العقلاء من الجانبين في مذبحة أسوان يعترفون بأن ما حدث من مآسي هو شيء بعيد عن المألوف وكان للشيطان أثر كبير في إشعال نار الفتنة بينهما.. وكان لابد من فتح حوار مع الأطراف المتنازعة وحاولنا مرارا إلي أن بدت لنا بارقة أمل عن طريق كل من الحاج محمد الضبع الذي جازف ودخل إلي معقل عائلة بني هلال، و ابنة النوبة عائشة منزلي والتي وصلتنا لبعض العقلاء الذين رحبوا بالتحدث ل "بوابة أخبار اليوم". وتمكنا من الاتصال بهم ليكون هذا الحوار الذي أكدوا خلاله أنهم يرفضون القتل أو السحل أو سفك الدماء ، وكل ما يحتاجه الطرفين هو تدخل أصحاب الهمم لإعلاء كلمة الحق ولكن هل يجدون ؟!... نرفض التقسيم العرقي في البداية يقول الحاج عبدالحليم جاد موسي 62 سنة من عواقل بني هلال "إنني ارفض جملة وتفصيلا محاولات تفريق المصريين علي أساس عرقي أو قبلي فنحن أناس نشأنا متحابين ومتعاونين لا يربط بيننا سوي الحب"، كما أتهم الشباب وحميتهم بأنهم وراء ما حدث وأنه كان يمكن السيطرة علي الأحداث . وأضاف موسي "لقد حادثت أحد عواقل النوبة وهو الحاج آدم عبد الحميد والذي يعد أخ كبير بالنسبة لي ووالده الحاج عبد الحميد دراج كنت أناديه عمي فقد نشأنا معا منذ سنوات عديدة تجاورنا فيها علي الحلوة والمرة ولم يحدث أية نزاعات بين الطرفين إلا بعض الهمزات التي تحدث أحيانا بين أفراد العائلة الواحدة". وتابع "قلت له أن الشباب مبالغ في حماسته ومطلوب تدخل الكبار وإذا جمعناهم ربما تنتهي المأساة وكانت هذه المقابلة يوم الأربعاء، وقلت له لو جمعنا الشباب سوف يعود عن أي أفكار يمكن أن تهدد السلم الاجتماعي فقال لي "أنا من أيدك دي لأيدك دي" فهممت بإخبار الجماعة عن موقفه وقبل أن أصل فوجئنا بالمشاكل تتفاقم، ووجدنا كتابات مسيئة علي سور المدرسة، فسألته عن سبب التشاحن بين العائلتين أكد أن السبب هي نعرات عنصرية . ويضيف عبد الحليم أنه عندما نتحدث مع الطرف الأخر يحادثنا بعبارات مسيئة مثل "نحن أسياد البلد، وأنتم وافدين علينا ويبادلهم شبابنا "أنتم مكانكم خلف السد، وأن عبد الناصر أتي بكم من قبلي ببلاد النوبة ونحن كنا نعيش هنا عند جامع الطابية وأبنائنا مولودون في الطابية ". وأكد عبدالحليم علي رفضهم للدم والمشاكل قائلاً "نحن بطبيعتنا عشنا حياتنا بالكامل مع بعض نأكل من كيس دقيق واحد ونشرب من ماسورة مياه واحدة " وعندما سألت محدثي عن إمكانية التصالح قال "ولم لا ؟ فنحن ننبذ العنف ونكره الإساءة، وقد طرق أبوابنا شيوخ قبائل لهم نية في عقد جلسات للتصالح منهم الشيخ الإدريسي والشيخ تقادم وبعض رجال مطروح ولا أري اعتراضا للمقابلة والجلوس من أجل كلمة حق وحقن الدماء ". أما صلاح أحمد عبد العظيم أحد عواقل بني هلال فيقول "أتفق كثيرا مع كلام عمي الحاج عبد الحليم، وأضيف أنني أبلغ من العمر قرابة 50 عاما ونشأت وجيراني كلهم من الدابودية وأهل عائلتي ونشأنا في حب وتربطنا أواصر مودة ووالدي يبلغ من العمر 100 عاماً وهو يعيش في شارع عباس فريد مع النوبيين ". وأضاف أن أشد ما ضايقني هو الكتابة في الأعراض التي كانت سبباً في إيقاد الفتنة، والتي