لم ينقضي العام حتى فتح معبد عدلي أو "بوابة السماء" قاعاته للمُعزيين من أبناء الطائفة اليهودية في مصر، ليتلقى العزاء في نادية شحاتة هارون، نائبة رئيسة الطائفة اليهودية الحالية ماجدة هارون، ونجلة المناضل المصري شحاتة هارون. كانت "كارمن وينشتاين" رئيس الطائفة السابقة قد توفيت العام الماضي بعد أن قضت نحو 34 عاما كراعيه لما تبقى من اليهود المصريين، واستطاعت خلال تلك الفترة أن تدير شئون طائفتها بحكمة شديدة وسط الضغوطات الأمنية والمجتمعية التي سادت في تلك الفترة. تولى رئاسة الطائفة بعد ذلك "ماجدة هارون"، ابنة اليساري المصري الشهير شحاتة هارون، وذلك بالانتخاب بين أبناء الطائفة المتبقية في مصر. وعملت نادية في المحاماة، وتزوجت من المخرج المصري أحمد قاسم، وأنجبت الممثل كريم قاسم، بينما تزوجت ماجدة هارون من طبيب كاثوليكي إيطالي الأصل. كان للأختين شقيقة ثالثة وهي "منى شحاتة هارون" إلا أنها أصيبت بمرض بينما لا تزال طفلة في الخامسة من عمرها، وتطلب علاجها السفر إلى الخارج، ولكن عندما تقدم الأب بطلب للسلطات، وضعوا للموافقة شرط أن يكون السفر بلا عودة، وهو ما رفضه شحاتة هارون تماما، وتمسك بأن يظل في مصر حتى وإن كان ذلك يعني أن تموت ابنته الكبرى، وعندما توفيت "منى"، قام الأب بالتخلص من كل صورها حتى لا يتذكر ما حدث. ربما كانت عائلة "هارون" واحدة من بين العائلات اليهودية التي عاشت في مصر من قبل، إلا أنها ليست كبقيتهم؛ ف"شحاتة هارون" هو أحد مؤسسي حزب التجمع الاشتراكي ومن الرافضين لمعاهدة "كامب ديفيد" وفكرة قيام دولة إسرائيل أو الصهيونية بشكل كامل أو حتى ترك مصر من اجل دولة تجمع اليهود حول العالم، وقد دفع مقابل أفكاره الكثير. لم يُربي شحاتة هارون أبناءة تربية دينية بقدر ما كانت "يسارية" حتى أنه لم يحسب ليوم وفاته مما وضع عائلته في موقف حرج حينما حدث ذلك، لكنهم ساروا على خطى والدهم ومبادئه ورفضوا أن يصلي عليه "حاخام إسرائيلي" وإنما أرسلوا في طلب آخر من فرنسا لإقامة مراسم الجنازة. كُتب في نعي شحاتة هارون واحدة من جُملة الشهيرة التي ذكرها في مؤلفه "يهودي في القاهرة" وهي "لكل إنسان أكثر من هوية، وأنا إنسان مصري حين يُضطهد المصريون، أسود حين يُضطهد السود، يهودي حين يُضطهد اليهود، فلسطيني حين يُضطهد الفلسطينيون". توفيت نادية شحاتة هارون، الخميس 6 مارس نتيجة أزمة قلبية، وحضر جنازتها مجموعة من الشخصيات العامة في مصر الذين يقدرون الهوية المصرية ويعرفون أن الطوائف على اختلافها هي النسيج الذي صنع الشخصية المصرية، واشترك في تكوينها من البداية. لم ينقضي العام حتى فتح معبد عدلي أو "بوابة السماء" قاعاته للمُعزيين من أبناء الطائفة اليهودية في مصر، ليتلقى العزاء في نادية شحاتة هارون، نائبة رئيسة الطائفة اليهودية الحالية ماجدة هارون، ونجلة المناضل المصري شحاتة هارون. كانت "كارمن وينشتاين" رئيس الطائفة السابقة قد توفيت العام الماضي بعد أن قضت نحو 34 عاما كراعيه لما تبقى من اليهود المصريين، واستطاعت خلال تلك الفترة أن تدير شئون طائفتها بحكمة شديدة وسط الضغوطات الأمنية والمجتمعية التي سادت في تلك الفترة. تولى رئاسة الطائفة بعد ذلك "ماجدة هارون"، ابنة اليساري المصري الشهير شحاتة هارون، وذلك بالانتخاب بين أبناء الطائفة المتبقية في مصر. وعملت نادية في المحاماة، وتزوجت من المخرج المصري أحمد قاسم، وأنجبت الممثل كريم قاسم، بينما تزوجت ماجدة هارون من طبيب كاثوليكي إيطالي الأصل. كان للأختين شقيقة ثالثة وهي "منى شحاتة هارون" إلا أنها أصيبت بمرض بينما لا تزال طفلة في الخامسة من عمرها، وتطلب علاجها السفر إلى الخارج، ولكن عندما تقدم الأب بطلب للسلطات، وضعوا للموافقة شرط أن يكون السفر بلا عودة، وهو ما رفضه شحاتة هارون تماما، وتمسك بأن يظل في مصر حتى وإن كان ذلك يعني أن تموت ابنته الكبرى، وعندما توفيت "منى"، قام الأب بالتخلص من كل صورها حتى لا يتذكر ما حدث. ربما كانت عائلة "هارون" واحدة من بين العائلات اليهودية التي عاشت في مصر من قبل، إلا أنها ليست كبقيتهم؛ ف"شحاتة هارون" هو أحد مؤسسي حزب التجمع الاشتراكي ومن الرافضين لمعاهدة "كامب ديفيد" وفكرة قيام دولة إسرائيل أو الصهيونية بشكل كامل أو حتى ترك مصر من اجل دولة تجمع اليهود حول العالم، وقد دفع مقابل أفكاره الكثير. لم يُربي شحاتة هارون أبناءة تربية دينية بقدر ما كانت "يسارية" حتى أنه لم يحسب ليوم وفاته مما وضع عائلته في موقف حرج حينما حدث ذلك، لكنهم ساروا على خطى والدهم ومبادئه ورفضوا أن يصلي عليه "حاخام إسرائيلي" وإنما أرسلوا في طلب آخر من فرنسا لإقامة مراسم الجنازة. كُتب في نعي شحاتة هارون واحدة من جُملة الشهيرة التي ذكرها في مؤلفه "يهودي في القاهرة" وهي "لكل إنسان أكثر من هوية، وأنا إنسان مصري حين يُضطهد المصريون، أسود حين يُضطهد السود، يهودي حين يُضطهد اليهود، فلسطيني حين يُضطهد الفلسطينيون". توفيت نادية شحاتة هارون، الخميس 6 مارس نتيجة أزمة قلبية، وحضر جنازتها مجموعة من الشخصيات العامة في مصر الذين يقدرون الهوية المصرية ويعرفون أن الطوائف على اختلافها هي النسيج الذي صنع الشخصية المصرية، واشترك في تكوينها من البداية.