الأنبا إكليمندس يشارك في ندوة مرور 60 عامًا على وثيقة "نوسترا إيتاتي"    خبير اقتصادي يكشف توقعات أسعار الذهب في 2026    مواجهات عنيفة بين فلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيم العروب بالضفة    نائبة أوكرانية: مقترحات السلام الحالية غير واقعية وروسيا تسعى للسيطرة    جيش الاحتلال الإسرائيلي يصيب فلسطينيين اثنين بالرصاص شمال القدس    إسرائيل ترد على طلب ترامب بالعفو عن نتنياهو: الديمقراطية فوق كل اعتبار    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 9 مسلحين في عمليتين استخباراتيتين بولاية خيبر باختونخوا    انطلاق مباراة ليفربول وليدز يونايتد.. محمد صلاح بديلا    قرار قضائى جديد فى محاكمة المتهمين ب "رشوة مصلحة الضرائب"    السجن 3 سنوات لشاب بتهمة سرقة أسلاك كهربائية من مقابر بقنا    بحضور قيادات المحافظة.. إنهاء خصومة ثأرية بين عائلتين ببني سويف صور    أصالة تحسم الجدل حول انفصالها عن زوجها فائق حسن    سكرتير عام الجيزة يتابع جهود رفع الإشغالات وكفاءة النظاقة من داخل مركز السيطرة    كين يقود بايرن لاكتساح شتوتجارت في الدوري الألماني    سقوط إمبراطورية المال السياسي تحت فرمان الرئيس السيسي    ب 10 جنيهات، هشام الجخ يكشف بداياته من حفلات "الأندر جراوند" إلى القمة    خالد محمود يكتب: أفضل أفلام 2025    محافظ الأقصر والسفيرة الأمريكية يفتتحان «الركن الأمريكي» بمكتبة مصر العامة    صحة المنوفية تتفقد 3 مستشفيات بمنوف لضمان انضباط الخدمة الطبية    اسكواش – تأهل عسل ويوسف ونور لنهائي بطولة هونج كونج المفتوحة    عمر مرموش يشارك فى مباراة مان سيتي ضد سندرلاند قبل 20 دقيقة من النهاية    بدء فرز الأصوات على جدول أعمال عمومية المحامين لزيادة المعاشات    الفريق أحمد خليفة يلتقى رئيس أركان القوات المسلحة القطرية    بيطري الشرقية: استدعاء لجنة من إدارة المحميات الطبيعية بأسوان لاستخراج تماسيح قرية الزوامل    الإعدام لمتهم والمؤبد ل2 آخرين بقضية جبهة النصرة الثانية    هيئة الكتاب تهدي 1000 نسخة من إصداراتها لقصر ثقافة العريش دعمًا للثقافة في شمال سيناء    لليوم السادس التموين تواصل صرف مقررات ديسمبر حتى 8 مساء    عمرو عابد يكشف سر عدم تعاونه مع أبطال «أوقات فراغ»    "الشرع": سوريا تعيش حاليًا في أفضل ظروفها منذ سنوات.. وإسرائيل تصدّر الأزمات إلى الدول الأخرى    نظام «ACI».. آلية متطورة تُسهل التجارة ولا تُطبق على الطرود البريدية أقل من 50 كجم    إطلاق الشهادة المرورية الإلكترونية رسميًا.. خطوة جديدة نحو «مرور بلا أوراق»    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    هذا هو موعد عرض فيلم الملحد في دور العرض السينمائي    ضبط عاطل اعتدى على شقيقته بالمرج    الدوري الإنجليزي.. موقف مرموش من تشكيل السيتي أمام سندرلاند    لماذا يزداد جفاف العين في الشتاء؟ ونصائح للتعامل معه    مواعيد مباريات دوري كرة السلة على الكراسي المتحركة    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    احذر.. الإفراط في فيتامين C قد يصيبك بحصى الكلى    المرحلة النهائية للمبادرة الرئاسية «تحالف وتنمية»: قبول مبدئي ل9 تحالفات استعدادًا لتوقيع البروتوكولات التنفيذية    15 ديسمبر.. آخر موعد للتقدم لمسابقة "فنون ضد العنف" بجامعة بنها    الشرع: إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد وشنت عليها أكثر من ألف غارة ونفذت 400 توغل في أراضيها    وزير الصحة يشهد انطلاق المسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها ال32    الإعلان التشويقى لفيلم "القصص" قبل عرضه فى مهرجان البحر الأحمر السينمائى الدولى    فيلم السلم والثعبان.. لعب عيال يحصد 65 مليون جنيه خلال 24 يوم