أشاد خبراء في تخصصات متنوعة ب"ماراثون" الدرجات الهوائية الذي نظمته وزارة الشباب نهاية الأسبوع الماضي وشارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، قاطعاً مسافة 20 كيلومتراً. وثمن الخبراء الرسالة التي أراد الرئيس توصيلها إلى الشعب من خلال هذه الفعالية الضخمة، وهي قدرة مصر على تجاوز مشكلاتها وتقديم حلول غير تقليدية، وأن تكون تلك هي وسيلة التفكير خارج الصندوق، لكنهم في الوقت ذاته طالبوا بإعادة النظر إلي الطرق في مصر بحيث يتم تصميمها وتجهيزها لسير الدراجات بما يسمح بتوفير الطاقة وحل أزمة الازدحام المروري. يذكر أن شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في ماراثون رياضي بالدراجات الهوائية، انطلق فجر الجمعة الماضية من أمام مقر الكلية الحربية، ماراً بسور مطار القاهرة الدولي وحتى طريق مصر الإسماعيلية. وشارك في الماراثون عدد كبير من الفنانين والإعلاميين ورجال الدولة، بالإضافة إلى نادي الدراجات وعدد من طلاب الجامعات وكلية الشرطة والكليات العسكرية، ووجه السيسي كلمة إلى الشعب قبل بدء الماراثون أكد فيها قدرة الشعب على تجاوز المرحلة عن طريق العمل والسعي الجاد للبناء من خلال الاجتماع على قلب رجل واحد رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مطالباً جموع الشعب بالتكاتف والعمل بجدية مع المرحلة الحالية، مؤكداً ثقته في العبور إلى الأفضل. وخلال كلمته أوضح السيسي أن هذا الماراثون يحمل رمزاً معنوياً وأن الطريق الطويل يبدأ بخطوة واحدة طالما نستطيع الاستفادة من هذه القوة، وتوجيه القوة الموجودة عند المصريين إلى الطريق الصحيح، مضيفاً أن هذا النشاط الرياضي يدل على قدرتنا على التجمع بهذه الأعداد الكبيرة على هدف واحد وهو البناء والوحدة وعدم الاختلاف، لافتاً إلى أن تجمع شباب مصريين مع آخرين من الجيش والشرطة يساعد على نشر الحب بين هذه الفئات. من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير إيهاب بدوي، إن مسافة ماراثون الدراجات تم تحديدها كمتوسط للمسافات التي يقطعها المصريون يومياً من منازلهم إلى أعمالهم أو جامعاتهم، مشيراً إلى ما يمكن أن يمثله تطبيق ذلك من ترشيد وتوفير لموارد الدولة، معرباً عن ثقة الرئيس في أنه ذات يوم سيكتب التاريخ أن جميع المصريين تحملوا تكلفة بناء الوطن." وعلق أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة الدكتور أحمد مجدي حجازي، على الماراثون، قائلاً: "إن مصر تحتاج لأفكار غير تقليدية لحل أزماتها المستفحلة منذ سنوات التي زادت منذ قيام ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن أزمة المرور واحدة من بين هذه المشكلات الصعبة التي تواجه البلاد بخاصة في العاصمة، خاصة إنها تهدر الكثير من إمكانات المجتمع، خاصة في ظل نقص الوقود. وأضاف حجازي أن الأزمة متراكمة منذ سنوات، ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة من إيجاد حلول جذرية لها، والسبب يرجع إلى فساد المحليات في المحافظات المختلفة وعدم قيامها بالدور المنوط بها على أكمل وجه، مشدداً على ضرورة اختيار المحافظين بعناية فائقة ليكون لهم دور حقيقي في البناء والتطوير، معتبراً أن قضية المرور لها عدة أبعاد على رأسها البعد الثقافي، فقد تعوَّد المواطن المصري على كسر القانون. وتابع قائلا: "تمتد المشكلة إلى ضرورة تطبيق الفكر الابتكاري في حل الأزمات على المدى الطويل، وإشراك المنظومة كاملة في وضع الرؤى والأفكار، إذ لا تكفي الدعوة إلى استبدال السيارات بركوب الدراجات، بل يجب تجهيز الطرق أولاً لذلك. وشدد حجازي على ضرورة توفير عوامل الأمان في الشارع المصري لتشجيع المواطنين