ذكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن سوريا تعتبر اليوم أخطر بلد في العالم بالنسبة للصحفيين. وأضافت المنظمة ومقرها باريس – في تقرير صادر الخميس 7نوفمبر- أن ما لا يقل عن 110 من الإعلاميين قتلوا أثناء تأدية مهام عملهم منذ مارس 2011، بينما لا يزال 60 تقريبا قيد الاحتجاز أو في عداد المفقودين. وبمناسبة مرور خمسة أشهر على احتجاز إدوارد إلياس وديدييه فرانسوا، الصحفيين العاملين بإذاعة "أوروب 1" واللذين اختطفا يوم 6 يونيوالماضى في سوريا، وبينما مضت أربعة أشهر ونصف على أسر زميليهما نيكولا هينان وبيير توريس، أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريراً بعنوان "الصحافة في سوريا، هل هي مهنة مستحيلة"، حيث تسلط الضوء على الخطر المتزايد الذي بات ينطوي عليه عمل الصحفيين في هذا البلد، فضلا عن تصاعد وتيرة التهديدات التي يتعرضون لها على الميدان وارتفاع درجة المخاطر والصعوبات التي تعترض سبيل الفاعلين الإعلاميين، السوريين منهم والأجانب، على مدى الأشهر الاثنين والثلاثين التي تلت اندلاع هذا الصراع. وقالت "مراسلون بلا حدود" انه في المراحل الأولى من عمر الانتفاضة، كان الجيش النظامي وأتباعه وحدهم من يستهدفون الصحفيين انتقاما منهم على تغطية الاحتجاجات ونقل مظاهر قمعها.. أما الآن، فقد بات الصحفيون الأجانب والسوريون يقعون قيد الاحتجاز على أيدي عناصر جيش بشار الأسد وجماعات المعارضة المسلحة في المناطق "المحررة" بشمال البلاد، كما أضحوا يرزحون تحت وطأة الرقابة التي تحاول فرضها القوات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الهيئة السياسية الأكثر نفوذاً في صفوف الأكراد في البلاد. وأشارت الى انه بعدما كان بشار الأسد هو "صياد حرية الصحافة" الوحيد في سوريا عام 2011، ظهرت الآن جبهة النصرة على لائحة الصيادين التي نشرتها مراسلون بلا حدود في مايو 2013، علما أن بعض الجماعات الجهادية الأخرى مثل الدولة الإسلامية في العراق والشام (الداعش) تستحق أن تلتحق اليوم بصفوف هذا النادي الذي يضم أشد أعداء حرية الإعلام. ويوضح التقرير أيضا أن الإعلام يعتبر بدوره من أبرز ضحايا هذا النزاع الذي خلف خسائر بشرية مهولة "فإذا كانت وسائل الإعلام الحكومية بمثابة الجناح غير المسلح للنظام في حربه الدعائية والتضليلية، فإن المؤسسات الإعلامية التي رأت النور بعيد اندلاع الانتفاضة سرعان ما تحولت في كثير من الأحيان إلى دمى تحركها أيادي "الثورة".. ومع ذلك، فإن هناك إرادة لإضفاء طابع المهنية على القطاع وهو ما من شأنه أن يبعث روحا جديدة في بعض هذه المنابر الإعلامية الحديثة العهد