أن تصبح مصر دولة مدنية لن يحدث بمجرد كلمة تُكتب في المادة الأولى من الدستور، ولا بشعارات هنا أو هناك، ولا أحد يستطيع القول بأن مصر تعيش في دولة مدنية، فى قوة المؤسسة العسكرية ونفوذ رجال الدين وجهل الشعب المصري وضعف الاحزاب والنخبة المدنية يجعلني أقول أننا في دولة "مدنية بالمهلبية" - إذن متى نصل إلى شكل دولة مدنية ليست دينية أو عسكريةمتى تسير مصر على نهج الاصلاح والتقدم والانتاج والتفوق العلمى والنوعى ؟ لابد من وجود مؤسسات دينية ورجال دين ، مهمتهم نشر الدعوة والقيم الانسانية والأخلاقية وليس الانشغال بالعمل السياسي أو السعي إلى السلطة، أو استغلال الدين ودور العبادة في تحقيق مكاسب سياسية ويجب حظر قيام الأحزاب على أساس ديني، وألا يتدخل الأزهر في العملية التشريعية وأن يكون المنوط بمراجعة القوانين هي المحكمة الدستورية فقط حتى في المتعلقة بالشريعة الاسلامية حرص الدولة والمجتمع المدني والاعلام ولجنة الخمسين بالمواطن وبناء الإنسان حتى يصبح الشعب واعي وقادر على حكم نفسه بنفسه، ولديه أليات محددة لمنح أو سحب الثقة من السلطات المختلفة، إذا حادت عن الطريق التي جاءت من أجله للسلطة، وبالتالي فلن نحتاج إلى رجال الجيش للتدخل حتى تحقق مطالب الجماهير طالما الشعب قادر على مراقبة الحكومات والحفاظ على حقوقه وهناك أليات لسحب الثقة من الرئيس فتح الحياة السياسية ودعمها ووجود أحزاب وقوى مدنية قوية متسقة مع ذاتها ومبادئها وتفهم دورها ومهمتها وتراقب أداء الدولة وتبني قواعدها وتصل إلى السلطة وتخدم المواطن وتقوم على توعيته، المؤسسات الدينية في العملية السياسية، وتحارب القمع وانتهاك حقوق الانسان وسلب الحريات بعد هذه البنود، إذا عرفت كل جهة سواء عسكريون أو رجال دين أو سياسيون أو مواطنون دورهم في تلك الدولة وأصبحت لديهم القناعة والإيمان الكامل بضرورة قيام دولة مدنية سيكون لدينا دستور توافقي مدني يصون الحريات وينظم الحياة السياسية والحكم وبذلك نصل إلى دولة مدنية قوية حديثة فتدخل الجيش في السياسة يشتت المؤسسة عن أداء دورها الأساسي ويضعف قدرتها وتركيزها وقوتها، فنجاح القائد العسكري في قيادة الجيش ليس بالضرورة نجاحه في السلطة التنفيذية أعترف أن الوضع الحالي لن يمكنا من كتابة دستور يحفظ الدولة المدنية لعدم اكتمال الأركان الماضية والتي لن تأتي إلا بعد جهد كبير يبدأ بالرغبة في الوصول إلى دولة مدنية حديثة من كل الأطراف، بعدها يجلس الجميع معاً للاتفاق على توزيع المهمات وبناء مصر البهية المدنية ، وإذا لم تتفق الأطراف على تلك البنود فالرهان سيكون على توعية المصريين بالدولة المدنية وأركانها والتي ستفتح الباب أمام تحقيق أحلامهم في العيش في بلد قوية ومنظمة وحديثة، والشباب والقوى المجتمعية الثورية والسياسة لها دور كبير في تنفيذ في المهمة الصعبة والثقيلة والتي ستحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد والا سوف نسير فى طريق مسدود لن نرى منه سوى طبق مهلبية فاخر