على الذهاب إلى عملهم وقضاء مشاوريهم بالدراجة لا السيارة، ويمكن في هذا الإطار بحسب قوله الاستفادة من تجارب دول عديدة سبقتنا في هذا الإطار، حيث يتم تخصيص حارة لمستخدمي الدراجات، كما يجب تغيير ثقافة الناس تجاه هذه المسألة بحيث يتم عمل حملات ترويجية وتثقيفية تشجع المواطنين على استخدام الدراجات. من جانبه، قال أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي بجامعة عين شمس، الدكتور إيهاب عيد إن لقاء الرئيس السيسي بالشباب تكمن في نعومته من رجل تاريخه العسكري والمهني يعطيه الحق في الخشونة والصلف والغلظة، لكنه أثبت مهارة فذة في عكس هذا تماماً، مضيفاً: هذا ما تمنيته ذات مرة وأنا على شاشة إحدى القنوات الفضائية إبان استمرار خطابات الرئيس الأسبق حسني مبارك قبيل التنحي بساعات، حيث اقترحت أن أذهب إلى بيته لأساعده في اختيار كلمات أكثر إقناعاً وأعمق تأثيراً ودفئاً مما كان يقول في خطاباته. هذا السلوك السهل بحسب الدكتور عيد يجلب مكسبا معنويا جديدا للرئيس في قلوب المصريين، فعلى بساطة وطرافة التصرف إلا أن الذكاء الاجتماعي في اختيار توقيته والثقة الواضحة في عيني الرئيس التي ظهرت في جميع لقاءاته بجماهير الشعب مباشرة أو عبر الشاشات، ابتداءً من اللحظة التي استشار فيها المصريين لإنهاء فترة أحسوا فيها بمعاناة واكتئاب، أو وهو يأخذ قرار الحسم في 3 يوليو الماضي، مروراً بلقاءاته الإعلامية في فترات الدعاية والحملات الانتخابية، وصولاً إلى طمأنة الشعب بأنه في عيون الجيش المصري، وهو ما اعتبره فاقدو الحس العاطفي أو الذكاء الاجتماعي مبالغة لا تليق برئيس دولة، وانتهاءً بالثقة والتلقائية التي تم الاعتياد عليها وتأكدت يوم إلقاء اليمين لحمل أمانة حكم البلاد. في السياق، أوضحت خبيرة تطوير الذات آلاء فايز أن فكرة اعتماد الدراجات الهوائية وسيلة للتنقل، لها مَيزات عِدة كونها تساعد في حل العديد من المشكلات التي تواجه المجتمع، مثل الازدحام المروري الذي يتسبب في إهدار الوقت والوقود، كما أن ثمة منافع أخرى تعود علينا حال اللجوء إلى هذه الوسيلة بشكل يومي، كونها بالأساس نشاط رياضي يعمل على تقوية الجسم وبنية العضلات وزيادة قوة التحمل وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والتهام السعرات الحرارية وتقليل الإجهاد. كما تسهم هذه الرياضة حال المداومة عليها في تقليل التوتر والاكتئاب وتزيد الثقة بالنفس بالإضافة إلى أنها تجدد النشاط وتزيح الهموم اليومية. وتابعت "فكرة رائعة أن يشارك الجميع في بناء مصر، وعدم التفرقة بين الطبقات الاجتماعية، كما أنها فرصة جيدة لنبدأ العمل الحقيقي وترك الماضي بكل ما فيه من ألم". في سياق ذي صلة، يقول مهندس الطرق ومؤسس صفحة «هندسة الطرق والمطارات» أحمد مصطفي: "أثمن كثيراً فكرة الماراثون التي أطلقها الرئيس السيسي مؤخراً، هي فكرة طيبة وحبذا لو طُبقت في مصر، فمن شأنها حل جزء كبير من مشكلة الازدحام المروري في الشارع المصري، لكن يجب أن يسبق ذلك خطة عمل مدروسة لتطوير الطرق والكباري في مصر". . ويشير مصطفي إلي ضرورة تخصيص حارات لقائدي الدراجات، معتبراً أن هذا لا يكلف الدولة كثيراً بالمقارنة بتمهيد طريق لسير السيارات، ففي الأولى تكون طبقة الأسفلت أقل منها في الحالة الثانية، كون الأوزان التي تسير عليها أقل بطبيعة الحال، مشيراً إلى أن المسألة ليست مستحيلة ويمكن أن يبدأ العمل علي هذه الفكرة في المدن الجديدة مثل «التجمع الخامس» و»الرحاب» وغيرها، لأن المدن الجديدة لديها اكتفاء ذاتي في الطرق التي تستوعب عدد سكان المدينة، على عكس العاصمة التي تعج بالملايين يومياً وتشهد ازدحاماً وشللاً مرورياً. أشاد