بين الفكرة والتطبيق عشرات القيود والعثرات .. ولكن إذا ما توافرت الإرادة القوية والإمكانيات المناسبة لتحقيق الفكرة فإنها حتماً تتحول إلي واقع حقيقي ملموس .. إنشاء المنطقة العازلة على خط الحدود الدولية بين مصر وقطاع غزة أصبح ضرورة أمنية ملحة على المسئولين تنفيذها وبأسرع ما يمكن حتى يتم تحقيق السيطرة الكاملة على الحدود ومنع عمليات تهريب العناصر الإرهابية التي تدخل مصر عن طريق تلك الأنفاق التي تعدت فكرتها عن تقديم المساعدات الانسانية وذهبت إلى إدخال مثل تلك العناصر التي تعبث بأمن واستقرار مصرنا الغالية . الخبراء العسكريون وقدامى القادة يفسرون معنى كلمة منطقة عازلة وكيفية تطبيقها على أرض الواقع حيث قالوا أن المنطقة العازلة لن تكون بأي حالٍ من الأحوال كالجدار العازل الإسرائيلي ولكنها ستكون منطقة خالية من وجود أي عنصر بشري أو تجمع سكني أو منازل حتى يتم السيطرة عليها .. وأكدوا أنها سوف ينتشر بها قوات حرس الحدود وقوات الشرطة المدنية لمراقبتها وضمان استقرار الحدود الشرقية للبلاد . ففي البداية أكد اللواء محمود خلف قائد قوات الحرس الجمهوري الأسبق أن إقامة القوات المسلحة منطقة عازلة على الحدود المصرية الفلسطينية بين مدينة رفح المصرية ورفح الفلسطينية هو واجب وفرض فمن غير المعقول أن يكون هناك منازل تطل مباشرة على الحدود الدولية بين بلدين .. مشيراً إلى أنه لا توجد دولة في العالم يكون بها منزل يبعد أمتار قليلة عن حدود الدولة المجاورة لها .. موضحاً أن قرار إنشاء تلك المنطقة لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد أن يتم تعويض أهالي مدينة رفح سواء بالأموال أو ببناء مساكن جديدة لهم تبعد على الأقل 10 كيلو متر من خط الحدود الدولية . وأضاف خلف أن عملية نقل الأهالي أمر حتمي الحدوث نظراً لأن وجود المنازل والأهالي بهذا القرب من الخط الحدودي يسهل عمليات التهريب وحفر الأنفاق الجديدة التي لا يمكن أن تستمر في ظل الوضع الأمني في سيناء ولن يسمح بها الجيش بوجودها خلال بعد الأن .. مؤكداً أن سبب ذلك يرجع إلى أن قطاع غزة بالكامل كان تحت الإدارة المصرية وهو ما جعل المنطقة كلها لها طبيعة خاصة حيث لم يكن هناك الحدود الدولية المعروفة حالياً . وأشار قائد قوات الحرس الجمهوري الأسبق أن ما تسبب في تعطيل خطة تنمية سيناء كان انقلاب حماس واقتحام المعبر وهدم الجدار الحدودي بين مصر وقطاع غزة .. مؤكداً أن جميع المستثمرين الذين كان مقرر أن يضخوا أموالهم في أرض الفيروز بصفة عامة وشمالها بصفة خاصة هربوا واعتذروا عن استكمال مخطط التنمية بسبب تردي الوضع الأمني وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها شمال سيناء .. موضحاً أن مخطط تهجير 4 مليون مصري إلى سيناء نسفته تلك الجماعة التي أرادت أن تكون المنطقة بهذا الشكل . وأوضح خلف أن الأنفاق لم تعد منفذاً لتهريب البضائع والسلع الأساسية والمساعدات الانسانية لقطاع غزة ولكنه تحول إلى ممراً أمناً لدخول وخروج العناصر الإرهابية لسيناء تمهيداً لإنشاء إمارة إسلامية في غزة وجزء من سيناء وتم على إثر ذلك تصدير تلك العناصر الإرهابية داخل مصر .. وأصبحت المنطقة الواقعة من الشيخ زويد وحتى رفح والخط الحدودي مرتعاً للإجرام والتهريب نظراً للمنازل التي تم بنائها بطريقة عشوائية وكثافة سكانية عالية مما يصعب من مهمة القوات المسلحة في هدم تلك الأنفاق . وأثنى خلف على قرار إنشاء تلك المنطقة العازلة مطالباً في المستقبل أن تبعد على الأقل 10 كيلو مترات من الخط الحدودي مع قطاع غزة وأن يقوم الجيش بتولي عملية بناء مدينة رفح الجديدة ونقل الأهالي إليها .. مستنكراً تمسك الأهالي بالمنطقة المتاخمة للشريط الحدودي ووجود مساحات شاسعة من أرض الفيروز صحراء جرداء .. مضيفاً أن مدينة رفح يوجد بها محمية طبيعية وهى محمية الأحراش مسجلة في التراث العالمي ويحتمي بها العناصر الإرهابية والإجرامية ويجب حمايتها عن طريق تلك المنطقة العازلة .