مع وجود معظم قيادات جماعة الإخوان المسلمين رهن الحبس على ذمة عدة قضايا جنائية بمن فيهم الرئيس المعزول محمد مرسي ما زالت وفاء حفني حفيدة مؤسس الجماعة حسن البنا من الشخصيات المؤثرة القليلة في الجماعة المطلقة السراح. وقالت وفاء حفني أستاذة الأدب الانجليزي بجامعة الأزهر إنها تحتفظ في منزلها على الدوام بسرير إضافي لاستقبال من قد تدفعه الظروف من الأصدقاء إلى الفرار من السلطات. وذكرت وفاء حفني أنها تسعى إلى إنقاذ جماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات المصرية "منظمة إرهابية" وذلك بمحاولة إقناع شباب الإخوان بالتمسك بالنهج السلمي ونبذ العنف وإثناء الجيل الأصغر سنا من أنصارها عن رفع السلاح في مواجهة واحدة من أعنف الحملات على الجماعة في تاريخها الممتد 86 عاما. وقتل مئات من أنصار مرسي خلال فض اعتصامي رابعة والنهضة بالقاهرة في أغسطس الماضي وخلال مصادمات بين مؤيدي الإخوان وقوات الأمن في الشهور التالية، كما اعتقل آلاف من أعضاء الجماعة ومؤيديها ويمثل معظمهم أمام القضاء لمحاكمتهم في عدة اتهامات. وينفذ متشددون إسلاميون حملة من أعمال العنف تشمل تفجيرات تستهدف مدنيين كما تشمل استهداف ضباط الشرطة والجيش. وتقول الحكومة إن ما يزيد على 500 من أفراد قوات الأمن قتلوا في مواجهات مع المتشددين. ورغم ذلك شددت وفاء حفني على نفي أي صلة لشباب الإخوان بأعمال العنف، وأضافت أن شباب الإخوان بعيدين كل البعد عن حالة العنف التي يشهدها الشارع المصري ، ومؤكدة على أن شباب الجماعة منضبطون، ولا يميلون للعنف. ونفت حفيدة مؤسس الإخوان المسلمين وجود صراع بين الجيلين القديم والجديد من أعضاء الجماعة، مضيفة أن قيادات الإخوان الذين يتواجدون داخل السجون ليس لها اتصال بالشباب المتواجدين بالخارج، مشيرة إلى أن الذي يحدث الآن يسمى تقريب بين القديم والجديد. وترى وفاء حفني أن العنف سيكون كارثياً لأنه سيفسد صورة الجماعة الأخلاقية، ويمنح الحكومة ذريعة لشن حملة أعنف. وتنظم وفاء حفني اجتماعات سرية للشباب لكي يمكنهم خلالها استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وكتابة نصوص أفلام وتصميم شعارات مناهضة للحكومة. ويرسم صغار ربما لا يتجاوز عمر بعضهم العشر سنوات عبارات على الجدران تسخر من المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع السابق الذي أعلن عزل مرسي بعد احتجاجات حاشدة على حكمه. واستقال السيسي من منصبه ليترشح في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها الشهر المقبل والتي يعتقد على نطاق واسع أنه سيفوز فيها. وترى وفاء حفني أن "الانقسام المجتمعي" في مصر بعد عزل مرسي تراجع وأن غالبية الشعب باتت متعاطفة مع الإخوان ومستاءة من ترشح السيسي في انتخابات الرئاسة. ورغم نفي وفاء حفني القاطع لضلوع الإخوان في أعمال العنف يرى بعض المحللين أن الدليل على ضلوع الجماعة في العنف هو أنها المستفيد الوحيد من اضطراب الأوضاع السياسية والأمنية الحالية في مصر.