قرر رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، تشكيل لجنة تقصى حقائق عاجلة للوقوف على أسباب الفتنة التي اندلعت بين قبيلتي الدابودية وبني هلال بأسوان والتي راح ضحيتها 23 قتيل، وأصيب 32 مواطن أخر. وأمر رئيس الوزراء بحصر التلفيات من الجانبين لمحاسبة الجناة والمتسببين في إشعال هذه الفتنة. جاء ذلك بعدما عقد رئيس الوزراء عدة لقاءات مع قيادات القبيلتين، بجانب عواقل وأجاويد القبائل العربية بحضور وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، ووزير التنمية المحلية اللواء عادل لبيب، ومحافظ أسوان مصطفي يسري. وقام رئيس الوزراء والوفد الوزاري بزيارة منطقة السيل الريفي التي شهدت الأحداث الدامية وذلك للاطمئنان على الانتشار الأمني سواء من تشكيلات القوات الشرطية أو القوات المسلحة. وعلى هامش زيارته لمحافظة أسوان، أشار المهندس إبراهيم محلب، إلى أن تحركه الفوري لأسوان، ومعه وزيري الداخلية والتنمية المحلية، جاء لإخماد نار الفتنة وحقن الدماء بعد استدراج الشباب من القبيلتين لهذا المخطط الخبيث، واسترجاع الود والتكاتف والتعاون بين قبائل وفئات المجتمع لتعود أسوان واحة الأمن والأمان كما كانت. ولفت إلى أن أهل أسوان يتسمون بالأخلاق الرفيعة وبشاشة الوجوه وحسن التعامل وتحدي الصعاب لأنهم مثل جبال الجرانيت التي يمتاز بها هذا الإقليم الذي يعتبر مصدر النماء لمصر كلها، وأحد المقاصد السياحية الهامة على خريطة السياحة الدولية. وطالبت عواقل وقيادات القبائل الأسوانية رئيس الوزراء بضرورة فرض السيطرة الأمنية من خلال مواجهة أوكار المخدرات وتجارة السلاح، مع العمل على تفريغ مدن وقرى المحافظة من كافة أنواع الأسلحة التي بحوزة بعض العائلات لبسط الأمن والاستقرار والسلام المجتمعي، مؤكدين أهمية الدعم الحكومي لجهود التنمية الحقيقية على أرض المحافظة من خلال إزالة العشوائيات والقضاء على البطالة سواء طرح الأراضي على الشباب لزراعتها، علاوة على ضخ المزيد من الاستثمارات لتوفير فرص عمل حقيقية لأبناء المحافظة. ومن جانبه قرر محافظ أسوان تعليق الدراسة لمدة يومين ب 25 مدرسة ومعهد أزهري تقع في محيط الأحداث والمناوشات بين القبيلتين ومنهم 9 مدارس ابتدائية و 11 مدرسة إعدادية و 3 مدرسة ثانوي وفني، بالإضافة إلى 2 معهد أزهري، مشيراً إلى أن ذلك يأتي كإجراء احترازي للحفاظ على أرواح وسلامة الطلاب والعاملين بهذه المدارس والمعاهد، بجانب منع حدوث أي مناوشات أو احتكاكات بين الطرفين مرة أخرى .