ضمن فعاليات "ملتقى الكتاب" المصاحبة لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، أقيمت ندوة بعنوان "ماذا أضافت الجائزة العالمية للرواية العربية؟"، أدارها الناقد الفلسطيني أنور حامد. وشارك في الندوة الروائي الكويتي سعود السنعوسي، مؤلف رواية "ساق البامبو" الحائزة على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) لعام 2013، والروائية اللبنانية جنى فواز الحسن، التي وصلت روايتها "أنا، هي والأخريات" إلى القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" في العام ذاته. وقال سعود السنعوسي في مستهل مشاركته بالندوة إن الجائزة العالمية للرواية العربية فيها تسويق للرواية ولاسم الروائي، حيث تطبع الرواية الفائزة بالجائزة مرات عدة خلال فترة وجيزة، كما أن الشهرة والحضور الإعلامي المكثف يلاحقان الروائي، ويسلّطان الضوء على أعماله السابقة والقادمة. وأكد أن روايته الأولى "سجين المرايا" التي صدرت عام 2011، حققت انتشاراً محلياً في مسقط رأسه الكويت، ولكن بعد فوز روايته الثانية "ساق البامبو" بجائزة "البوكر" العربية في عام 2013، أعيدت الإشارة إلى الرواية الأولى التي طبعت مرة ثانية بعد ذلك، وأصبحت محل اهتمام القراء من جديد. وأشار إلى أنه لم يفكر بالجائزة أثناء كتابة رواية "ساق البامبو"، بل كتبها بتحرر كامل من أي قلق على مستوى النجاح الذي قد تحققه، مؤكداً أن الفوز أوجد عنده نوعاً من الإضطراب عندما شرع في كتابة عمل آخر، حيث كان محتاراً بين كتابة ما يريد أن يقوله، أو كتابة ما يريده القارىء، إلا أنه قرر "مسح" النص نهائياً بعد شهرين من التوقف عن مواصلة كتابته، وبدأ بالعمل على نص آخر مختلف تماماً عن الأول. وحول الجدل الذي يلاحق الأعمال الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية في كل عام، قال السنعوسي إن اللغط حول الجائزة أمر صحي، فليس بالضروري أن تكون الرواية الفائزة بالجائزة أو الروايات التي تصل القائمة القصيرة أو الطويلة للجائزة هي الأفضل، فالأمر يخضع إلى الذائقة الأدبية للجنة التحكيم، وهي لجنة تمثل أطيافاً مختلفة، ولكن بالنهاية هناك عمل واحد يجب أن يفوز بالجائزة، وهي هنا ليست جائزة للروائي بحد ذاته، وإنما للرواية وتقديراً لفكرتها ومضمونها ولغتها. أما جني فواز الحسن فأكدت أنها اشتغلت على روايتها "أنا، هي والأخريات" بحرفية، وهو ما جعلها تصل إلى القائمة القصيرة للجائزة، مشيرة إلى أن الكتابة تأخذ حيزاً كبيراً من الحياة الشخصية لصاحبها، كما أن الشخصيات التي تتناولها الرواية تصبح جزءاً من حياة الكاتب، فيشعر أنها من مسؤولياته التي يجب عليه الاهتمام بها في حياته، بل يسقطها أحياناً على الشخصيات المحيطة به. وأضافت: "التحدي الأكبر أمام الفائز بأي جائزة أدبية هو في الاستمرارية، والعمل الثاني يكون أصعب لأن فيه الكثير من التحدي، والرغبة بعدم التكرار، في الفكرة أو الأسلوب". وأشارت أنها قبل الوصول إلى القائمة القصيرة، كانت تصنّف ضمن "الكاتبات النسائيات" اللواتي لا يعالجن إلا قضايا المرأة وهمومها، ولكنها الآن مجبرة على الخروج من "ثوب" الكتابة النسائية، والتوجه نحو مواضيع أخرى تهم جمهور القراء بشكل عام، وليس فئة بعينها.