وزيرة التضامن الاجتماعي: مستحيل خروج أسرة تستحق الدعم من تكافل وكرامة    روسيا تشن هجومًا جويًا على العاصمة الأوكرانية كييف    ضبط أكثر من طن كوكايين على متن قارب قبالة سواحل أستراليا    ترامب: فخور بالهند وباكستان لإدراكهما أن الوقت حان لوقف إطلاق النار    «كلاسيكو الأرض وليفربول ضد آرسنال».. مواعيد مباريات اليوم الأحد والقنوات الناقلة    تشكيل ريال مدريد المتوقع ضد برشلونة اليوم في الليجا    طقس اليوم: شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا.. والعظمى بالقاهرة 40    نقيب الفلاحين: مش هندفن رؤوسنا في الرمال.. بعض لحوم الحمير تسربت للمطاعم    حظك اليوم الأحد 11 مايو وتوقعات الأبراج    هل للعصر سنة؟.. داعية يفاجئ الجميع    أسعار الخضروات والفاكهة والأسماك والدواجن اليوم الأحد 11 مايو    اليوم.. انطلاق التقييمات المبدئية لطلاب الصفين الأول والثاني الابتدائي    أسعار الذهب اليوم الأحد 11 مايو في بداية التعاملات    لأول مرة.. نانسي عجرم تلتقي جمهورها في إندونيسيا 5 نوفمبر المقبل    ترامب: أحرزنا تقدمًا في المحادثات مع الصين ونتجه نحو "إعادة ضبط شاملة" للعلاقات    صنع الله إبراهيم يمر بأزمة صحية.. والمثقفون يطالبون برعاية عاجلة    جوميز عن تدريب الأهلي: كل شيء وارد في كرة القدم    بالتردد.. تعرف على مواعيد وقنوات عرض مسلسل «المدينة البعيدة» الحلقة 25    الدوري الفرنسي.. مارسيليا وموناكو يتأهلان إلى دوري أبطال أوروبا    في ظل ذروة الموجة الحارة.. أهم 10 نصائح صحية للوقاية من ضربات الشمس    «جودة الحياة» على طاولة النقاش في ملتقى شباب المحافظات الحدودية بدمياط    تعليق مثير من نجم الأهلي السابق على أزمة زيزو والزمالك    ما شروط وجوب الحج؟.. مركز الأزهر للفتوى يوضح    سعر الموز والخوخ والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 11 مايو 2025    إخلاء عقار من 5 طوابق فى طوخ بعد ظهور شروخ وتصدعات    إصابة شاب صدمه قطار فى أبو تشت بقنا    انطلاق النسخة الثانية من دوري الشركات بمشاركة 24 فريقًا باستاد القاهرة الدولي    نشرة التوك شو| "التضامن" تطلق ..مشروع تمكين ب 10 مليارات جنيه وملاك الإيجار القديم: سنحصل على حقوقن    سامي قمصان: احتويت المشاكل في الأهلي.. وهذا اللاعب قصر بحق نفسه    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الأحد 11 مايو 2025    "التعليم": تنفيذ برامج تنمية مهارات القراءة والكتابة خلال الفترة الصيفية    أحمد فهمى يعتذر عن منشور له نشره بالخطأ    ورثة محمود عبد العزيز يصدرون بيانًا تفصيليًا بشأن النزاع القانوني مع بوسي شلبي    إنتهاء أزمة البحارة العالقين المصريين قبالة الشارقة..الإمارات ترفض الحل لشهور: أين هيبة السيسى ؟    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حريق مطعم مصر الجديدة    كارثة منتصف الليل كادت تلتهم "مصر الجديدة".. والحماية المدنية تنقذ الموقف في اللحظات الأخيرة    وزير الصحة: 215 مليار جنيه لتطوير 1255 مشروعًا بالقطاع الصحي في 8 سنوات    حكام مباريات الأحد في الجولة السادسة من المرحلة النهائية للدوري المصري    مصابون فلسطينيون في قصف للاحتلال استهدف منزلا شمال غزة    المركز الليبي للاستشعار عن بعد: هزة أرضية بقوة 4.1 درجة بمنطقة البحر المتوسط    انتهاء هدنة عيد النصر بين روسيا وأوكرانيا    5 مصابين في انقلاب ميكروباص بالمنيا بسبب السرعة الزائدة    «التعاون الخليجي» يرحب باتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان    محافظة سوهاج تكشف حقيقة تعيين سائق نائباً لرئيس مركز    رسميًا.