قالت أستاذ الاعلام، د. نائلة عمارة ، إن أهمية الدور البارز للإعلام في إدارة الأزمات والكوارث بمختلف أنواعها. أضافت خلال ورشة عمل بعنوان "دور الإعلام في إدارة الأزمات " أن الكثير من الأوقات يكون الإعلام هو المحرك الأساسي للأزمة، وأنه مع تنوع وسائل الإعلام بين الصحافة والفضائيات والإذاعات والمواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي بات من الصعب السيطرة علي ما تقدمه هذه الوسائل خلال أوقات الأزمات من مضامين ورسائل إعلامية حقيقية في بعض الأوقات أو إشاعات وأخبار مغلوطة أو مصطنعة أوقات أخري. وأوضحت، أستاذ الإعلام د. هويدا مصطفي، أنه لابد من إتاحة الوقت الكافي لتفسير الأزمة والاطراف الفاعلة فيها وكيفية مواجتها والسيناريوهات المطروحة والتكلفة الاقتصادية والاجتماعية و..الخ ، مشيرة إلي أن ذلك ليس مهمة الاعلام فقط بل مهمة باقي أجهزة الدولة أيضا ، فضلا عن أن التجارب العالمية تثبت أن الإدارة السياسية والاعلامية يمكنها أن تجتاز الأزمات التى واجهاتها كثير من الدول. وأكدت هويدا على أن وسائل الاعلام تمنهج للإدارة السياسية للدول وغالبا ما يكون هناك حشد للإعلام نحو أي حدث سياسي بالبلاد، فلا يمكن فصل الإعلام عن أي أزمة سياسية. وأشارت هويدا ردا على تساؤل أن الاعلام يمكن أن يفتعل أزمة ، بأن الاعلام يبنى مواقفه واتجاهاته وفقا لامدادنا له بالمعلومات فضلا عن توثيق المعلومات وتفسير الأحداث ، من خلال أشخاص متخصصين لتقديم وتصحيح المعلومات المطروحة على المواطن البسيط . ونوهت هويدا على ضرورة تكاتف المجتمع لمواجهة الأزمات بمختلف أنواعها ، وأن توجد علاقة تنسيق بين الجهات المسؤلة المختلفة فضلا عن تقييم الأخطاء الاعلامية لتجنب تكرارها واحتوائها لتجنب الآثار السلبية لها . قال الاعلامي محمود مسلم إن الورشة تكمن أهميتها في إطار ما شهدته مصر في العامين الماضيين من أزمات متتالية والتي لعب الإعلام دورا لا يمكن إنكاره، لذا بات من الضروري الوقوف على أهم الدروس المستفادة من التجارب السابقة في تعامل الإعلام مع الأزمات، حيث أن سوء الإدارة الإعلامية للأزمة قد يؤدي إلى تفاقمها، بينما حسن أداء الإدارة الإعلامية النابعة من المهنية والإحساس بالمسئولية الوطنية وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفردية في وقت الأزمات يمّكن متخذي القرار من اتخاذ القرارات الصائبة للسيطرة على الأزمات والتحجيم من المخاطر الناجمة عنها. كما تتناولت الورشة عدة محاور هامة تتمثل في أهمية وجود الخطة الإعلامية في وقت الأزمات، والاعتبارات الواجب مراعاتها عند وضع الخطة الإعلامية للتعامل مع الأزمات، والصفات المفترض توافرها في إعلام الأزمات والكوارث، بالإضافة إلى مناقشة استراتيجيات الإدارة الإعلامية للأزمة، والمعوقات التي تحول دون التعامل الإعلامي مع الأزمات بشكل محترف، ومحتوى الرسائل الإعلامية المفترض توجيهها أوقات الأزمات ، فضلا عن عرض تجارب عملية عالمية للتعامل إعلاميا مع الأزمات. جدير بالذكر أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ، يعقد هذه الورشة لمناقشة قضية تعامل الإعلام مع الأزمات، وأهم الرسائل الإعلامية والمعوقات التى تواجه الإعلام, وضرورة الاسترشاد بالدروس المستفادة من التجارب العالمية في إدارة الأزمات إعلاميا. وذلك في اطار اهتمام قطاع الأزمات والكوارث بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار. ومن المقرر أن يشارك في حضور الورشة، د. أسامة هيكل وزير الإعلام السابق, وفولكهارد فيندفور رئيس جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة, ود. حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، ود. نائلة عمارة عميد كلية الإعلام بجامعة حلوان, ود. ليلى عبد المجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية, ونخبة من الأكاديميين المتخصصين والإعلاميين والكتاب والشخصيات العامة.