في عام 6391 أصدر عباس محمود العقاد كتابه الرائد عن سعد زغلول، الزعيم الأسطوري الذي نصبه الشعب المصري واختاره تماما كما يعمد الفريق أول عبدالفتاح السيسي الآن. المقدمة المستفيضة في أهمية الكتاب وتعد أول ما يكتب عن الشخصية المصرية في العصر الحديث. تتضمن فصلين، الشخصية المصرية في أوهام الناس وعرض فيه لمزاعم أو ملاحظات البعض السلبية عن المصريين. ورد عليها، أكثر هذه السلبيات يتلخص حول الخنوع والاستسلام للقمع وعدم الثورة علي الأوضاع الفاسدة، بعض هذه الأوضاع يرد علي ألسنة الكتاب والمتحدثين المعاصرين، خاصة عندما تطول فترات الصمت وتخدع الحاكم والمحكوم ولعل ثورتي المصريين الأخيرتين تدحضان هذه التفسيرات السلبية. يري العقاد ان مصر أمة زراعية أولا، وذات تاريخ طويل، ولأنها أمة زراعية فهي صانعة حضارة، لا تخرج إلي حرب إلا إذا دعاها الخطر. ولأنها أمة زراعية فهي مصدر للتأمل وللعقائد. لا يعنيها صلاح الحاكم قدر ما يعنيها صلاح الأرض والسماء، يبدو المصريون صابرين، هادئين. يسكتون علي الظلم طويلا ولكنهم عندما يثورون فلا يتراجعون. يقول العقاد بالنص: «إذا ثارت الأمة المصرية فهنا يستعصي قيادها كأشد ما يستعصي قياد أمة، وهناك تصمد لحرب كما يصمد لها المقاتل المجبول عليها وكان للعقيدة والموروثات، في معظم هذه الثورات دخل أظهر من دخل المصلحة والمرافق القومية أو الفردية»، ثم يقول إن المصري يرتبط بالأسرة، بل يؤكد ان الحياة الأسرية هي محور حياة المصري »انها ملجأ خفيض ومهرب أمين من القسوة والظالم«، ويلاحظ أن بائعي البطاطة وسائقي المركبات العامة يضعون صور أبنائهم أمامهم، المصري إذا شعر ان كيانه الأسري مهدد فيثور إلي أقصي حد، المصري محافظ بطبعه، غير أنه ثوري لأنه محافظ، لا يثور إلا إذا وجد هناك من يريد أن يغير حالا عاش عليه وهو أيضا عملي النزعة، لأن ارتباطه الأسري وارتباطه الزراعة يحدان من خياله. حتي انه حين خلق عالمه السماوي جعله علي غرار عالمه الأرضي، هناك ملاحظة، فالملاحظة الأولي تنطبق علي موقف المصريين في يونيو من الإخوان الذين أرادوا تغيير ثقافة المصريين فأسقطوهم. أما الملاحظة الثانية فتخيل المصريين للعالم الآخر المستمد من واقعهم اليومي ونتيجة طبيعة الخيال نفسه، إذ كيف يمكن تخيل شجرة بدون رؤية الشجرة في الواقع؟، يرجع العقاد تسامح المصريين وقبولهم للآخر وعدم وجود فتن دينية أو عنصرية إلي الطبيعة الزراعية المتأملة المتحفزة، في الظروف الصعبة يلجأ المصري إلي السخرية، وفي أحيان أخري إلي الزهو، لكن هذا كله مقدمة للثورة الشاملة. كتاب العقاد كان رائدا، تلاه عدة كتب للدكتور حسين فوزي والدكتورة نعمات فؤاد والدكتور شفيق غربال (تكوين مصر وقد صدر عن دار أخبار اليوم) والدكتور حسين مؤنس، أول من لفت النظر إلي هذه الكتب الدكتور عبادة كحيلة في مجلة الفكر المعاصر العدد الخاص بالشخصية المصرية والذي صدر في عام 9691 كرد روحي علي الهزيمة. ولكم أتمني إعادة إصداره من الهيئة العامة للكتاب لندرته ولأهميته. في