«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماذا جني أصحاب الأيدي الخشنة في عيد العمال ؟
مظالم جديدة‮.. ‬حقوق ضائعة‮.. ‬مگتسبات مهددة

بينما كان الرئيس عدلي منصور‮ ‬يدعو لتكريم الأيدي الخشنة للعمال‮ (‬التي‮ ‬يحبها الله ورسوله‮) ‬طبقا لكلمته التي‮ ‬ألقاها في الإحتفال الرسمي بعيد العمال داخل قاعة مكيفة بقصر المؤتمرات‮. ‬كان المئات من أصحاب تلك الأيدي‮ (‬التي أحبها الله ورسوله‮) ‬محاصرين داخل ميناء العين السخنة وسط صحراء السويس شديدة الحرارة‮. ‬ومحاطين بقوات الأمن التي ضربت طوقا أمنيا حول المكان،‮ ‬الذي فاحت منه رائحة الغاز التي خلفتها‮ ‬قنابل أٌطلقت لفض اعتصام العمال‮. ‬وفي نفس الوقت كان ثلاثة من عمال شركة رجل الأعمال فريد خميس ببورسعيد‮ ‬يعودون إلي منازلهم‮. ‬بعد تعرضهم للحبس علي إثر مطالبتهم رسميا من القسم تنظيم اعتصام للمطالبة بحقوق عمالية طبقا لمايقتضيه قانون التظاهر‮. ‬وكان أيضا عدد آخر ممن اخشوشنت أياديهم‮ ‬يودعون شركتهم حاملين تعويضا عن تركهم العمل‮ (‬غصبا‮) ‬بعد إجبارهم علي الاستقالة من شركة‮ «‬كارجيل‮» ‬الأمريكية ببرج العرب‮.

وفي ذات الوقت الذي كان‮ ‬يقول فيه رئيس الدولة أن مصر لم تشهد منذ حقبة الستينيات أي طفرة صناعية حقيقية،‮ ‬ولابديل عن الاهتمام بالإنتاج،‮ ‬كان عمال القطاع العام في شركة المراجل البخارية،‮ ‬وطنطا للكتان،‮ ‬وغزل شبين‮ ‬يطرقون أبواب الحكومة الموصدة طلبا لزيادة الإنتاج،‮ ‬وتشغيل الشركات التي أعادها القضاء بعد عمليات خصخصة فاسدة‮. ‬بينما تختلق الحكومة الأعذار لعدم عودتها‮. ‬وكان هناك أيضا زملاء لهم‮ ‬يعدون عدتهم لمواجهة مايتهددهم من وقف للقضايا المنظورة حاليا لعودة شركات أخري،‮ ‬نتيجة مباشرة لصدور قانون الرئيس بتحصين العقود التي تبرمها الدولة‮. ‬
وبينما كان الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة السابق‮ ‬يغادر قاعة الإحتفال‮ ‬بعدما أعترض علي وجوده بعض أعضاء اتحاد العمال‮. ‬الذين‮ ‬يٌحملونه‮ »‬وزر‮« ‬إطلاق حق الحريات النقابية بعد ثورة‮ ‬يناير‮. ‬بمباركة من الرئيس،‮ ‬ورئيس الوزراء،‮ ‬ووزيرة القوي العاملة،‮ ‬والذين صمتوا علي خروجه أمتثالا لرغبة عمال الإتحاد‮. ‬بدت الدولة بهذا المشهد وكأنها تعلن علي أعلي مستوي أنها‮ ‬غير عازمة علي إطلاق قانون الحريات النقابية‮. ‬والذي‮ ‬كان علي رأس المطالب العمالية قبل الثورة وبعدها‮. ‬وبأنها تتحدي بذلك رغبات الآلاف من العمال الذين ناضلوا من أجل كسر شوكة اتحاد العمال الرسمي‮.