كان يمكن أن تنتهي في لحظتها إذا قام ناظر المدرسة بالتدخل وممارسة عمله كمربي فاضل، وحتى عندما تطورت الأحداث يوم الجمعة كنا قد عقدنا النية علي الصلح ولكن تفاجئنا برد فعل النوبيين بقيامهم بذبح 14 شخصا وحملوهم فوق عربة الكارو ممثلين بجثثهم ومضوا في مسيرة تمتد ل 3 كيلو متر وبالطبع هذه مصيبة كبيرة وقاموا بإشعال النيران في البيوت وسط تراخي أمني كبير وتقاعس من المطافئ والإسعاف ". وعندما سألناه هل تقبل بالصلح أجابنا بقوله "بالطبع الصلح خير، لكن المشكلة أن رائحة الدماء تزكم الأنوف ولا بد من عفو أصحاب الدم في الطرفين ". الالتزام بالهدنة واجب أما عادل أبو رمضان 34سنه فيقول ربنا وحده القادر على حل المشكلة فقد شاهدت الحدث منذ بدايته وأعتبر نفسي شاهد عيان أمام الله و الذي بدأ بين تلميذ وصديقه أحدهما من الدابوديين والآخر من بني هلال .. استعمل أحدهما لاب توب من الذي سلمته له المدرسة للإساءة إلى بني هلال وعندما شاهده صديقه الهلالي نشبت بينهما مشاجرة انتهت بعد أقل من نصف ساعة .. المصيبة كانت خارج المدرسة عندما تجددت الإساءة مره ثانيه عندما كتبوا على أسوار مدرسة الصنايع عبارات مسيئة فحدثت الاشتباكات مرة أخري وبعدها سقط من الطرفين ما سقط وقتل ما قتل في حادثة لم يكن يتصور اشد المتشائمين أن تحدث فيتيم أطفال ويسقط شباب ويحمل القتلى علي عربة كارو في صورة هزت العالم كله . والآن بعد كل ما حدث علينا أن نستفيق قبل تفاقم الأحداث وجميل أن يتفق الكبار من الطرفين على تلك الهدنة التي أرى أن الالتزام بها واجب". النوبيون يتحدثون وعلي الطرف الآخر انتقلنا إلي مكتب المجلس الأعلى للنوبة والتقينا بعضو هيئة مكتب المجلس الأعلي للنوبة السيدة "أنوار فتحي" والتي أكدت لنا أنه يجب علي الطرفين التهدئة ومحاولة تدارك الأمر سريعا، مشيرة إلى أن عدم وضع حل جذري للخلافات القديمة بين القبيلتين هو ما أدي إلي تفاقم الأمر ووصولها إلي هذه المرحلة. وتوضح قائلة "الخلاف ليس بحديث فنحن النوبيون نعيش مع العديد من القبائل بأسوان من عشرات السنوات تعاملنا معا في التجارة وأكلنا من عيشهم وفي نفس الوقت تشاجرنا كثيرا كما يتشاجر أبناء البيت الواحد فهذا الحادث نتاج لموروثات قديمة بين الطرفين وعدم وضع حلول جذرية آنذاك هو ما فاقم الأمر. شيخ الأزهر وتضيف أنوار "لا علاقة للإخوان بما يحدث الآن فنحن أدري بما بيننا لكني ارفض رفضا تاما عملية إرسال شيخ الأزهر لقوافل دينية للمحافظة فنحن لسنا بحاجة إلي قوافل بل بحاجه لحلول فعلية ". وفي نفس السياق تؤكد أنه لا مانع من حدوث مفاوضات لإنهاء الأمر بشكل كلي، وتضيف أنها تقترح أن يأتي شيخ الأزهر بنفسه، فهو رجل صعيدي وله مكانته في قلب كل أسواني، وبمعاونته وبوجود رموز لها مكانتها بأسوان مثل العمدة الإدريسي يمكن حل الموضوع بالتفاوض مع الجانبين، وأنا علي ثقة أن الموضوع سيحل لأن شيخ الأزهر له الثقل الذي يجبرنا علي احترام الاتفاق معه، وبهذا نحقن الدماء فالكل سواء نوبي أو هلالي فالدم كله حرام، أما الزج بفصيل معين ومحاولة إلصاق التهمة به فهذا خروج عن الواقع