الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بشكاوى تداعيات ارتفاع الحرارة في بعض الفترات
موعد غلق باب تنسيق المرحلة الثانية 2025.. آخر فرصة لطلاب الثانوية
جامعة بنها تبدأ مقابلات اختيار القيادات الأكاديمية والإدارية
وزير الكهرباء يتفقد مركز التحكم الإقليمي بالقاهرة
أسعار الأسماك والمأكولات البحرية في سوق العبور اليوم السبت
ارتفاع أسعار البيض اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)
تفاصيل.. إيران تعدم عالمًا نوويًا بتهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي
باكستان ترحب باتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا
سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: بريطانيا لن تصمت إذا احتُجز 50 مواطنًا لها بغزة
استشهاد 36 فلسطينيًا في غزة منذ فجر اليوم بينهم 21 من طالبي المساعدات
بالفيديو.. احتجاجات في بيروت بعد قرار حكومي بحصر السلاح
طبيب الأهلي السابق يشيد بعمرو السولية
لحظة بلحظة قرعة كأس الكونفدرالية 25/26 .. يشارك بها الزمالك والمصري
مدرب نيوكاسل يونايتد يوضح مستقبل إيزاك
رسميًا... مانشستر يونايتد يتعاقد مع سيسكو ويكمل مثلثه الهجومي
رفع آثار تسرب زيت بطريق الزنكلون بعد انقلاب سيارة نقل بالشرقية - صور
كارثة على كوبري بلبيس.. وفاة أم وابنتها وإصابة الزوج في حادث مروع (صور)
الحرارة 42.. الأرصاد تحذر: ذروة الموجة الحارة الثلاثاء والأربعاء
خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية
حريق هائل يلتهم محلين لقطع غيار "التكاتك" بالعصافرة شرق الإسكندرية
حسين الجسمي يرد على رسالة نجيب ساويرس بعد حفله بالساحل الشمالي
"الثقافة" تطلق المرحلة الثانية من مبادرة "المليون كتاب"
ما هو الصبر الجميل الذي أمر الله به؟.. يسري جبر يجيب
زوجة أكرم توفيق توجه رسالة رومانسية للاعب
أحمد كريمة: أموال تيك توك والسوشيال ميديا حرام وكسب خبيث
نائبة وزير الصحة تتابع تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية
الصحة: إحلال وتجديد 185 ماكينة غسيل كلوي وافتتاح 6 وحدات جديدة
الضرائب: 3 أيام فقط وتنتهي مهلة الاستفادة من التسهيلات الضريبية المقررة وفقًأ للقانون رقم 5 لسنة 2025
نائب وزير الصحة تعقد اجتماعًا لمتابعة الاستراتيجية الوطنية للسكان والتنمية وتخطيط المرحلة الثانية
افتتاح مونديال ناشئين اليد| وزير الرياضة يشكر الرئيس السيسي لرعايته للبطولة
خلال استقباله وزير خارجية تركيا.. الرئيس السيسى يؤكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وأنقرة.. التأكيد على رفض إعادة الاحتلال العسكرى لغزة وضرورة وقف إطلاق النار ورفض تهجير الفلسطينيين
في ذكرى ميلاد النجمة هند رستم| بنت البلد رغم أنها من عائلة أرستقراطية
حميد الشاعري يشعل أضخم حفلات العلمين الجديدة ب«دويتوهات» متنوعة | صور
الري: تنفيذ 561 منشأ للحماية من أخطار السيول بشمال وجنوب سيناء
تعرف على موعد فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة
90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 9 أغسطس 2025
هدفه بناء الشخصية ونهضة المجتمع.. إطلاق مركز القيادات الطلابية بجنوب الوادي
حملات مرورية مكثفة.. إيجابية عينة المخدرات ل 156 سائقًا على الطرق السريعة
بلاغ ضد البلوجر مروة حلمي: تدعي تلفيق الاتهامات لصديقها شاكر
«100 يوم صحة» قدمت 37 مليون خدمة طبية مجانية خلال 24 يوما
وفاة طبيبة أثناء تأدية عملها بالقصر العيني.. وجمال شعبان ينعيها بكلمات مؤثرة
غرفة العمليات الرئيسة بتعليم الدقهلية تتابع سير امتحانات الدور الثاني الإعدادية والدبلومات
بمشاركة المصري.... اليوم قرعة الأدوار التمهيدية من البطولة الكونفيدرالية
"السلاموني": زيادة سعر توريد أردب القمح ساهم في ارتفاع معدلات التوريد ل3.940 مليون طن
24 أغسطس.. فتح باب قبول تحويلات الطلاب إلى كليات جامعة القاهرة
موعد مباراة مصر واليابان فى بطولة العالم لناشئي كرة اليد
أزمة سياسية وأمنية فى إسرائيل حول قرار احتلال غزة.. تعرف على التفاصيل
خلال تفقده لأعمال تطوير الزهراء للخيول العربية.. وزير الزراعة: هدفنا إعادة المحطة لمكانتها الرائدة عالميًا
5 أبراج نشيطة تحب استغلال وقت الصباح.. هل أنت منهم؟
الرئاسة الفلسطينية: الولايات المتحدة لديها القدرة على وقف الحرب فورا
سعر الذهب اليوم السبت 9 أغسطس 2025 في الصاغة وعيار 21 بالمصنعية بعد صعوده 30 جنيهًا
تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. توقعات كليات ومعاهد تقبل من 50% أدبي
عودة خدمات إنستاباي إلى العمل بعد تعطلها مؤقتا
إعلام أمريكي: مقتل شرطي في إطلاق نار بالقرب من مركز السيطرة على الأمراض في أتلانتا
علي معلول: جاءتني عروض من أوروبا قبل الأهلي ولم أنقطع عن متابعة الصفاقسي