عرض    الزراعة توزع أكثر من 400 "فراطة ذرة" مُعاد تأهيلها كمنح لصغار المزارعين    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    حارس بتروجت: تتويج بيراميدز بإفريقيا "مفاجأة كبيرة".. ودوري الموسم الحالي "الأقوى" تاريخيا    وزير الأوقاف يعلن عن أسماء 72 دولة مشاركة في مسابقة القرآن الكريم    تحليل فيروسات B وC وHIV لمتعاطي المخدرات بالحقن ضمن خدمات علاج الإدمان المجانية في السويس    السيسي: سنعمل على تذليل أي عقبات لضمان نجاح مشروع المدارس اليابانية بمصر    السيسي يوجه بمحاسبة عاجلة تجاه أي انفلات أخلاقي بالمدارس    اندلاع حريق ضخم يلتهم محتويات مصنع مراتب بقرية العزيزية في البدرشين    وزير الأوقاف: مصر قبلة التلاوة والمسابقة العالمية للقرآن تعكس ريادتها الدولية    فليك يعلن قائمة برشلونة لمباراة ريال بيتيس في الليجا    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    الصحة: توقعات بوصول نسبة كبار السن من السكان ل 10.6% بحلول 2050    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواجه الإمارات اليوم بحثا عن الانتصار الأول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر نص كلمة "صالح كامل" في مؤتمر "أخبار اليوم الاقتصادي"
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 07 - 09 - 2014

تنشر "بوابة أخبار اليوم" نص كلمة رئيس اتحاد البنوك الإسلامية واتحاد الغرف التجارية الإسلامية، الشيخ صالح كامل، خلال مشاركته في مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي.. وإلى نص الكلمة:
بسم الله ، والحمدلله ، رب العالمين ،والصلاة والسلام على أنبياء الله ورسله أجمعين ،وعلى من أرسله رحمة للعالمين .
الإخوةُ والأخوات .. السلامُ عليكم ورحمة الله .
سعيدُ أن ألتقى بكم في مصر الحضارة ، وفى أحضان التاريخ والاصالة ، يأهل الفكر والفنون والعمارة . فعلى أرضكم عادةً ما ينمو الحبُ ويزدهر الأمل .. حينما تحضن مصركم ، قوافل الخير ودعاة الإنماء والعمل .. الذين جاؤا إليكم في إعقاب ثورة مجيدةٍ رائده ، لاحت تباشُيرها مع الثلاثين من يونيو عزيزةً خالده ..
إكتنفتها عنايةُ الإله الواحد الاحد .. الذى سخر لها أباةً من الشعب ، وحماةً بإذنه من قواتها الباسلةٍ المسلحة ، أما الأباةُ ففاقوا الثلاثين مليوناً عدداً ، وأما الحُماةُ فكانوا الجيش كله دروعاً ومَدَداً ، على رأسهم القائد العام عبدالفتاح السيسى الفريق أول والمشير ، رئيس مصر اليوم مُعيناً بعد الله وسنداً .
وكم كانت إرادة ُ الله بالغةً أمرها ..
حين سخر لها .. ملوكاً وأمراء وقادةً أوفياء كان في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين ، الملك الأمين عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله ، وأبناء زايد المخلصين وعلى رأسهم الشيخ خليفة وأخوه الشيخ محمد . ذلك أنهم وكغيرهم من الصادقين ، يعرفون مصر ، ويعرفون أهلها وأنهم في رباط الى يوم الدين . ويعرفون جندها كنانةَ الإسلام والمؤمنين . وصدق مؤسس المملكة العربية السعودية وموحدها الملك الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله حين قال :"إن مصر والمملكة العربية السعودية هما بحق جناحاً هذه الامة .
ومن هذا المنطق الثابت واليقين الدائم .. جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمؤتمر داعمٍ لمصر .. خاصةً بعدما تأكد للدنيا شرقاً وغرباً ، أنها ثورةُ هيأ الله لها العوامل والأسباب.. وليست كما يزعمون إنقلاب .
" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)آل عمران )
وأرجو أن لا يستغرب البعضُ منكم مشاركتى في هذه الجلسة الإفتتاحية ، فأنا هنا أسعد بالحديث اليكم ، ليس كمستثمر رغم أنى باشرت الاستثمار في مصر منذ مطلع سبعينيات القرن الماضى ..