مشهد‮ ‬27‮ ‬مليون عامل في عام‮ ‬2014‮ ‬في‮ ‬يوم العمال لايمكن إختزاله في قاعة مكيفة تضم الرئيس ومن حوله ولكن المشهد‮ ‬يبدو واسعا بوسع براح مصر كلها‮. ‬
وفي هذا التحقيق نرصد أحوال أصحاب الأيدي الخشنة في عيدهم‮. ‬وماجنته الأيدي الناعمة للحكومة ورجال الأعمال في عام مضي‮. ‬
‮«‬هناك ظاهرة كانت قد ترسخت قبل ثورة‮ ‬يناير،‮ ‬وكنا قد اعتقدنا أننا قطعنا شوطا لابأس به من أجل وقفها خلال السنوات الثلاث الماضية‮. ‬لما تجنيه علي العمال من ظلم،‮ ‬وعدم مساواة في الحقوق وهي ظاهرة شركات‮ «‬توريد العمالة‮». ‬التي‮ ‬يستعين بها عدد كبير من أصحاب الأعمال من أجل التنصل من منح الحقوق المشروعة للعمال‮. ‬وهذه الظاهرة وراء التوسع الذي حدث في دائرة العمالة‮ ‬غير الرسمية‮». ‬هذا مايقوله سعود عمر المستشار القانوني لاتحاد النقابات المستقلة بالسويس‮. ‬
ويضيف أن العمالة‮ ‬غير الرسمية وصلت في مصر إلي‮ ‬80٪‮ ‬من قوة العمل‮. ‬والأخطر هو أن جزءاً‮ ‬من هذه العمالة‮ ‬غير الرسمية انتشر حتي في القطاع الرسمي أيضا،وخاصة في قطاع الانشاءات المدنية والهندسية‮. ‬
وقال إن شركات التوريد هذه هي المسئولة عن الأزمة القائمة الأن في ميناء العين السخنة الذي تديره شركة موانئ دبي التي عهدت إلي إحدي الشركات الخاصة بتوريد جانب من العمالة‮. ‬وعندما تمت أزمة العام الماضي بسبب مطالبة العمال المرتبطين بشركة التوريد بمساواتهم بعمال موانئ دبي المعينين لديها في الحقوق المادية والتأمينية والعقود‮. ‬وتم إبرام إتفاقية كانت أطرافها هيئة موانئ البحر الأحمر وقيادات من الجيش‮. ‬وتم الاتفاق علي إنشاء شركة تابعة لموانئ البحر الأحمر بنسبة‮ ‬50٪‮ ‬من الدولة،‮ ‬علي أن‮ ‬يتم نقل العمال إليها لضمان حصولهم علي حقوقهم‮. ‬إلا أنه لم‮ ‬يتم تنفيذ الإتفاق حتي الآن‮. ‬وبدأت شركة خاصة أخري تدخل لإعادة الأمور إلي ماكانت عليه‮. ‬وعندما أضرب العمال من أجل تنفيذ الإتفاق حدثت أزمة بين الأطراف‮. ‬وأكد العمال علي أنه تم استخدام الغاز وحصارهم بدون طعام وتم قطع المياه عنهم من أجل فض الإضراب‮. ‬وذلك بدلا من تنفيذ الاتفاق‮. ‬وهذا السيناريو‮ ‬يحدث في معظم عمليات التفاوض مما‮ ‬يزيد من الأزمات العمالية مع رجال الأعمال والحكومة علي حد تأكيد سعود عمر‮. ‬
وأوضح أن شركات توريد العمالة تخالف قانون العمل رقم‮ ‬12‮ ‬لعام‮ ‬2003‮ ‬في المادة‮ ‬16‮ ‬منه التي تحظر تشغيل العمال عبر مورد أو متعهد لأنه‮ ‬يخالف إتفاقية المساواة التي تقضي بحصول العامل علي نفس الأجر إذا كان‮ ‬يقوم بنفس العمل‮. ‬
السلطة في كل العصور
‮«‬والحقيقة أنه كلما حاول العمال‮ ‬التعبير بالطرق المشروعة مثل الاعتصام أو الإضراب‮ ‬،‮ ‬عن الظلم الذي‮ ‬يقع عليهم نتيجة لعدم الحصول علي الحقوق،‮ ‬أو الفصل،‮ ‬أو الحرمان من حق الأجر العادل،‮ ‬أو حتي الكشف عن الفساد كانت السلطة في كل العهود هي ذاتها‮. ‬لم تختلف‮. ‬كان القمع هو رد فعل السلطة في ظل حكم المجلس العسكري،‮ ‬ثم الأخوان،‮ ‬ثم النظام الحالي‮. ‬ولم تفكر أي سلطة منهم التفاوض وحل المطالب المشروعة‮. ‬واختارت التعامل عن طريق قمع المطالبين بالحقوق سواء عن طريق فض التجمعات بالقوة،‮ ‬أو تدخل الجيش كما في بورسعيد والسويس،‮ ‬أو احتجاز العمال وتهديدهم أو باستخدام الكلاب البوليسية كما في الاسكندرية‮. ‬لذلك فالمسافة بين العمال من جانب والسلطة ورجال الأعمال من جانب آخر تتسع‮ ‬يوما بعد‮ ‬يوم‮». ‬هكذا ترصد فاطمة رمضان عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة الوضع الحالي‮.