تامر عاشور يغني "قولوله سماح وتيجي نتراهن" في حفل مهرجان العلمين
هل تأثم الزوجة إذا امتنعت عن زوجها بسبب سوء معاملتها؟ أمين الفتوى يجيب
متي يظهر المسيخ الدجال؟.. عالم أزهري يجيب
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
الاخبار تكشف حقيقة جماعة بوكو حرام بالفيوم
حسام عبد العليم محمد وهدان
نشر في
بوابة أخبار اليوم
يوم 30 - 08 - 2014
»الأخبار« تكشف حقيقة جماعة «بوكو حرام» الفيوم
نزاع على قطعة أرض بور.. سبب شائعة الجماعة التكفيرية
خطيب القرية يتهم الإعلام بإيقاظ الفتنة على المنبر
المتهمون بعضوية الجماعة يردون على الاتهامات:
«الفلس» وراء تحريم «اللحمة».. ونرحب بمن يدعونا لأكلها
لا نصلى فى المسجد التزاما باتفاقنا مع الأمن.. ولم نحرم التعليم بجامعات الدولة
تحقيق :
حسام عبدالعليم
محمد وهدان
عدسة :
خالد عيد
«بوكو حرام» فى محافظة الفيوم.. كان هذا هو العنوان الذى تصدر الصفحات الاولى لبعض الصحف خلال الاسبوع الماضى، المعلومات التى تداولتها وسائل الإعلام اعطت انطباعا بأن افكار جماعة نيجيرية متطرفة قد تسللت إلى القرية النائية. وجعلت عددا من الافراد المتشددين يقاطعون مؤسسات الدولة ويمتنعون عن الصلاة بالمساجد ويحرمون أكل اللحم، المعلومات الخطيرة دفعتنا للقيام بمغامرة لاستكشاف القرية «الملغومة»، لكن الاهالى اكدوا ان الامور بعيدة تماما عما ذكره الاعلام، حتى ان خطيب القرية وصف هذه المعلومات بالكذب فى خطبة الجمعة، قابلنا عددا من اعضاء الجماعة فأكدوا انهم كانوا ينتمون بالفعل قبل سنوات لجماعة تكفيرية لكنهم تصالحوا مع الدولة وفجروا مفاجأة عندما أعلنوا ان سبب الشائعات الاخيرة هو النزاع على قطعة ارض بور.
لم يتملكنا الخوف عند انطلاقنا من القاهرة إلى قرية الجواهرجى، ففضولنا كان اقوى من اى مشاعر أخرى، انطلقنا بالسيارة من امام مبنى «اخبار اليوم» لرصد ما يحدث داخل القرية اثناء الصلاة قبل وصولنا القرية بحوالى عشرة كيلو مترات ،صادفنا شخصا بسيطا مرتديا جلبابا سألناه عن مكان القرية، ففاجأنا بانه منها وانه كان متوجها لمنزله، استقل معنا السيارة واقتادنا اليها، ليستقبلنا فى منزله المتواضع البسيط المكون من طابق واحد، لا يختلف كثيرا عن حال القرية وبيوتها المتواضعة واهلها البسطاء، ينطق حالها بأنها قرية منسية كغيرها من آلاف القرى والنجوع فى باقى الجمهورية، حيث لاحظنا الاطفال والفتيات والنساء يتجمعون حول «حنفية مياه» موصولة بماسورة ضخمة، وماهى الا لحظات حتى دخل علينا ابن عمه شعيب كُريم عبد الرحمن فى العقد الخامس من العمر يعتبر شعيب هو الشخص الوحيد فى قرية الجواهرجى المتعلم من ابناء جيله ،و قبل اى حديث بادرنا شعيب بسؤاله: «حضراتكم جايين علشان الموضوع اللى اتنشر فى الجرايد الاسبوع إلى فات ؟» أكد كلامه فقال لنا ان عدد هؤلاء الاشخاص لا يتعدى عشرة فقط، فكل شخص له الحق فى فكره ومعتقداته مادام لا يضر بذلك أحدا، واضاف ان هؤلاء الاشخاص ليس لهم اى نشاط عدائى، ويعيشون بيننا منذ سنوات عديدة ولم نر منهم اى شئ يغضبنا، فجميع اهالى البلدة اما اقرباء او بينهم «نسب» ومشكلتهم الوحيدة هى انهم لا يصلون فى مسجد القرية وهذا يرجع لهم فكل شخص حر فى تصرفه، ترك شعيب امر هذه الجماعة وانتهز الفرصة للحديث عن مشكلات اهالى القرية ومنها مشكلة المياه رغم وجود مرافق لها فى القرية الا انها لا تأتى الا على فترات بعيدة وتنقطع بالايام، وايضا مشكلة التعليم لعدم توافر مدارس بمراحلها التعليمية المختلفة سوى مدرسة ابتدائية واحدة تم انشاؤها فى عام 2002 تقريبا بعد سعيه ومطالبة المسئولين بالدولة بضرورة انشاء مدرسة فى قريتهم، وما يحتاجونه الآن قيام وزارة التربية والتعليم بانشاء ولو فصل واحد للمرحلة الاعدادية وآخر للمرحلة الثانوية، حيث ان اقرب مدرسة اعدادية لقريتهم تبعد ما لا يقل عن 20 كيلو مترا، وان اغلب اهالى القرية الذين يبلغ عددهم حوالى 3 آلاف نسمة فقراء ويعملون باليومية فى مجال الزراعة، فقد يعملون يوميا ويتوقفون عدة ايام لعدم وجود عمل، كما طالب شعيب وعدد من اهالى البلدة بقيام الدولة بتقنين الاراضى الزراعية التى يزرعونها ،فهى اراض مملوكة للدولة وحصلوا عليها عن طريق وضع اليد فى فترة الثمانينيات وقد اقر القانون بحقهم فى امتلاكها، مشيرا انهم على استعداد لتقنين اوضاعهم مع الدولة وسداد قيمة هذه الاراضى على الرغم انهم يدفعون قيمة الايجار السنوى لادارة الرى التابعين لها وتتعدى ألف جنيه لكل فدان ، ولكن المشكلة تكمن فى البيروقراطية، حيث انهم يوافقون على سداد قيمة هذه الاراضى للحصول على مقررات رى لها بشكل رسمى، واكد ان الدولة اذا قامت بذلك فسوف يعود عليها بمليارات الجنيهات وهذا فى صالحها خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى تعانيها.
