غرق أكثر من 100 شخص وفقد ما يزيد علي 200 آخرين بعد أن اشتعلت النيران في زورق يقل 500 مهاجر من أفريقيا وغرق قبالة جزيرة لامبيدوزا الايطالية، الخميس 3 أكتوبر. وقال وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو إن الكارثة وقعت عندما تعطل محرك الزورق وبدأت المياه تتسرب إليه، وأشعل الركاب ملاءة لجذب انتباه رجال الإنقاذ إلى زورقهم مما تسبب في اشتعال النيران فيه. وقال في مؤتمر صحفي "ما إن بدأ الحريق ساد قلق من احتمال غرق الزورق وتجمع الكل في جانب واحد مما أدى إلى غرقه." ويبلغ طول الزورق 20 مترا ويعتقد أنه كان يحمل 500 شخص تقريبا وقد غرق على مسافة لا تتجاوز كيلومترا واحدا عن الشاطئ. وأسجيت الجثث التي انتشلت من المياه على رصيف الميناء في مشهد ينذر بواحدة من أسوأ الكوارث في سجل الهجرة من إفريقيا إلى أوروبا. وقالت جوسي نيكوليني رئيسة بلدية لامبيدوزا للصحفيين "انه شيء مروع. كأنها مقبرة. مازالوا ينتشلون جثثا." وقالت فلوريانا سيجريتو المسئولة في خفر السواحل إنه بعد انتشال 94 جثة من على السطح غطس الغواصون في عمق المياه ورأوا عشرات الجثث مما يرفع العدد الإجمالي لمن تأكدت وفاتهم إلى ما يزيد على 100 في حين لا يزال مصير 200 آخرين مفقودا. وقال ألفانو إن من بين الضحايا ثلاثة أطفال وسيدتين في شهور الحمل. وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة انه يعتقد ان جميع ركاب الزورق أريتريون كانوا قادمين من ليبيا. وأضافت المفوضية أن النيران اشتعلت في الزورق على مسافة قريبة من الساحل. وكان نحو 500 شخص قد لقوا حتفهم أو فقدوا أثناء رحلة من تونس إلى ايطاليا العام الماضي، وقالت المفوضية إن أعداد المهاجرين زادت نتيجة فرار الآلاف من الحرب الأهلية في سوريا. وقال انتونيو جوتيريس مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين "أنا منزعج من تصاعد ظاهرة عالمية تتمثل في فرار المهاجرين من الصراعات أو الاضطهاد ثم يكون مصيرهم الفناء في المياه." ويهبط المهاجرون عادة في لامبيدوزا التي تبعد 113 كيلومترا فقط عن السواحل التونسية وعادة ما يمسك بهم حرس السواحل الايطالي بعد رحلة خطرة في زوارق مكتظة. وقال البابا فرنسيس -الذي زار لامبيدوزا في يوليو في أول رحلة له خارج روما بعد تولي البابوية- انه يشعر "بألم شديد" لسقوط "كثير من الضحايا في حادث الزورق المأساوي الأخير الذي وقع اليوم قبالة لامبيدوزا." وقال في تصريحات مرتجلة بعد كلمة ألقاها في الفاتيكان "الكلمة التي ترد على العقل هي "العار" فلنوحد قوانا حتى لا تتكرر أبدا مثل هذه المآسي." ويصل ألاف المهاجرين إلى ايطاليا كل عام قادمين من أفريقيا على متن زوارق غير آمنة ومكتظة وينزل معظمهم في لامبيدوزا. وزادت الأعداد هذا العام نتيجة فرار الآلاف من الحرب الأهلية في سوريا والذين يصل معظمهم إلى الساحل الشرقي لصقلية قادمين من مصر.