لديها شغف بتاريخ وثقافة منطقة الشرق الأوسط ، مصورة موهوبة تستمتع بالتجول في شوارع القاهرة القديمة، شارلوتا سبار، سفيرة السويد الجديدة في القاهرة تتحدث عن مهمتها في مصر. فهى مهمة مليئة بالتحديات، و لكن ايضا بالفرص من اجل ازدهار العلاقات و التعاون بين السويد ومصر. تعرف على المزيد من خلال هذا الحوار. لديك تجربة طويلة فى الشرق الأوسط . فقد قمتى بدارسة تاريخ، و سياسة، وثقافة ، و تاريخ الاديان في المنطقة. كما عملتي و عشتي بمختلف الدول العربية مثل ليبيا ومصر و الاردن مؤخرا حيث كنتى السفيرة لمدة خمس سنوات . ما هو سر انجذابك للشرق الاوسط و ما هو أكثر شيء يسحرك بهذه المنطقة ؟ بدأ اهتمامي بالعالم العربي عند التحاقي بالجامعة حيث قررت الانضمام إلى برنامج دراسات الشرق الأوسط. وكان برنامج متعدد التخصصات مع التركيز على منطقة الشرق الأوسط. و كما هو الحال في جميع مجالات الحياة، كلما درست اكثر، كلما زاد انبهاري و اهتمامي بالمنطقة . كما ان منطقة الشرق الأوسط ، و مصر خاصا ، هى بالنسبة لي كأوروبية مهد للحضارات . فمن الصعب أن لا ننجذب بمثل هذه المنطقة الثرية ثقافيا و تاريخيا، ذات الطبيعة الخلابة والمتنوعة. و لكن ما أحبه أكثر هى شعوب هذه المنطقة. فلديهم الدفء الإنساني والكرم. لقد كنتى نائب لرئيس البعثة الديبلوماسية لسفارة السويدبالقاهرة بين عامي 1999 و 2003 . الان و بعد عودتك منذ 10 سنوات ، ما التغيرات التى لاحظتيها في مصر و المجتمع المصري ؟ هل هذه هى مصر التي عرفتيها من قبل ؟ أولا أود أن أقول أنه شرف حقيقي بأن تتاح لى الفرصة لكى أعود مجددا الى مكان مثل مصر . فالعودة أعطتني ميزة لكى أقارن و أشاهد التطورات، الجيد منها و السيء، من منظور زمنى. فمن ناحية لقد عدت الى " مصر جديدة " و أنا أدرك كم الاشياء الذى أود ان اتعلمها عن هذه البلد و ألحق بالتطورات هنا. فعلى الصعيد السياسى، كانت السنوات القليلة الماضية متقلبة . فقد كنت اتابع عن قرب بداية هذه المرحلة الانتقالية في مصر و التى كانت تثير لدى الاعجاب احيانا و القلق في احيانا اخرى . فبعض الأمور تغيرت إلى الأسوأ: مزيد من الزحام، مزيد من التلوث ، و القمامة، الى جانب تزايد التحديات الاجتماعية والاقتصادية. لكن بالتأكيد هناك أشياء أخرى تغيرت للأفضل مثل كسر المحظورات ، زيادة المشاركة السياسية و المناقشات ، هي جميعها عناصر أساسية للتعامل مع التحديات و إيجاد الحلول. من ناحية اخرى، اعتقد ان مصر هى نفس الدولة التى تركتها ذات الجذور التاريخية و الثقافية الغنية و العميقة. فالأساس لم يتغير . فان الاحساس بالانتماء و الهوية المصرية ستساعد البلد في المضي قدما عبر سنوات التحول الصعبة. و اتمنى أن تؤدى عملية التحول الى مجتمع مزدهر و ديمقراطي يشمل الجميع . مع بداية منصبك الجديد كسفيرة للسويد في القاهرة ، ما هي التحديات الرئيسية لمهمتك فى مصر ؟ ما هو تصورك للعلاقات السويدية المصرية في المرحلة المقبلة ؟ و ما هى الأولويات؟ في أي منصب جديدة ، تكون الفترة الأولى هي "فترة تعلم " لمحاولة فهم بقدر الإمكان خصوصيات البلد والمجتمع و الشعب. فانا ابدأ هذه الفترة بتواضع شديد. وسأحاول مقابلة أكبر عدد من الأشخاص، من مختلف فئات المجتمع و مختلف المناطق في مصر. هدفي هو الاستماع و التعلم، ولكن أيضا تبادل الخبرات والأفكار. لدي اعتقاد قوي أننا جميعا يمكنا أن نتعلم من بعضنا البعض . في كل حوار هناك فرصة للحصول على أفكار جديدة والإلهام. خصوصا في هذه الفترة من التغير التى تمر بها مصر، فضلا عن التحديات التنموية الكبيرة. وأعتقد أن الحوارات والتبادل والتعاون ضروريين للغاية. فتجربة السويد خلال القرن الماضي في مجال السياسية المحلية والاجتماعية و الاقتصادية ، و تحولها الى مجتمع ديمقراطى ينعم باقتصاد قوي و دولة الرفاهية الحديثة ، قد تقدم بعض الخبرات التي يمكن أن تلهم مصر ..ومن حيث الأولويات، فإنني أسعى للبناء على العلاقات الجيدة بالفعل بين البلدين، و نرى سويا كيف يمكننا مواصلة الحوار في مختلف المجالات. وسيشمل ذلك العمل المستمر على قضايا الحوكمة ، فضلا عن بذل الجهود لزيادة التبادل التجارى، و السياسى والثقافى . ما هي هواياتك ؟ كيف ستقضى أوقات فراغك في القاهرة ؟ ما هي الأماكن المفضلة لديك ؟ أهم اهتماماتي في الحياة هي الثقافة، في كل أشكالها. أنا أحب الموسيقى، والمسرح، والفنون والتصميم و الأدب و الطعام. سأحاول استكشاف والتمتع بالثراء الثقافي في القاهرة وباقي مصر بقدر المستطاع. لدى ايضا شغف بالتصوير و الكاميرا ترافقني دائما . لقد أقمت عدد من المعارض الفوتوغرافية في الماضي و أتمنى أن أقيم معارض هنا أيضا .