بينما كان الرئيس عدلي منصور يدعو لتكريم الأيدي الخشنة للعمال (التي يحبها الله ورسوله) طبقا لكلمته التي ألقاها في الإحتفال الرسمي بعيد العمال داخل قاعة مكيفة بقصر المؤتمرات. كان المئات من أصحاب تلك الأيدي (التي أحبها الله ورسوله) محاصرين داخل ميناء العين السخنة وسط صحراء السويس شديدة الحرارة. ومحاطين بقوات الأمن التي ضربت طوقا أمنيا حول المكان، الذي فاحت منه رائحة الغاز التي خلفتها قنابل أٌطلقت لفض اعتصام العمال. وفي نفس الوقت كان ثلاثة من عمال شركة رجل الأعمال فريد خميس ببورسعيد يعودون إلي منازلهم. بعد تعرضهم للحبس علي إثر مطالبتهم رسميا من القسم تنظيم اعتصام للمطالبة بحقوق عمالية طبقا لمايقتضيه قانون التظاهر. وكان أيضا عدد آخر ممن اخشوشنت أياديهم يودعون شركتهم حاملين تعويضا عن تركهم العمل (غصبا) بعد إجبارهم علي الاستقالة من شركة «كارجيل» الأمريكية ببرج العرب. وفي ذات الوقت الذي كان يقول فيه رئيس الدولة أن مصر لم تشهد منذ حقبة الستينيات أي طفرة صناعية حقيقية، ولابديل عن الاهتمام بالإنتاج، كان عمال القطاع العام في شركة المراجل البخارية، وطنطا للكتان، وغزل شبين يطرقون أبواب الحكومة الموصدة طلبا لزيادة الإنتاج، وتشغيل الشركات التي أعادها القضاء بعد عمليات خصخصة فاسدة. بينما تختلق الحكومة الأعذار لعدم عودتها. وكان هناك أيضا زملاء لهم يعدون عدتهم لمواجهة مايتهددهم من وقف للقضايا المنظورة حاليا لعودة شركات أخري، نتيجة مباشرة لصدور قانون الرئيس بتحصين العقود التي تبرمها الدولة. وبينما كان الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة السابق يغادر قاعة الإحتفال بعدما أعترض علي وجوده بعض أعضاء اتحاد العمال. الذين يٌحملونه »وزر« إطلاق حق الحريات النقابية بعد ثورة يناير. بمباركة من الرئيس، ورئيس الوزراء، ووزيرة القوي العاملة، والذين صمتوا علي خروجه أمتثالا لرغبة عمال الإتحاد. بدت الدولة بهذا المشهد وكأنها تعلن علي أعلي مستوي أنها غير عازمة علي إطلاق قانون الحريات النقابية. والذي كان علي رأس المطالب العمالية قبل الثورة وبعدها. وبأنها تتحدي بذلك رغبات الآلاف من العمال الذين ناضلوا من أجل كسر شوكة اتحاد العمال الرسمي. مشهد 27 مليون عامل في عام 2014 في يوم العمال لايمكن إختزاله في قاعة مكيفة تضم الرئيس ومن حوله ولكن المشهد يبدو واسعا بوسع براح مصر كلها. وفي هذا التحقيق نرصد أحوال أصحاب الأيدي الخشنة في عيدهم. وماجنته الأيدي الناعمة للحكومة ورجال الأعمال في عام مضي. «هناك ظاهرة كانت قد ترسخت قبل ثورة يناير، وكنا قد اعتقدنا أننا قطعنا شوطا لابأس به من أجل وقفها خلال السنوات الثلاث الماضية. لما تجنيه علي العمال من ظلم، وعدم مساواة في الحقوق وهي ظاهرة شركات «توريد العمالة». التي يستعين بها عدد كبير من أصحاب الأعمال من أجل التنصل من منح الحقوق المشروعة للعمال. وهذه الظاهرة وراء التوسع الذي حدث في دائرة العمالة غير الرسمية». هذا