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي وطريقة استخراجها مستعجل من المنزل    خالد الغندور: مباراة مودرن سبورت تحسم مصير تامر مصطفى مع الإسماعيلي    ضع راحتك في المقدمة وابتعد عن العشوائية.. حظ برج الجدي اليوم 11 مايو    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الأحد 11 مايو 2025    أمانة العضوية المركزية ب"مستقبل وطن" تعقد اجتماعا تنظيميا مع أمنائها في المحافظات وتكرم 8 حققت المستهدف التنظيمي    في أهمية صناعة الناخب ومحاولة إنتاجه من أجل استقرار واستمرار الوطن    «أتمنى تدريب بيراميدز».. تصريحات نارية من بيسيرو بعد رحيله عن الزمالك    أبرزها الإجهاد والتوتر في بيئة العمل.. أسباب زيادة أمراض القلب والذبحة الصدرية عند الشباب    تبدأ قبلها بأسابيع وتجاهلها يقلل فرص نجاتك.. علامات مبكرة ل الأزمة القلبية (انتبه لها!)    منها «الشيكولاتة ومخلل الكرنب».. 6 أطعمة سيئة مفيدة للأمعاء    بعد انخفاضه.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الأحد 11 مايو 2025 (آخر تحديث)    عالم أزهري: خواطر النفس أثناء الصلاة لا تبطلها.. والنبي تذكّر أمرًا دنيويًا وهو يصلي    رئيس جامعة الأزهر: السعي بين الصفا والمروة فريضة راسخة    وقفة عرفات.. موعد عيد الأضحى المبارك 2025 فلكيًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هيكل:الوطن "سيارة" تعطلت بعد اغتيال "السادات" وأصبحت "توك توك" في عهد "مرسي"
مشكلات مصر ومستقبلها على مائدة الرئيس المنتظر
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 09 - 02 - 2014

قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل:"إننا لازلنا بعيدين عن طريق المستقبل ونحتاج إلي مركبة تقودنا إلى آفاق المستقبل المنشود، خاصة ونحن أمام وضع معقد محفوف بالألغام والمخاطر علينا مواجهته إذا أردنا الخروج من هذا الوضع الخطير".
اعتبر هيكل، أن مصر تواجه 3 مشكلات رئيسية، لا يمكن لها التقدم خطوة واحدة نحو طريق المستقبل قبل أن تجد لكل منها حلا، وهي مشكلات المياه والطاقة والغذاء.
وشدد هيكل - خلال حواره لبرنامج "صالون التحرير" الذي أداره الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، وحضره الكاتب الكبير والمفكر السياسى محمد حسنين هيكل و7 من الشخصيات العامة، هم المستشار السياسي لرئيس الجمهورية د.مصطفى حجازي، والأديبان الكبيران بهاء طاهر ويوسف القعيد، ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم الكاتب الصحفي ياسر رزق، ورئيس تحرير الأهرام الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام، ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية د.عماد جاد، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، السبت 8 فبراير- على ضرورة تشكيل جبهة وطنية جامعة لكل الأحزاب والقوى السياسية المؤمنة بموجتي الثورة في 25 يناير و30 يونيو، لتعمل على مواجهة تحديات الأزمة التي يمر بها الوطن.
وقال "هيكل": "قبل الحديث عن المستقبل، لابد أن تكون متأكدا أنك على طريق المستقبل، أعتقد أننا بعيدون جدا عن طريق المستقبل، فلا يمكن أن نتكلم عن مستقبل وليس أمامنا طريق، في هذه اللحظة تقريبا نحن في حالة تيه في الصحراء، ولديك 3 قضايا تمنعك من أن تفكر، فلابد أن تحلها لكي تكون لديك صورة معقولة، فأنت أمام أزمة مياه طاحنة ستقابلك، وأزمة طاقة فظيعة جدا سوف تؤثر عليك، وأزمة غذاء لأنه ليس لديك ما يكفيك من الطعام، ولابد أن تحل هذه المشكلات الثلاث لتضع نفسك على طريق المستقبل، وأستطيع القول إنه في الفترة الماضية اختارت السلطة بشكل أو بآخر طريقا، أعتقد أنه مخالف لأصول أي إستراتيجية مصرية، فأخذت هذا البلد إلى طريق آخر".