وتضيف القيادة العمالية أن الجديد في العام الماضي هو أن العمال انتقلوا من خانة رد الفعل إلي الفعل وهو ماتعبر عنه بالتأسيس لحملة‮ «‬من أجل قانون عمل عادل‮». ‬هذه الحملة جاءت لتنفيذ ما أنتظره العمال قرابة‮ ‬12‮ ‬عاما طالبوا خلالها بتعديل قانون العمل الحالي‮. ‬الذي‮ ‬يسمح لصاحب العمل بفصل العامل أو الانتقاص من حقوقه دون أي عقوبات علي صاحب العمل ولايسمح بعودة العامل لعمله حتي ولو بحكم قضائي‮. ‬وهذا القانون‮ ‬ينص علي عقوبات في حالة التعنت مع العمال لاتزيد عن عقوبة مخالفة إشارة المرور‮. ‬
وقالت رمضان أن القانون الذي‮ ‬يستهدفه العمال سوف‮ ‬يعالج مشاكل الفصل التعسفي‮. ‬ويسهل إجراءات التقاضي ويلزم المحاكم بسرعة الفصل في المنازعات العمالية‮ ‬كما‮ ‬يحوي عقوبات رادعة في حالة مخالفته ويضمن تنفيذ الأحكام القضائية التي تقضي برد حقوق العامل‮. ‬وأيضا‮ ‬يسمح بإنشاء صندوق‮ ‬يصرف من خلاله مستحقات العمال في حال هروب صاحب العمل علي حد قول عضو اللجنة التنفيذية‮.‬
قطع الطريق علي العمال
‮ ‬ويبدو أن مبادرات العمال‮ ‬أصبحت متعددة فهناك حركة وليدة في طور التأسيس لعدد من العمال من ممثلي الشركات تحت مسمي‮ «‬حركة كفاح عمال مصر‮.. ‬وتقول هدي كامل النقابية البارزة في اتحاد النقابات المستقلة إن أول رسالة لهذه الحركة هي الإعلان عن‮ ‬رفضنا لتعامل الدولة مع العمال‮. ‬وتقول إننا ضد المسخ المسمي بالحد الأدني للأجور الذي جاء بخدعة للعمال ولم تنفذه شركات القطاع الخاص‮. ‬وبأننا ضد محاولات الأجهزة الحكومية للوقوف بل ومحاولات إفشال‮ ‬كل تجارب التشغيل الذاتي التي قام بها العمال بعد هروب أصحاب الشركات‮ . ‬خوفا من أن‮ ‬يكون نجاح التجربة نموذجا‮ ‬يحتذي به من عمال آخرين‮. ‬وتضيف أن الحكومة هي العدو الأول للإنتاج التي صدعت رؤوسنا بعجلته الوهمية حيث إنها طعنت علي جميع الأحكام التي صدرت لعودة الشركات العامة‮. ‬ورفضت تشغيل الشركات التي عادت بفعل حكم قضائي‮. ‬بل وجهزت قانونا‮ ‬يقطع الطريق علي العمال لاستعادة شركاتهم المنهوبة والمباعة بصفقات تحوم حولها الشبهات،‮ ‬وهو قانون تحصين العقود بين الدولة ورجال الأعمال‮.‬
الحد الأدني‮ ..‬خطوة للخلف