مايقوله سعود عمر المستشار القانوني لاتحاد النقابات المستقلة بالسويس. ويضيف أن العمالة غير الرسمية وصلت في مصر إلي 80٪ من قوة العمل. والأخطر هو أن جزءاً من هذه العمالة غير الرسمية انتشر حتي في القطاع الرسمي أيضا،وخاصة في قطاع الانشاءات المدنية والهندسية. وقال إن شركات التوريد هذه هي المسئولة عن الأزمة القائمة الأن في ميناء العين السخنة الذي تديره شركة موانئ دبي التي عهدت إلي إحدي الشركات الخاصة بتوريد جانب من العمالة. وعندما تمت أزمة العام الماضي بسبب مطالبة العمال المرتبطين بشركة التوريد بمساواتهم بعمال موانئ دبي المعينين لديها في الحقوق المادية والتأمينية والعقود. وتم إبرام إتفاقية كانت أطرافها هيئة موانئ البحر الأحمر وقيادات من الجيش. وتم الاتفاق علي إنشاء شركة تابعة لموانئ البحر الأحمر بنسبة 50٪ من الدولة، علي أن يتم نقل العمال إليها لضمان حصولهم علي حقوقهم. إلا أنه لم يتم تنفيذ الإتفاق حتي الآن. وبدأت شركة خاصة أخري تدخل لإعادة الأمور إلي ماكانت عليه. وعندما أضرب العمال من أجل تنفيذ الإتفاق حدثت أزمة بين الأطراف. وأكد العمال علي أنه تم استخدام الغاز وحصارهم بدون طعام وتم قطع المياه عنهم من أجل فض الإضراب. وذلك بدلا من تنفيذ الاتفاق. وهذا السيناريو يحدث في معظم عمليات التفاوض مما يزيد من الأزمات العمالية مع رجال الأعمال والحكومة علي حد تأكيد سعود عمر. وأوضح أن شركات توريد العمالة تخالف قانون العمل رقم 12 لعام 2003 في المادة 16 منه التي تحظر تشغيل العمال عبر مورد أو متعهد لأنه يخالف إتفاقية المساواة التي تقضي بحصول العامل علي نفس الأجر إذا كان يقوم بنفس العمل. السلطة في كل العصور «والحقيقة أنه كلما حاول العمال التعبير بالطرق المشروعة مثل الاعتصام أو الإضراب ، عن الظلم الذي يقع عليهم نتيجة لعدم الحصول علي الحقوق، أو الفصل، أو الحرمان من حق الأجر العادل، أو حتي الكشف عن الفساد كانت السلطة في كل العهود هي ذاتها. لم تختلف. كان القمع هو رد فعل السلطة في ظل حكم المجلس العسكري، ثم الأخوان، ثم النظام الحالي. ولم تفكر أي سلطة منهم التفاوض وحل المطالب المشروعة. واختارت التعامل عن طريق قمع المطالبين بالحقوق سواء عن طريق فض التجمعات بالقوة، أو تدخل الجيش كما في بورسعيد والسويس، أو احتجاز العمال وتهديدهم أو باستخدام الكلاب البوليسية كما في الاسكندرية. لذلك فالمسافة بين العمال من جانب والسلطة ورجال الأعمال من جانب آخر تتسع يوما بعد يوم». هكذا ترصد فاطمة رمضان عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة الوضع الحالي. وتضيف القيادة العمالية أن الجديد في العام الماضي هو أن العمال انتقلوا من خانة رد الفعل إلي الفعل وهو ماتعبر عنه بالتأسيس لحملة «من أجل قانون عمل عادل». هذه الحملة جاءت لتنفيذ ما أنتظره العمال قرابة 12 عاما طالبوا خلالها بتعديل قانون العمل الحالي. الذي يسمح لصاحب العمل بفصل العامل أو الانتقاص من حقوقه دون أي