كان اَذان الظهر قد حان، توقفنا عن الحديث للاستعداد لأداء صلاة الجمعة فى مسجد الجواهرجى غرب الوحيد، بعد ان طلبنا منه ان يتوسط لنا فى لقاء الاشخاص الذين اطلق عليهم «جماعة بوكو حرام» على اعتبار انهم جيران وعلى علاقة طيبة بهم كما اوضح لنا فى بداية حديثه.
خطبة الجمعة
عقب دخولنا المسجد الذى كان ممتلئا عن اخره، كان الخطيب قد بدأ فى القاء الخطبة. الخطيب فى العقد السابع من العمر، يلقى الخطبة من خلال كتاب وتحدث فيها عن عدم معصية الله مستشهدا بآيات من القرآن الكريم واحاديث نبوية ، كما اشار الى الفتنة التى لعن الله من يوقظها - فى اشارة إلى ما نشر فى الصحف ووسائل الاعلام عن قريتهم الاسبوع الماضى واتهام بعض اهلها باعتناق الفكر المتشدد والمتطرف والعيش فى عزلة عن العالم-، واصفا ذلك بالكذب والافتراء،وعقب انتهاء صلاة الجمعة التقينا بخطيب المسجد الشيخ ابراهيم على عبد الله، واوضح انه فوجئ بخبر منشور عن قريته بالصفحة الاولى فى صحيفتين من الصحف الخاصة عن وجود عصابة «بوكو حرام» وهو الامر الذى قابله بالضحك لان هذا الامر ليس له اساس من الصحة، وعلق: «كان على من نشر هذه الاخبار عن قريتنا، ان يأتى اولا إلى القرية ويقابل اهلها ليتأكد من صحة ما نشره ،ويظهر المشكلات التى يعانى منها اهلها من عدم وجود مستشفى او حتى مركز صحي يخدم القرية والقرى المجاورة، ويضيف ان اقرب وحدة صحية قريبة للاهالى تبعد 15 كيلو مترا ليس هذا فحسب فالمشكلة ايضا تكمن فى عدم وجود طبيب بهذه الوحدة منذ اكثر من 7 اشهر، بالاضافة إلى مشكلة المياه والتعليم، وربنا يقدم ما فيه صالح الناس».
عقب الانتهاء من حديث خطيب المسجد، طلبنا من شيخ البلد الحاج عبد السلام صديق عطية ان يستأذن جماعة «بوكوحرام» لنتحدث معهم لنكشف حقيقة الامر، ورأيهم فيما نسب اليهم بانهم يكفرون كل من لا يؤمن بافكارهم ،ولا يلحقون ابناءهم بالمدراس ولا يؤدون الصلاة فى المسجد وتحريمهم لاكل اللحوم ،وايضا التعرف على علاقتهم بجماعة «الشوقيين» التى انبثقت من الجماعات الجهادية فى فترة التسعينيات وكان يتزعمها شوقى الشيخ ودخلت فى كفاح مسلح واهالى قرية كحك بحرى المجاورة لهم مع اجهزة الامن قبل تصفيته والقبض على العشرات منهم.
«الاخبار» مع جماعة «بوكو حرام»!