ولكنى أتحدث اليوم بصفتى من المهتمين بشئون الأمة وهموم العامة .. الباحثين والحريصين على وحدة اقتصادية عربية وإسلامية شاملة ..والكل يعلم أننى لم أكن يوماً من دعاة وحدةٍ سياسية .
وياليتنا ركزنا منذ ذلك الحين على السوق الإسلامية التي دعى إليها الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله .
في نطاق دعوته المخلصة للتضامن الاسلامى .. وذلك قبل أن تُقدم أوربا على وحدتها الاقتصادية والتي أخرجت اليوم واقع السوق الأوربية المشتركة .. وحققت من خلالها وحدتها السياسية والفكرية والرياضية والعسكرية ، رغم تباين الأعراف وإختلاف الأذواق وتعدد المشارب .. بينما نحن لم نصل بعد الى وحدةٍ عربية ولا سوق إقتصادية ، رغم كلَّ ما يتوفر لنا من عواملها وعناصرها ، لغةً ومعتقداً .. بل ذهبنا في طرائق قددا ، ولم يربو لنا عملاً ولا جهداً ، وللأسف وصل بنا الامر الى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ، حتى راح البعضُ يخشى بحكم ما يحدث اليوم من أن تعود دول المدينة ، وإمارة الاحياء .
ومن هنا أرى لزاماً على أن أقدم اليوم رؤية إستشرافيةً
لحكومة جمهورية مصر العربية ، وللحكومات التي ستشارك في هذا الدعم والمساندة ، أسهم فيها بفكرى المتواضع والذى إكتسبتهُ على مدار العقود الأربعة الماضية في بلدى الحبيب وفى مصر العزيزة وغيرها من الدول الإسلامية .
وأحمدُ الله أن فكرى يتمحور منذ البداية في حسٍ إيمانى بأن خالق الكون جل في علاه ، حينما خلق الدنيا وضع لها منهاجاً إذا ما تم إتباعه سيكون فيه خير الدنيا والأخرة والتي لا يمكن فصلها عن الدنيا .. ولا يصح العكس إيضاً ، ولقد تمثلتُ هذه الرؤيا في كل أديان السماء ، والتي لا يتعارض صحيحها مع بعضها البعض فواضعها واحد ورافعها واحد.
وكما إعتدنا ونحن نتبع شريعة السماء ، ومنهج الخالق بكل ما حوت من وضوح وما أكدت من حقائق ، وما بشرت من نتائج .. ولذا فإن ما نستشرف من رؤا ونستهدفُ من سياسات ، وما ترجوه الدولة من آمال ، يجب أن تكون جميعها واضحةً مدموغةً بالوقائع والحقائق ليكون الحصادُ بحول الله مُبشراً وواعداً .. وعلى قدر الطموحات والأمال التي يتوخاها الشعب المصرى النبيل ونرجوها جميعاً لأم الدنيا وحسناء الزمان .
إن علينا أيها الأخوةُ والأخوات وبدءً من جلسة الافتتاح ومن خلال كل جلسات هذا المؤتمر المبادر أن نحدد ما هو الطريق الإقتصادى الذى ستسلكه الدولةُ المصرية العتيده .. هل هو أقصى اليمين ، أم هو أقصى اليسار أم هو الوسطُ الممدوحُ دائماً من الله تعالى وهو الذى جعلنا أمةً وسطا .
