لم يلحق التدير الإنتحارى الخسيس الذى استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة صباح اليوم الضرر بمتحف عادى للأثار الإسلامية ، ولكننا أمام كارثة ثقافية وحضارية من العيار الثقيل ن لا تخص مصر وحدها ولكنها تخص التراث الإنسانى ، فالأرهاب الأسود لم يستهدف البشر فقط بل استهدف محو تاريخهم وحضارتهم ، حتى الإسلامية التى يتشدق بانه يرتكب جرائمه دفاعا عنها . كان الاحتفال بمئوية متحف الفن الإسلامي بباب الخلق فى أكتوبر 2010 آخر عمل ثقافى كبير تقوم به الدولة المصرية قبيل قيام ثورة يناير ، اذ بعد ثمانى سنوات أغلق فيها المتحف الإسلامى وخضع لعملية ترميم شاملة لمبناه ولمحتوياته الفريدة ، تم اعادة افتتاحه ولكن فى احتفالية ثقافية عالمية المستوى بحضور كبار الشخصيات العامة والمثقفين والأثريين من مصر والدول العربية والأجنبية اضافة الى مجموعة من الملوك والرؤساء والسفارات الأجنبية من كل الدول التي ساهمت في هذا المتحف علي مدار تاريخه. تتضمن الاحتفالية تكريم وزير الثقافة عدد من الأثريين الذين أثروا العمل بمتحف الفن الإسلامي عبر تاريخه ، كما تم إصدار عدد من الكتب والبوسترات بالاضافة الي طابع بريد بمناسبة مئوية متحف الفن الاسلامي . ويعود تاريخ افتتاح المتحف الإسلامى فى موقعه الحالى لأول مرة في 9 شوال 1320ه/28 ديسمبر 1903 م وتأتى أهمية الموقع في أن ميدان "باب الخلق" يعد أحد أشهر ميادين القاهرة الإسلامية، ويقع على مرمى حجر من جامع ابن طولون، ومسجد محمد علي بالقلعة، وقلعة صلاح الدين ، وهو بذلك ثانى مبنى ينشأ فى مصر باستخدام تقنية الخراسانة المسلحة بعد المتحف المصرى فى ميدان التحرير والذى سبق هذاا المبنى بعامين تقريبا ويضم المتحف الإسلامى بين أروقته ما يزيد على 100 ألف قطعة أثرية، متنوعة من الفنون الإسلامية من مصرويران واسبانيا وتركيا والعديد من الدول الإسلامية أو التى تأثرت بالفن الإسلامى مث الهند والصين ودول شمال افريقيا والأندلس، ويعد النتحف الإسلامى بباب اللوق أكبر متحف إسلامي فني في العالم؛من حيث محتوياته وأهميتها ، ومن حيث عمارته الإسلامية فقد أصبح المبنى نفسه أثرا ومن بين أهم معروضاته ،مجموعة نادرة من المنسوجات، والأختام، والسجاد الإيراني والتركي والخزف والزجاج العثماني ، ومجموعة من أعظم ما أنتج الفنان المسلم من أخشاب من العصر الأموي ومن أندر ما يضمه المتحف من التحف المعدنية ما يعرف بإبريق مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، ويمثل هذا الإبريق آخر ما وصل إليه فن صناعة الزخارف المعدنية في بداية العصر الإسلامي، ومن المخطوطات النادرة المعروضة بالمتحف ما يعرف بكتاب فوائد الأعشاب للغافقي، ومصحف نادر من العصر المملوكي، وآخر من العصر الأموي مكتوب على رق الغزال .ويعد مفتاح الكعبة المشرفة المطلي بالذهب والفضة باسم السلطان الأشرف شعبان، من المعروضات المهمة ، اضافة الى دينار من الذهب تم سكه فى العام 77 هجرية؛ وهو بذلك أقدم دينار إسلامي تم العثور عليه إلى الآن، يضم قسم العلوم والطب بالمتحف مجموعة من الأدوات التي تؤرخ لتطور علماء المسلمين الأوائل ، مثل أدوات علاج الأنف، والجراحة، وخياطة الجروح، وعلاج الأذن، وملاعق طبية، وضاغط للسان، إضافة إلى رسومات تبين جسم الإنسان ودور كل عضلة من العضلات، ورسائل في علم الصيدلة والطب، ورسائل طب الأعشاب وتعد القطع الأثرية الزجاجية من أكثر القطع التى تعرضت لأضرار جمة جراء التفجير الإنتحارى ، حيث يحتوي المتحف على نماذج من الزجاج الإسلامي الذي انتشر في مصر والشام وخاصة في العصرين المملوكي والأيوبي، و ضم ومجموعة نادرة من المشكاوات المصنوعة من الزجاج المموه بالمينا ، التى تعد أهم نماذج فن الزجاج ليس فى مصر وحدها بل فى العالم أجمع . ويضم المتحف نماذج من الزجاج المعشق الذى يعد من الفنون التى برع فيها الفنان الإسلامى وتميز ، كما يوجد الزجاج المعشق الهندي