ويأتي العيد الرابع‮ ‬للعمال بعد الثورة ومازالت قضية الحد الأدني للأجور تعود خطوات للخلف بعد أن توقفت اجتماعات المجلس القومي للأجور وباتت المسافة بين رجال الأعمال والعمال في هذا الملف أكثر اتساعا‮. ‬ويؤكد عامر رشاد عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة والعضو في اجتماعات المجلس القومي للأجور أن‮ ‬ممارسة الجدل الإجتماعي بين فئات المجتمع‮ ‬يتطلب بالضرورة عدم خنق القنوات التي‮ ‬يمارس من خلالها‮. ‬وإلا سوف‮ ‬يتخذ هذا الجدل مسارات أخري ربما تكون‮ ‬غاية في الخطورة‮. ‬وقال إن المفاوضة المجتمعية تفترض من البداية إطلاق الحق في التنظيم،‮ ‬وتمكين الفئات الإجتماعية المختلفة من تكوين تنظيماتها النقابية التي تعبر عن مصالحها‮. ‬وأضاف أن أزمة الثقة التي تتضح في الغالبية العظمي من الأحداث العمالية الحالية ليست سوي نتائج مريرة لغياب المنظمات النقابية التي تعبر بصدق عن العمال‮. ‬فكيف‮ ‬يتم التفاوض والعمال محرمون من حق تكوين النقابات المستقلة؟‮ ‬يتساءل عامر رشاد‮. ‬
وقال أن القطاع الخاص‮ ‬يتعلل بأن تطبيق الحد الأدني للأجور سوف‮ ‬يحد من فرص التشغيل لزيادة تكلفة الإنتاج وهذا‮ ‬يجافي الحقيقة‮. ‬لإن هذا معناه أن هناك عمالة زائدة‮ ‬يمكن الاستغناء عنها وهو‮ ‬غير منطقي في القطاع الخاص‮. ‬أو أن صاحب العمل سوف‮ ‬يستغني عن عامل ويزيد من عبء العمل علي عامل آخر وهذا معناه مخالفة قوانين العمل،‮ ‬وهذا‮ ‬غير مسموح به وهو مايؤكده عامر‮.‬
طنطا رجعت لينا
‮«‬بالرغم من صدور قرارات من‮ ‬الشركة القابضة ببدء تنفيذ الحكم القضائي بعودة وتشغيل شركة طنطا للكتان وإعطاء صلاحيات للمفوض علي الشركة إلا أن هناك تباطؤاً‮ ‬غير مبرر في التشغيل،‮ ‬وعدم اهتمام بالشركة بدليل أن المفوض علي الشركة‮ ‬يرأس شركة أخري‮. ‬والخطوة الوحيدة التي نجحنا فيها حتي الآن هي الضغط من أجل توفير‮ ‬2000‮ ‬طن من محصول الكتان وفي الطريق‮ ‬1000‮ ‬أخري وهو مايسمح بتشغيل المصنع لمدة‮ ‬4‮ ‬شهور لوردية واحدة فقط‮» ‬هذا مايقوله جمال عثمان القيادي العمالي في شركة طنطا للكتان وأحد الذين كان لهم الفضل في عودة الشركة‮. ‬
ومايحدث في شركة طنطا‮ ‬يتكرر أسوأ منه في شركة المراجل البخارية التي عادت هي الأخري إلي ملكية الدولة دون اتخاذ أي خطوات‮ ‬فعلية لمحاولة إعادة تشغيلها من جديد طبقا لمايقوله حسن أبو الدهب أحد القيادات العمالية الذي رفع الدعوي القضائية لإسترداد الشركة‮. ‬وأكد أنه لايوجد أي إرادة سياسية من جانب الدولة لإسترجاع الشركة‮. ‬بل إن وزير التجارة والصناعة والاستثمار‮ ‬يتعمد إصدار تصريحات تؤكد علي استحالة عودة الشركة‮. ‬ويتساءل أبو الذهب هل بعد إصدار حكم قضائي بعودة الشركة‮ ‬يبقي العمال الفنيون المهرة الذين لا‮ ‬يمكن تعويض خبراتهم‮ ‬يعملون باعة في محلات للكشري،‮ ‬أو عمال ارزقية،أو مشردين؟‮. ‬