وأضاف:"عند اغتيال الرئيس السادات، بدأت السيارة الكبيرة في التلف وفقدت أحد إطاراتها، وجاء بعده الرئيس مبارك وتصوّر بخبرته كطيار أن السيارة الكبيرة "طائرة"، فبدأ إصلاحها على أنها كذلك، لكنه لم ينجح لأنه كان يفعل شيئا ضد طبيعة السيارة ولأنها ليست طائرة، وظلت السيارة في طريقها معطلة، والطريق إلى المستقبل معطلا، مع تراكم المشاكل وتزايد مشكلات الأعطال، حتى جاء المجلس العسكري بعد 25 يناير 2011 ووقف أمام السيارة ولم يعرف كيفية إصلاحها، ثم جاء الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي فرأى السيارة تعاني من عدة أعطال فاعتبرها "توك توك" وبدأ يقودها على أنها كذلك، وصعد معه في السيارة الأهل والعشيرة وأقفاص الدجاج لكنها لم تمض بهم أيضا على الطريق، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الراهنة التي يقف فيها كل أصحاب السيارة وهي سيارة الوطن أمام أعطالها وهي تسير بطريقة خاطئة، وأظن أن أول خطوة لابد أن نفعلها هي محاولة إيجاد طريقة للوقوف على طريق المستقبل، وقبل أن تقف على طريق المستقبل، يجب ألا نتحدث أو نسأل عن اتجاه المسيرة".
وتابع:"أنا لست واقفا على طريق المستقبل، ضعنى أولا على هذا الطريق، وإذا لم تجب عن هذه المخاطر الوجودية التى تهدد هذا البلد فما تطرحه يظل مجرد كلام".
وحذر هيكل من تعرض مصر ل"جوع مائي" خلال 3 أو 4 سنوات إذا لم تجد حلا حقيقيا لمشكلة المياه، قائلا:" لا تقل لي إنه لا أحد لديه جوع مائي ولا يجد ما يروى أرضه ولا ما يشربه، ثم تكلمني عن شيء آخر، تركنا ملف المياه لخبراء وزارة الري ووزراء الري، وهذا موضوع كان يجب أن يعالج على مستوى السياسة، وفى إطار أفريقي حقيقي، وأنت ليس لديك هذه الأطر، أنت أمام مشاكل وجودية عليك أن تحلها قبل أن تقول إنك واجهت عطشا ولا توجد مياه، لو بدأ سد إثيوبيا يحجز المياه سيستغرق 7 سنوات لكى يمتلئ، فأنت لديك مشكلة حقيقية".
وأشار إلى أن المشير عبد الفتاح السيسي، متردد حتى الآن في إعلان ترشحه للرئاسة، بسبب ما تعانيه مصر من مشاكل متراكمة، مضيفا:"يجب أن نعرف الحقيقة وكيفية مواجهتها، لسنا على طريق المستقبل، عندما نحدد ماذا نريد، الحرية والعيش والكرامة، هذا صحيح، لكن لم توصّف الأوضاع التي أنت فيها كما ينبغي، وكلها لا تصل بك للمستقبل، ولا تفكر في ضوء ما ينبغي أن تعرف من حقائق، عليك أن تعرف أين أنت، وكيف تتحرك نحو المستقبل ثم متى تبدأ، ليست أمامك خطوة واحدة بل أمامك عدة خطوات متمثلة في معرفة الحقيقة ومواجهتها وحل لهذه المشكلة الوجودية".
وعن رؤيته للحظة الراهنة، وهل التاريخ يعود دورة كاملة لما بعد ثورة يوليو من آمال وطموحات قال "هيكل":"فرق كبير بين ظروف يوليو 52 و الآن، فقيمة تجربة عبد الناصر أو أي شخص أن تكون نموذجاً تدرسه وتستفيد منه لكن لا تكرره، فالظرف الإقليمي والعالمي مختلف والظرف الوطني مختلف، أعتقد أن السيسي مرشح ضرورة، كنت أتمنى أن يكون هناك مرشحون آخرون، لو مكنش حصل التجريف اللى حصل في مصر، وكل هذا القحط الذى حدث في الأفكار وفى البشر والمشروعات والطموحات، أليس غريباً بعد سنين طويلة من نهضة أو يقظة هذا البلد أن نسأل الآن عن سؤال وجودي نكون أو لا نكون".
