رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تزايد أعداد أفراد الجيش العراقي الذين قرروا ترك مواقعهم وعدم الاستمرار في القتال مع العناصر المسلحة. وجاء ذلك بعد أن ازدادت هذه الحرب شراسة وأسفرت عن حصد أرواح العشرات من الجنود العراقيين بشكل يومي. وقالت الصحيفة، في تقرير أوردته الأربعاء 11 يونيو - على موقعها الإلكتروني، أنه بعد أشهر من القتال الشرس ضد عناصر مسلحة استعادت نشاطها من جديد، تضعف قوة الجيش العراقي من خلال تزايد أعداد الفارين من القتال، مما يغير مجرى الحرب ويؤدي إلى تفتيت مؤسسة دربتها ومولتها الولاياتالمتحدة كان البعض يأمل في أنها ستقدم للعراقيين المعنى السليم للمواطنة. وأشارت إلى أنه في دولة تتمزق بسبب الخلافات الطائفية، يخدم السنة والشيعة مع بعضهم البعض في الجيش العراقي، غير ان انشقاقات الجنود السنة تهدد بتعميق التصور المتنامي لدى العراقيين من السنة ان الجيش يعمل كأداة للنفوذ الشيعي، حتى مع فرار بعض الجنود الشيعة من الجيش أيضا. وأوضحت أن عدد الفارين من القتال وصل إلى ذروته الثلاثاء، بعد أن ترك الجنود وقادتهم القواعد العسكرية بمدينة الموصل، مما أدى لسقوط ثاني اكبر المدن العراقية في أيدي مسلحين ينتمون إلى تنظيم "داعش". ولفتت النيويورك تايمز إلى أن القوات الهاربة تركت وراءها أسلحة ومركبات وحتى زيها العسكري في وقت استولى فيه المسلحون على خمس منشآت تابعة للجيش على الأقل ومطار المدينة، وأنه في محاولة يائسة لاحتواء الخسائر، اضطر الجيش إلى قصف قواعد خاصة به للحيلولة دون تسليم المزيد من الأسلحة للعدو. وأضافت الصحيفة – أن الأزمة تحصل على زخم مع تزايد نفوذ المتشددين من السنة واستيلائهم على أراض في الأجزاء الشمالية والغربية من العراق، إلى جانب ترك الجنود لمواقعهم القتالية في الجيش. وقال جنود وقادة بالجيش، في لقاءات أجريت خلال الأيام الماضية، أن الفرار من صفوف القتال أصبح على نطاق واسع، مع ترك عشرات الرجال لأسلحتهم وهجرهم لوحدات خط المواجهة في جميع أرجاء الدولة. ونقلت الصحيفة عن محلل أمني يعمل مع الحكومة العراقية اشترط عدم الإفصاح عن اسمه قوله "إنه قبل أن تترك القوات العراقية مدينة الموصل، كان الجيش يخسر ما يصل إلى 300 جندي يوميا، ما بين فارين وقتلى وجرحى". ومضت الصحيفة تقول في تقريرها "إن الحكومة العراقية من جانبها قللت من حجم الأزمة من خلال اللجوء أحيانا إلى تسجيل الجنود "مفقودين" بدلا من فارين من الجيش، وألقى مسئولون عراقيون باللوم أيضا على موضوعات لا علاقة لها بالأمر، حيث صرحوا بأن الجنود لا يعودون من أجازاتهم لكن فقط لأن الطرق التي تؤدي إلى ميادين القتال لم تعد آمنة. وأكدت الصحيفة أن الفرار من صفوف القتال بالجيش العراقي يهدد بتحويل النزاع المرير في العراق إلى شيء أكثر خطورة من خلال حرمان الحكومة العراقية من مقاتليها مع محاولاتها المضنية لاستعادة السيطرة على مناطق استولت عليها العناصر المسلحة، مثل الفلوجة والآن الموصل. وأشارت إلى أنه مع وجود جنود أقل لمواجهة المسلحين، أصبح الجيش العراقي يعتمد على قذائف المدفعية والغارات الجوية للتصدي لهم، وقال بعض العاملين في مجال حقوق الإنسان "إن هذه الغارات تتضمن استخدام قنابل برميلية عشوائية مما يشكل خطرا على المدنيين".