خلال أربع سنوات فاز بكل البطولات المحلية والشرق الأوسطية في سباقات سيارات "الكارتنج" وتأهل لبطولات العالم ليصبح أول مصري مصنف رقم 36 عالمياً في هذه الرياضة، إنه المهندس الشاب طارق خضر الذي يحلم بتمثيل مصر على مستوى العالم رغم ضعف الدعم الجماهيري الذي تحظى به اللعبة. "بوابة أخبار اليوم" حاورت طارق الذي أبدى رغبته في تغيير فئة سباقات السيارات التي يبرع فيها إلى فئة ال GT، وإن كانت هذه الخطوة تحتاج لدعم جماهيري كبير.. وإلى نص الحوار: كيف بدأت مشوار الكارتنج في مصر؟ طوال عمري كان حلمي أن أكون بطل في سباقات السيارات، خصوصاً سيارات الFormula-1، وبعد بحث طويل وجدت أن معظم أبطال العالم في مجال السيارات بدؤوا طريقهم من خلال الكارتنج وبدؤوا مشوارهم من سن صغيرة جداً. في 2003 دخلت أول سباقات للكارتنج في شرم الشيخ، لكنها لم تكن سباقات محترفين فوقتها لم يكن في مصر سوى سيارات 6 ونصف حصان وسرعتها لا تزيد عن 60 كم في الساعة. في 2008 انتقلت لمرحلة أكثر احترافاً من خلال السيارات المحترفة (الروتكس)، ودخلت بطولة مصر (روتكس ماكس شالنج) في شرم الشيخ وفزت بها في أعوام 2009 و2010 و2011، ثم انتقلت بعد ذلك لفئة أخرى اسمها (إيزي كارت) وفزت ببطولة 2012. وما الفارق بين الروتكس والإيزي كارت؟ المتسابقون في سيارات الروتكس لديهم حرية كبيرة في تعديل سياراتهم وتغيير الموتور والشاسيه، وهى فئة مكلفة جداً، أما في الإيزي كارت فالتعديل يكون بسيطاً للغاية وفى أضيق الحدود، ويكون التنافس بين المتسابقين في مهارات القيادة وليس في قوة السيارة، وهى فئة توفر الكثير من المال، الإيزي كارت والروتكس من نفس فئة الموتور، 28 حصان، وسرعتهما تصل من الصفر إلى100 في 3 ثوان ونصف، وأقصى سرعة لهما 130 كم. وهل هناك عدد كبير من الناس تشارك في سباقات الكارتنج في مصر؟ في شرم الشيخ هناك تراكان قياسيان طبقاً لمواصفات الاتحاد الدولي، هما "جيبلي" و"نوس كارتنج" استضافا قبل ذلك بطولات عالم وشرق أوسط، لكن يشارك فيها عدد محدود من المصريين بجانب الأجانب المقيمين في شرم الشيخ. ومن الذي دعمك في مشوارك؟ أول ما بدأت في 2008 كان الممول الذي يدعمني هو هاني سفراكس صاحب تراك "جيبلي ريس واي" في شرم الشيخ، كان يملك السيارة ويعطيني حرية التسابق بها، فاستطعت أن أفوز بالبطولة 3 سنوات، الآن ممولي هو صاحب تراك نوس كارتنج واسمه "سنفرو الغزاوي" وهو من أدخل فئة الإيزي كارت لمصر، وسأشارك معه في إنشاء أكاديمية للكارتنج، هدفها نشر اللعبة في مصر. البداية ستكون مع الجيل الصغير، حيث سنوفر سيارات ل3 فئات عمرية من 8 و12 و16 سنة، وهذه البداية المبكرة ستمكننا من صناعة متسابق يستطيع المشاركة في بطولات كبرى كفورميلا 1. كيف شاركت في بطولات العالم للكارتنج؟ تأهلت من خلال فوزي ببطولة الروتكس ماكس شالنج المحلية للبطولة العالمية في هذه الفئة، ومن خلال فوزي ببطولة الشرق الأوسط للإيزي كارت تأهلت أيضاً للبطولة العالمية الخاصة بها. وحققت أفضل نتيجة العام الماضي عندما حصلت على المركز ال36. ما أحلامك التي تريد تحقيقها من خلال الكارتنج؟ كنت أحلم دائماً أن أكون بطل في سباقات الFormula-1، لكن عرفت أنه كان يجب على أبدأ مبكراً حتى أدخل هذه الفئة، حتى من يدخل هذا العلم وهو في عمر 18 أو 19 عام يعتبر تأخر كثيراً. الآن أنا أحلم بدخول بفئة الGT، وهى سيارات مثل التي نراها في الشارع لكن تتسابق داخل تراك سباق، لكن لكي أحقق هذا الحلم أحتاج لدعم من الإعلام، وبعد الدعم الإعلامي يأتي الدعم المادي من خلال الرعاة، البطولات العالمية موجودة وأنا بالفعل أراسل القائمين عليها، لكن المشكلة أن المشاركة مع فرق عالمية في هذه السباقات يحتاج لميزانية محددة لا أقدر عليها وحدي. ما العلاقة بين كونك متسابق كارتنج وفى نفس الوقت مهندس كمبيوتر؟ لا توجد علاقة. السباقات هي حلم حياتي، وهو الطريق الذي اخترته، لكن كلنا نعلم أننا في مصر يجب أن نسير في عدة اتجاهات في وقت واحد، والحصول على الشهادة الجامعية شيء مهم لذلك أكملت دراستي والآن أنا أعمل في إحدى شركات نظم المعلومات. والعمل ساعدني أن أصرف على نفسي وعلى الكارتنج لأنها رياضة مكلفة وأنا كنت في حاجة للمال خاصة في البدايات. وما التكلفة التي كنت تحتاج إليها؟ رياضة الكارتنج تحتاج لأموال كثيرة، فالمتسابق يصرف على نفسه وعلى السيارة وعلى قطع الغيار.. يكفى أن أقول لك أن إطارات السيارة الأربعة تتكلف 200 يورو ويتم تغييرها كل 40 لفة وكل لفة تكون دقيقة تقريباً، أي أنها يتم تغييرها كل 40 دقيقة. هذا إلى جانب الأجزاء الميكانيكية التي تحتاج إلى قطع غيار أخرى. الرياضة أيضاً تحتاج لتدريب مستمر ولياقة بدنية عالية، فأنت تسابق على مسافة طويلة لمدة نصف ساعة، وتتعرض لعوامل حرارة عالية جداً من الشكمان والموتور والزى الثقيل الذي ترتديه والخوذة والجسم في هذه الظروف يفقد سوائل كثيرة، لذلك أتدرب من ثلاثة لأربعة أيام في الأسبوع، جري وفيتنس وعقلة ومتوازي، غير التدريب على السيارة في شرم الشيخ، قبل السباقات مباشرة أو كل أسبوع أو أسبوعين طبقاً لظروف عملي. لكن هل هذا التدريب يكفي؟ لا، لذلك عملت شئ مختلف، قمت بعمل ما يشبه السيميلاتور عندي في المنزل، مكون من كرسي وبدالات وديكرسيون، ومن خلال لعبة اسمها Live for speed أحافظ على إحساس القيادة، حتى قبل الذهاب إلى تراك معين مثلاً، استطيع تحميله من الإنترنت والقيادة عليه. واللعبة مصنوعة خصيصاً للمتسابقين لكل أنواع السيارات العادية والفورميلا والكارتنج، وهى محاكاة للقيادة الواقعية بشكل كامل. وما البطولة القادمة التي ستشارك فيها؟ البطولة المحلية عادة ما تبدأ في شهر إبريل، لكن نتيجة لظروف البلد، تم تأجيل بطولات هذا العام لشهر يوليو بعد إجراء الانتخابات، وإذا سارت الأمور على ما يرام فسأشارك في بطولتي مصر والشرق الأوسط للإيزي كارت.