تماما". العقلاء من الجانبين في مذبحة أسوان يعترفون بأن ما حدث من مآسي هو شيء بعيد عن المألوف وكان للشيطان أثر كبير في إشعال نار الفتنة بينهما.. وكان لابد من فتح حوار مع الأطراف المتنازعة وحاولنا مرارا إلي أن بدت لنا بارقة أمل عن طريق كل من الحاج محمد الضبع الذي جازف ودخل إلي معقل عائلة بني هلال، و ابنة النوبة عائشة منزلي والتي وصلتنا لبعض العقلاء الذين رحبوا بالتحدث ل "بوابة أخبار اليوم". وتمكنا من الاتصال بهم ليكون هذا الحوار الذي أكدوا خلاله أنهم يرفضون القتل أو السحل أو سفك الدماء ، وكل ما يحتاجه الطرفين هو تدخل أصحاب الهمم لإعلاء كلمة الحق ولكن هل يجدون ؟!... نرفض التقسيم العرقي في البداية يقول الحاج عبدالحليم جاد موسي 62 سنة من عواقل بني هلال "إنني ارفض جملة وتفصيلا محاولات تفريق المصريين علي أساس عرقي أو قبلي فنحن أناس نشأنا متحابين ومتعاونين لا يربط بيننا سوي الحب"، كما أتهم الشباب وحميتهم بأنهم وراء ما حدث وأنه كان يمكن السيطرة علي الأحداث . وأضاف موسي "لقد حادثت أحد عواقل النوبة وهو الحاج آدم عبد الحميد والذي يعد أخ كبير بالنسبة لي ووالده الحاج عبد الحميد دراج كنت أناديه عمي فقد نشأنا معا منذ سنوات عديدة تجاورنا فيها علي الحلوة والمرة ولم يحدث أية نزاعات بين الطرفين إلا بعض الهمزات التي تحدث أحيانا بين أفراد العائلة الواحدة". وتابع "قلت له أن الشباب مبالغ في حماسته ومطلوب تدخل الكبار وإذا جمعناهم ربما تنتهي المأساة وكانت هذه المقابلة يوم الأربعاء، وقلت له لو جمعنا الشباب سوف يعود عن أي أفكار يمكن أن تهدد السلم الاجتماعي فقال لي "أنا من أيدك دي لأيدك دي" فهممت بإخبار الجماعة عن موقفه وقبل أن أصل فوجئنا بالمشاكل تتفاقم، ووجدنا كتابات مسيئة علي سور المدرسة، فسألته عن سبب التشاحن بين العائلتين أكد أن السبب هي نعرات عنصرية . ويضيف عبد الحليم أنه عندما نتحدث مع الطرف الأخر يحادثنا بعبارات مسيئة مثل "نحن أسياد البلد، وأنتم وافدين علينا ويبادلهم شبابنا "أنتم مكانكم خلف السد، وأن عبد الناصر أتي بكم من قبلي ببلاد النوبة ونحن كنا نعيش هنا عند جامع الطابية وأبنائنا مولودون في الطابية ". وأكد عبدالحليم علي رفضهم للدم والمشاكل قائلاً "نحن بطبيعتنا عشنا حياتنا بالكامل مع بعض نأكل من كيس دقيق واحد ونشرب من ماسورة مياه واحدة " وعندما سألت محدثي عن إمكانية التصالح قال "ولم لا ؟ فنحن ننبذ العنف ونكره الإساءة، وقد طرق أبوابنا شيوخ قبائل لهم نية في عقد جلسات للتصالح منهم الشيخ الإدريسي والشيخ تقادم وبعض رجال مطروح ولا أري اعتراضا للمقابلة والجلوس من أجل كلمة حق وحقن الدماء ". أما صلاح أحمد عبد العظيم أحد عواقل بني هلال فيقول "أتفق كثيرا مع كلام عمي الحاج عبد الحليم، وأضيف أنني أبلغ من العمر قرابة 50 عاما ونشأت وجيراني كلهم من الدابودية وأهل عائلتي ونشأنا في حب وتربطنا أواصر مودة ووالدي يبلغ من العمر 100 عاماً وهو يعيش في شارع عباس فريد مع النوبيين ". وأضاف أن أشد ما ضايقني هو الكتابة في الأعراض التي كانت سبباً في إيقاد الفتنة، والتي