أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء هاني عبد اللطيف، أن إستراتيجية وزارة الداخلية تعتمد على الحيادية الكاملة تجاه كلا مرشحي الرئاسة، سواء المشير عبد الفتاح السيسى، أو السيد حمدين صباحي. وأشار إلى أن الوزارة وفرت كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لهما، سواء التأمين الشخصي أو تأمين كافة تحركاتهم أو مؤتمراتهم، وكذلك تأمين مقرات حملاتهم الانتخابية بنفس المستوى. وأشار - في تصريحات خاصة- إلى أن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، وضع خطة أمنية قوية لتأمين الانتخابات الرئاسية بالتنسيق مع القوات المسلحة، وأن هناك إجراءات تأمين مباشرة على اللجان والمقار الانتخابية من الخارج دون التدخل في عمل اللجان من الداخل بأي صورة من الصور، بالإضافة إلى إجراءات تأمينية في محيط تلك اللجان والمقار والطرق المؤدية إليها، فضلا عن إجراءات أمنية مشددة داخل المدن من خلال دوريات أمنية مسلحة ثابتة ومتحركة على مختلف الطرق والمحاور بجميع المحافظات، كما ستشهد المنشآت الهامة والشرطية والأقسام والمراكز والسجون إجراءات تأمينية قوية تتضمن نشر مجموعات قتالية من قوات العمليات الخاصة مسلحة بالذخيرة الحية. وأضاف أن الانتخابات الرئاسية تمثل تحديا جديدا لأجهزة الأمن والشرطة المصرية، موضحا:" لقد نجحنا في تأمين الاستحقاق الأول من خارطة المستقبل المتمثل في الاستفتاء على الدستور في وضع أمنى أصعب من الوضع الحالي، لكننا مقبلين على تحدى جديد للأجهزة الأمنية، وإن شاء الله حننجح فيه ونعبره، كما عبرنا بالاستحقاق الأول .. وأحذر من أي شخص يحاول تعطيل أو تعكير صفو العملية الانتخابية .. فلا يلومن إلا نفسه". وأكد أن خطة تأمين الانتخابات الرئاسية تتضمن كافة السيناريوهات المتوقعة، ابتداء من سيناريو إثارة أعمال الشغب من خلال ممارسات تنظيم الإخوان الإرهابي كما يحدث في مظاهراتهم غير القانونية أيام الجمع، والتي أصبحت محدودة الآن بعد التصدي الحاسم لها من قبل قوات الأمن، مرورا بسيناريو تنفيذ بعض العمليات الإرهابية الخسيسة التي تتضمن سيارات مفخخة أو إلقاء عبوات ناسفة والذي سيتم مواجهته من خلال نشر خبراء المفرقعات في محيط اللجان والمقار الانتخابية وتمشيطها باستمرار، وانتهاء بسيناريو محاولة الهجوم على المقار واللجان الانتخابية، وعلى الرغم من أنه سيناريو مستبعد إلا أن أجهزة الأمن استعدت له جيدا من خلال تسيير دوريات أمنية مسلحة آليا بمحيط اللجان المقار الانتخابية للتعامل السريع والحاسم مع كل ما من شأنه تهديد سلامة الناخبين أو الإضرار بالمقار الانتخابية، بالإضافة إلى تعيين خدمات أمنية مزودة بالأسلحة الثقيلة لتأمين كافة المواقع الشرطية والمنشآت الهامة والحيوية على مستوى الجمهورية بالتنسيق مع القوات المسلحة. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، إن الموقف الأمني حاليا بشكل عام جيد، ولكن يجب الانتباه واليقظة الكاملة، لأن التحديات والتهديدات مازالت قائمة، فأجهزة الشرطة حاليا على مشارف الانتهاء من حربها ضد الإرهاب التي بدأت فعليا مع ثورة 30 يونيو التي جاءت بإرادة ملايين المصريين، وبالتالي فلابد من استكمال تلك الحرب حتى نهايتها بنفس القوة التي بدأت بها، لكي تحقق حلم المواطن المصري الذي بدأ من خلال ثورة 25 يناير واستكمل بثورة 30 يونيو. وأضاف قائلا: " نحن الآن سابقين الإرهاب، وطبعا مررنا بمراحل عديدة، كانت الأولى عقب ثورة 30 يونيو مباشرة وكانت الأصعب؛ حيث كان الإرهاب يسبق الأمن، لأن تنظيم الإخوان الإرهابي كان في عهد الرئيس السابق محمد مرسى، يتستر على الجماعات الإرهابية في مصر، ومرسي أصدر قرارات بالعفو عن إرهابيين محبوسين في السجون وسمح لإرهابيين هاربين خارج البلاد وعليهم أحكام بالعودة إلى مصر، وفتح الحدود مع غزة وليبيا، مما