بينما كان الرئيس عدلي منصور‮ ‬يدعو لتكريم الأيدي الخشنة للعمال‮ (‬التي‮ ‬يحبها الله ورسوله‮) ‬طبقا لكلمته التي‮ ‬ألقاها في الإحتفال الرسمي بعيد العمال داخل قاعة مكيفة بقصر المؤتمرات‮. ‬كان المئات من أصحاب تلك الأيدي‮ (‬التي أحبها الله ورسوله‮) ‬محاصرين داخل ميناء العين السخنة وسط صحراء السويس شديدة الحرارة‮. ‬ومحاطين بقوات الأمن التي ضربت طوقا أمنيا حول المكان،‮ ‬الذي فاحت منه رائحة الغاز التي خلفتها‮ ‬قنابل أٌطلقت لفض اعتصام العمال‮. ‬وفي نفس الوقت كان ثلاثة من عمال شركة رجل الأعمال فريد خميس ببورسعيد‮ ‬يعودون إلي منازلهم‮. ‬بعد تعرضهم للحبس علي إثر مطالبتهم رسميا من القسم تنظيم اعتصام للمطالبة بحقوق عمالية طبقا لمايقتضيه قانون التظاهر‮. ‬وكان أيضا عدد آخر ممن اخشوشنت أياديهم‮ ‬يودعون شركتهم حاملين تعويضا عن تركهم العمل‮ (‬غصبا‮) ‬بعد إجبارهم علي الاستقالة من شركة‮ «‬كارجيل‮» ‬الأمريكية ببرج العرب‮.

وفي ذات الوقت الذي كان‮ ‬يقول فيه رئيس الدولة أن مصر لم تشهد منذ حقبة الستينيات أي طفرة صناعية حقيقية،‮ ‬ولابديل عن الاهتمام بالإنتاج،‮ ‬كان عمال القطاع العام في شركة المراجل البخارية،‮ ‬وطنطا للكتان،‮ ‬وغزل شبين‮ ‬يطرقون أبواب الحكومة الموصدة طلبا لزيادة الإنتاج،‮ ‬وتشغيل الشركات التي أعادها القضاء بعد عمليات خصخصة فاسدة‮. ‬بينما تختلق الحكومة الأعذار لعدم عودتها‮. ‬وكان هناك أيضا زملاء لهم‮ ‬يعدون عدتهم لمواجهة مايتهددهم من وقف للقضايا المنظورة حاليا لعودة شركات أخري،‮ ‬نتيجة مباشرة لصدور قانون الرئيس بتحصين العقود التي تبرمها الدولة‮. ‬
وبينما كان الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة السابق‮ ‬يغادر قاعة الإحتفال‮ ‬بعدما أعترض علي وجوده بعض أعضاء اتحاد العمال‮. ‬الذين‮ ‬يٌحملونه‮ »‬وزر‮« ‬إطلاق حق الحريات النقابية بعد ثورة‮ ‬يناير‮. ‬بمباركة من الرئيس،‮ ‬ورئيس الوزراء،‮ ‬ووزيرة القوي العاملة،‮ ‬والذين صمتوا علي خروجه أمتثالا لرغبة عمال الإتحاد‮. ‬بدت الدولة بهذا المشهد وكأنها تعلن علي أعلي مستوي أنها‮ ‬غير عازمة علي إطلاق قانون الحريات النقابية‮. ‬والذي‮ ‬كان علي رأس المطالب العمالية قبل الثورة وبعدها‮. ‬وبأنها تتحدي بذلك رغبات الآلاف من العمال الذين ناضلوا من أجل كسر شوكة اتحاد العمال الرسمي‮.

