دارت علي أرضها الكثير من المعارك والحروب ..وشهدت أرضها الكثير من الأحداث.. ورويت رمالها بدماء الشهداء .. عاش أهلها في حالة من الرعب .. ورفح مدينة قديمة جداً جذورها ضاربة في القدم، وحملت الكثير من الأسماء علي مر العصور وشهدت الكثير من المواقع الحربية الشهيرة، عُرفت رفح باسم رافيا زمن الكنعانيين وجاء في الموسوعة العربية الميسرة أن مدينة رفح مدينة قديمة على حدود مصر بشبه جزيرة سيناء على البحر المتوسط واسمها رابح بالمصري القديم ورافيا باليونانية وكان يمر بها زمن العثمانيين طريق يربط مصر ببلاد الشام، رفح من المدن الكنعانية القديمة وفي زمن الآشوريين كانت تسمى رفيحو وأطلق عليها العرب اسم رفح، ومما زاد من أهميتها عبر التاريخ مرور خط السكة الحديدية الواصل بين القاهرة وحيفا في أراضيها، وقد اقتلع هذا الخط بعد عام 1967. ولقد تغير اسمها من روبيهوا عند الفراعنة أو رافيهو عند الأشوريين الي الاسم الحالي.. وقد مرت رفح بأحداث تاريخية هامة منذ العصور القديمة وذلك لتميز موقعها الذي يعتبر البوابة الفاصلة بين مصر والشام. وفي عهد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد حدثت معركة عظيمة بين الآشوريون والفراعنة الذين تحالفوا مع ملك غزة. وقد آل النصر في هذه المعركة للآشوريين وفي عام 217 قبل الميلاد حدثت معركة في رفح بين البطالمة حكام مصر والسلوقيين حكام الشام وبذلك خضعت رفح وسوريا لحكم البطالمة مدة 17 عاما إلى أن عاد السلوقيون واسترجعوها. أما في العهد المسيحي اعتبرت رفح مركزا لأسقفية إلى أن فتحها المسلمون العرب على يد عمرو بن العاص في عهد الخليفة بن الخطاب. إلا انه في القرن السابع للهجرة لم يعد لرفح عمران فأصبحت خرابا ثم عادت للازدهار بعد ذلك.وقد مر بها نابليون عام 1799 في حملته الفرنسية على بلاد الشام كما زارها كل من الخديوي إسماعيل والخديوي عباس حلمي الثاني الذي رسم الحدود بين سوريا ومصر من خلال عمودي غرانيت وضعوا تحت شجرة السدرة القديمة. وفي عام 1906 حدث خلاف بين العثمانيين والبريطانيين حول ترسيم الحدود بين مصر والشام. وفي عام 1917 خضعت رفح للحكم البريطاني الذي فرض الانتداب على فلسطين. وفي عام 1948 دخل الجيش المصري رفح وبقيت تحت الإدارة المصرية إلى أن احتلها اليهود في عام 1956 ثم عادت للإدارة المصرية عام 1957 حتى عام 1967 حيث احتلها اليهود. وبعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد استعادت مصر سيناء وضعت أسلاك شائكة لتفضل رفح سيناء عن رفح الأم. وتقدر مساحة ما ضم إلى الجانب المصري حوالي 4000 دونم وبقى من مساحة أراضيها 55000 دونم اقتطع منها حوالي 3500 دونم للمستوطنات. وتعتبر مدينة رفح من المدن الكبرى في شمال سيناء وهي آخر مدينة مصرية علي الحدود الشرقية لمصر كما أن بها معبر رفح وهي تعتبر مدينة زراعية وأهم ما تنتجه الخوخ والزيتون والموالح والتفاح والبلح والعنب والخضراوات الورقية والفلفل وينتشر فيها بعض مناطق الرعي و يتسم جوها بدافئ بفصل الصيف والبارد خلال فصل الشتاء. وتسكن في مدينة رفح قبيلة الرميلات وهي تمثل أغلبية السكان في المدينة من أهم عشائرها الجرادات والفريحات والبسوم والشيوخ والصيايحة والسننه والعوابدة والعجلين وغيرهم... ومن شخصيات رفح البارزة عضو مجلس الشعب المصري السابق الشيخ مسعد أبو رباع شيخ العيايدة والسننة والاسير لدي الحكومة المصرية لتعاونة مع المقاومة الفلسطينية. بعض العائلات الحضر مثل عائلة قشطة والشاعر و قبيلة الرميلات تشكل القسم الأكبر من سكان هذه المدينة الحدودية حيث تتواجد هذه القبيلة على جانبي الخط الحدودي الذي يفصل المدينة إلى شقين فلسطيني ومصري. عانت مدينة رفح علي مر العصور من الأحداث التي شهدتها وزاد التركيز عليها عقب ثورة 25 يناير بعد الأحداث الجسام التي شهدتها والتي كان أبرزها مصرع 17 من جنود القوات المسلحة وقت الإفطار في رمضان من العام الماضي . ويعتبر هذا الحادث هو الأخطر من نوعه في شبه جزيرة سيناء منذ أن استعادتها مصر من إسرائيل بعد اتفاقية السلام عام 1979 وهو ما دفع الجيش المصري لشن هجمات واسعة النطاق ورغم ذلك لم تتوقف الهجمات الإرهابية والتي كان أخرها قتل 25 مجندا بطريقة همجيه وبشعة أثناء عودتهم إلي منازلهم بعد انتهاء فتره تجنيدهم. وبعد ثورة 30 يونيو وتولي القوات المسلحة زمام الأمور تصاعدت حدة التوتر برفح وتزايدت موجات العنف بسيناء بشكل قوي مما يؤكد أن ما يحدث لديه علاقة وطيدة بالنظام المعزول وقد تحدث البلتاجي احد قيادات الإخوان المقبوض عليهم مؤخرا قائلاً : "نحن لسنا المتحكمين في الأرض.. ولكن هذا الذي يحدث فى سيناء هو رد على هذا الانقلاب العسكري وسيتوقف في الثانية التي يعلن فيها عبد الفتاح السيسي أنه تراجع عن هذا الانقلاب وأنه صحح الوضع وأرجعه إلى أهله علي ان يعود الرئيس إلى سلطاته". واستكمالا لمسلسل التوتر التي تشهده سيناء فقد تم مؤخراً استهداف مبنى المخابرات الحربية المصرية في مدينة رفح شمال سيناء بسيارتين مفخختين، وسقوط عدد من القتلى والجرحى، وقامت السلطات المصرية برفع حالة الإستنفار وإغلاق معبر رفح مع قطاع غزة. وقد أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس الإسلامية تبنيها مجموعة من الهجمات ضد الجيش المصري في سيناء و أكدت المصادر أن عدد قتلى الهجوم الذي استهدف مبنى المخابرات المصرية في مدينة رفح ارتفع إلى 11 قتيلاً، وما يزيد عن 17 مصاباً.