يترقب المصريون والعالم اليوم مشهد وقوف الرئيس المعزول محمد مرسي داخل قفص الاتهام وبرفقته 14 من أهله وعشيرته. تأتي محاكمتهم بتهمة قتل المصريين أمام قصر الاتحادية في ديسمبر الماضي .. وتستحوز أولي جلسات محاكمة المعزول علي اهتمام معظم صحف العالم والتي تراقب بشدة ما يمكن أن يحدث في أولي جلسات المحاكمة وما عساها أن تفعله الجماعة المحظورة هذا اليوم بعد الدعوة لأنصاره بالنزول اليوم واحداث فوضي بالبلاد قد تصل الي حد ارتكاب عدد من الحوادث وذلك اعتراضا منهم علي محاكمة المعزول . ونظرا لأهمية هذا الحدث أفردت عدد كبير من كبريات الصحف العالمية مساحات واسعة علي صفحاتها تناولت فيه ملابسات المحاكمة واستعدادات الجهات الأمنية للخروج بالمحاكمة لبر الأمان دون حدوث ما يمكن أن يعكر صفوها ، وفي سبيل ذلك استعانت وزارة الداخلية بما يقرب من 20 ألف ضابط وجندي لتأمين محاكمة الرئيس المعزول. ماذا قالت الصحف الأجنبية عن المحاكمة والإخوان والأمن والشارع المصري.. إنقاذ " المعزول" مجلة "دير شبيجل" الألمانية قالت في عددها الصادر أمس الأحد أن محاكمة الرئيس المصري السابق تأتي وسط توترات حادة بين أنصاره من أعضاء جماعة الاخوان التي تم حظر نشاطها ، وبين المؤسسة العسكرية في البلاد ، وكان من نتاج ذلك المظاهرات المكثفة التي قام بها أنصار مرسي خلال الأيام السابقة علي موعد المحاكمة بغية انقاذ مرسي من المحاكمة وامكانية حدوث تحرك دولي لوقف المحاكمة . وأضافت المجلة أن أنصار "مرسي" خططوا لتظاهرات واسعة اليوم الأثنين أثناء بدء محاكمة المعزول ، بالقرب معهد أمناء الشرطة بمنطقة طره والتي يحاكم فيها أعضاء التنظيم . يوم عصيب وقالت صحيفة «التايمز الإسرائيلية» إن محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي بتهمة التحريض علي القتل اليوم ،لن تنهي حالة الاحتقان والاستقطاب في الشارع المصري ، بل قد تعمل علي احداث فوضي أثناء المحاكمة وستضع قوات الأمن والجيش في موقف صعب . وأشارت الصحيفة إلي التظاهرات التي يمكن أن يقوم بها أنصار المعزول اليوم أثناء المحاكمة تهدد بتعطيل إجراءاتها وارتكاب أعمال عنف وتخريب في بعض المناطق وأضافت " التايمز" أن هناك خطر سياسي آخر يكمن في أن المحاكمة تعتبر أول ظهور علني للرئيس المعزول منذ الإطاحة به في 30 يونيو الماضي. وأبدت الصحيفة العبرية مخاوفها من امتناع مرسي عن حضور جلسة المحاكمة ، معللة ذلك أنه يمكن أن يثير الشكوك حولة عدالة المحاكمة ، مع ما يردده أنصار الرئيس السابق ووصفهم للمحاكمة بأنها " هزلية " هدفها تصفية الحسابات مع الاخوان وانتقاما منهم . مسيرات ضخمة أما وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فقالت إن الآلاف من أنصار الرئيس المعزول سيخرجون اليوم أثناء محاكمة الرئيس المعزول بضاحية طرة بالعاصمة المصرية القاهرة لتكثيف الضغوط على الحكومة الانتقالية . وأضافت أن أنصار مرسي يعارضون محاكمته ويصفونها بالباطلة وأن الجماعة خططت لتنظيم مسيرات ضخمة في مختلف أنحاء البلاد اليوم تزامنا مع المحاكمة ، بالإضافة إلى الدعوات التي أطلقها قيادات الجماعة بعمل تظاهرات حاشدة أمام السفارات و القنصليات المصرية في الخارج. اختبار للقضاء في الوقت الذي أشارت فيه صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية في تناولها لمحاكمة الرئيس المعزول الي إن محاكمة مرسي تعد اختبارا للقضاء في منطقة الشرق الأوسط بعد قرابة عامين ونصف العام من الاضطرابات المتتالية لثورات الربيع العربي. وأضافت الصحيفة أن دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط عانت كثيرا طيلة العقود الماضية من الظلم وغياب العدالة في ظل حكومات قمعية مستبدة هيمنت على الأنظمة القضائية الفاسدة وأدخلتها في معترك السياسة، مشيرة الي أن محاكمة " الرئيس المعزول " تسلط الضوء على هذه المخاوف. وأشارت " فاينينشال تايمز " إلى أن محاكمة "مرسي" استدعت التوترات السياسية داخل إطار النظام القضائي، موضحة أن الهيئات القضائية في جميع دول الشرق الأوسط لم ترق إلى مستوى المسئولية، وفشلت في كسب احترام المواطن منذ أن تم تسييس القانون والعمل به. الشارع يترقب بينما اشار موقع " أنباء موسكو " الي محاكمة اليوم وأن الرئيس المعزول محمد مرسي يواجه جريمة التحريض علي قتل وتعذيب المتظاهرين أمام قصره الرئاسي بالاتحادية وأنها نفس التهمة التي حوكم بسببها الرئيس الأسبق المخلوع حسني مبارك وأضاف الموقع أن نفس الاتهام يطال عدد آخر من قيادات جماعة الإخوان المحظورة ، ومن أبرزهم ، عصام العريان الذي تم توقيفه مؤخرا بضاحية القاهرة الجديدة وكان يشغل منصب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعة الإخوان، ، ومحمد البلتاجي القيادي بالجماعة ، بالاضافة الي نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية أسعد شيخة، ومدير مكتب المعزول ، أحمد عبد العاطي، وكذا المستشار السابق لمرسي، أيمن عبد الرؤوف، إلى جانب آخرين من أعضاء الجماعة والتيارات المؤيدة للرئيس المعزول. واشار " أنباء موسكو " أن الشارع المصري، يترقب ما يمكن ان يجري صباح اليوم مع دعوة التنظيم الدولي للاخوان الى الحشد والذي بدأ منذ أيام وستكون ذروته اليوم أثناء والاعتصام أمام مقر المحكمة بمعهد أمناء الشرطة بمنطقة طره . وأضاف الموقع من خلال شبكة مراسليه بالقاهرة أن الجماعات المتطرفة التي تؤيد مرسي ستحاول زيادة عمليات العنف والخروج في مظاهرات ومحاولة استفزاز الأهالي بهدف نشر الفوضى مبديا مخاوفه لما يمكن أن يقوم به أنصار المعزول من اضطرابات في مصر أثناء نظر الجلسة ، في الوقت الذي أشار فيه الموقع الي أن محاكمة مرسي ومبارك في قتل المتظاهرين المعارضين تأكيدا على أن الشعب المصري قادر على فرض إرادته على أي نظام يتجاهل مطالبه . واعتبر ان نظام مبارك لم ير إلا مصالحه، فثار عليه الشعب، كذلك محمد مرسي، الذي لم يهتم إلا بالأهل والعشيرة وبمشروع التنظيم الدولي، وتجاهل الفقراء والثوار مطالب الثورة، فثار عليه الشعب. وعن الاستعدادات الأمنية في مصر اشار الموقع الي أن قرار محكمة استئناف القاهرة بإجراء جلسات محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي، بمقر معهد تدريب أمناء الشرطة، بمنطقة طره جنوبالقاهرة ، يؤكد على مرعاة البُعد الأمني وأن الأجهزة الشرطية تسعى جاهدة لتجنب أي أعمال عنف أو شغب يمكن أن تؤثر على المشهد العام في مصر التي تسعى لتعزيز الاستقرار، كما ان طبيعة المنطقة تسمح للأمن بإحكام السيطرة على عليها، وانتشار جيد لعناصرالأمن. وأضاف الموقع أن