مشهد‮ ‬27‮ ‬مليون عامل في عام‮ ‬2014‮ ‬في‮ ‬يوم العمال لايمكن إختزاله في قاعة مكيفة تضم الرئيس ومن حوله ولكن المشهد‮ ‬يبدو واسعا بوسع براح مصر كلها‮. ‬
وفي هذا التحقيق نرصد أحوال أصحاب الأيدي الخشنة في عيدهم‮. ‬وماجنته الأيدي الناعمة للحكومة ورجال الأعمال في عام مضي‮. ‬
‮«‬هناك ظاهرة كانت قد ترسخت قبل ثورة‮ ‬يناير،‮ ‬وكنا قد اعتقدنا أننا قطعنا شوطا لابأس به من أجل وقفها خلال السنوات الثلاث الماضية‮. ‬لما تجنيه علي العمال من ظلم،‮ ‬وعدم مساواة في الحقوق وهي ظاهرة شركات‮ «‬توريد العمالة‮». ‬التي‮ ‬يستعين بها عدد كبير من أصحاب الأعمال من أجل التنصل من منح الحقوق المشروعة للعمال‮. ‬وهذه الظاهرة وراء التوسع الذي حدث في دائرة العمالة‮ ‬غير الرسمية‮». ‬هذا مايقوله سعود عمر المستشار القانوني لاتحاد النقابات المستقلة بالسويس‮. ‬
ويضيف أن العمالة‮ ‬غير الرسمية وصلت في مصر إلي‮ ‬80٪‮ ‬من قوة العمل‮. ‬والأخطر هو أن جزءاً‮ ‬من هذه العمالة‮ ‬غير الرسمية انتشر حتي في القطاع الرسمي أيضا،وخاصة في قطاع الانشاءات المدنية والهندسية‮. ‬
وقال إن شركات التوريد هذه هي المسئولة عن الأزمة القائمة الأن في ميناء العين السخنة الذي تديره شركة موانئ دبي التي عهدت إلي إحدي الشركات الخاصة بتوريد جانب من العمالة‮. ‬وعندما تمت أزمة العام الماضي بسبب مطالبة العمال المرتبطين بشركة التوريد بمساواتهم بعمال موانئ دبي المعينين لديها في الحقوق المادية والتأمينية والعقود‮. ‬وتم إبرام إتفاقية كانت أطرافها هيئة موانئ البحر الأحمر وقيادات من الجيش‮. ‬وتم الاتفاق علي إنشاء شركة تابعة لموانئ البحر الأحمر بنسبة‮ ‬50٪‮ ‬من الدولة،‮ ‬علي أن‮ ‬يتم نقل العمال إليها لضمان حصولهم علي حقوقهم‮. ‬إلا أنه لم‮ ‬يتم تنفيذ الإتفاق حتي الآن‮. ‬وبدأت شركة خاصة أخري تدخل لإعادة الأمور إلي ماكانت عليه‮. ‬وعندما أضرب العمال من أجل تنفيذ الإتفاق حدثت أزمة بين الأطراف‮. ‬وأكد العمال علي أنه تم استخدام الغاز وحصارهم بدون طعام وتم قطع المياه عنهم من أجل فض الإضراب‮. ‬وذلك بدلا من تنفيذ الاتفاق‮. ‬وهذا السيناريو‮ ‬يحدث في معظم عمليات التفاوض مما‮ ‬يزيد من الأزمات العمالية مع رجال الأعمال والحكومة علي حد تأكيد سعود عمر‮. ‬
وأوضح أن شركات توريد العمالة تخالف قانون العمل رقم‮ ‬12‮ ‬لعام‮ ‬2003‮ ‬في المادة‮ ‬16‮ ‬منه التي تحظر تشغيل العمال عبر مورد أو متعهد لأنه‮ ‬يخالف إتفاقية المساواة التي تقضي بحصول العامل علي نفس الأجر إذا كان‮ ‬يقوم بنفس العمل‮. ‬
السلطة في كل العصور
‮«‬والحقيقة أنه كلما حاول العمال‮ ‬التعبير بالطرق المشروعة مثل الاعتصام أو الإضراب‮ ‬،‮ ‬عن الظلم الذي‮ ‬يقع عليهم نتيجة لعدم الحصول علي الحقوق،‮ ‬أو الفصل،‮ ‬أو الحرمان من حق الأجر العادل،‮ ‬أو حتي الكشف عن الفساد كانت السلطة في كل العهود هي ذاتها‮. ‬لم تختلف‮. ‬كان القمع هو رد فعل السلطة في ظل حكم المجلس العسكري،‮ ‬ثم الأخوان،‮ ‬ثم النظام الحالي‮. ‬ولم تفكر أي سلطة منهم التفاوض وحل المطالب المشروعة‮. ‬واختارت التعامل عن طريق قمع المطالبين بالحقوق سواء عن طريق فض التجمعات بالقوة،‮ ‬أو تدخل الجيش كما في بورسعيد والسويس،‮ ‬أو احتجاز العمال وتهديدهم أو باستخدام الكلاب البوليسية كما في الاسكندرية‮. ‬لذلك فالمسافة بين العمال من جانب والسلطة ورجال الأعمال من جانب آخر تتسع‮ ‬يوما بعد‮ ‬يوم‮». ‬هكذا ترصد فاطمة رمضان عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة الوضع الحالي‮.

