية
باحلم وافتح عينيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.