اقتادنا شيخ البلد إلى منزل احد هؤلاء الاشخاص الذى رحب كثيرا بنا، فى البداية عبر لنا الشيخ اسماعيل ابراهيم حامد عن حزنه واسفه مما نشر عنهم واتهامهم بهذه الاتهامات القاسية التى سببت لهم اضرارا نفسية كبيرة بل شملت ايضا اهل القرية كلها، وردا عما نشر عنهم قال: «لن ارد على هذه الاتهامات بل سأترك اهل قريتى وجيرانى يردون نيابة عنى وعن غيرى، واستطرد قائلا: « بالنسبة لنا لا يتجاوز عددنا فى القرية خمسة اشخاص فقط، ونعيش حياة طبيعية مثل اهالى قريتنا وكما يعيشها مجتمعنا المصرى ، فكل منا يعيش حياته منفردا راعيا مصلحته ولا توجد بيننا وبين الحاكم – يقصد مؤسسات الدولة – اى مشكلات، فجميع اولادنا واحفادنا ملتحقون بالمدراس الحكومية وضرب امثلة بأبنائه الذين يدرسون بالمدارس والكليات واضاف: الاجهزة الامنية تعلم عنا كل شئ وتعلم خط سيرنا وسلوك كل فرد منا، فليس هناك ما يقلقنا او يقلق الاجهزة الامنية او مجتمعنا المصرى ، كذلك نتعامل مع الحكومة فى كل كبيرة وصغيرة ، فنحن نستفيد من الحصص التموينية الشهرية التى تقررها الدولة للمواطنين ونقوم بصرفها شهريا عن طريق بطاقات التموين، كما نتعامل مع الجمعية الزراعية فيما يخص صرف الاسمدة، وندد اسماعيل بما نشر عنهم وتمثيلهم باشخاص يرتدون الاقنعة السوادء ويحملون السلاح وتعجب قائلا: «اذا كنا بالفعل كذلك ، فهل كان اهالى القرية او الاجهزة الامنية ستتركنا ؟»، وفيما يتعلق بتحريم اكل اللحوم والالبان اكد انهم يأكلون كل شئ كباقى البشر، اما فيما يخص عدم صلاتهم فى مسجد القرية، فقد اعترف اسماعيل ابراهيم بهذا الامر قائلا: «نحن بالفعل لا نصلى الفروض او صلاة الجمعة فى مسجد القرية ، ونصلى فى منازلنا وبالنسبة لصلاة الجمعة ايضا فى بعض الاوقات قد نصليها فى منازلنا ايضا او فى مسجد آخر بقرية اخرى بعيدا عن اهل القرية ،لكن هذا التصرف له اسبابه منها مثلا ان السنوات الاخيرة وقعت مشكلات واحتكاكات كثيرة بيننا وبين عدد من اهالى القرية ،فكان الشباب مثلا يقصدون اطلاق ابشع السباب والشتائم وهى ليست موجهة لاحد وانما كانوا يطلقونها عن قصد لنسمعها عندما يشاهدوننا ندخل المسجد بهدف اثارتنا حيث انهم يعرفون اننا لا نطيق ان نسمع مثل هذه الالفاظ خاصة الالفاظ التى تمس الدين، وحتى لا تسوء علاقتنا مع اهالى القرية ولتدوم على المحبة بيننا، قررنا عدم الصلاة فى المسجد، خاصة ان هذا المسجد هو المسجد الوحيد فى القرية ولا يوجد هناك مسجد آخر ولو كان موجودا لصلينا به ، وان كان الامر الان اختلف كثيرا وفى احيان كثيرة نصلى فى مسجد القرية ، واكد اسماعيل انهم يعيشون الان وسط اهالى القرية كعائلة واحدة قائمة على المحبة والرضا ولا توجد اية مشكلات مع اى فرد سواء كبير او صغير فى القرية.
فكر جهادى
واعترف الشيخ اسماعيل انهم كانوا من ضمن الجماعات الجهادية وذلك فى فترة التسعينيات، موضحا انه لا علاقة لهم بجماعة الشوقيين ومعقلهم قرية كحك بحرى – وهى الجماعة التى كانت تكفر الحاكم وتنتمى إلى تيار ذى فكر جهادى متطرف ومتشدد – ولكنهم الان يعيشون حياة طبيعية كباقى المواطنين بعد ان عقدوا هدنة طويلة المدى مع الاجهزة الامنية بألا يمارسوا اى نشاط دينى كما كانوا يفعلون ذلك من قبل، بما فى ذلك السياسة خاصة الفترة الاخيرة والتى اعقبت ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، مشيرا الي انهم كباقى الاغلبية من المصريين يرحبون بمن هو صالح لتولى قيادة الدولة ليرعاها ويخاف على اهلها ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية ويرعى الفقراء والبسطاء من ابناء الشعب المصرى.
وقد التقت «الاخبار» باحد الاشخاص الخمسة الاخرين ويدعى الشيخ فرحات حامد السيد فى العقد السادس من العمر، وقد نفى ما نشر عنهم جملة وتفصيلا، وقال: «احنا حتى وكل القرية مفيش فيها حد يعرف او سمع عن جماعة بوكوحرام – وهى الجماعة التى وصفتهم بها بعض الصحف الخاصة- او حتى نعرف مكانها»، واضاف ان الدليل على كذب هذه الادعاءات هو اننا نعلم ابناءنا فلدي 8 ابناء، 6 منهم الان فى مراحل تعليمية مختلفة، بينما لم يتمكن من تعليم ولديه الكبيرين حيث كانا يساعدانه فى العمل لكى يستطيعا الانفاق على اشقائهما ،كما أنهما وقت ان كانا اطفالا لم تكن توجد مدرسة فى القرية او فى القرى المجاورة لنا، كما انه لم تكن هناك مدرسة بالقرية عند بلوغهما سن الدراسة إلا علي مسافة 20 كيلو مترا على الاقل ولم تكن هناك اى وسيلة نقل متاحة، وحتى الان مازالت القرية تعانى من عدم وجود اية خدمات او مرافق»، واوضح: « احنا صحيح مش بنعرف نقرأ ونكتب، بس عارفين قيمة التعليم والثقافة، فهو يرفع بيوتا لا عماد لها»، ولكن المشكلة- والحديث على لسانه- تكمن فى عدم وجود خدمات او مدارس تعليمية فى هذه القرية، ففى مطلع الالفية الجديدة كانت نسبة التعليم فى القرية لا تتجاوز 3% لكنها الان اصبحت تبلغ 95%،.