عقوبات علي صاحب العمل ولايسمح بعودة العامل لعمله حتي ولو بحكم قضائي. وهذا القانون ينص علي عقوبات في حالة التعنت مع العمال لاتزيد عن عقوبة مخالفة إشارة المرور. وقالت رمضان أن القانون الذي يستهدفه العمال سوف يعالج مشاكل الفصل التعسفي. ويسهل إجراءات التقاضي ويلزم المحاكم بسرعة الفصل في المنازعات العمالية كما يحوي عقوبات رادعة في حالة مخالفته ويضمن تنفيذ الأحكام القضائية التي تقضي برد حقوق العامل. وأيضا يسمح بإنشاء صندوق يصرف من خلاله مستحقات العمال في حال هروب صاحب العمل علي حد قول عضو اللجنة التنفيذية. قطع الطريق علي العمال ويبدو أن مبادرات العمال أصبحت متعددة فهناك حركة وليدة في طور التأسيس لعدد من العمال من ممثلي الشركات تحت مسمي «حركة كفاح عمال مصر.. وتقول هدي كامل النقابية البارزة في اتحاد النقابات المستقلة إن أول رسالة لهذه الحركة هي الإعلان عن رفضنا لتعامل الدولة مع العمال. وتقول إننا ضد المسخ المسمي بالحد الأدني للأجور الذي جاء بخدعة للعمال ولم تنفذه شركات القطاع الخاص. وبأننا ضد محاولات الأجهزة الحكومية للوقوف بل ومحاولات إفشال كل تجارب التشغيل الذاتي التي قام بها العمال بعد هروب أصحاب الشركات . خوفا من أن يكون نجاح التجربة نموذجا يحتذي به من عمال آخرين. وتضيف أن الحكومة هي العدو الأول للإنتاج التي صدعت رؤوسنا بعجلته الوهمية حيث إنها طعنت علي جميع الأحكام التي صدرت لعودة الشركات العامة. ورفضت تشغيل الشركات التي عادت بفعل حكم قضائي. بل وجهزت قانونا يقطع الطريق علي العمال لاستعادة شركاتهم المنهوبة والمباعة بصفقات تحوم حولها الشبهات، وهو قانون تحصين العقود بين الدولة ورجال الأعمال. الحد الأدني ..خطوة للخلف ويأتي العيد الرابع للعمال بعد الثورة ومازالت قضية الحد الأدني للأجور تعود خطوات للخلف بعد أن توقفت اجتماعات المجلس القومي للأجور وباتت المسافة بين رجال الأعمال والعمال في هذا الملف أكثر اتساعا. ويؤكد عامر رشاد عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة والعضو في اجتماعات المجلس القومي للأجور أن ممارسة الجدل الإجتماعي بين فئات المجتمع يتطلب بالضرورة عدم خنق القنوات التي يمارس من خلالها. وإلا سوف يتخذ هذا الجدل مسارات أخري ربما تكون غاية في الخطورة. وقال إن المفاوضة المجتمعية تفترض من البداية إطلاق الحق في التنظيم، وتمكين الفئات الإجتماعية المختلفة من تكوين تنظيماتها النقابية التي تعبر عن مصالحها. وأضاف أن أزمة الثقة التي تتضح في الغالبية العظمي من الأحداث العمالية الحالية ليست سوي نتائج مريرة لغياب المنظمات النقابية التي تعبر بصدق عن العمال. فكيف يتم التفاوض والعمال محرمون من حق تكوين النقابات المستقلة؟ يتساءل عامر رشاد. وقال أن القطاع الخاص يتعلل بأن تطبيق الحد الأدني للأجور سوف يحد من فرص التشغيل لزيادة تكلفة الإنتاج وهذا يجافي الحقيقة. لإن هذا معناه أن هناك عمالة زائدة يمكن الاستغناء عنها وهو غير منطقي في القطاع الخاص. أو أن صاحب العمل سوف يستغني عن عامل ويزيد من عبء العمل علي عامل آخر وهذا معناه مخالفة قوانين العمل، وهذا غير مسموح به وهو مايؤكده عامر. طنطا رجعت لينا «بالرغم من صدور قرارات من الشركة القابضة ببدء تنفيذ الحكم القضائي بعودة وتشغيل شركة طنطا للكتان وإعطاء صلاحيات للمفوض علي الشركة إلا أن هناك تباطؤاً غير مبرر في التشغيل، وعدم اهتمام بالشركة بدليل أن المفوض علي الشركة يرأس شركة أخري. والخطوة الوحيدة التي نجحنا فيها حتي الآن هي الضغط من أجل توفير 2000 طن من محصول الكتان وفي الطريق 1000 أخري وهو مايسمح بتشغيل المصنع لمدة 4 شهور لوردية واحدة فقط» هذا مايقوله جمال عثمان القيادي العمالي في شركة طنطا للكتان وأحد الذين كان لهم الفضل في عودة الشركة. ومايحدث في شركة طنطا يتكرر أسوأ منه في شركة المراجل البخارية التي عادت هي الأخري إلي ملكية الدولة دون اتخاذ أي خطوات فعلية لمحاولة إعادة تشغيلها من جديد طبقا لمايقوله حسن أبو الدهب أحد القيادات العمالية الذي رفع الدعوي القضائية لإسترداد الشركة. وأكد أنه لايوجد أي إرادة سياسية من جانب الدولة لإسترجاع الشركة. بل إن وزير التجارة والصناعة والاستثمار يتعمد إصدار تصريحات تؤكد علي استحالة عودة الشركة. ويتساءل أبو الذهب هل بعد إصدار حكم قضائي بعودة الشركة يبقي العمال الفنيون المهرة الذين لا يمكن تعويض خبراتهم يعملون باعة في محلات للكشري، أو عمال ارزقية،أو مشردين؟. بينما كان الرئيس عدلي منصور يدعو لتكريم الأيدي الخشنة للعمال (التي يحبها الله ورسوله) طبقا لكلمته التي ألقاها في الإحتفال الرسمي بعيد العمال داخل قاعة مكيفة بقصر المؤتمرات. كان المئات من أصحاب تلك الأيدي (التي أحبها الله ورسوله) محاصرين داخل ميناء العين السخنة وسط صحراء السويس شديدة الحرارة. ومحاطين بقوات الأمن التي ضربت طوقا أمنيا حول المكان، الذي فاحت منه رائحة الغاز التي خلفتها قنابل أٌطلقت لفض اعتصام العمال. وفي نفس الوقت كان ثلاثة من عمال شركة رجل الأعمال فريد خميس ببورسعيد يعودون إلي منازلهم. بعد تعرضهم للحبس علي إثر مطالبتهم رسميا من القسم تنظيم اعتصام للمطالبة بحقوق عمالية طبقا لمايقتضيه قانون التظاهر. وكان أيضا عدد آخر ممن اخشوشنت أياديهم يودعون شركتهم حاملين تعويضا عن تركهم العمل (غصبا) بعد إجبارهم علي الاستقالة من شركة «كارجيل» الأمريكية ببرج العرب. وفي ذات الوقت الذي كان يقول فيه رئيس الدولة أن مصر لم تشهد منذ حقبة الستينيات أي طفرة صناعية حقيقية، ولابديل عن الاهتمام بالإنتاج، كان عمال القطاع العام في شركة المراجل البخارية، وطنطا للكتان، وغزل شبين يطرقون أبواب الحكومة الموصدة طلبا لزيادة الإنتاج، وتشغيل الشركات التي أعادها القضاء بعد عمليات خصخصة فاسدة. بينما تختلق الحكومة الأعذار لعدم عودتها. وكان هناك أيضا زملاء لهم يعدون عدتهم لمواجهة مايتهددهم من وقف للقضايا المنظورة حاليا لعودة شركات أخري، نتيجة