وتضيف القيادة العمالية أن الجديد في العام الماضي هو أن العمال انتقلوا من خانة رد الفعل إلي الفعل وهو ماتعبر عنه بالتأسيس لحملة‮ «‬من أجل قانون عمل عادل‮». ‬هذه الحملة جاءت لتنفيذ ما أنتظره العمال قرابة‮ ‬12‮ ‬عاما طالبوا خلالها بتعديل قانون العمل الحالي‮. ‬الذي‮ ‬يسمح لصاحب العمل بفصل العامل أو الانتقاص من حقوقه دون أي عقوبات علي صاحب العمل ولايسمح بعودة العامل لعمله حتي ولو بحكم قضائي‮. ‬وهذا القانون‮ ‬ينص علي عقوبات في حالة التعنت مع العمال لاتزيد عن عقوبة مخالفة إشارة المرور‮. ‬
وقالت رمضان أن القانون الذي‮ ‬يستهدفه العمال سوف‮ ‬يعالج مشاكل الفصل التعسفي‮. ‬ويسهل إجراءات التقاضي ويلزم المحاكم بسرعة الفصل في المنازعات العمالية‮ ‬كما‮ ‬يحوي عقوبات رادعة في حالة مخالفته ويضمن تنفيذ الأحكام القضائية التي تقضي برد حقوق العامل‮. ‬وأيضا‮ ‬يسمح بإنشاء صندوق‮ ‬يصرف من خلاله مستحقات العمال في حال هروب صاحب العمل علي حد قول عضو اللجنة التنفيذية‮.‬
قطع الطريق علي العمال
‮ ‬ويبدو أن مبادرات العمال‮ ‬أصبحت متعددة فهناك حركة وليدة في طور التأسيس لعدد من العمال من ممثلي الشركات تحت مسمي‮ «‬حركة كفاح عمال مصر‮.. ‬وتقول هدي كامل النقابية البارزة في اتحاد النقابات المستقلة إن أول رسالة لهذه الحركة هي الإعلان عن‮ ‬رفضنا لتعامل الدولة مع العمال‮. ‬وتقول إننا ضد المسخ المسمي بالحد الأدني للأجور الذي جاء بخدعة للعمال ولم تنفذه شركات القطاع الخاص‮. ‬وبأننا ضد محاولات الأجهزة الحكومية للوقوف بل ومحاولات إفشال‮ ‬كل تجارب التشغيل الذاتي التي قام بها العمال بعد هروب أصحاب الشركات‮ . ‬خوفا من أن‮ ‬يكون نجاح التجربة نموذجا‮ ‬يحتذي به من عمال آخرين‮. ‬وتضيف أن الحكومة هي العدو الأول للإنتاج التي صدعت رؤوسنا بعجلته الوهمية حيث إنها طعنت علي جميع الأحكام التي صدرت لعودة الشركات العامة‮. ‬ورفضت تشغيل الشركات التي عادت بفعل حكم قضائي‮. ‬بل وجهزت قانونا‮ ‬يقطع الطريق علي العمال لاستعادة شركاتهم المنهوبة والمباعة بصفقات تحوم حولها الشبهات،‮ ‬وهو قانون تحصين العقود بين الدولة ورجال الأعمال‮.‬
الحد الأدني‮ ..‬خطوة للخلف
