رأت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية، السبت، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي وشك أن يغرق بلاده في حرب جديدة حيث أن ضرب سوريا سوف يؤدي إلي حرب إقليمية من شأنها أن تشعل حرب عالمية ثالثة. وذكرت الصحيفة أن أوروبا غرقت في بركة من الدماء إبان الحرب العالمية الأولي جراء تعنت واستكبار قادتها بإصدارهم قرارات طائشة أدت إلي جرف شعوبهم نحو الكارثة التي تسببت في وفاة الملايين. ونوهت الصحيفة بأن أوباما يدفع بالولاياتالمتحدة نحو حرب كارثية لسبب واحد، ألا وهو إرضاء غروره؛ حيث أنه كان قد أعلن في أغسطس 2012 عن "خط أحمر" بشأن استخدام الغاز السام في سوريا. وتابعت أن الإدارة الأمريكية زعمت أن قوات بشار الأسد شنت في الآونة الأخيرة هجوما باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في الأراضي التي يسيطر عليها قوات المعارضة السورية، مما تسبب في مقتل المئات، مضيفة أن أوباما طلب من الكونجرس الأمريكي السماح له بخوض ضربة عسكرية، من أجل الوفاء بإنذاره، وطالبت الصحيفة مجلسي النواب والشيوخ برفض السماح له بذلك. وأشارت الصحيفة إلي أن المبرر الوحيد لشن الولاياتالمتحدةالأمريكية حربا هو حماية مصالح الأمن القومي الأمريكي، موضحة أنه علي الرغم من وحشية وقسوة نظام الأسد، إلا أنه لم يهاجمنا أو يهدد مصالحنا، وبالتالي فإن أوباما يسعي إلي شن حرب غير مشروعة، ولا يوجد لها أي أساس أخلاقي أو استراتيجي، ووصفت الصحيفة الحرب بأنها عدوان استعماري متنكر في صورة تدخل إنساني. وأردفت أن حجة أوباما للتدخل عسكريا لا يمكن لأحد الدفاع عنها فحسب، بل إنها حمقاء أيضا؛ حيث أن الرئيس الأمريكي ومؤيديه يقولون أن حياة الأشخاص الذين قتلوا باستخدام الغاز السام تساوي أكثر من هؤلاء الذين أطلق عليهم النيران أو تم قصفهم أو حرقهم، مضيفة أن كلا من مؤيدي النظام الحاكم ومعارضيه ارتكبا جرائم حرب لا تحصى... واصفة قصف الولاياتالمتحدة لعدة مناطق تابعة لنظام الأسد وفقا للغضب الانتقائي، بالنفاق الصارخ. وشبهت الصحيفة أوباما بالإمبراطور الروماني السكير الذي انفصل عن الواقع بشكل خطير؛ حيث أن قصف سوريا قد يحول أوباما إلى رئيس مارق ويحول الشعب الأمريكي إلى شعب مارق، لذا فيجب على الكونجرس أن يوقفه قبل فوات الآوان.