مباشرة لصدور قانون الرئيس بتحصين العقود التي تبرمها الدولة. وبينما كان الدكتور أحمد البرعي وزير القوي العاملة السابق يغادر قاعة الإحتفال بعدما أعترض علي وجوده بعض أعضاء اتحاد العمال. الذين يٌحملونه »وزر« إطلاق حق الحريات النقابية بعد ثورة يناير. بمباركة من الرئيس، ورئيس الوزراء، ووزيرة القوي العاملة، والذين صمتوا علي خروجه أمتثالا لرغبة عمال الإتحاد. بدت الدولة بهذا المشهد وكأنها تعلن علي أعلي مستوي أنها غير عازمة علي إطلاق قانون الحريات النقابية. والذي كان علي رأس المطالب العمالية قبل الثورة وبعدها. وبأنها تتحدي بذلك رغبات الآلاف من العمال الذين ناضلوا من أجل كسر شوكة اتحاد العمال الرسمي. مشهد 27 مليون عامل في عام 2014 في يوم العمال لايمكن إختزاله في قاعة مكيفة تضم الرئيس ومن حوله ولكن المشهد يبدو واسعا بوسع براح مصر كلها. وفي هذا التحقيق نرصد أحوال أصحاب الأيدي الخشنة في عيدهم. وماجنته الأيدي الناعمة للحكومة ورجال الأعمال في عام مضي. «هناك ظاهرة كانت قد ترسخت قبل ثورة يناير، وكنا قد اعتقدنا أننا قطعنا شوطا لابأس به من أجل وقفها خلال السنوات الثلاث الماضية. لما تجنيه علي العمال من ظلم، وعدم مساواة في الحقوق وهي ظاهرة شركات «توريد العمالة». التي يستعين بها عدد كبير من أصحاب الأعمال من أجل التنصل من منح الحقوق المشروعة للعمال. وهذه الظاهرة وراء التوسع الذي حدث في دائرة العمالة غير الرسمية». هذا مايقوله سعود عمر المستشار القانوني لاتحاد النقابات المستقلة بالسويس. ويضيف أن العمالة غير الرسمية وصلت في مصر إلي 80٪ من قوة العمل. والأخطر هو أن جزءاً من هذه العمالة غير الرسمية انتشر حتي في القطاع الرسمي أيضا،وخاصة في قطاع الانشاءات المدنية والهندسية. وقال إن شركات التوريد هذه هي المسئولة عن الأزمة القائمة الأن في ميناء العين السخنة الذي تديره شركة موانئ دبي التي عهدت إلي إحدي الشركات الخاصة بتوريد جانب من العمالة. وعندما تمت أزمة العام الماضي بسبب مطالبة العمال المرتبطين بشركة التوريد بمساواتهم بعمال موانئ دبي المعينين لديها في الحقوق المادية والتأمينية والعقود. وتم إبرام إتفاقية كانت أطرافها هيئة موانئ البحر الأحمر وقيادات من الجيش. وتم الاتفاق علي إنشاء شركة تابعة لموانئ البحر الأحمر بنسبة 50٪ من الدولة، علي أن يتم نقل العمال إليها لضمان حصولهم علي حقوقهم. إلا أنه لم يتم تنفيذ الإتفاق حتي الآن. وبدأت شركة خاصة أخري تدخل لإعادة الأمور إلي ماكانت عليه. وعندما أضرب العمال من أجل تنفيذ الإتفاق حدثت أزمة بين الأطراف. وأكد العمال علي أنه تم استخدام الغاز وحصارهم بدون طعام وتم قطع المياه عنهم من أجل فض الإضراب. وذلك بدلا من تنفيذ الاتفاق. وهذا السيناريو يحدث في معظم عمليات التفاوض مما يزيد من الأزمات العمالية مع رجال الأعمال والحكومة علي حد تأكيد سعود عمر. وأوضح أن شركات توريد العمالة تخالف قانون العمل رقم 12 لعام 2003 في المادة 