الصلاة فى المسجد
والتقت «الاخبار» ايضا، مع الشيخ على مفتاح السيد (55 سنة ) ضرير البصر ،حيث قال: « لا نريد سوى ان نعبد الله عز وجل ولا نشرك به احدا، ونحن نصلى فى اى مسجد ، ولكن المشكلة اننا لا نصلى فى مسجد قريتنا فقط لان اهالى القرية هم اقاربنا، وكنا نخاف ان يطلبوا منا القاء خطبة الجمعة او ان يؤم احدنا الصلاة بهم او نحدثهم فى الدين، ولم نكن نرغب فى ذلك لاننا تصالحنا مع اجهزة الامن.. وفيما يخص عدم زواجهم من خارج عائلاتهم، قال على مفتاح ان لديه 3 زوجات منهن زوجتان ليستا من اقاربه وكانتا تعيشان فى قرية اخرى ولم يكن هناك اى صلة معرفة او قرابة بينه وبينهما قبل الزواج، كما انه يتعامل مع الحكومة ويتقاضى معاشا شهريا من الضمان الاجتماعى،وعن عدم اكلهم اللحوم قال ساخرا: «من منكم لدية مائدة رحمن فليدعونى اليها؟.. فاللحمة حرام علشان مفيش فلوس فقط ليس الا».
سبب الشائعة
وعن سبب ما نشر عنهم واتهامهم بالفكر الجهادى خاصة فى هذا الوقت، قال على مفتاح ان المشكلة تكمن فى وجود خلافات بين 3 من ابناء عمومتهم يعيشون فى القرية وآخرين من قرية اخرى على قطعة ارض بور متاخمة لقرية الجواهرجى ، حيث ان هذه الارض مملوكة للدولة وكان ابناء عمومتهم يضعون ايديهم عليها منذ اكثر من 10 سنوات ولكن لم يتمكنوا من زراعتها بسبب عدم توافر مياه، لكن ابناء القرية الاخرى وضعوا ايديهم على جزء منها استطاعوا توفير مياه لها عن طريق مواسير واثار ذلك غضب ابناء عمومتهم وقاموا باتلاف تلك المواسير ،فحرر الاخرون عدة بلاغات ضدهم ولم يكتفوا بذلك بل قرروا الانتقام من ابناء عمومتهم عن طريقهم – يقصد الاشخاص الخمسة ذوى الفكر الجهادى سابقا والذى هو واحد منهم - بان اعادوا نشر ماضيهم القديم وزعموا لعدد من الصحف وجود اشخاص يعتنقون فكرا جهاديا، على الرغم من اننا ليس لنا علاقة من قريب او بعيد بمشكلة ابناء عمومتهم.
»الأخبار« تكشف حقيقة جماعة «بوكو حرام» الفيوم
نزاع على قطعة أرض بور.. سبب شائعة الجماعة التكفيرية
خطيب القرية يتهم الإعلام بإيقاظ الفتنة على المنبر
المتهمون بعضوية الجماعة يردون على الاتهامات:
«الفلس» وراء تحريم «اللحمة».. ونرحب بمن يدعونا لأكلها
لا نصلى فى المسجد التزاما باتفاقنا مع الأمن.. ولم نحرم التعليم بجامعات الدولة
تحقيق :
حسام عبدالعليم
محمد وهدان
عدسة :
خالد عيد
«بوكو حرام» فى محافظة الفيوم.. كان هذا هو العنوان الذى تصدر الصفحات الاولى لبعض الصحف خلال الاسبوع الماضى، المعلومات التى تداولتها وسائل الإعلام اعطت انطباعا بأن افكار جماعة نيجيرية متطرفة قد تسللت إلى القرية النائية. وجعلت عددا من الافراد المتشددين يقاطعون مؤسسات الدولة ويمتنعون عن الصلاة بالمساجد ويحرمون أكل اللحم، المعلومات الخطيرة دفعتنا للقيام بمغامرة لاستكشاف القرية «الملغومة»، لكن الاهالى اكدوا ان الامور بعيدة تماما عما ذكره الاعلام، حتى ان خطيب القرية وصف هذه المعلومات بالكذب فى خطبة الجمعة، قابلنا عددا من اعضاء الجماعة فأكدوا انهم كانوا ينتمون بالفعل قبل سنوات لجماعة تكفيرية لكنهم تصالحوا مع الدولة وفجروا مفاجأة عندما أعلنوا ان سبب الشائعات الاخيرة هو النزاع على قطعة ارض بور.