خبراء في تخصصات متنوعة ب"ماراثون" الدرجات الهوائية الذي نظمته وزارة الشباب نهاية الأسبوع الماضي وشارك فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، قاطعاً مسافة 20 كيلومتراً. وثمن الخبراء الرسالة التي أراد الرئيس توصيلها إلى الشعب من خلال هذه الفعالية الضخمة، وهي قدرة مصر على تجاوز مشكلاتها وتقديم حلول غير تقليدية، وأن تكون تلك هي وسيلة التفكير خارج الصندوق، لكنهم في الوقت ذاته طالبوا بإعادة النظر إلي الطرق في مصر بحيث يتم تصميمها وتجهيزها لسير الدراجات بما يسمح بتوفير الطاقة وحل أزمة الازدحام المروري. يذكر أن شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في ماراثون رياضي بالدراجات الهوائية، انطلق فجر الجمعة الماضية من أمام مقر الكلية الحربية، ماراً بسور مطار القاهرة الدولي وحتى طريق مصر الإسماعيلية. وشارك في الماراثون عدد كبير من الفنانين والإعلاميين ورجال الدولة، بالإضافة إلى نادي الدراجات وعدد من طلاب الجامعات وكلية الشرطة والكليات العسكرية، ووجه السيسي كلمة إلى الشعب قبل بدء الماراثون أكد فيها قدرة الشعب على تجاوز المرحلة عن طريق العمل والسعي الجاد للبناء من خلال الاجتماع على قلب رجل واحد رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مطالباً جموع الشعب بالتكاتف والعمل بجدية مع المرحلة الحالية، مؤكداً ثقته في العبور إلى الأفضل. وخلال كلمته أوضح السيسي أن هذا الماراثون يحمل رمزاً معنوياً وأن الطريق الطويل يبدأ بخطوة واحدة طالما نستطيع الاستفادة من هذه القوة، وتوجيه القوة الموجودة عند المصريين إلى الطريق الصحيح، مضيفاً أن هذا النشاط الرياضي يدل على قدرتنا على التجمع بهذه الأعداد الكبيرة على هدف واحد وهو البناء والوحدة وعدم الاختلاف، لافتاً إلى أن تجمع شباب مصريين مع آخرين من الجيش والشرطة يساعد على نشر الحب بين هذه الفئات. من جانبه قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، السفير إيهاب بدوي، إن مسافة ماراثون الدراجات تم تحديدها كمتوسط للمسافات التي يقطعها المصريون يومياً من منازلهم إلى أعمالهم أو جامعاتهم، مشيراً إلى ما يمكن أن يمثله تطبيق ذلك من ترشيد وتوفير لموارد الدولة، معرباً عن ثقة الرئيس في أنه ذات يوم سيكتب التاريخ أن جميع المصريين تحملوا تكلفة بناء الوطن." وعلق أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة القاهرة الدكتور أحمد مجدي حجازي، على الماراثون، قائلاً: "إن مصر تحتاج لأفكار غير تقليدية لحل أزماتها المستفحلة منذ سنوات التي زادت منذ قيام ثورة 25 يناير، مشيراً إلى أن أزمة المرور واحدة من بين هذه المشكلات الصعبة التي تواجه البلاد بخاصة في العاصمة، خاصة إنها تهدر الكثير من إمكانات المجتمع، خاصة في ظل نقص الوقود. وأضاف حجازي أن الأزمة متراكمة منذ سنوات، ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة من إيجاد حلول جذرية لها، والسبب يرجع إلى فساد المحليات في المحافظات المختلفة وعدم قيامها بالدور المنوط بها على أكمل وجه، مشدداً على ضرورة اختيار المحافظين بعناية فائقة ليكون لهم دور حقيقي في البناء والتطوير، معتبراً أن قضية المرور لها عدة أبعاد على رأسها البعد الثقافي، فقد تعوَّد المواطن المصري على كسر القانون. وتابع قائلا: "تمتد المشكلة إلى ضرورة تطبيق الفكر الابتكاري في حل الأزمات على المدى الطويل، وإشراك المنظومة كاملة في وضع الرؤى والأفكار، إذ لا تكفي الدعوة إلى استبدال السيارات بركوب الدراجات، بل يجب تجهيز الطرق أولاً لذلك. وشدد حجازي على ضرورة توفير عوامل الأمان في الشارع المصري لتشجيع المواطنين