قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن جمهورية القرم كانت وستظل دوما جزءا لا يتجزأ من روسيا الاتحادية، مضيفاً أن الاستفتاء الذي جرى الأحد الماضي شرعي ونتيجته "أكثر من مرضية". واعتبر بوتين - في كلمة ألقاها أمام البرلمان - أن الغرب تعامل بشكل غير مسئول في أوكرانيا عبر دعمه للمتظاهرين المناهضين لحكومة الرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش، مشيرا إلى أن ذلك دفع روسيا إلى الدخول في المشهد لحماية مصالحها الوطنية. وطالب بوتين - في رسالة موجهة إلى الشعب الأوكراني- "لا تثقون في أولئك الذين يسعون إلى إخافتكم من روسيا، نحن لسنا في حاجة لتقسيم أوكرانيا، والقرم ستظل موطنا للروس والأوكرانيين وتتار القرم ، موضحا أن روسياوأوكرانيا "أمة واحدة"، وكييف تعد "أما للمدن الروسية". وأضاف أن ضم القرم إلى أوكرانيا عام 1954، كان قرارا اتخذ بشكل غير دستوري وراء الكواليس ، متهما الغرب بازدواجية المعايير، مشيرا إلى أن الغرب تدخل في كوسوفو عام 1999، بينما يدين الإجراءات الموالية لروسيا في شبه جزيرة القرم. وأوضح بوتين أن الاستفتاء في القرم جرى بتوافق تام مع الإجراءات الديمقراطية وأحكام القانون الدولي، وعكس رغبة مواطني القرم في الانضمام إلى روسيا الاتحادية، بعدما صوت أكثر من 96% لصالح عودة القرم إلى حضن الدولة الروسية. وتقدم بالشكر للصين على خلفية ما وصفه بالدعم الذي أبدته خلال الأزمة، وذلك بعد أن استخدمت حق النقض (فيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يدين تصرفات روسيا حيال القرم. وشدد بوتين على أن نتيجة هذا الاستفتاء جاءت معبرة عن إرادة شعب القرم، قائلا "هم يريدون أن يكونوا مع روسيا .. ولم يعدوا مستعدين لأن يستمروا في ظل الظلم التاريخي الذي يتمثل في كون القرم أوكرانية" ، منتقدا القيادات الأوكرانية الحالية ومن وصفهم بأنهم يقفون وراء تأجيج الاضطرابات. وقال إن روسيا ستقابل بالطبع مواجهات من دول أجنبية، إلا أنها قادرة على حماية نفسها ومصالحها ، مؤكدا ضرورة اتخاذ جميع القرارات السياسية والتشريعية التي من شأنها إتمام عملية إعادة الاعتبار لشعب تتار القرم.. القرارات التي ستعيد إليه حقوقه وسمعته الطيبة على أكمل وجه". وفي إشارة منه إلى ترحيل مئات الآلاف من تتار القرم إلى آسيا الوسطى عام 1944 ، ذكر بوتين أن تتار القرم – شأنهم شأن بعض الشعوب الأخرى في الاتحاد السوفيتي - عانوا من الظلم، مشددا في هذا الصدد على أن الملايين من مواطني البلاد على اختلاف قومياتهم عانوا من الاضطهاد حينذاك، مضيفا أن التتار عادوا من منفاهم إلى وطنهم. وقال بوتين إن أرض القرم تمثل "انصهارا فريدا من الثقافات وتقاليد الشعوب المختلفة، وهي من هذه الناحية أشبه ما تكون بروسيا الكبرى، حيث لم يذب ولم يختف على مدى قرون أي عرق" ، معربا عن تأييده لمشروع إعطاء اللغات الثلاث الروسية والأوكرانية والتتارية صفة اللغات الرسمية في القرم، قائلا "نحن نحترم أبناء جميع القوميات القاطنة في القرم، فهي بيتهم ووطنهم الصغير. ولاقت كلمة بوتين إعجابا هائلا من جانب الحضور الذين كانوا يحرصون على التصفيق والتهليل له .