حذر القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين د.عبد المنعم أبو الفتوح من أن القمع الذي تمارسه الحكومة المصرية يذكي التطرف، مطالباً السلطات المصرية المدعومة من الجيش باحترام الحريات وحقوق الإنسان. وقال أبو الفتوح الذي ترك جماعة الإخوان في عام 2011 إنه بمجرد فوز قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية هذا الأسبوع كما هو متوقع على نطاق واسع فسيكون أمامه خياران إما إعادة مصر إلى مسار الديمقراطية أو المخاطرة بمزيد من عدم الاستقرار الذي سيبدد الآمال في حدوث تنمية اقتصادية. وتوقع أبو الفتوح خلال حواره مع وكالة رويترز حدوث تداعيات أوسع نطاقا بسبب حملة القمع التي بدأت العام الماضي بعد أن تدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في أعقاب احتجاجات حاشدة على حكمه، ضارباً المثل بعمليات القمع السابقة في الشرق الأوسط والتي أدت إلى نشوء تطرف من النوع الذي قاد إلى هجمات 11 سبتمبر 2011 على الولاياتالمتحدة. وأضاف أبو الفتوح أن العالم يجب أن يدرك أنه لن يستقر ما لم تستقر مصر، واصفاً ما يحدث الآن بصناعة للإرهاب التي سيدفع المصريون ثمنه. وقتلت قوات الأمن المئات من أنصار مرسي وسجنت الافا اخرين بعد الإطاحة به من السلطة. وسجن ايضا اعضاء من جماعات علمانية تطالب بالديمقراطية. وأكد أبو الفتوح على أن الحكومة تستغل تلك الحرب لقمع المعارضة السياسية المشروعة بما في ذلك جماعة الإخوان التي تنفي اللجوء إلى العنف. وأضاف أن تلك الممارسات تتناقض مع الأسلوب الذي استخدمه الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي أطيح به في انتفاضة شعبية عام 2011، وتابع "هذا ما لم يفعله حسني مبارك، كان يقمع السياسيين لوحدهم ويقمع الجماعات الإرهابية لوحدها، أما النظام الحالي يدخل الدنيا ببعضها." وأشار أبو الفتوح إلى أن النظام الحالي صانع للإرهاب، ومحذراً من اتساع قاعدة الإرهاب ما لم تتوقف الحكومة الحالية عن ممارساتها. وأكد أبو الفتوح على أن كل المصريين يدعمون الحرب ضد الإرهاب، مضيفاً أن الإخوان ليست جماعة إرهابية وكذلك الجماعات المدنية التي تتعرض للقمع. وقدر أبو الفتوح عدد المعتقلين بنحو 25 ألف شخص، وضرب أمثلة عن حالات الظلم التي وقعت في الآونة الأخيرة فقال ان محكمة حكمت على نحو 1200 من الإخوان وأنصارهم بالإعدام "وكأنهم فراخ" بعد محاكمات وصفتها منظمات لحقوق الإنسان بأنها جائرة. ولفت أبو الفتوح إلى أنه حاول التوسط للمصالحة بين جماعة الإخوان والجيش إلا أن أيا منهما لم تكن لديه الإرادة. وتابع أبو الفتوح بأن وزير الدفاع السابق المشير عبد الفتاح السيسي هو الحاكم الفعلي لمصر منذ يوليو الماضي لكنه لا يريد استباق الحكم على رئاسته.