لم يتملكنا الخوف عند انطلاقنا من القاهرة إلى قرية الجواهرجى، ففضولنا كان اقوى من اى مشاعر أخرى، انطلقنا بالسيارة من امام مبنى «اخبار اليوم» لرصد ما يحدث داخل القرية اثناء الصلاة قبل وصولنا القرية بحوالى عشرة كيلو مترات ،صادفنا شخصا بسيطا مرتديا جلبابا سألناه عن مكان القرية، ففاجأنا بانه منها وانه كان متوجها لمنزله، استقل معنا السيارة واقتادنا اليها، ليستقبلنا فى منزله المتواضع البسيط المكون من طابق واحد، لا يختلف كثيرا عن حال القرية وبيوتها المتواضعة واهلها البسطاء، ينطق حالها بأنها قرية منسية كغيرها من آلاف القرى والنجوع فى باقى الجمهورية، حيث لاحظنا الاطفال والفتيات والنساء يتجمعون حول «حنفية مياه» موصولة بماسورة ضخمة، وماهى الا لحظات حتى دخل علينا ابن عمه شعيب كُريم عبد الرحمن فى العقد الخامس من العمر يعتبر شعيب هو الشخص الوحيد فى قرية الجواهرجى المتعلم من ابناء جيله ،و قبل اى حديث بادرنا شعيب بسؤاله: «حضراتكم جايين علشان الموضوع اللى اتنشر فى الجرايد الاسبوع إلى فات ؟» أكد كلامه فقال لنا ان عدد هؤلاء الاشخاص لا يتعدى عشرة فقط، فكل شخص له الحق فى فكره ومعتقداته مادام لا يضر بذلك أحدا، واضاف ان هؤلاء الاشخاص ليس لهم اى نشاط عدائى، ويعيشون بيننا منذ سنوات عديدة ولم نر منهم اى شئ يغضبنا، فجميع اهالى البلدة اما اقرباء او بينهم «نسب» ومشكلتهم الوحيدة هى انهم لا يصلون فى مسجد القرية وهذا يرجع لهم فكل شخص حر فى تصرفه، ترك شعيب امر هذه الجماعة وانتهز الفرصة للحديث عن مشكلات اهالى القرية ومنها مشكلة المياه رغم وجود مرافق لها فى القرية الا انها لا تأتى الا على فترات بعيدة وتنقطع بالايام، وايضا مشكلة التعليم لعدم توافر مدارس بمراحلها التعليمية المختلفة سوى مدرسة ابتدائية واحدة تم انشاؤها فى عام 2002 تقريبا بعد سعيه ومطالبة المسئولين بالدولة بضرورة انشاء مدرسة فى قريتهم، وما يحتاجونه الآن قيام وزارة التربية والتعليم بانشاء ولو فصل واحد للمرحلة الاعدادية وآخر للمرحلة الثانوية، حيث ان اقرب مدرسة اعدادية لقريتهم تبعد ما لا يقل عن 20 كيلو مترا، وان اغلب اهالى القرية الذين يبلغ عددهم حوالى 3 آلاف نسمة فقراء ويعملون باليومية فى مجال الزراعة، فقد يعملون يوميا ويتوقفون عدة ايام لعدم وجود عمل، كما طالب شعيب وعدد من اهالى البلدة بقيام الدولة بتقنين الاراضى الزراعية التى يزرعونها ،فهى اراض مملوكة للدولة وحصلوا عليها عن طريق وضع اليد فى فترة الثمانينيات وقد اقر القانون بحقهم فى امتلاكها، مشيرا انهم على استعداد لتقنين اوضاعهم مع الدولة وسداد قيمة هذه الاراضى على الرغم انهم يدفعون قيمة الايجار السنوى لادارة الرى التابعين لها وتتعدى ألف جنيه لكل فدان ، ولكن المشكلة تكمن فى البيروقراطية، حيث انهم يوافقون على سداد قيمة هذه الاراضى للحصول على مقررات رى لها بشكل رسمى، واكد ان الدولة اذا قامت بذلك فسوف يعود عليها بمليارات الجنيهات وهذا فى صالحها خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية التى تعانيها.
كان اَذان الظهر قد حان، توقفنا عن الحديث للاستعداد لأداء صلاة الجمعة فى مسجد الجواهرجى غرب الوحيد، بعد ان طلبنا منه ان يتوسط لنا فى لقاء الاشخاص الذين اطلق عليهم «جماعة بوكو حرام» على اعتبار انهم جيران وعلى علاقة طيبة بهم كما اوضح لنا فى بداية حديثه.
خطبة الجمعة
عقب دخولنا المسجد الذى كان ممتلئا عن اخره، كان الخطيب قد بدأ فى القاء الخطبة. الخطيب فى العقد السابع من العمر، يلقى الخطبة من خلال كتاب وتحدث فيها عن عدم معصية الله مستشهدا بآيات من القرآن الكريم واحاديث نبوية ، كما اشار الى الفتنة التى لعن الله من يوقظها - فى اشارة إلى ما نشر فى الصحف ووسائل الاعلام عن قريتهم الاسبوع الماضى واتهام بعض اهلها باعتناق الفكر المتشدد والمتطرف والعيش فى عزلة عن العالم-، واصفا ذلك بالكذب والافتراء،وعقب انتهاء صلاة الجمعة التقينا بخطيب المسجد الشيخ ابراهيم على عبد الله، واوضح انه فوجئ بخبر منشور عن قريته بالصفحة الاولى فى صحيفتين من الصحف الخاصة عن وجود عصابة «بوكو حرام» وهو الامر الذى قابله بالضحك لان هذا الامر ليس له اساس من الصحة، وعلق: «كان على من نشر هذه الاخبار عن قريتنا، ان يأتى اولا إلى القرية ويقابل اهلها ليتأكد من صحة ما نشره ،ويظهر المشكلات التى يعانى منها اهلها من عدم وجود مستشفى او حتى مركز صحي يخدم القرية والقرى المجاورة، ويضيف ان اقرب وحدة صحية قريبة للاهالى تبعد 15 كيلو مترا ليس هذا فحسب فالمشكلة ايضا تكمن فى عدم وجود طبيب بهذه الوحدة منذ اكثر من 7 اشهر، بالاضافة إلى مشكلة المياه والتعليم، وربنا يقدم ما فيه صالح الناس».