ولقد أكد الموروث دائماً : أن خير الأمور الوسط . ذلك أن الوسط يتسم بالعدل دائماً والعدل أساس الملك ، وميزان الحكم ، الذى لا ترجح له كفةٌ إلا بحقها ، ولاتتعادلُ فيه الكفتان إلا بالحق . فإذا لم تكن العلاقة عادلةً بين الحاكم والمحكوم ..وبين أفراد الشعب في العموم ..وبين العمال وأصحاب الاعمال بما يحقق مجتمع العدل والرخاء وينجز الأمال ، وهى متطلبات البشر في البدو والحضر .. وإلا فكل البرامج والسياسات الاقتصادية والمالية ستراوح مكانها ، ويستشعر الناس الخطر . فقد جرب الناسُ الإشتراكية البشعه ، وذاقوا ويلات الرأسمالية الجشعه ولا أظننى أستبق الأمور إذا ما تنبأتُ بأن الخيار في مصر لن يتعدى المنهج الوسطى الذى تُراعى فيه كافةُ الحقوق ..لأن هذا المنهج ذاتُه يؤكدُ ألا حقوق بغير إلتزامات ، رافضاً دعوى أن كل شيء نُدخلُهُ في حقوق المواطن .. وإلا فأين تذهب مسؤلياته ؟! وهو المستهدف بالتنمية وهو المقصود بالإنماء ؟! ومن هنا كان لزاماً أن يتصدر قاموسُ التنمية هذا الجانبَ .. توعيةً وتعويداً للناس وتعوداً لأنفسنا .. إسهاماً في تعديل المفاهيم ووزن الأمور وعدلها . ولعل من المزايا التي أنعم الله بها على مصر في هذا الوقت بالتحديد ، ما تعود أن يردده فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، قبل وأثناء وبعد إنتخابه : أن المعركة طويلة ومتعبةُ وتحتاج الى عمل الجميع معاً ، وليس الى مسايرة المطالب الفئوية ، مُحقةً وغير مُحقةٍ .. ولكن كل شيء ممكن في حدود إمكانات الدولة ، وأولوية المطالب من وجهة نظر وطنية محضه .
أيها الجمعُ الكريم :
مع كل ما أكنه من تقدير وإحترام لمؤسسة الأخبار الرائدة والداعية لهذا المؤتمر الجسور ، إلا أننى أزعمُ أنه وحده لا يكفى أن يخرج بمحصلة واضحة ، ولكنه علامة على الطريق ترشدُّ الى عناوين عريضةٍ ،ويسهم بقدر أو بأخر في جذب الاهتمام ولفت الإنتباه ، أداءً لدور إعلامى مطلوب .. بل مرغوب في هذه الأوقات من أجل تهيئه مطمئنة للرأي العام الذي يشكل للأمم المتحضرة قوة دفع تقدر اذا ما أقنعت واقتنعت علي القيام بدور مشترك في إطار عمل جماعي واضح جلي الرؤا ..وهو الأمر الذي لم ينفك يدعو اليه زعيم البلد ورئيسه وفقه الله
ولهذا قلت إن مؤتمرنا هذا وحده ليس كافيا وان جاء دافعا ومحفزا ذلك أن صناعه وصياغه رؤيه إستشرافيه لبلد محوري مثل مصر ، يتطلب عمل عام كامل بل عامين ،
إذ لابد من إقامه مجموعات عصف ذهني تُشكل من مفكري هذا الوطن الشامخ ، والذين ظلوا علي مدي الأيام فنارات ترشد المبحرين من حولهم ، ومنارات تصدح بالفكر والثقافه وقنوات تعبر منها السفن والسفين لتبلغ كل مرفأ أمين .
إنه زمن العقول المصرية النيره ، مصر الزاخره بشتي صنوف المعاهد والمراكز البحثية والمجالس الوطنيه ، وجهاز كالجهاز المركزي للتعبئه العامه والإحصاء والذي هو الاداةُ الرئيسية لأي إستشراف للمستقبل ، وقد تواصلت معهم مؤخراً وفوجئت بما يحويه هذا الجهاز من كنوز ثمينه ، التي تختصر الزمن لكل من أراد أن يضع خطه لمكافحه البطالة أو إنماء المحافظات ، وأشهد أنه عمل لم أعهده او أشهده فى جهات وأجهزه حكومية مشابهة...... في دول أخري ، ذلك أن الإحصاء والمؤشرات هي الطريق السليم لأي خطه ناجعه ولأى تخطيط ناجح من أجل الغد والمستقبل .
أيها الأخوه والأخوات لقد مرت بنا ثورات وثورات ، ولكن المؤكد أن ثوره الثلاثين من يونيو هي ثوره شعبيه جارفه ، إستنقذ الله بها الإسلام ومصر والمنطقه بأسرها ، بمن سخرهم لها .