عام 6391 أصدر عباس محمود العقاد كتابه الرائد عن سعد زغلول، الزعيم الأسطوري الذي نصبه الشعب المصري واختاره تماما كما يعمد الفريق أول عبدالفتاح السيسي الآن. المقدمة المستفيضة في أهمية الكتاب وتعد أول ما يكتب عن الشخصية المصرية في العصر الحديث. تتضمن فصلين، الشخصية المصرية في أوهام الناس وعرض فيه لمزاعم أو ملاحظات البعض السلبية عن المصريين. ورد عليها، أكثر هذه السلبيات يتلخص حول الخنوع والاستسلام للقمع وعدم الثورة علي الأوضاع الفاسدة، بعض هذه الأوضاع يرد علي ألسنة الكتاب والمتحدثين المعاصرين، خاصة عندما تطول فترات الصمت وتخدع الحاكم والمحكوم ولعل ثورتي المصريين الأخيرتين تدحضان هذه التفسيرات السلبية. يري العقاد ان مصر أمة زراعية أولا، وذات تاريخ طويل، ولأنها أمة زراعية فهي صانعة حضارة، لا تخرج إلي حرب إلا إذا دعاها الخطر. ولأنها أمة زراعية فهي مصدر للتأمل وللعقائد. لا يعنيها صلاح الحاكم قدر ما يعنيها صلاح الأرض والسماء، يبدو المصريون صابرين، هادئين. يسكتون علي الظلم طويلا ولكنهم عندما يثورون فلا يتراجعون. يقول العقاد بالنص: «إذا ثارت الأمة المصرية فهنا يستعصي قيادها كأشد ما يستعصي قياد أمة، وهناك تصمد لحرب كما يصمد لها المقاتل المجبول عليها وكان للعقيدة والموروثات، في معظم هذه الثورات دخل أظهر من دخل المصلحة والمرافق القومية أو الفردية»، ثم يقول إن المصري يرتبط بالأسرة، بل يؤكد ان الحياة الأسرية هي محور حياة المصري »انها ملجأ خفيض ومهرب أمين من القسوة والظالم«، ويلاحظ أن بائعي البطاطة وسائقي المركبات العامة يضعون صور أبنائهم أمامهم، المصري إذا شعر ان كيانه الأسري مهدد فيثور إلي أقصي حد، المصري محافظ بطبعه، غير أنه ثوري لأنه محافظ، لا يثور إلا إذا وجد هناك من يريد أن يغير حالا عاش عليه وهو أيضا عملي النزعة، لأن ارتباطه الأسري وارتباطه الزراعة يحدان من خياله. حتي انه حين خلق عالمه السماوي جعله علي غرار عالمه الأرضي، هناك ملاحظة، فالملاحظة الأولي تنطبق علي موقف المصريين في يونيو من الإخوان الذين أرادوا تغيير ثقافة المصريين فأسقطوهم. أما الملاحظة الثانية فتخيل المصريين للعالم الآخر المستمد من واقعهم اليومي ونتيجة طبيعة الخيال نفسه، إذ كيف يمكن تخيل شجرة بدون رؤية الشجرة في الواقع؟، يرجع العقاد تسامح المصريين وقبولهم للآخر وعدم وجود فتن دينية أو عنصرية إلي الطبيعة الزراعية المتأملة المتحفزة، في الظروف الصعبة يلجأ المصري إلي السخرية، وفي أحيان أخري إلي الزهو، لكن هذا كله مقدمة للثورة الشاملة. كتاب العقاد كان رائدا، تلاه عدة كتب للدكتور حسين فوزي والدكتورة نعمات فؤاد والدكتور شفيق غربال (تكوين مصر وقد صدر عن دار أخبار اليوم) والدكتور حسين مؤنس، أول من لفت النظر إلي هذه الكتب الدكتور عبادة كحيلة في مجلة الفكر المعاصر العدد الخاص بالشخصية المصرية والذي صدر في عام 9691 كرد روحي علي الهزيمة. ولكم أتمني إعادة إصداره من الهيئة العامة للكتاب لندرته ولأهميته.