عقب الانتهاء من حديث خطيب المسجد، طلبنا من شيخ البلد الحاج عبد السلام صديق عطية ان يستأذن جماعة «بوكوحرام» لنتحدث معهم لنكشف حقيقة الامر، ورأيهم فيما نسب اليهم بانهم يكفرون كل من لا يؤمن بافكارهم ،ولا يلحقون ابناءهم بالمدراس ولا يؤدون الصلاة فى المسجد وتحريمهم لاكل اللحوم ،وايضا التعرف على علاقتهم بجماعة «الشوقيين» التى انبثقت من الجماعات الجهادية فى فترة التسعينيات وكان يتزعمها شوقى الشيخ ودخلت فى كفاح مسلح واهالى قرية كحك بحرى المجاورة لهم مع اجهزة الامن قبل تصفيته والقبض على العشرات منهم.
«الاخبار» مع جماعة «بوكو حرام»!
اقتادنا شيخ البلد إلى منزل احد هؤلاء الاشخاص الذى رحب كثيرا بنا، فى البداية عبر لنا الشيخ اسماعيل ابراهيم حامد عن حزنه واسفه مما نشر عنهم واتهامهم بهذه الاتهامات القاسية التى سببت لهم اضرارا نفسية كبيرة بل شملت ايضا اهل القرية كلها، وردا عما نشر عنهم قال: «لن ارد على هذه الاتهامات بل سأترك اهل قريتى وجيرانى يردون نيابة عنى وعن غيرى، واستطرد قائلا: « بالنسبة لنا لا يتجاوز عددنا فى القرية خمسة اشخاص فقط، ونعيش حياة طبيعية مثل اهالى قريتنا وكما يعيشها مجتمعنا المصرى ، فكل منا يعيش حياته منفردا راعيا مصلحته ولا توجد بيننا وبين الحاكم – يقصد مؤسسات الدولة – اى مشكلات، فجميع اولادنا واحفادنا ملتحقون بالمدراس الحكومية وضرب امثلة بأبنائه الذين يدرسون بالمدارس والكليات واضاف: الاجهزة الامنية تعلم عنا كل شئ وتعلم خط سيرنا وسلوك كل فرد منا، فليس هناك ما يقلقنا او يقلق الاجهزة الامنية او مجتمعنا المصرى ، كذلك نتعامل مع الحكومة فى كل كبيرة وصغيرة ، فنحن نستفيد من الحصص التموينية الشهرية التى تقررها الدولة للمواطنين ونقوم بصرفها شهريا عن طريق بطاقات التموين، كما نتعامل مع الجمعية الزراعية فيما يخص صرف الاسمدة، وندد اسماعيل بما نشر عنهم وتمثيلهم باشخاص يرتدون الاقنعة السوادء ويحملون السلاح وتعجب قائلا: «اذا كنا بالفعل كذلك ، فهل كان اهالى القرية او الاجهزة الامنية ستتركنا ؟»، وفيما يتعلق بتحريم اكل اللحوم والالبان اكد انهم يأكلون كل شئ كباقى البشر، اما فيما يخص عدم صلاتهم فى مسجد القرية، فقد اعترف اسماعيل ابراهيم بهذا الامر قائلا: «نحن بالفعل لا نصلى الفروض او صلاة الجمعة فى مسجد القرية ، ونصلى فى منازلنا وبالنسبة لصلاة الجمعة ايضا فى بعض الاوقات قد نصليها فى منازلنا ايضا او فى مسجد آخر بقرية اخرى بعيدا عن اهل القرية ،لكن هذا التصرف له اسبابه منها مثلا ان السنوات الاخيرة وقعت مشكلات واحتكاكات كثيرة بيننا وبين عدد من اهالى القرية ،فكان الشباب مثلا يقصدون اطلاق ابشع السباب والشتائم وهى ليست موجهة لاحد وانما كانوا يطلقونها عن قصد لنسمعها عندما يشاهدوننا ندخل المسجد بهدف اثارتنا حيث انهم يعرفون اننا لا نطيق ان نسمع مثل هذه الالفاظ خاصة الالفاظ التى تمس الدين، وحتى لا تسوء علاقتنا مع اهالى القرية ولتدوم على المحبة بيننا، قررنا عدم الصلاة فى المسجد، خاصة ان هذا المسجد هو المسجد الوحيد فى القرية ولا يوجد هناك مسجد آخر ولو كان موجودا لصلينا به ، وان كان الامر الان اختلف كثيرا وفى احيان كثيرة نصلى فى مسجد القرية ، واكد اسماعيل انهم يعيشون الان وسط اهالى القرية كعائلة واحدة قائمة على المحبة والرضا ولا توجد اية مشكلات مع اى فرد سواء كبير او صغير فى القرية.
