الجواهرجى.. إحدى قرى مركز يوسف الصديق بالفيوم برزت فى بؤرة الأحداث خلال اليومين الماضيين بعد قيام عدد من وسائل الإعلام بنشر أخبار عن وجود جماعة "بوكو حرام" فى القرية وأنهم يمنعون أكل اللحوم والجبنة "القريش" ويمنعون توجه أبنائهم إلى المدارس أو أداء الخدمة العسكرية. كان علينا أن نبحث عن الحقيقة التى هى على العكس تماما فأهل القرية من البسطاء الذين فوجئوا بما نشر عنهم وأعربوا عن حزنهم العميق للاتهامات الباطلة التى أطلقها البعض عليهم بأنهم يكونون جماعة "بوكو حرام" أو يعيش بينهم تكفيريون وألقوا باللوم على "الفيس بوك" الذى نشر فيه البعض ربما على سبيل الهزار أو بعض المتطلعين لخوض الانتخابات البرلمانية من القرى المجاورة ويرفضهم أهالى القرية عن اعتناق أهلها فكر جماعة "بوكو حرام" الذين يعيشون فى الصومال ونيجيريا. القرية تبعد عن مدينة الفيوم إلى الغرب بحوالى 60 كيلو مترا وتتبع مركز يوسف الصديق وأرض القرية كانت تابعة لأحد الأتراك ويدعى أحمد بك نجيب الجواهرجى حتى عام 1880 ومنها اكتسبت اسمه. الحياة طبيعية بالقرية كل فرد من أبناء القرية فى عمله والمحلات التجارية تزاول نشاطها وبعض الأهالى يجلسون أمام مسجد القرية يتسامرون والسيدات تقوم بغسل الأوانى فى الترعة التى تمر أمام القرية وغالبية الأهالى من محدودى الدخل بعضهم يعمل باليومية وآخرون مزارعون بأراضيهم ونسبة التعليم منخفضة وبدأت ترتفع فى السنوات الأخيرة وإذا كان هناك بعض حالات التسرب فالسبب يعود إلى وجود المدرسة الابتدائية وسط الزراعات وتبعد عن القرية ومكانها غير آمن خاصة للفتيات ورغم ذلك فإنهم لا يحرمون أبناءهم من دخول المدارس رغم ظروفهم الاقتصادية وضيق أحوالهم المعيشية وإن أشار بعضهم إلى أن القليلين من أهالى القرية يمنعون بناتهم من التوجه إلى المدارس فى قريتى الأبعادية أو الشواشنة لبعدها عنهم وخوفا عليهم. سيد شوبك كريم – تاجر يقول: نحن ضحية أحقاد لبعض القرى المجاورة التى يوجد بها بعض المرشحين لانتخابات البرلمان القادم الذين يريدون أن يسيطروا على أصوات أفراد القرية ونكون توابع لهم ولكن عندما فشلوا لارتباطنا وكوننا أسرة واحدة ونعطى أصواتنا الانتخابية لمن نريده أطلقوا علينا الإشاعات المغرضة بأننا تكفيريون ونمنع الأهالى من دخول القرية. أحمد محمود عبد الله مزارع من أبناء القرية عندما ذكرنا له أن الأهالى هنا يرفضون أداء أبنائهم للخدمة العسكرية أبدى تعجبه الشديد وقال إن القرية كثير من أبنائها فى الجيش حاليا ومعظمهم لا يتخلفون عن أداء الخدمة العسكرية خاصة فى سن العشرين من عمرهم نظرا لانخفاض نسبة التعليم العالى فى القرية ومعظمهم يحصلون على الدبلوم ويلتحقون بالجيش عقب انتهاء الدراسة وأضاف: إحنا لا نعرف "بوكو حرام" ولا "بوكو حلال". أما فرحات السيد – مزارع يقول: كل ما يقال أو ينشر فى وسائل الإعلام عن القرية غير صحيح فنحن نعيش وسط المجتمع ولا يوجد أى متطرفين بالقرية واتهمونا بأننا نحرم أكل الجبنة القريش وللأسف أين هى الجبنة القريش حتى نأكلها ويوجد جزار بالقرية يقوم بذبح الماشية ونشتريها منه حتى لو كان الجزار مسيحيا. وأضافوا أن ما يجعلنا لا نأكل اللحوم هو الفقر فقط لأن أهالى القرية من الفقراء الذين لا يجدون أموالا لشراء اللحوم وعلى العموم نحن نتوجه إلى السوق فى الشواشنة كل يوم أحد ونحصل على احتياجاتنا منه مثل كل أهالى القرى المجاورة. أشار عوض عبد الرازق من أبناء القرية "إحنا هنا عرب عارفين بعض لا يوجد تحريم ولا تكفير ولا يجرؤ أحد على هذا ونتناول اللحوم وندخل المساجد. وأضاف أنه سبق للبعض منا أثناء فض اعتصام رابعة والنهضة أن قام بحراسة مركز شرطة الشواشنة لمنع حرقه أو اقتحامه من قبل البعض. محمود عبد الله أحد أهالى القرية "إحنا هنا ناس غلابة على باب الله" الأهالى هنا فى القرية فلاحين بسطاء يذهبون لأراضيهم عقب صلاة الفجر كل يوم ويعودون منهكين من العمل عقب صلاة الظهر يستريحون حتى صلاة العصر ثم يعاودون أعمالهم فى أراضيهم الزراعية ويعودون فى المساء. إحدى السيدات قالت: نعيش مثل كل الناس فى المركز وهنا يوم الأحد يقوم الجزار بذبح الذبائح على كوبرى فى مدخل القرية ونقوم بالشراء منه وطهى اللحوم أما اذا كان هناك بعض الميسورين ممن يتناولوا اللحوم كل يوم فيقومون بشرائها من القرى المجاورة لنا أو من أبشواى وبعض الأهالى يقومون بتربية الطيور والبهائم فى منازلهم لذبحها وتناول لحومها. ومن جانبه نفى اللواء الشافعى حسن مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم ظهور جماعات تكفيرية بقرية الجواهرى بمركز يوسف الصديق وقال هذا الكلام لا أساس له من الصحة وأنها قرية طبيعية مثل كل قرى المحافظة ولا يوجد فيها أية مشاكل أمنية.