وأضاف:"أنا أشعر بالقلق على المشير السيسى لأن جمال عبد الناصر اشتعل في السياسة ومكنش ضابط كويس قوى، لا يمكن أنه يكون ضابط بيفكر في السياسة، مولود سياسي، وراح شاف الإخوان وشاف الشيوعيين، أما عبد الفتاح السيسى فهو ضابط في المؤسسة العسكرية، ولم يكن له دخل في السياسة وهذا جزء من تردده الكبير جداً، وبيتقال إني بعمله برنامج، أنا ساعات بقرا حاجات بتتقال وأبقى مذهول والله وأنا بسمعها، وأعتقد أن جزءا كبيرا جدا من تأخيره إعلان نفسه أنه يفكر فيما يستطيع أن يفعل".
وحول بحث الشعب المصري عن بطل منذ وفاة الرئيس عبد الناصر، قال هيكل: الشعب المصري لا يبحث عن بطل لكنه يبحث عن أمل، لأنه قاسى طوال العصور الماضية، وهناك مسألة مهمة جداً، وهى أنه لا يجب أن يرد احتمال الفشل على بال أحد في المرحلة المقبلة، لأن الفشل في المرحلة الراهنة معناه نتائج كارثية، والشعب المصري تحمل أكثر مما يستطيع أن يتصوّره أحد، كما أن الأوضاع الحالية لا يمكن أن تستمر، وطريق الندامة لا ينبغي أن يكون وارداً، لأننا وصلنا إلى حالة "أن تكون أو لا تكون"، ومن وهنا يجب أن نبدأ.
وقال:"أدرك تماماً ضرورة العدل الاجتماعي والتعليم، لكن علينا أن نواجه الحقيقة، فوفق الدستور الجديد نفقات التعليم نصف أو ثلاثة أرباع الدخل القومي، واستمرار العشوائيات ونسبة الأمية كما هما يعد إهانة، لكن ليست لدينا الموارد التي تمكننا من تنفيذ مطالب التعليم والصحة والعدل الاجتماعي، وتوزيع الثروة في مصر لم يكن فى يوم من الأيام بمثل البذاءة التى عليها الآن، ويجب أن ندرك أن الأحلام تتحقق حين تمسك الفرصة بيدك".
وحول الموقف الأمريكي من ثورة 30 يونيو قال:"الموقف الأمريكى، وكل موقف في الدنيا، من مصر يتوقف على الوضع بداخلها، وأنا كنت بتخانق مع الشيخ حمد أمير قطر السابق وقال لي (وأنا اتكسفت): لو أن مصر فى موقعها الحقيقى ما كان فى استطاعة أحد مهاجمتها، أليست مصيبة أن تشكو مصر من قطر؟ أمريكا إيه وقطر إيه؟ الدور الأمريكي مؤثر في مصر مع الأسف الشديد، بحيث أصبح قادرا على أن يقول لك "لا" فتسمع، وعلينا البحث عن أسباب تنامي نفوذه".
قال الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل:"إننا لازلنا بعيدين عن طريق المستقبل ونحتاج إلي مركبة تقودنا إلى آفاق المستقبل المنشود، خاصة ونحن أمام وضع معقد محفوف بالألغام والمخاطر علينا مواجهته إذا أردنا الخروج من هذا الوضع الخطير".
اعتبر هيكل، أن مصر تواجه 3 مشكلات رئيسية، لا يمكن لها التقدم خطوة واحدة نحو طريق المستقبل قبل أن تجد لكل منها حلا، وهي مشكلات المياه والطاقة والغذاء.
وشدد هيكل - خلال حواره لبرنامج "صالون التحرير" الذي أداره الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، وحضره الكاتب الكبير والمفكر السياسى محمد حسنين هيكل و7 من الشخصيات العامة، هم المستشار السياسي لرئيس الجمهورية د.مصطفى حجازي، والأديبان الكبيران بهاء طاهر ويوسف القعيد، ورئيس مجلس إدارة أخبار اليوم الكاتب الصحفي ياسر رزق، ورئيس تحرير الأهرام الكاتب الصحفي محمد عبد الهادي علام، ونائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية د.عماد جاد، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشى، السبت 8 فبراير- على ضرورة تشكيل جبهة وطنية جامعة لكل الأحزاب والقوى السياسية المؤمنة بموجتي الثورة في 25 يناير و30 يونيو، لتعمل على مواجهة تحديات الأزمة التي يمر بها الوطن.
