بدأت دور العرض السينمائي بالقاهرة والمحافظات عرض الفيلم المصري "عشم" تأليف وإخراج ماجي مرجان والذي يعتبر آخر فيلم يعرض في النصف الأول من الموسم الصيفي قبل حلول رمضان.. حيث أقيم عرض خاص للفيلم حضره أبطال العمل ونجوم السينما من بينهم الفنانة لبلبة وآسر ياسين وأروي جودة والمخرج سمير سيف. "عشم" هو أول تجربة إخراجية لماجي مرجان في السينما الروائية الطويلة.. وقد عرضته لأول مرة العام الماضي في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي.. كما نال تنويهاً خاصاً من لجنة تحكيم المهرجان الدولي لأفلام الشرف في جنيف حيث شارك الفيلم في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة في المهرجان الذي اختتم دورته في نهاية أبريل الماضي. شخصيات عشم تناول فيلم "عشم" قصصاً مختلفة لشخصيات عديدة من الشارع المصري أبرزها شخصية الفتاة عاملة تنظيف الحمامات التي لا يهتم بها الآخرون. وهناك المرأة التي تشعر بالوحدة وتحاول أن تنجب طفلاً.. والمحاسب الذي يخشي أن يكون مصاباً بمرض عضال.. وهناك الطبيب.. وموزع الإعلانات وغيرهم من الشخصيات التي تلقي الضوء علي سكان مدينة القاهرة المزدحمة.. وبالرغم من القصص المتشابكة الواقعية إلا أن حالة البطء سيطرت علي الكاميرا في عدد من المشاهد الهامة. "عشم" يدخل في بند الأفلام المستقلة ذات الميزانية المحدودة وشارك في بطولته عدد من الشباب الصاعد بينهم أمينة خليل وسيف الأسواني وسلمي سالم وشادي حبشي ومني الشيمي ومروة ثروت ومينا النجار ونجلاء يونس وغيرهم من الاسماء الشابة إلي جانب محمود اللوزي.. ومفاجأة الفيلم مشاركة المخرج محمد خان بالتمثيل وأدائه المرتفع في دوره. بدأت فكرة الفيلم بموقف طريف يعود للمخرجة ماجي مرجان عام 2010 عندما رأت أحد الأشخاص يرتدي زي مهرج كدعاية لأحد المتاجر الكبري.. مما جعلها تفكر في أن القاهرة تعج بالكثير من المارة وشخصيات من مختلف الطبقات الاجتماعية والدينية.. فحاولت ماجي تجسيد تلك الشخصيات والمعاني والقصص المتداخلة تعكس من خلالهم تجربتها الشخصية مع شخصيات التقت بهم داخل مدينة القاهرة المليئة بمئات وآلاف الحكايات لأناس علي هامش الحياة وآخرين ذي نفوذ في المجتمع. تقول المخرجة ومؤلفة الفيلم ماجي مرجان: أعتقد أن الحظ كان حليفي منذ اللحظة الأولي.. فالتصوير جاء عقب أحداث ثورة 25 يناير حيث كان يسود التفاؤل الجميع سواء كان الممثلون أو العاملون بالفيلم.. وقد تم التصوير في القاهرة والإسكندرية علي مدي خمسة أسابيع وبالتحديد في مصر الجديدة ومدينة نصر كما كانت شقق الأصدقاء والأقارب أماكن هامة لتصوير المشاهد لفيلم ذات ميزانية محدودة. محمد خان.. المفاجأة أضافت: شهد الفيلم عودة المخرج الشاب أحمد عبدالله لعمل المونتاج فبدايته في المجال السينمائي كمونتير.. ثم كانت المفاجأة الثانية في مشاركة المخرج الكبير محمد خان في بطولة الفيلم وتعود مشاركته لقصة طريفة حيث ذهبت للقاء الفنانة سلوي محمد علي للاتفاق معها علي المشاركة في فيلم "عشم".. وتصادف تواجد المخرج محمد خان الذي انتبه لحدوتة الفيلم ففوجئت بقوله واستعداده للمشاركة معي في الفيلم كممثل.. وبالطبع رحبت وأنا في حالة اندهاش ثم خشيت وتراجعت وكشفت له أن الفيلم من الأفلام المستقلة ذي إنتاج محدود أي لن يكون هناك أجر كبير مثلما يحدث في الأفلام السينمائية التقليدية.. إلا أنني فوجئت بترحيبه قائلاً "لا يهم" مشيراً إلي أنه قدم تجربة في فيلم "كليفتي" بميزانية محدودة.. حيث قام بالإنتاج السيناريست محمد حفظي عن طريق شركته الإنتاجية. طرائف عشم انتقلت ماجي مرجان بحديثها إلي الطرائف التي صاحبت تصوير الفيلم فقالت: التصوير الخارجي في مصر صعب للغاية إلي جانب الميزانية المحدودة فكان علينا البحث عن مواقع تصوير مجانية إلي جانب صعوبة التصوير في الشوارع لأننا لا نملك التحكم في البشر والبيئة المحيطة بالتصوير.. إلا أنه في أول يوم تصوير التف حولنا بعض أطفال الشوارع الذين أصروا علي أخذ صور فوتوغرافية مع أبطال الفيلم.. ثم قرروا مساعدتنا في التصوير بإبعاد المتطفلين.. واستمر ذلك في جميع أيام التصوير الخارجي بمنطقة مصر الجديدة برغم أننا كنا لا نخبرهم بموعد التصوير وأماكنه المختلفة إلا أنهم كانوا يتجمعون علي الفور ويقدموا لنا مساعداتهم فكانوا أشبه بالحراس لنا. أضافت: ولا أنسي عندما استأذنت من جارتي كبيرة السن في التصوير في شقتها ورحبت بالفكرة وخشيت إزعاجها بسبب ازدحام المكان من الممثلين والكاميرات ولكنها أبدت عدم انزعاجها قائلة بأنها ضعيفة السمع وطلبت مني الالتفات لعملي. وقالت ماجي مرجان: أصعب المشاهد جاءت عند محاولة انتحار المجنون.. وهو أحد المشاهد الهامة وكان تصويره في منطقة الكوربة بمصر الجديدة حيث ازدحم المكان بشدة وظن الناس أن هناك شخصاً يسعي للانتحار بالفعل.. ثم دخلوا معنا في مشادة رافضين أن نقوم بتصوير هذا الشخص حفاظاً علي سمعة مصر إلي أن اقنعناهم بأن الأمر لا يعدو سوي تصوير مشهد تمثيلي في فيلم وأن الشخص الذي ينوي القفز من أعلي هو أحد أبطال الفيلم.. إلا أن البعض لم يصدق وحاولوا طمأنة المجنون بتلبية كل طلباته.