ولا أريد أن أخوض في ثورات الربيع العربي ، ومن خطط لها ومن اشرف علي تنفيذها ، فيكفيها ذلك الإسم المضلل "الربيع العربي " وهي في الواقع "اللهيب العربي " وما سموه بالفوضي الخلاقه والفوضي لغه وشرعا ضد النظام ، فهي بالتالي أسوأ من أسوء نظام ، وبعد ثوره يونيو الحقيقيه ، فإننا في حاجه إلي" ثوره قانونيه " ولقد عاصرت إثنين من روادها في عالمنا الإسلامي الأول السيد مهاتير محمد باني نهضه ماليزيا الحديثه والثاني المرحوم توركت اوزال في تركيا ، وكنت قريبا منهما وتعلمت وساهمت معهما ، وتأكد لي أن الثوره القانونيه هي التوثيق الحقيقى والضمان الذاتي لثورة الشعب .. ذلك أن الثورة القانونية التي كانا يطبقانها ، هي تحديد غايةٍ لكل قانون .
وأعتقدُ أن غايتنا في منطقتنا الان ، هي إرساء العدل و الأنماء ، الذى هو الإعمار ، هذه الكلمةُ التي قصرها العرب على المباني فقط .
والغايةُ الثالثة هي التشغيل وهو الدرع الذى تتكسر على صلابته سهام البطالة حتى تتفتت سهماً إثر سهم .
أما القوانين فلها غاياتُ فرعية . فإذا ما وضعت غاية معينة نكتب لها قانوناً في صفحتين أو ثلاث لا يشير الى قوانين سابقةٍ ، ولا يعد بموازيةٍ أو لاحقة . وإنما نحصر كل ما يحكم الموضوع في نصٍ واحد واضح وصريح ويختم بمادةٍ خاتمة ، تنصُ على أن كل ما سبق من قوانين في هذا الشأن لاغية وذهبت في خبر كان .
فإن لم نفعل ذلك ، خاصة في مصر ، بلد الحضارة الممتدة عبر الأف السنين قبل الميلاد وبعده .. مع كل ما في ذلك من ميزة وفخر ، فسنجد أنفسنا مرةً أخرى ، نستخرج قوانين من عهد خفرع ومنقرع وكل من شاء بلع .
ومن هنا ومن أجل هذه الثورة القانونية فإن علينا الإستفادة من ثروات مصر البشرية وقدراتهم الفكرية والإبداعية بأشراكهم في قاطرةٍ موازيةٍ للبرلمان المرتقب بعون الله والذى هو تمثيل جهوى ، بينما سيشكل هؤلاء العلماء الجهابذةُ برلماناً فئوياً ، بكل ما منحهم الله فرداً فرداً من طاقات علمية وقدرات عملية . وبالطبع فإن مصر اليوم في حاجة الى القاطرتين معاً ، لتحقيق طاقة الدفع القصوى لتسريع عجلة التنمية ، ولقطع أشواط أكبر في زمنٍ أقصر .
وذلك ما يطالب به فخامةُ رئيس الجمهورية الذى يرى في الوقت حاجزاً لابد من قفزة دون تردد أو خوف ، وبكل قوة وثقةٍ ..
أو ليس مصرياً من قال :
وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذُ الدنيا غلابا
وما أستعصى على قوم منالُ إذا الإقدام كان لهم ركابا
وفقكم الله وحفظ مصر وأهلها
وحفظ لها كل المخلصين والأوفياء
شعوباً وقادة وزعماء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنشر "بوابة أخبار اليوم" نص كلمة رئيس اتحاد البنوك الإسلامية واتحاد الغرف التجارية الإسلامية، الشيخ صالح كامل، خلال مشاركته في مؤتمر أخبار اليوم الاقتصادي.. وإلى نص الكلمة:
بسم الله ، والحمدلله ، رب العالمين ،والصلاة والسلام على أنبياء الله ورسله أجمعين ،وعلى من أرسله رحمة للعالمين .
الإخوةُ والأخوات .. السلامُ عليكم ورحمة الله .
سعيدُ أن ألتقى بكم في مصر الحضارة ، وفى أحضان التاريخ والاصالة ، يأهل الفكر والفنون والعمارة . فعلى أرضكم عادةً ما ينمو الحبُ ويزدهر الأمل .. حينما تحضن مصركم ، قوافل الخير ودعاة الإنماء والعمل .. الذين جاؤا إليكم في إعقاب ثورة مجيدةٍ رائده ، لاحت تباشُيرها مع الثلاثين من يونيو عزيزةً خالده ..
إكتنفتها عنايةُ الإله الواحد الاحد .. الذى سخر لها أباةً من الشعب ، وحماةً بإذنه من قواتها الباسلةٍ المسلحة ، أما الأباةُ ففاقوا الثلاثين مليوناً عدداً ، وأما الحُماةُ فكانوا الجيش كله دروعاً ومَدَداً ، على رأسهم القائد العام عبدالفتاح السيسى الفريق أول والمشير ، رئيس مصر اليوم مُعيناً بعد الله وسنداً .
