خبر صغير نشر في الصحف منذ أيام عن انتهاء مناورة بحرية بين الاسطولين، المصري والسعودي، ليس عندي معلومات كافية ولكن يمكن الحديث عن رؤية مغايرة تحكم العلاقات بين الأقطار العربية خاصة الكبري منها، التقارب المصري السعودي، ركيزة مهمة يجب تدعيمها علي مختلف المستويات، ولسنوات طويلة بدا التعاون العسكري في الخلفية، الآن في ظل التغيرات العنيفة في المنطقة يجب النظر من جديد إلي أسس التحركات وأهدافها. كل يوم يمر تبدو قيمة وأهمية الموقف السعودي الذي أعقب ثورة الثلاثين من يوليو وخروج الشعب المصري الأسطوري لمساندة الجيش والإطاحة بالحكم الإخواني الذي تمكن من مصر في غفلة من الزمن، كانت تصريحات الأمير سعود الفيصل الحازمة من الأحداث الكبري في تعديل المسار الذي كان أحد أهدافه إسقاط الدولة في مصر وتدمير مؤسساتها، خاصة الجيش، بدا إصرار رهيب تشارك فيه قوي مختلفة، دخلت السعودية بكامل ثقلها لمساندة الدولة المصرية المهددة في مواجهة الرءوس المدبرة والأذناب وكان لذلك تأثيره. كانت السعودية علي علم بما يحاك وتدرك معني النيل من الدولة المصرية، انها بداية الفوضي العظمي التي ستقضي علي العالم العربي كله، ثمة عناصر أخري أهمها بروز دور الشعب المصري وتحركه المهيب، وأصالة الدولة المصرية العريقة وبروز الخصوصية التي تحكم طبيعة مؤسساتها التي برز دورها خلال الاحتلال الإخواني وتعدد أشكال مقاومته والتماس مع إرادة الشعب التي عبرت عن نفسها في ثورة يونيو ذات الأهداف عميقة المعاني والتأثير، وفيما أعقبها تكثفت الجهود المعادية والتي تستهدف إشاعة الفوضي الكاملة في المنطقة، ان تقارب الدول العربية الكبري أصبح ضرورة، تقارب عسكري مباشر، واضح، تقارب اقتصادي وتخطيط لتكامل في مجالات شتي، تقارب يشمل دولة الإمارات والكويت وسلطنة عمان وكل القوي السياسية التي تدرك الأهداف الرئيسية للأمة وتقف ضد الفوضي المخطط لها والإرهاب الذي تشنه قوي التطرف وتلك ماتزال نشطة ومدعومة وقوية، تقارب هذه الدول لا ينقذ كياناتها المستهدفة فقط، بل الحضور العربي في التاريخ والجغرافيا.