المخرج أحمد عبد الله يقدم أعمالاً سينمائية مختلفة يلقي فيها الضوء علي الواقع قدم أكثر من تجربة سينمائية مختلفة منها أفلام " ميكروفون، وهليوبوليس، و18 يوم، وأخيراً فيلمه " فرش وغطا " الذي تحدثنا عنه خلال حوارنا معه في هذه السطور. ماذا عن فيلم " فرش وغطا " وهو التعاون الثاني مع المنتج محمد حفظي ؟ المنتج محمد حفظي يقدم أعمالاً لها طابع خاص فهو فنان حقيقي وليس منتج فقط فهو يكتب سيناريو ويبني الشخصيات والأحداث وله نظرة ثاقبة في النصوص السينمائية وهو علي دراية كاملة وخبرة متطورة، لذلك خلال عملي معه لم يحدث أبداً أن غلب الشق التجاري على الشق الفني أو العكس هناك دائماً احترام لصورة الفيلم وتناوله الفني. هل تعتبر " فرش وغطا " فيلماً عن الثورة ؟ الفيلم لا يتناول أحداث الثورة ولكنه فقط في الدقائق الأولى منه يظهر لنا البطل وهو هارباً من السجن أثناء اقتحام السجون في 28 يناير 2011 الفيلم يخوض في عوالم كثيرة من حولنا منها منطقة حي " الزبالين " وغيرها، واستغل الفيلم فترة ثورة 25 يناير ليتم حكي الحكاية من خلالها، والكثير من القصص في الفيلم هي حكايات حقيقية وأحداث عاشها أناس التقيناهم فعلاً وبعضهم قام بتسجيلها واستخدمنا ما سجلوه معنا في البحث والكتابة، بل وفي متن الفيلم وشريطه الصوتي . لماذا كان اختيارك لآسر ياسين ليكون بطلاً للفيلم ؟ تربطني علاقة قوية بآسر ياسين وهذه الصداقة مدعومة موهبته الحقيقية .، فلم أجد شخصاً مناسباً لتجسيد شخصية بطل الفيلم غير آسر ياسين ، وتحدثت معه وتبادلنا القصص والحكايات وطورنا الفكرة معاً . تصوير الفيلم كان في أماكن حقيقية وكذلك شارك أهالي المناطق التي صورت فيها الأحداث .. هل واجهتك صعوبات نتيجة لذلك ؟ بالفعل اعتمدت على أشخاص حقيقيين من سكان المنطقة التي كنا نصور فيها وكانوا متعاونين جداً ولم نواجه أي مشاكل أو صعوبات خلال التصوير لديهم، ولكن للأسف الصعوبات كانت في عدم تأمين فريق العمل خلال التصوير في الصحراء والأماكن النائية خاصة في ظل غياب الشرطة وغيرها من التصاريح التي كنا نحتاجها مثلاً للتصوير داخل احد المساجد تم رفضه علي الرغم من أن السيناريو ليس به ما يدعو للرفض. ما توقعاتك لاستقبال الجمهور لفيلم " فرش وغطا "الذي يعتبر تجربة خاصة لم يعتاد عليها ؟ عملت كمونتير في السينما التجارية لما يقرب من عشر سنوات، وخلال هذه السنوات كان الدرس الأكبر الذي تعلمته هو ألا أخاف من رد فعل الجماهير، وهو ليس تقليلا لشأن المشاهد وإنما احتراماً له ورغبة في ألا أشارك في عمل يستخف بعقله أو يتوقع منه ذكاءً محدوداً، أنا أثق في الجمهور وفي وعيه ، حتى وإن لم يكن معتاداً على أفلامنا المستقلة إلا أن الخريطة تغيرت الآن، وخلال الأعوام الماضية عرفنا أن هناك جمهوراً تواقاً لشكل سينما جديد ومختلف، وأرى ذلك يزداد يوماً بعد يوم.