وكم كانت إرادة ُ الله بالغةً أمرها ..
حين سخر لها .. ملوكاً وأمراء وقادةً أوفياء كان في مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين ، الملك الأمين عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله ، وأبناء زايد المخلصين وعلى رأسهم الشيخ خليفة وأخوه الشيخ محمد . ذلك أنهم وكغيرهم من الصادقين ، يعرفون مصر ، ويعرفون أهلها وأنهم في رباط الى يوم الدين . ويعرفون جندها كنانةَ الإسلام والمؤمنين . وصدق مؤسس المملكة العربية السعودية وموحدها الملك الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله حين قال :"إن مصر والمملكة العربية السعودية هما بحق جناحاً هذه الامة .
ومن هذا المنطق الثابت واليقين الدائم .. جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمؤتمر داعمٍ لمصر .. خاصةً بعدما تأكد للدنيا شرقاً وغرباً ، أنها ثورةُ هيأ الله لها العوامل والأسباب.. وليست كما يزعمون إنقلاب .
" قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)آل عمران )
وأرجو أن لا يستغرب البعضُ منكم مشاركتى في هذه الجلسة الإفتتاحية ، فأنا هنا أسعد بالحديث اليكم ، ليس كمستثمر رغم أنى باشرت الاستثمار في مصر منذ مطلع سبعينيات القرن الماضى ..
ولكنى أتحدث اليوم بصفتى من المهتمين بشئون الأمة وهموم العامة .. الباحثين والحريصين على وحدة اقتصادية عربية وإسلامية شاملة ..والكل يعلم أننى لم أكن يوماً من دعاة وحدةٍ سياسية .
وياليتنا ركزنا منذ ذلك الحين على السوق الإسلامية التي دعى إليها الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله .
في نطاق دعوته المخلصة للتضامن الاسلامى .. وذلك قبل أن تُقدم أوربا على وحدتها الاقتصادية والتي أخرجت اليوم واقع السوق الأوربية المشتركة .. وحققت من خلالها وحدتها السياسية والفكرية والرياضية والعسكرية ، رغم تباين الأعراف وإختلاف الأذواق وتعدد المشارب .. بينما نحن لم نصل بعد الى وحدةٍ عربية ولا سوق إقتصادية ، رغم كلَّ ما يتوفر لنا من عواملها وعناصرها ، لغةً ومعتقداً .. بل ذهبنا في طرائق قددا ، ولم يربو لنا عملاً ولا جهداً ، وللأسف وصل بنا الامر الى تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ ، حتى راح البعضُ يخشى بحكم ما يحدث اليوم من أن تعود دول المدينة ، وإمارة الاحياء .
ومن هنا أرى لزاماً على أن أقدم اليوم رؤية إستشرافيةً
لحكومة جمهورية مصر العربية ، وللحكومات التي ستشارك في هذا الدعم والمساندة ، أسهم فيها بفكرى المتواضع والذى إكتسبتهُ على مدار العقود الأربعة الماضية في بلدى الحبيب وفى مصر العزيزة وغيرها من الدول الإسلامية .
وأحمدُ الله أن فكرى يتمحور منذ البداية في حسٍ إيمانى بأن خالق الكون جل في علاه ، حينما خلق الدنيا وضع لها منهاجاً إذا ما تم إتباعه سيكون فيه خير الدنيا والأخرة والتي لا يمكن فصلها عن الدنيا .. ولا يصح العكس إيضاً ، ولقد تمثلتُ هذه الرؤيا في كل أديان السماء ، والتي لا يتعارض صحيحها مع بعضها البعض فواضعها واحد ورافعها واحد.
وكما إعتدنا ونحن نتبع شريعة السماء ، ومنهج الخالق بكل ما حوت من وضوح وما أكدت من حقائق ، وما بشرت من نتائج .. ولذا فإن ما نستشرف من رؤا ونستهدفُ من سياسات ، وما ترجوه الدولة من آمال ، يجب أن تكون جميعها واضحةً مدموغةً بالوقائع والحقائق ليكون الحصادُ بحول الله مُبشراً وواعداً .. وعلى قدر الطموحات والأمال التي يتوخاها الشعب المصرى النبيل ونرجوها جميعاً لأم الدنيا وحسناء الزمان .