وقال "هيكل": "قبل الحديث عن المستقبل، لابد أن تكون متأكدا أنك على طريق المستقبل، أعتقد أننا بعيدون جدا عن طريق المستقبل، فلا يمكن أن نتكلم عن مستقبل وليس أمامنا طريق، في هذه اللحظة تقريبا نحن في حالة تيه في الصحراء، ولديك 3 قضايا تمنعك من أن تفكر، فلابد أن تحلها لكي تكون لديك صورة معقولة، فأنت أمام أزمة مياه طاحنة ستقابلك، وأزمة طاقة فظيعة جدا سوف تؤثر عليك، وأزمة غذاء لأنه ليس لديك ما يكفيك من الطعام، ولابد أن تحل هذه المشكلات الثلاث لتضع نفسك على طريق المستقبل، وأستطيع القول إنه في الفترة الماضية اختارت السلطة بشكل أو بآخر طريقا، أعتقد أنه مخالف لأصول أي إستراتيجية مصرية، فأخذت هذا البلد إلى طريق آخر".
وأضاف:"عند اغتيال الرئيس السادات، بدأت السيارة الكبيرة في التلف وفقدت أحد إطاراتها، وجاء بعده الرئيس مبارك وتصوّر بخبرته كطيار أن السيارة الكبيرة "طائرة"، فبدأ إصلاحها على أنها كذلك، لكنه لم ينجح لأنه كان يفعل شيئا ضد طبيعة السيارة ولأنها ليست طائرة، وظلت السيارة في طريقها معطلة، والطريق إلى المستقبل معطلا، مع تراكم المشاكل وتزايد مشكلات الأعطال، حتى جاء المجلس العسكري بعد 25 يناير 2011 ووقف أمام السيارة ولم يعرف كيفية إصلاحها، ثم جاء الرئيس السابق الدكتور محمد مرسي فرأى السيارة تعاني من عدة أعطال فاعتبرها "توك توك" وبدأ يقودها على أنها كذلك، وصعد معه في السيارة الأهل والعشيرة وأقفاص الدجاج لكنها لم تمض بهم أيضا على الطريق، إلى أن وصلنا إلى المرحلة الراهنة التي يقف فيها كل أصحاب السيارة وهي سيارة الوطن أمام أعطالها وهي تسير بطريقة خاطئة، وأظن أن أول خطوة لابد أن نفعلها هي محاولة إيجاد طريقة للوقوف على طريق المستقبل، وقبل أن تقف على طريق المستقبل، يجب ألا نتحدث أو نسأل عن اتجاه المسيرة".
وتابع:"أنا لست واقفا على طريق المستقبل، ضعنى أولا على هذا الطريق، وإذا لم تجب عن هذه المخاطر الوجودية التى تهدد هذا البلد فما تطرحه يظل مجرد كلام".
وحذر هيكل من تعرض مصر ل"جوع مائي" خلال 3 أو 4 سنوات إذا لم تجد حلا حقيقيا لمشكلة المياه، قائلا:" لا تقل لي إنه لا أحد لديه جوع مائي ولا يجد ما يروى أرضه ولا ما يشربه، ثم تكلمني عن شيء آخر، تركنا ملف المياه لخبراء وزارة الري ووزراء الري، وهذا موضوع كان يجب أن يعالج على مستوى السياسة، وفى إطار أفريقي حقيقي، وأنت ليس لديك هذه الأطر، أنت أمام مشاكل وجودية عليك أن تحلها قبل أن تقول إنك واجهت عطشا ولا توجد مياه، لو بدأ سد إثيوبيا يحجز المياه سيستغرق 7 سنوات لكى يمتلئ، فأنت لديك مشكلة حقيقية".