على الذهاب إلى عملهم وقضاء مشاوريهم بالدراجة لا السيارة، ويمكن في هذا الإطار بحسب قوله الاستفادة من تجارب دول عديدة سبقتنا في هذا الإطار، حيث يتم تخصيص حارة لمستخدمي الدراجات، كما يجب تغيير ثقافة الناس تجاه هذه المسألة بحيث يتم عمل حملات ترويجية وتثقيفية تشجع المواطنين على استخدام الدراجات. من جانبه، قال أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي بجامعة عين شمس، الدكتور إيهاب عيد إن لقاء الرئيس السيسي بالشباب تكمن في نعومته من رجل تاريخه العسكري والمهني يعطيه الحق في الخشونة والصلف والغلظة، لكنه أثبت مهارة فذة في عكس هذا تماماً، مضيفاً: هذا ما تمنيته ذات مرة وأنا على شاشة إحدى القنوات الفضائية إبان استمرار خطابات الرئيس الأسبق حسني مبارك قبيل التنحي بساعات، حيث اقترحت أن أذهب إلى بيته لأساعده في اختيار كلمات أكثر إقناعاً وأعمق تأثيراً ودفئاً مما كان يقول في خطاباته. هذا السلوك السهل بحسب الدكتور عيد يجلب مكسبا معنويا جديدا للرئيس في قلوب المصريين، فعلى بساطة وطرافة التصرف إلا أن الذكاء الاجتماعي في اختيار توقيته والثقة الواضحة في عيني الرئيس التي ظهرت في جميع لقاءاته بجماهير الشعب مباشرة أو عبر الشاشات، ابتداءً من اللحظة التي استشار فيها المصريين لإنهاء فترة أحسوا فيها بمعاناة واكتئاب، أو وهو يأخذ قرار الحسم في 3 يوليو الماضي، مروراً بلقاءاته الإعلامية في فترات الدعاية والحملات الانتخابية، وصولاً إلى طمأنة الشعب بأنه في عيون الجيش المصري، وهو ما اعتبره فاقدو الحس العاطفي أو الذكاء الاجتماعي مبالغة لا تليق برئيس دولة، وانتهاءً بالثقة والتلقائية التي تم الاعتياد عليها وتأكدت يوم إلقاء اليمين لحمل أمانة حكم البلاد. في السياق، أوضحت خبيرة تطوير الذات آلاء فايز أن فكرة اعتماد الدراجات الهوائية وسيلة للتنقل، لها مَيزات عِدة كونها تساعد في حل العديد من المشكلات التي تواجه المجتمع، مثل الازدحام المروري الذي يتسبب في إهدار الوقت والوقود، كما أن ثمة منافع أخرى تعود علينا حال اللجوء إلى هذه الوسيلة بشكل يومي، كونها بالأساس نشاط رياضي يعمل على تقوية الجسم وبنية العضلات وزيادة قوة التحمل وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية والتهام السعرات الحرارية وتقليل الإجهاد. كما تسهم هذه الرياضة حال المداومة عليها في تقليل التوتر والاكتئاب وتزيد الثقة بالنفس بالإضافة إلى أنها تجدد النشاط وتزيح الهموم اليومية. وتابعت "فكرة رائعة أن يشارك الجميع في بناء مصر، وعدم التفرقة بين الطبقات الاجتماعية، كما أنها فرصة جيدة لنبدأ العمل الحقيقي وترك الماضي بكل ما فيه من ألم". في سياق ذي صلة، يقول مهندس الطرق ومؤسس صفحة «هندسة الطرق والمطارات» أحمد مصطفي: "أثمن كثيراً فكرة الماراثون التي أطلقها الرئيس السيسي مؤخراً، هي فكرة طيبة وحبذا لو طُبقت في مصر، فمن شأنها حل جزء كبير من مشكلة الازدحام المروري في الشارع المصري، لكن يجب أن يسبق ذلك خطة عمل مدروسة لتطوير الطرق والكباري في مصر". . ويشير مصطفي إلي ضرورة تخصيص حارات لقائدي الدراجات، معتبراً أن هذا لا يكلف الدولة كثيراً بالمقارنة بتمهيد طريق لسير السيارات، ففي الأولى تكون طبقة الأسفلت أقل منها في الحالة الثانية، كون الأوزان التي تسير عليها أقل بطبيعة الحال، مشيراً إلى أن المسألة ليست مستحيلة ويمكن أن يبدأ العمل علي هذه الفكرة في المدن الجديدة مثل «التجمع الخامس» و»الرحاب» وغيرها، لأن المدن الجديدة لديها اكتفاء ذاتي في الطرق التي تستوعب عدد سكان المدينة، على عكس العاصمة التي تعج بالملايين يومياً وتشهد ازدحاماً وشللاً مرورياً.