مكن حوالي 2000 إرهابي من الدخول إلى البلاد عبر الأنفاق والدروب الصحراوية، وبحوزتهم شحنات من الأسلحة الثقيلة والخفيفة والذخيرة المتنوعة ليتمركزوا في المنطقة الواقعة بين مدينة العريش ورفح بشمال سيناء ... وعلى الرغم من ذلك فان إسرائيل لم تهدد بطلقة واحدة على مدار عام حكم الإخوان، ولم يتعرض خط الغاز للتفجير ولو لمرة واحدة كما كان يحدث إبان حكم المجلس العسكري، ولكن العكس هو الذي كان يحدث، فجنودنا قتلوا على الحدود وهم صائمون في شهر رمضان المعظم، فالتهديدات كانت للمصريين وليست لإسرائيل". وقال إن جميع المعلومات لم تتوافر لأجهزة الأمن إلا بعد ثورة 30 يونيو وسقوط حكم الإخوان، حيث بدأت قوات الشرطة في توجيه ضربات متلاحقة لعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي، وتحصل على اعترافات تقودها لضبط المزيد من العناصر الإرهابية وتمكنها حاليا من توجيه ضربات استباقية لتلك العناصر، وذلك بعد وضوح الخريطة الإرهابية في مصر، والتي تتمثل في مواجهة تنظيمين إرهابيين أساسيين، وهما تنظيم القاعدة، وتنظيم الإخوان، مشيرا إلى أن كل ما يطلق عليه سواء أنصار بيت المقدس، أو الفرقان، أو أجناد مصر، أو أنصار الشريعة هى مجرد كيانات إرهابية يتستر خلفها تنظيم القاعدة وتنظيم الإخوان الإرهابيين، لمحاولة تشتيت جهود أجهزة الأمن وإرباك جهوده البحثية وراء تلك المسميات الوهمية. وأكد اللواء هاني عبد اللطيف، أن أجهزة الشرطة حاليا تخوض المرحلة الحاسمة لتقويض قوى الإرهاب الأسود بعد أن حققت نجاحات كبيرة في حربها مع تلك القوى، كان الدافع والمحور الأساسي لتلك النجاحات هو تعاون الشعب المصري وتصميمه على استكمال مسيرة 30 يونيو وصناعة وبناء حلمه نحو دولة ديمقراطية حقيقة يسودها العدل وسيادة القانون. وتابع أن المواطن المصري يدرك جيدا طبيعة المرحلة التي تعيشها البلاد حاليا، مشددا على أن هذا المواطن هو سر نجاح ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وأنه سيكون أيضا سر نجاح خارطة المستقبل لأنها جاءت بإرادته الحرة في التغيير، لافتا في الوقت نفسه إلى أن رجال وزارة الداخلية أدركوا أيضا أهمية المواطن بعد ثورتين أذهلتا العالم أجمع، فبادروا بتغيير إستراتيجيتهم في العمل لتقتصر على العمل لتحقيق أمن وآمان المواطن وحفظ مقدرات الوطن دون النظر لأمن النظام الحاكم. وأشار إلى أن تنظيم الإخوان الإرهابي يلفظ حاليا أنفاسه الأخيرة، ودون أدنى شك فإن المناخ الديمقراطي الرائع الذي يشهده الشارع المصري في ظل منافسات الانتخابات الرئاسية، وإقبال المصريين في الخارج على الصناديق الانتخابية الذي فاق كل التوقعات، أصاب تنظيم الإخوان الإرهابي بالفزع والجنون وردود أفعاله متوقعة، فالتنظيم فقد قدراته في التأثير على الشارع المصري والتأثير على مسيرة المصريين نحو الديمقراطية، ولكن التهديدات مازالت قائمة، وسيواجهها رجال الشرطة بيد من حديد، وهناك ثمن وتضحيات مازالت قادمة من أجل حماية إرادة الشعب المصري في المرحلة الأخيرة في مواجهة الإرهاب. ووجه اللواء هاني عبد اللطيف رسالة طمأنة إلى الشعب المصري قائلا :" رجال الشرطة بإرادتكم وثقتكم فيهم حيواصلوا المسيرة .. حيواصلوا التضحيات .. حيواصلوا الجهد من أجلكم .. العقيدة أتغيرت، والفكر والثقافة الأمنية أتغيرت وأصبح الهدف هو أمن المواطن وليس أمن النظام .. قلناها بعد ثورة 25 يناير إبان حكم المجلس العسكري، وقلناها خلال حكم الرئيس السابق محمد مرسى، وبنقولها الآن وحنقولها بكره .. أصبح الآن هدف رجل الشرطة تحقيق أمن المواطن وليس أمن النظام .. ولاقناعتنا بسمو هذا الهدف .. بنموت وبنضحى كل يوم لتحقيقه، برضا وقناعة تامة، وبإيمان بالله، وإيمان بمسئوليتنا، وإيمان بوطنيتنا من أجل مصر وشعبها .. أما كل من يفكر في تهديد المواطن المصري فسيلقى عقاب شديد بقوة القانون".