رغم بدء العد التنازلي لانتهاء فصل الصيف، تأثرت مصر بموجة شديدة الحرارة، توجت ما قبلها من موجات حارة بدأت حتى قبل قدومه لتنبئ بشدة حرارة صيف 2014، احترار واضح للمناخ ، وصيف طويل حار تعدى حدود زمانه. وبات تغير المناخ واقعا حقيقيا يحمل عواقب حقيقية على حياة البشر، ويتسبب في تعطيل الإقتصادات الوطنية ويكلف العالم أموالا باهظة وسيكلف البشرية أكثر غدا، والاعتراف المتزايد بوجود حلول قابلة للتطوير لتصبح متاحة بأسعار معقولة، من شأنه أن تمكن الجميع من التوجه نحو اقتصادات أكثر مرونة واستمرارية. المناخ يتغير في جميع أنحاء العالم، والأنشطة البشرية السبب الرئيسي في ذلك، حيث أكدت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أن آثار تغير المناخ تنتشر بالفعل على نطاق واسع، وأنها مكلفة ومتلاحقة، بدءا من المناطق المدارية حتى القطبين، ومن الجزر الصغيرة حتى القارات الكبيرة، ومن أفقر البلدان حتى أكثرها ثراء، وكبار علماء العالم واضحون في هذا الشأن. فتغير المناخ يؤثر في الزراعة، وفي موارد المياه وفي الصحة البشرية، وفي النظم الإيكولوجية على الأرض وفي المحيطات ، ويشكل مخاطر كاسحة على الاستقرار الاقتصادي وأمن الأمم. وجعل أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون من التصدي لتغير المناخ ركيزة أساسية لفترة ولايته على رأس المنظمة الدولية، وترجم ذلك بوضع هذه القضية في صدارة برنامجها الدولي، ولهذا، فقد دعا قادة وحكومات العالم وأصحاب المصلحة والأعمال التجارية والمجتمع المدني إلي الاجتماع في قمة المناخ، بهدف حشد وتحفيز العمل من أجل إنقاذ المناخ، مطالبا القادة باتخاذ إجراءات جريئة لإنجاح القمة ووضع ضوابط لخفض الإنبعاثات السامة وتعزيز الجهود الدولية للتكيف مع تغير المناخ وتعبئة الإرادة السياسية لاتفاق قانوني في عام 2015. ودعا أمين عام الأممالمتحدة إلي عقد "قمة القادة لتغير المناخ" التي من المقرر عقدها بالمقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك يوم 23 سبتمبر الحالي، تعقد بالتزامن مع الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تستقطب عددا كبيرا من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين الحكوميين من كل أنحاء العالم. وستركز القمة التي تحمل شعار "مؤتمر القمة المعنى بالمناخ 2014 ، تحفيز العمل"، ويشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى على إيجاد حلول عملية وإجراءات وقائية تسهم في التصدي لظاهرة تغير المناخ مع إيضاح الفوائد الاقتصادية لتلك الإجراءات وتوضيح أبعادها الاجتماعية والتنموية.