من المؤكد أن أي صحفي أو اعلامي امتهن العمل الصحفي والاعلامي بأمانة واخلاص لابد ان يحزن ويأسي للدور التخريبي الذي قامت به بعض الاقلام والممارسات الاعلامية ضد ما يمكن ان يحقق الصالح الوطني. كان ذلك واضحا جليا اثناء وفي اعقاب ثورة 25 يناير. لقد ساهمت دون ان تدري ليس في خدمة الثورة وانما للأسف ما هو في تحقيق غير الصالح الوطني. بعض هذه العناصر تنبهت بعد ذلك لهذه السقطات وعدلت من مواقفها تكفيرا واعترافا بما ارتكتبه والذي كان ضحيته وطننا مصر. في هذا الشأن علينا أن نتذكر ما كانت تتبناه هذه الأبواق المضللة من عمليات تشهير بالأصوات التي كانت تهاجم وتحذر من مخطط الإرهاب الإخواني. وجهوا إليهم الاتهام بأنهم يحاولون ارهاب المواطنين واستخدام ما اسموه »فزاعة الاخوان« دون أن يدروا أنها حقيقة وواقع في إطار التآمر الممنهج للتخريب والتدمير تحت ستار الدين البريء منهم تماما. كانوا يدركون أو لايدركون الحقيقة الارهابية التآمرية لهذه الجماعة بتاريخها الاجرامي غير المشرف. هذه الأصوات انساقت وراء تزييف تاريخ وأحداث مصر متعمدة الغاء كل إنجاز أو عمل وطني طيب شهدته مصر علي مدي سنوات ما قبل ثورة 25 يناير، كان كل تركيزهم علي غير الحقيقة أن مصر قد ولدت من جديد بعد هذه الثورة التي سطا عليها الإرهاب الإخواني بالتواطؤ وسوء الإدارة وجهل القيادة والخضوع للتهديد والضغوط الداخلية والخارجية. كان ثمن هذا الاستسلام ضياع ثلاثة أعوام من عمر وتاريخ مصر أعادتها ثلاثين عاماً إلي الوراء. إنني كصحفي وإعلامي أمضي عشرات السنين ممارساً لواجبي في خدمة هذه المهنة لابد أن أعاود ما سبق وذكرته وكتبت عنه علي مدي السنوات الثلاث الماضية واكثر من مرة أن عناصر من زملاء المهنة قد شاركوا وساهموا في النكسة التي عانتها مصر والتي نعمل حالياً علي معالجة آثارها المدمرة. لم يعد خافياً أن أهم النتائج التي حققتها محاكمة القرن مهما كان الحكم ومهما كانت المعاناة والآلام التي صاحبتها هو أنها كشفت المخطط الجهنمي الذي كان يدبر لمصر. من المؤكد أيضاً أنها قد فضحت حقيقة جماعة الإرهاب الإخواني وأبعاد المؤامرة التي استهدفت الحاق ابلغ الضرر بالإسلام وتبني شعار التنكر للوطنية. بارك الله مصر ونجاها من شرور العملاء المأجورين.