16 منه التي تحظر تشغيل العمال عبر مورد أو متعهد لأنه يخالف إتفاقية المساواة التي تقضي بحصول العامل علي نفس الأجر إذا كان يقوم بنفس العمل. السلطة في كل العصور «والحقيقة أنه كلما حاول العمال التعبير بالطرق المشروعة مثل الاعتصام أو الإضراب ، عن الظلم الذي يقع عليهم نتيجة لعدم الحصول علي الحقوق، أو الفصل، أو الحرمان من حق الأجر العادل، أو حتي الكشف عن الفساد كانت السلطة في كل العهود هي ذاتها. لم تختلف. كان القمع هو رد فعل السلطة في ظل حكم المجلس العسكري، ثم الأخوان، ثم النظام الحالي. ولم تفكر أي سلطة منهم التفاوض وحل المطالب المشروعة. واختارت التعامل عن طريق قمع المطالبين بالحقوق سواء عن طريق فض التجمعات بالقوة، أو تدخل الجيش كما في بورسعيد والسويس، أو احتجاز العمال وتهديدهم أو باستخدام الكلاب البوليسية كما في الاسكندرية. لذلك فالمسافة بين العمال من جانب والسلطة ورجال الأعمال من جانب آخر تتسع يوما بعد يوم». هكذا ترصد فاطمة رمضان عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة الوضع الحالي. وتضيف القيادة العمالية أن الجديد في العام الماضي هو أن العمال انتقلوا من خانة رد الفعل إلي الفعل وهو ماتعبر عنه بالتأسيس لحملة «من أجل قانون عمل عادل». هذه الحملة جاءت لتنفيذ ما أنتظره العمال قرابة 12 عاما طالبوا خلالها بتعديل قانون العمل الحالي. الذي يسمح لصاحب العمل بفصل العامل أو الانتقاص من حقوقه دون أي عقوبات علي صاحب العمل ولايسمح بعودة العامل لعمله حتي ولو بحكم قضائي. وهذا القانون ينص علي عقوبات في حالة التعنت مع العمال لاتزيد عن عقوبة مخالفة إشارة المرور. وقالت رمضان أن القانون الذي يستهدفه العمال سوف يعالج مشاكل الفصل التعسفي. ويسهل إجراءات التقاضي ويلزم المحاكم بسرعة الفصل في المنازعات العمالية كما يحوي عقوبات رادعة في حالة مخالفته ويضمن تنفيذ الأحكام القضائية التي تقضي برد حقوق العامل. وأيضا يسمح بإنشاء صندوق يصرف من خلاله مستحقات العمال في حال هروب صاحب العمل علي حد قول عضو اللجنة التنفيذية. قطع الطريق علي العمال ويبدو أن مبادرات العمال أصبحت متعددة فهناك حركة وليدة في طور التأسيس لعدد من العمال من ممثلي الشركات تحت مسمي «حركة كفاح عمال مصر.. وتقول هدي كامل النقابية البارزة في اتحاد النقابات المستقلة إن أول رسالة لهذه الحركة هي الإعلان عن رفضنا لتعامل الدولة مع العمال. وتقول إننا ضد المسخ المسمي بالحد الأدني للأجور الذي جاء بخدعة للعمال ولم تنفذه شركات القطاع الخاص. وبأننا ضد محاولات الأجهزة الحكومية للوقوف بل ومحاولات إفشال كل تجارب التشغيل الذاتي التي قام بها العمال بعد هروب أصحاب الشركات . خوفا من أن يكون نجاح التجربة نموذجا يحتذي به من عمال آخرين. وتضيف أن الحكومة هي العدو الأول للإنتاج التي صدعت رؤوسنا بعجلته الوهمية حيث إنها طعنت علي جميع الأحكام التي صدرت لعودة الشركات العامة. ورفضت تشغيل الشركات التي عادت بفعل حكم قضائي. بل وجهزت قانونا يقطع الطريق علي العمال لاستعادة شركاتهم المنهوبة والمباعة بصفقات تحوم حولها الشبهات، وهو قانون تحصين العقود بين الدولة ورجال الأعمال. الحد الأدني ..