كان يمكن أن تنتهي في لحظتها إذا قام ناظر المدرسة بالتدخل وممارسة عمله كمربي فاضل، وحتى عندما تطورت الأحداث يوم الجمعة كنا قد عقدنا النية علي الصلح ولكن تفاجئنا برد فعل النوبيين بقيامهم بذبح 14 شخصا وحملوهم فوق عربة الكارو ممثلين بجثثهم ومضوا في مسيرة تمتد ل 3 كيلو متر وبالطبع هذه مصيبة كبيرة وقاموا بإشعال النيران في البيوت وسط تراخي أمني كبير وتقاعس من المطافئ والإسعاف ". وعندما سألناه هل تقبل بالصلح أجابنا بقوله "بالطبع الصلح خير، لكن المشكلة أن رائحة الدماء تزكم الأنوف ولا بد من عفو أصحاب الدم في الطرفين ". الالتزام بالهدنة واجب أما عادل أبو رمضان 34سنه فيقول ربنا وحده القادر على حل المشكلة فقد شاهدت الحدث منذ بدايته وأعتبر نفسي شاهد عيان أمام الله و الذي بدأ بين تلميذ وصديقه أحدهما من الدابوديين والآخر من بني هلال .. استعمل أحدهما لاب توب من الذي سلمته له المدرسة للإساءة إلى بني هلال وعندما شاهده صديقه الهلالي نشبت بينهما مشاجرة انتهت بعد أقل من نصف ساعة .. المصيبة كانت خارج المدرسة عندما تجددت الإساءة مره ثانيه عندما كتبوا على أسوار مدرسة الصنايع عبارات مسيئة فحدثت الاشتباكات مرة أخري وبعدها سقط من الطرفين ما سقط وقتل ما قتل في حادثة لم يكن يتصور اشد المتشائمين أن تحدث فيتيم أطفال ويسقط شباب ويحمل القتلى علي عربة كارو في صورة هزت العالم كله . والآن بعد كل ما حدث علينا أن نستفيق قبل تفاقم الأحداث وجميل أن يتفق الكبار من الطرفين على تلك الهدنة التي أرى أن الالتزام بها واجب". النوبيون يتحدثون وعلي الطرف الآخر انتقلنا إلي مكتب المجلس الأعلى للنوبة والتقينا بعضو هيئة مكتب المجلس الأعلي للنوبة السيدة "أنوار فتحي" والتي أكدت لنا أنه يجب علي الطرفين التهدئة ومحاولة تدارك الأمر سريعا، مشيرة إلى أن عدم وضع حل جذري للخلافات القديمة بين القبيلتين هو ما أدي إلي تفاقم الأمر ووصولها إلي هذه المرحلة. وتوضح قائلة "الخلاف ليس بحديث فنحن النوبيون نعيش مع العديد من القبائل بأسوان من عشرات السنوات تعاملنا معا في التجارة وأكلنا من عيشهم وفي نفس الوقت تشاجرنا كثيرا كما يتشاجر أبناء البيت الواحد فهذا الحادث نتاج لموروثات قديمة بين الطرفين وعدم وضع حلول جذرية آنذاك هو ما فاقم الأمر. شيخ الأزهر وتضيف أنوار "لا علاقة للإخوان بما يحدث الآن فنحن أدري بما بيننا لكني ارفض رفضا تاما عملية إرسال شيخ الأزهر لقوافل دينية للمحافظة فنحن لسنا بحاجة إلي قوافل بل بحاجه لحلول فعلية ". وفي نفس السياق تؤكد أنه لا مانع من حدوث مفاوضات لإنهاء الأمر بشكل كلي، وتضيف أنها تقترح أن يأتي شيخ الأزهر بنفسه، فهو رجل صعيدي وله مكانته في قلب كل أسواني، وبمعاونته وبوجود رموز لها مكانتها بأسوان مثل العمدة الإدريسي يمكن حل الموضوع بالتفاوض مع الجانبين، وأنا علي ثقة أن الموضوع سيحل لأن شيخ الأزهر له الثقل الذي يجبرنا علي احترام الاتفاق معه، وبهذا نحقن الدماء فالكل سواء نوبي أو هلالي فالدم كله حرام، أما الزج بفصيل معين ومحاولة إلصاق التهمة به فهذا خروج عن الواقع تماما".