إن علينا أيها الأخوةُ والأخوات وبدءً من جلسة الافتتاح ومن خلال كل جلسات هذا المؤتمر المبادر أن نحدد ما هو الطريق الإقتصادى الذى ستسلكه الدولةُ المصرية العتيده .. هل هو أقصى اليمين ، أم هو أقصى اليسار أم هو الوسطُ الممدوحُ دائماً من الله تعالى وهو الذى جعلنا أمةً وسطا .
ولقد أكد الموروث دائماً : أن خير الأمور الوسط . ذلك أن الوسط يتسم بالعدل دائماً والعدل أساس الملك ، وميزان الحكم ، الذى لا ترجح له كفةٌ إلا بحقها ، ولاتتعادلُ فيه الكفتان إلا بالحق . فإذا لم تكن العلاقة عادلةً بين الحاكم والمحكوم ..وبين أفراد الشعب في العموم ..وبين العمال وأصحاب الاعمال بما يحقق مجتمع العدل والرخاء وينجز الأمال ، وهى متطلبات البشر في البدو والحضر .. وإلا فكل البرامج والسياسات الاقتصادية والمالية ستراوح مكانها ، ويستشعر الناس الخطر . فقد جرب الناسُ الإشتراكية البشعه ، وذاقوا ويلات الرأسمالية الجشعه ولا أظننى أستبق الأمور إذا ما تنبأتُ بأن الخيار في مصر لن يتعدى المنهج الوسطى الذى تُراعى فيه كافةُ الحقوق ..لأن هذا المنهج ذاتُه يؤكدُ ألا حقوق بغير إلتزامات ، رافضاً دعوى أن كل شيء نُدخلُهُ في حقوق المواطن .. وإلا فأين تذهب مسؤلياته ؟! وهو المستهدف بالتنمية وهو المقصود بالإنماء ؟! ومن هنا كان لزاماً أن يتصدر قاموسُ التنمية هذا الجانبَ .. توعيةً وتعويداً للناس وتعوداً لأنفسنا .. إسهاماً في تعديل المفاهيم ووزن الأمور وعدلها . ولعل من المزايا التي أنعم الله بها على مصر في هذا الوقت بالتحديد ، ما تعود أن يردده فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ، قبل وأثناء وبعد إنتخابه : أن المعركة طويلة ومتعبةُ وتحتاج الى عمل الجميع معاً ، وليس الى مسايرة المطالب الفئوية ، مُحقةً وغير مُحقةٍ .. ولكن كل شيء ممكن في حدود إمكانات الدولة ، وأولوية المطالب من وجهة نظر وطنية محضه .
أيها الجمعُ الكريم :
مع كل ما أكنه من تقدير وإحترام لمؤسسة الأخبار الرائدة والداعية لهذا المؤتمر الجسور ، إلا أننى أزعمُ أنه وحده لا يكفى أن يخرج بمحصلة واضحة ، ولكنه علامة على الطريق ترشدُّ الى عناوين عريضةٍ ،ويسهم بقدر أو بأخر في جذب الاهتمام ولفت الإنتباه ، أداءً لدور إعلامى مطلوب .. بل مرغوب في هذه الأوقات من أجل تهيئه مطمئنة للرأي العام الذي يشكل للأمم المتحضرة قوة دفع تقدر اذا ما أقنعت واقتنعت علي القيام بدور مشترك في إطار عمل جماعي واضح جلي الرؤا ..وهو الأمر الذي لم ينفك يدعو اليه زعيم البلد ورئيسه وفقه الله
ولهذا قلت إن مؤتمرنا هذا وحده ليس كافيا وان جاء دافعا ومحفزا ذلك أن صناعه وصياغه رؤيه إستشرافيه لبلد محوري مثل مصر ، يتطلب عمل عام كامل بل عامين ،
إذ لابد من إقامه مجموعات عصف ذهني تُشكل من مفكري هذا الوطن الشامخ ، والذين ظلوا علي مدي الأيام فنارات ترشد المبحرين من حولهم ، ومنارات تصدح بالفكر والثقافه وقنوات تعبر منها السفن والسفين لتبلغ كل مرفأ أمين .