وأشار إلى أن المشير عبد الفتاح السيسي، متردد حتى الآن في إعلان ترشحه للرئاسة، بسبب ما تعانيه مصر من مشاكل متراكمة، مضيفا:"يجب أن نعرف الحقيقة وكيفية مواجهتها، لسنا على طريق المستقبل، عندما نحدد ماذا نريد، الحرية والعيش والكرامة، هذا صحيح، لكن لم توصّف الأوضاع التي أنت فيها كما ينبغي، وكلها لا تصل بك للمستقبل، ولا تفكر في ضوء ما ينبغي أن تعرف من حقائق، عليك أن تعرف أين أنت، وكيف تتحرك نحو المستقبل ثم متى تبدأ، ليست أمامك خطوة واحدة بل أمامك عدة خطوات متمثلة في معرفة الحقيقة ومواجهتها وحل لهذه المشكلة الوجودية".
وعن رؤيته للحظة الراهنة، وهل التاريخ يعود دورة كاملة لما بعد ثورة يوليو من آمال وطموحات قال "هيكل":"فرق كبير بين ظروف يوليو 52 و الآن، فقيمة تجربة عبد الناصر أو أي شخص أن تكون نموذجاً تدرسه وتستفيد منه لكن لا تكرره، فالظرف الإقليمي والعالمي مختلف والظرف الوطني مختلف، أعتقد أن السيسي مرشح ضرورة، كنت أتمنى أن يكون هناك مرشحون آخرون، لو مكنش حصل التجريف اللى حصل في مصر، وكل هذا القحط الذى حدث في الأفكار وفى البشر والمشروعات والطموحات، أليس غريباً بعد سنين طويلة من نهضة أو يقظة هذا البلد أن نسأل الآن عن سؤال وجودي نكون أو لا نكون".
وأضاف:"أنا أشعر بالقلق على المشير السيسى لأن جمال عبد الناصر اشتعل في السياسة ومكنش ضابط كويس قوى، لا يمكن أنه يكون ضابط بيفكر في السياسة، مولود سياسي، وراح شاف الإخوان وشاف الشيوعيين، أما عبد الفتاح السيسى فهو ضابط في المؤسسة العسكرية، ولم يكن له دخل في السياسة وهذا جزء من تردده الكبير جداً، وبيتقال إني بعمله برنامج، أنا ساعات بقرا حاجات بتتقال وأبقى مذهول والله وأنا بسمعها، وأعتقد أن جزءا كبيرا جدا من تأخيره إعلان نفسه أنه يفكر فيما يستطيع أن يفعل".
وحول بحث الشعب المصري عن بطل منذ وفاة الرئيس عبد الناصر، قال هيكل: الشعب المصري لا يبحث عن بطل لكنه يبحث عن أمل، لأنه قاسى طوال العصور الماضية، وهناك مسألة مهمة جداً، وهى أنه لا يجب أن يرد احتمال الفشل على بال أحد في المرحلة المقبلة، لأن الفشل في المرحلة الراهنة معناه نتائج كارثية، والشعب المصري تحمل أكثر مما يستطيع أن يتصوّره أحد، كما أن الأوضاع الحالية لا يمكن أن تستمر، وطريق الندامة لا ينبغي أن يكون وارداً، لأننا وصلنا إلى حالة "أن تكون أو لا تكون"، ومن وهنا يجب أن نبدأ.
وقال:"أدرك تماماً ضرورة العدل الاجتماعي والتعليم، لكن علينا أن نواجه الحقيقة، فوفق الدستور الجديد نفقات التعليم نصف أو ثلاثة أرباع الدخل القومي، واستمرار العشوائيات ونسبة الأمية كما هما يعد إهانة، لكن ليست لدينا الموارد التي تمكننا من تنفيذ مطالب التعليم والصحة والعدل الاجتماعي، وتوزيع الثروة في مصر لم يكن فى يوم من الأيام بمثل البذاءة التى عليها الآن، ويجب أن ندرك أن الأحلام تتحقق حين تمسك الفرصة بيدك".
وحول الموقف الأمريكي من ثورة 30 يونيو قال:"الموقف الأمريكى، وكل موقف في الدنيا، من مصر يتوقف على الوضع بداخلها، وأنا كنت بتخانق مع الشيخ حمد أمير قطر السابق وقال لي (وأنا اتكسفت): لو أن مصر فى موقعها الحقيقى ما كان فى استطاعة أحد مهاجمتها، أليست مصيبة أن تشكو مصر من قطر؟ أمريكا إيه وقطر إيه؟ الدور الأمريكي مؤثر في مصر مع الأسف الشديد، بحيث أصبح قادرا على أن يقول لك "لا" فتسمع، وعلينا البحث عن أسباب تنامي نفوذه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.