استبقت جماعة "الإخوان المسلمين"، محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي المقررة غدًا، بإصدار بيان شديد اللهجة أكدت فيه أن الشعب المصري "لن يترك حريته وكرامته وقيمه، وإنما سيزحف إلى المحاكمة الظالمة العابثة ليثبت للعالم أجمع أنه شعب يأبى الضيم، ولا يمكن أن يتنازل عن إرادته وشرعيته مهما طال الزمن وكان الثمن". وأوضحت الجماعة في بيان أصدرته على موقعها الإلكتروني، أن "الرئيس الشرعي المنتخب د. محمد مرسي لم يعد شخصًا عاديًا، وإنما صار رمزًا لمبادئ وقيم سامية راقية أقامتها البشرية عبر عشرات الأجيال ومن خلال آلاف التضحيات، وأصبحت مفخرة لكل من يحترمها ويلتزم بها، والآن يريد الانقلابيون الفاشيون وضع هذه المبادئ والقيم في السجون خلف القضبان، لكي تخلو لهم مصر يعيثون فيها فسادًا ونهبًا واستبدادًا". وأنكرت الجماعة على من وصفتهم "الانقلابيين الإرهابيين الدمويين" أنهم "لم يكتفوا باختطاف وإخفاء الرئيس الشرعي الذي يمثل الإرادة الشعبية الحرة والذي انتخبه الملايين؛ باعتباره الرئيس المدني الأول، وإنما وصل بهم الطغيان إلى تقديمه للمحاكمة بتهم ملفقة يوم الاثنين 4/11/2013". ورأت في ذلك "جرأة على الحق وقلب للحقائق والأوضاع، فالخيانة تحاكم الأمانة، والديكتاتورية تحاكم الديمقراطية، والفساد يحاكم الإصلاح والنزاهة، والسفاحون القتلة يحاكمون الشهداء والضحايا، والعملاء يحاكمون الوطنيين، والانقلابيون الدمويون يحاكمون إرادة الشعب". وتبدأ محكمة جنايات القاهرة غدًا أولى جلسات محاكمة الرئيس المعزول وقيادات أخرى في جماعة الإخوان المسلمين بتهمة التحريض على قتل متظاهرين سلميين بمحيط قصر الاتحادية الرئاسي مطلع ديسمبر 2012. ودعت جماعة "الإخوان المسلمين" وحلفاؤها في "التحالف الوطني لدعم الشرعية" إلى تسيير مظاهرات غدًا تزامنًا مع بدء أولى جلسات المحاكمة التي صدر قرار مفاجئ وقبل انعقادها بأقل من 24 ساعة من معهد أمناء الشرطة ب "طرة" إلى أكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس. وتحبس مصر أنفاسها بانتظار محاكمة مرسي و14 متهماً غداً الإثنين وسط إجراءات أمنية مشددة ومخاوف من وقوع صدامات بين أنصار مرسي والشرطة.