فكر جهادى
واعترف الشيخ اسماعيل انهم كانوا من ضمن الجماعات الجهادية وذلك فى فترة التسعينيات، موضحا انه لا علاقة لهم بجماعة الشوقيين ومعقلهم قرية كحك بحرى – وهى الجماعة التى كانت تكفر الحاكم وتنتمى إلى تيار ذى فكر جهادى متطرف ومتشدد – ولكنهم الان يعيشون حياة طبيعية كباقى المواطنين بعد ان عقدوا هدنة طويلة المدى مع الاجهزة الامنية بألا يمارسوا اى نشاط دينى كما كانوا يفعلون ذلك من قبل، بما فى ذلك السياسة خاصة الفترة الاخيرة والتى اعقبت ثورتى 25 يناير و30 يونيو ، مشيرا الي انهم كباقى الاغلبية من المصريين يرحبون بمن هو صالح لتولى قيادة الدولة ليرعاها ويخاف على اهلها ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية ويرعى الفقراء والبسطاء من ابناء الشعب المصرى.
وقد التقت «الاخبار» باحد الاشخاص الخمسة الاخرين ويدعى الشيخ فرحات حامد السيد فى العقد السادس من العمر، وقد نفى ما نشر عنهم جملة وتفصيلا، وقال: «احنا حتى وكل القرية مفيش فيها حد يعرف او سمع عن جماعة بوكوحرام – وهى الجماعة التى وصفتهم بها بعض الصحف الخاصة- او حتى نعرف مكانها»، واضاف ان الدليل على كذب هذه الادعاءات هو اننا نعلم ابناءنا فلدي 8 ابناء، 6 منهم الان فى مراحل تعليمية مختلفة، بينما لم يتمكن من تعليم ولديه الكبيرين حيث كانا يساعدانه فى العمل لكى يستطيعا الانفاق على اشقائهما ،كما أنهما وقت ان كانا اطفالا لم تكن توجد مدرسة فى القرية او فى القرى المجاورة لنا، كما انه لم تكن هناك مدرسة بالقرية عند بلوغهما سن الدراسة إلا علي مسافة 20 كيلو مترا على الاقل ولم تكن هناك اى وسيلة نقل متاحة، وحتى الان مازالت القرية تعانى من عدم وجود اية خدمات او مرافق»، واوضح: « احنا صحيح مش بنعرف نقرأ ونكتب، بس عارفين قيمة التعليم والثقافة، فهو يرفع بيوتا لا عماد لها»، ولكن المشكلة- والحديث على لسانه- تكمن فى عدم وجود خدمات او مدارس تعليمية فى هذه القرية، ففى مطلع الالفية الجديدة كانت نسبة التعليم فى القرية لا تتجاوز 3% لكنها الان اصبحت تبلغ 95%،.
الصلاة فى المسجد
والتقت «الاخبار» ايضا، مع الشيخ على مفتاح السيد (55 سنة ) ضرير البصر ،حيث قال: « لا نريد سوى ان نعبد الله عز وجل ولا نشرك به احدا، ونحن نصلى فى اى مسجد ، ولكن المشكلة اننا لا نصلى فى مسجد قريتنا فقط لان اهالى القرية هم اقاربنا، وكنا نخاف ان يطلبوا منا القاء خطبة الجمعة او ان يؤم احدنا الصلاة بهم او نحدثهم فى الدين، ولم نكن نرغب فى ذلك لاننا تصالحنا مع اجهزة الامن.. وفيما يخص عدم زواجهم من خارج عائلاتهم، قال على مفتاح ان لديه 3 زوجات منهن زوجتان ليستا من اقاربه وكانتا تعيشان فى قرية اخرى ولم يكن هناك اى صلة معرفة او قرابة بينه وبينهما قبل الزواج، كما انه يتعامل مع الحكومة ويتقاضى معاشا شهريا من الضمان الاجتماعى،وعن عدم اكلهم اللحوم قال ساخرا: «من منكم لدية مائدة رحمن فليدعونى اليها؟.. فاللحمة حرام علشان مفيش فلوس فقط ليس الا».
سبب الشائعة
وعن سبب ما نشر عنهم واتهامهم بالفكر الجهادى خاصة فى هذا الوقت، قال على مفتاح ان المشكلة تكمن فى وجود خلافات بين 3 من ابناء عمومتهم يعيشون فى القرية وآخرين من قرية اخرى على قطعة ارض بور متاخمة لقرية الجواهرجى ، حيث ان هذه الارض مملوكة للدولة وكان ابناء عمومتهم يضعون ايديهم عليها منذ اكثر من 10 سنوات ولكن لم يتمكنوا من زراعتها بسبب عدم توافر مياه، لكن ابناء القرية الاخرى وضعوا ايديهم على جزء منها استطاعوا توفير مياه لها عن طريق مواسير واثار ذلك غضب ابناء عمومتهم وقاموا باتلاف تلك المواسير ،فحرر الاخرون عدة بلاغات ضدهم ولم يكتفوا بذلك بل قرروا الانتقام من ابناء عمومتهم عن طريقهم – يقصد الاشخاص الخمسة ذوى الفكر الجهادى سابقا والذى هو واحد منهم - بان اعادوا نشر ماضيهم القديم وزعموا لعدد من الصحف وجود اشخاص يعتنقون فكرا جهاديا، على الرغم من اننا ليس لنا علاقة من قريب او بعيد بمشكلة ابناء عمومتهم.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
مدير أمن الفيوم ينفى ظهور" جماعة بوكو حرام" فى المحافظة
أمن الفيوم ينفى ظهور "بوكو حرام" فى "الجواهرجى"
مدير أمن الفيوم ينفى ظهور جماعة «بوكو حرام» فى قرية الجواهرجى
"جواهرجى" الفيوم تتبرأ من "بوكو حرام"
الحكومة النيجيرية في مواجهة خطر "بوكو حرام"
أبلغ عن إشهار غير لائق