كل الشواهد كانت تؤكد أن اقتحام قوات الأمن لمنطقة كرداسه بات وشيكاً خاصة بعد اقتحام قرية دلجا بالمنيا .. كانت الاصوات تتعالي لماذا الانتظار .. أهالي كرداسه يعيشون في رعب مستمر فما بين حصار البلطجيه والخارجين عن القانون للقرية .. وبين الأصوات التي تنادي بسرعة التدخل الأمني كان الجميع يترقب اللحظة الحاسمة .. تأخرت قوات الأمن كثيرا في اقتحام كرداسه وهذا لا شك فيه .. ولكن يبدو ان هذا التأخير كان محسوباً ومرسوماً بدقه .. فما بين اقتحام دلجا وكرداسه أيام قليله مما يؤكد أن وزارة الداخليه بالتعاون مع رجال القوات المسلحة كانوا قد عقدوا العزم علي تطهير البؤر الاجراميه التي تمثل صداعاً للجميع ومنها تنطلق الهجمات الارهابيه.. أكدت المصادر الامنيه بمديرية امن الجيزة ليلة الخميس ان القوات علي أهبة الاستعداد بعد ان أنهت كافة الترتيبات الامنيه وإنها تنتظر فقط قرار وزارة الداخلية بالاقتحام .. في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل كان المتابع للأحداث قد تأكد أن هناك امرأ غريباً سيحدث خلال ساعات.. ضباط مديرية امن الجيزة لما يغادروا مكاتبهم منذ صباح الاربعاء الموافق 18 /9 /2013 .. تم إلغاء الأجازات هذا الأسبوع .. قوة المديرية بالكامل بكل ضباطها وافرادها يتواجدون منذ الصباح وحتي منتصف الليل لم يغادر اي منهم موقعة .. اللواء كمال الدالي مساعد الوزير لأمن الجيزة واللواء محمد الشرقاوي مدير إدارة البحث الجنائي واللواء محمود فاروق مدير المباحث كانوا علي رأس المتواجدين بمواقعهم .. لمتابعة الترتيبات النهائية في انتظار الأذن بالتنفيذ وبدء عملية الاقتحام .. عندما أشارت عقارب الساعة إلي الثانية فجراً كانت التعليمات قد صدرت ببدء تنفيذ عملية اقتحام كرداسه في تمام الساعة الرابعة فجراً .. حالة من الاستنفار بدت في جميع القوات .. وفي تمام الساعة الثالثة فجراً بدأت السيارات المصفحة ورجال القوات الخاصة يتوافدون علي مديرية الأمن وبدأ الجميع في تجهيز الاسلحه والذخائر .. علي الجانب الأخر وفي نفس التوقيت تقريباً كانت تشكيلات الأمن المركزي تقوم بإغلاق كافة الطرق المؤدية مدينه كرداسه من كافه الاتجاهات .. بداية من طريق ابو رواش والاسكندريه الصحراوي .. ثم طريق محور 26 يوليو... ثم محور صفط اللبن وناهيا وبولاق الدكرور.. بالإضافه إلي طريق الواحات الفيوم.. وتم فتح طريق واحد فقط لقوات وعناصر الاقتحام للدخول من خلاله وهو طريق شارعي الهرم وفيصل .. في البداية تحركت عناصر من قوات الحماية المدنية لتأمين المنشآت حول المدينة وتم إغلاق كافة محطات البنزين في الطريق إلي كرداسه حتى لا تستغل في الأحداث .. ثم تحركت مجموعه من سيارات الإسعاف .. في حوالي الساعة الرابعة والنصف فجراً بدأت قوات الجيش أولا في اقتحام مدينه كرداسه لإزالة السواتر الترابية والتحصينات التي اقامها الخارجين عن القانون لصد اي هجوم من محتمل .. أزالت القوات المسلحة الحواجز الترابية ثم أعقب ذلك دخول رجال القوات الخاصة ومدرعات الشرطة التي بمجرد الدخول قوبلت بوابل من الرصاص يطلق عليها من اعلي المنازل والمدارس ومآذن المساجد وبدأت القوات تتعامل معها ووقع ضحايا من الجانبين إلي ان نجحت قوات الشرطة في السيطرة علي معظم المنازل والمساجد والأماكن المرتفعة التي يحتمل تواجد احد العناصر الارهابيه بها .. بعد ذلك توجهت القوات إلي مركز شرطة كرداسه والذي حولته العناصر الارهابيه إلي قلعه محصنه صعبة الاختراق .. تحرير قسم كرداسه كان هو الأصعب علي القوات نظراً للتحصينات الشديده وكميه الاسلحه والمتفجرات الموجودة به .. ولكن تعاملت قوات الامن مع هذه العناصر ببسالة وقوه شديدة .. مما اجبر بعضهم علي الفرار والبعض الأخر سلم نفسه تحت وطأة إطلاق النار الكثيف من قبل قوات الأمن .. استغرقت هذه العملية ما يقرب من ثلاث ساعات كامله .. قبل أن تنتشر عناصر قوات الأمن لتمشيط المنطقة بشكل كامل لتفرض قوات الأمن سيطرتها علي المنطقة في تمام الساعة الحادية عشر صباحاً .. وحتي كتابة هذه السطور تواصل قوات الأمن تمشيط المنطقة ومداهمه منازل المشتبه فيهم لضبط إي عناصر إرهابيه اخري ........ وسنوافيكم بالتفاصيل تباعاً