"أرحم الشعب يا سيسي" بهذه العبارة عبر أحد الذين يعانون من أزمة الأنابيب التي اجتاحت البيوت المصرية، عن تفاقم تلك الأزمة، موجها نداء استغاثة إلي وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، مطالبا إياه بالنظر إلي الفقراء من أبناء مصر، مؤكدا أن الكثير منهم أصبح "ينام من غير عشاء". وكانت تصاعدت أزمة الأنابيب في عدة محافظات، وزادت أسعارها بشكل جنوني حتى وصل سعر الاسطوانة إلى 60 جنيه، ورغم ذلك تسابق الكثير إلى الحصول عليها، ولقد شاهدنا على مدار الأيام الفائتة الطوابير التي عبرت تعبيرا حيا عن تلك الأزمة. وأرجع البعض السبب في تلك الأزمة إلى "السوق السوداء"، وعدم وجود رقابة على عمليات التوزيع، وأرجع البعض الأخر السبب في ذلك إلى محافظ المنطقة التي تعاني من الأزمة، فيما أرجع أخرون ذلك إلى رؤوساء الأحياء، بينما ألقي الكثيرون اللوم على الحكومة الحالية، واصفين حكومة حازم الببلاوي ب"الحكومة النائمة"، ولكن تعددت الأسباب والأزمة واحدة. وفي تصريحات سابقة، أكد اللواء محمد أبو شادي، وزير التموين، أن أزمة أسطوانات البوتاجاز "مفتعلة"، وأن الوزارة قلّ ضخها لبعض المحطات بسبب الأحداث السياسية التي تمر بها البلاد، وأنه بعد ذلك ضخت الوزارة معدلها الثابت الذي يقدر بمليون أسطوانة يوميًّا. وأوضح أبوشادي، أن هناك اتفاقًا مع وزارة البترول لضخ كميات إضافية من أسطوانات الغاز، لتصل إلى مليون و300 ألف أسطوانة، موضحًا أن التموين وفرت 112 خط دليفري للتصدي للوسطاء، وارتفاع الأسعار المبالغ فيه، مؤكدًا أن الدولة ليست لديها أزمة في الأنابيب. وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين هي التي تولت توزيع الأنابيب العام الماضي، وأن الجماعة تمارس إرهابًا ماديًّا ومعنويًّا، والوزارة تعمل على استبدال الوسطاء من الإخوان لأنهم يساعدون على الأزمة. وأشار أبو شادي، إلى أنه تم ضبط 8 آلاف أسطوانة بوتاجاز كانت في طريقها إلى السوق السوداء، مطالبًا المواطنين بالاتصال بالشكاوى في الوزارة للإبلاغ عن أي ارتفاع مبالغ لأسعار الأنابيب. وشن بعض المتضررين من تلك الأزمة هجوما على رؤساء الأحياء في المناطق التي تعاني من الأزمة، ملقين اللوم عليهم لتخاذلهم عن حل الأزمة. وأشار البعض إلى أنه رغم ارتفاع سعر الأنبوبة إلا أنهم يضطرون إلى شراءها وذلك لحاجتهم الملحة إليها، مناشدين المسؤولين بالعمل على تلك الأزمة التي تضاف إلى جملة الأزمات التي تواجهها الحكومة الحالية.