المصادر الأمنية في مصر تؤكد أن هناك خطة امنية تراعي التعامل مع كافة سيناريوهات تطورات الموقف بكل أشكاله، كما ان رئيس الحكومة المصرية الدكتور حازم الببلاوي أكد أن الدولة تتوقع أعمال عنف من جانب مؤيدي الجماعة اليوم ، وأن الدولة ستقف لمنع الاعتداء على الممتلكات، مشيرا الى أن هناك من يحاول إفساد المسار الذي تسير فيه البلاد ويسعى الى انهاك الدولة ومؤسساتها. لغز زيارة كيري واذا كانت تلك هي بعض ما تناولته عدد من الصحف الأجنبيه حول محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي الا أن الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس الأحد للقاهرة والتي جاءت قبل ساعات من بدء أولي جلسات محاكمة مرسي وآخرين من أعضاء التنظيم الذي كانت تدعمه الادارة الأمريكية ألقت بظلالها علي المشهد والذي اعتبره البعض جزء لا يتجزأ من مشهد محاكمة المعزول ، بل ووصل الأمر بالبعض الي القول بأن كيري جاء برسالة الي الادارة المصرية مفادها اطلاق سراح المعزول وعدد من قيادات الاخوان المحبوسة مقابل الاعتراف بثورة 30 يونيه ودعم النظام الجديد في مصر واستئناف تقديم المساعدات العسكرية لمصر والتي توقفت بعد قيام ثورة 30 يونيه وازاحة نظام الاخوان – حليف أمريكا – عن حكم البلاد وفي ذلك يقول الدكتور محمد الهلباوي القيادي المنشق عن الاخوان أنه لا يستبعد أن تكون زيارة جون كيري للقاهرة للضغط علي القيادة السياسية في مصر تارة بالتهديد والتخويف من الاستمرار في إجراءات المحاكمة ، كما قد يعرض " سرا " امكانية نقل المعزول إلى واشنطن تحت أي مسمى ليقيم هناك بشكل نهائي". وأضاف : "كل شيء وارد أن تعرضه من الإدارة الأمريكية خلال زيارة ممثلها لمصر في سبيل أن لا تقطع يدها من التدخل في الشأن المصري، وعلينا أن نعي جيدا خطر هذا التدخل". الا ان الحقوقي الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس أمناء مركز "ابن خلدون" للدراسات الإنمائية، استبعد ما وصل اليه الهلباوي من ممارسة ضغوط أمريكية علي مصر أثناء الزيارة وان أكد أن ملف المحاكمة مطروح في اللقاء وان كل ما يمكن أن يطلبه كيري من مصر هو علانية جلسات المحاكمة دعما للشفافية والعدالة ويبدو أن الادارة الأمريكية لم تفهم حتي الآن حقيقة المشهد السياسي في مصر ، وأن أحدا من المسئولين مهما بلغ منصبه لا يجرأ علي اتخاذ قرارا بالعفو عن متهم أو التصالح مع جماعة دون الرجوع الي الشعب صاحب الحق الاصيل في ذلك . المستشار وليد شرابي: مرسي يحاكم لأنه أراد أن يحرر مصر أما "الحرية والعدالة" فقد أوردت تصريحات المستشار وليد شرابي المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر على " الفيس بوك" والتي سخر فيها من التهمة التي يوجهها الانقلاب العسكري الدموي إلى الرئيس الشرعي د. محمد مرسي، وهي أنه حرض على قتل المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وأضاف: الحقيقة أن قتلى هذه الواقعة هم من أنصاره ومحبيه، وسرد شرابي قائمة الاتهامات التي يحاكم بسببها الرئيس المنتخب بإرادة شعبية قائلا: يحاكم لأنه أراد أن يحرر الوطن ليمتلك الغذاء والدواء والسلاح، يحاكم لأنه صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم من على منصة الأممالمتحدة ، وأعلن أنه يعادي من يعاديه.