خطوة للخلف ويأتي العيد الرابع للعمال بعد الثورة ومازالت قضية الحد الأدني للأجور تعود خطوات للخلف بعد أن توقفت اجتماعات المجلس القومي للأجور وباتت المسافة بين رجال الأعمال والعمال في هذا الملف أكثر اتساعا. ويؤكد عامر رشاد عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد النقابات المستقلة والعضو في اجتماعات المجلس القومي للأجور أن ممارسة الجدل الإجتماعي بين فئات المجتمع يتطلب بالضرورة عدم خنق القنوات التي يمارس من خلالها. وإلا سوف يتخذ هذا الجدل مسارات أخري ربما تكون غاية في الخطورة. وقال إن المفاوضة المجتمعية تفترض من البداية إطلاق الحق في التنظيم، وتمكين الفئات الإجتماعية المختلفة من تكوين تنظيماتها النقابية التي تعبر عن مصالحها. وأضاف أن أزمة الثقة التي تتضح في الغالبية العظمي من الأحداث العمالية الحالية ليست سوي نتائج مريرة لغياب المنظمات النقابية التي تعبر بصدق عن العمال. فكيف يتم التفاوض والعمال محرمون من حق تكوين النقابات المستقلة؟ يتساءل عامر رشاد. وقال أن القطاع الخاص يتعلل بأن تطبيق الحد الأدني للأجور سوف يحد من فرص التشغيل لزيادة تكلفة الإنتاج وهذا يجافي الحقيقة. لإن هذا معناه أن هناك عمالة زائدة يمكن الاستغناء عنها وهو غير منطقي في القطاع الخاص. أو أن صاحب العمل سوف يستغني عن عامل ويزيد من عبء العمل علي عامل آخر وهذا معناه مخالفة قوانين العمل، وهذا غير مسموح به وهو مايؤكده عامر. طنطا رجعت لينا «بالرغم من صدور قرارات من الشركة القابضة ببدء تنفيذ الحكم القضائي بعودة وتشغيل شركة طنطا للكتان وإعطاء صلاحيات للمفوض علي الشركة إلا أن هناك تباطؤاً غير مبرر في التشغيل، وعدم اهتمام بالشركة بدليل أن المفوض علي الشركة يرأس شركة أخري. والخطوة الوحيدة التي نجحنا فيها حتي الآن هي الضغط من أجل توفير 2000 طن من محصول الكتان وفي الطريق 1000 أخري وهو مايسمح بتشغيل المصنع لمدة 4 شهور لوردية واحدة فقط» هذا مايقوله جمال عثمان القيادي العمالي في شركة طنطا للكتان وأحد الذين كان لهم الفضل في عودة الشركة. ومايحدث في شركة طنطا يتكرر أسوأ منه في شركة المراجل البخارية التي عادت هي الأخري إلي ملكية الدولة دون اتخاذ أي خطوات فعلية لمحاولة إعادة تشغيلها من جديد طبقا لمايقوله حسن أبو الدهب أحد القيادات العمالية الذي رفع الدعوي القضائية لإسترداد الشركة. وأكد أنه لايوجد أي إرادة سياسية من جانب الدولة لإسترجاع الشركة. بل إن وزير التجارة والصناعة والاستثمار يتعمد إصدار تصريحات تؤكد علي استحالة عودة الشركة. ويتساءل أبو الذهب هل بعد إصدار حكم قضائي بعودة الشركة يبقي العمال الفنيون المهرة الذين لا يمكن تعويض خبراتهم يعملون باعة في محلات للكشري، أو عمال ارزقية،أو مشردين؟.