ويأتي العيد الرابع‮ ‬للعمال بعد الثورة ومازالت قضية الحد الأدني للأجور تعود خطوات للخلف بعد أن توقفت اجتماعات المجلس القومي للأجور وباتت المسافة بين رجال الأعمال والعمال في هذا الملف أكثر اتساعا‮. ‬ويؤكد عامر رشاد عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة والعضو في اجتماعات المجلس القومي للأجور أن‮ ‬ممارسة الجدل الإجتماعي بين فئات المجتمع‮ ‬يتطلب بالضرورة عدم خنق القنوات التي‮ ‬يمارس من خلالها‮. ‬وإلا سوف‮ ‬يتخذ هذا الجدل مسارات أخري ربما تكون‮ ‬غاية في الخطورة‮. ‬وقال إن المفاوضة المجتمعية تفترض من البداية إطلاق الحق في التنظيم،‮ ‬وتمكين الفئات الإجتماعية المختلفة من تكوين تنظيماتها النقابية التي تعبر عن مصالحها‮. ‬وأضاف أن أزمة الثقة التي تتضح في الغالبية العظمي من الأحداث العمالية الحالية ليست سوي نتائج مريرة لغياب المنظمات النقابية التي تعبر بصدق عن العمال‮. ‬فكيف‮ ‬يتم التفاوض والعمال محرمون من حق تكوين النقابات المستقلة؟‮ ‬يتساءل عامر رشاد‮. ‬
وقال أن القطاع الخاص‮ ‬يتعلل بأن تطبيق الحد الأدني للأجور سوف‮ ‬يحد من فرص التشغيل لزيادة تكلفة الإنتاج وهذا‮ ‬يجافي الحقيقة‮. ‬لإن هذا معناه أن هناك عمالة زائدة‮ ‬يمكن الاستغناء عنها وهو‮ ‬غير منطقي في القطاع الخاص‮. ‬أو أن صاحب العمل سوف‮ ‬يستغني عن عامل ويزيد من عبء العمل علي عامل آخر وهذا معناه مخالفة قوانين العمل،‮ ‬وهذا‮ ‬غير مسموح به وهو مايؤكده عامر‮.‬
طنطا رجعت لينا
‮«‬بالرغم من صدور قرارات من‮ ‬الشركة القابضة ببدء تنفيذ الحكم القضائي بعودة وتشغيل شركة طنطا للكتان وإعطاء صلاحيات للمفوض علي الشركة إلا أن هناك تباطؤاً‮ ‬غير مبرر في التشغيل،‮ ‬وعدم اهتمام بالشركة بدليل أن المفوض علي الشركة‮ ‬يرأس شركة أخري‮. ‬والخطوة الوحيدة التي نجحنا فيها حتي الآن هي الضغط من أجل توفير‮ ‬2000‮ ‬طن من محصول الكتان وفي الطريق‮ ‬1000‮ ‬أخري وهو مايسمح بتشغيل المصنع لمدة‮ ‬4‮ ‬شهور لوردية واحدة فقط‮» ‬هذا مايقوله جمال عثمان القيادي العمالي في شركة طنطا للكتان وأحد الذين كان لهم الفضل في عودة الشركة‮. ‬
ومايحدث في شركة طنطا‮ ‬يتكرر أسوأ منه في شركة المراجل البخارية التي عادت هي الأخري إلي ملكية الدولة دون اتخاذ أي خطوات‮ ‬فعلية لمحاولة إعادة تشغيلها من جديد طبقا لمايقوله حسن أبو الدهب أحد القيادات العمالية الذي رفع الدعوي القضائية لإسترداد الشركة‮. ‬وأكد أنه لايوجد أي إرادة سياسية من جانب الدولة لإسترجاع الشركة‮. ‬بل إن وزير التجارة والصناعة والاستثمار‮ ‬يتعمد إصدار تصريحات تؤكد علي استحالة عودة الشركة‮. ‬ويتساءل أبو الذهب هل بعد إصدار حكم قضائي بعودة الشركة‮ ‬يبقي العمال الفنيون المهرة الذين لا‮ ‬يمكن تعويض خبراتهم‮ ‬يعملون باعة في محلات للكشري،‮ ‬أو عمال ارزقية،أو مشردين؟‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.