قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي إنه قبل الحصول على جائزة محمود درويش للإبداع العربي لأنه يريد أن يكون مع درويش في جملة واحدة. واعتبر الأبنودي هذه الجائزة تكريما ليس لشعره، وإنما لعلاقة الصداقة الطويلة التي امتدت بينه وبين محمود درويش منذ عام 1968 واستمرت حتى رحيله في أغسطس 2008. وأضاف الأبنودي كل جدران بيتي علق عليها صور لمحمود درويش، بجانب صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونجيب محفوظ وحسنين هيكل، هذه الجدران تعبر عن العلاقات المزلزلة في حياتي. وأوضح الأبنودي أن درويش يعد من أكبر شعراء العربية في عصرنا الحديث فقد عمل على تجديد القصيدة العربية بطريقة مذهلة، واستطاع أن يطوع قضية الحداثة التي هي أوروبية في الأصل ليكسبها طابعا عربيا أصيلا على غير هؤلاء الشعراء الذين استوردوا الحداثة فجعلوا تلك الغربة الطويلة بيننا وبين أشعارهم. وتابع الأبنودي أن درويش قلد مضغ الحداثة وجعلها تحت ضرسه كما كان يقول له، وانطلق بها ليحرر القصيدة العربية ويعطيها مساحات واسعة للتعبير والتعلم، خاصة أنه كان يحتضن قضية من أهم القضايا الإنسانية في العالم اليوم، وهى قضية فلسطين التي لم يتخلى عنها يوما ولم يغب نظره أو فؤاده عنها في أي لحظة. وعن أعماله الشعرية عن القضية الفلسطينية، أشار الأبنودي إلى ديوان كامل كتبه عن القضية الفلسطينية، بعنوان "الموت على الأسفلت"، قائلا "هذا الديوان كنت أهديه إلى ناجى العلى الرسام الفلسطيني المعروف، وكنت أعتقد أنني أكتب قصيدة قصيرة مرثية لناجى العلى وإذ بها تمتد لتصبح ديوانا كاملا هو الموت على الأسفلت. وأعرب الأبنودى عن سعادته لمنحه هذه الجائزة، قائلا "أنا سعيد لأن الجانب المصري في درويش جانب مهم جدا، وأنا أهدى الجائزة لهذا الجانب المصري ولمحبة درويش لهذا الجزء في مصر ولأشيائه الغالية ولأحبائه في مصر، أهديهم هذه الجائزة نيابة عن محمود درويش". ويعتبر الأبنودي أول شاعر مصري يفوز بجائزة محمود درويش للإبداع العربي بعد أن منحت عام 2010 للروائية المصرية أهداف سويف، مناصفة مع الشاعر والكاتب الجنوب إفريقي برايتن برايتنباخ.