إنه زمن العقول المصرية النيره ، مصر الزاخره بشتي صنوف المعاهد والمراكز البحثية والمجالس الوطنيه ، وجهاز كالجهاز المركزي للتعبئه العامه والإحصاء والذي هو الاداةُ الرئيسية لأي إستشراف للمستقبل ، وقد تواصلت معهم مؤخراً وفوجئت بما يحويه هذا الجهاز من كنوز ثمينه ، التي تختصر الزمن لكل من أراد أن يضع خطه لمكافحه البطالة أو إنماء المحافظات ، وأشهد أنه عمل لم أعهده او أشهده فى جهات وأجهزه حكومية مشابهة...... في دول أخري ، ذلك أن الإحصاء والمؤشرات هي الطريق السليم لأي خطه ناجعه ولأى تخطيط ناجح من أجل الغد والمستقبل .
أيها الأخوه والأخوات لقد مرت بنا ثورات وثورات ، ولكن المؤكد أن ثوره الثلاثين من يونيو هي ثوره شعبيه جارفه ، إستنقذ الله بها الإسلام ومصر والمنطقه بأسرها ، بمن سخرهم لها .
ولا أريد أن أخوض في ثورات الربيع العربي ، ومن خطط لها ومن اشرف علي تنفيذها ، فيكفيها ذلك الإسم المضلل "الربيع العربي " وهي في الواقع "اللهيب العربي " وما سموه بالفوضي الخلاقه والفوضي لغه وشرعا ضد النظام ، فهي بالتالي أسوأ من أسوء نظام ، وبعد ثوره يونيو الحقيقيه ، فإننا في حاجه إلي" ثوره قانونيه " ولقد عاصرت إثنين من روادها في عالمنا الإسلامي الأول السيد مهاتير محمد باني نهضه ماليزيا الحديثه والثاني المرحوم توركت اوزال في تركيا ، وكنت قريبا منهما وتعلمت وساهمت معهما ، وتأكد لي أن الثوره القانونيه هي التوثيق الحقيقى والضمان الذاتي لثورة الشعب .. ذلك أن الثورة القانونية التي كانا يطبقانها ، هي تحديد غايةٍ لكل قانون .
وأعتقدُ أن غايتنا في منطقتنا الان ، هي إرساء العدل و الأنماء ، الذى هو الإعمار ، هذه الكلمةُ التي قصرها العرب على المباني فقط .
والغايةُ الثالثة هي التشغيل وهو الدرع الذى تتكسر على صلابته سهام البطالة حتى تتفتت سهماً إثر سهم .
أما القوانين فلها غاياتُ فرعية . فإذا ما وضعت غاية معينة نكتب لها قانوناً في صفحتين أو ثلاث لا يشير الى قوانين سابقةٍ ، ولا يعد بموازيةٍ أو لاحقة . وإنما نحصر كل ما يحكم الموضوع في نصٍ واحد واضح وصريح ويختم بمادةٍ خاتمة ، تنصُ على أن كل ما سبق من قوانين في هذا الشأن لاغية وذهبت في خبر كان .
فإن لم نفعل ذلك ، خاصة في مصر ، بلد الحضارة الممتدة عبر الأف السنين قبل الميلاد وبعده .. مع كل ما في ذلك من ميزة وفخر ، فسنجد أنفسنا مرةً أخرى ، نستخرج قوانين من عهد خفرع ومنقرع وكل من شاء بلع .
ومن هنا ومن أجل هذه الثورة القانونية فإن علينا الإستفادة من ثروات مصر البشرية وقدراتهم الفكرية والإبداعية بأشراكهم في قاطرةٍ موازيةٍ للبرلمان المرتقب بعون الله والذى هو تمثيل جهوى ، بينما سيشكل هؤلاء العلماء الجهابذةُ برلماناً فئوياً ، بكل ما منحهم الله فرداً فرداً من طاقات علمية وقدرات عملية . وبالطبع فإن مصر اليوم في حاجة الى القاطرتين معاً ، لتحقيق طاقة الدفع القصوى لتسريع عجلة التنمية ، ولقطع أشواط أكبر في زمنٍ أقصر .
وذلك ما يطالب به فخامةُ رئيس الجمهورية الذى يرى في الوقت حاجزاً لابد من قفزة دون تردد أو خوف ، وبكل قوة وثقةٍ ..
أو ليس مصرياً من قال :
وما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذُ الدنيا غلابا
وما أستعصى على قوم منالُ إذا الإقدام كان لهم ركابا
وفقكم الله وحفظ مصر وأهلها
وحفظ لها كل المخلصين والأوفياء
شعوباً وقادة وزعماء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.