بتاريخ أمس الأول 26 أغسطس الجاري نشرت صحيفة الواشنطن بوست الامريكية تقريرا مهما للكاتب والمحلل زخاري جولدفارب حول الاقتصاد الامريكي. ثم اصدرت مؤسسة داو جونز الشهيرة تقريرا يحتوي تقريبا المعلومات نفسها التي اكدها المحلل الامريكي، والتي تقول ان الولاياتالمتحدةالامريكية ستواجه موقفا اقتصاديا صعبا جدا بحلول منتصف شهر اكتوبر المقبل حيث سيبلغ سقف الدَّين الامريكي اقصي مداه، مما يؤدي الى عدم قدرة واشنطن على تلبية التزاماتها المالية، وهو تعبير »مهذب« بديل عن عدم القدرة على دفع رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين، مع عدم استطاعة الاقتراض، حيث ان صلاحية تفويض الكونجرس الامريكي للحكومة بالاقتراض تنتهي في منتصف اكتوبر، وما لم يجدد الكونجرس هذا التفويض ستصبح الحكومة غير قادرة على سداد رواتب العسكريين، وموظفي المشاريع الحكومية، ومستحقي التأمينات الاجتماعية، وفي هذه الحالة ستتأثر بشدة الملاءة المالية لأمريكا، وربما تضطر مؤسسات التصنيف الائتماني إلى خفض تصنيف أمريكا!!. المشكلة باختصار أن «الجمهوريين» يضغطون على حكومة الرئيس الضرورة وحاكم واشنطنالمنصورة باراك حسين أوباما لخفض النفقات حتى لا يرتفع سقف الدين القومي الأمريكي البالغ 16.7 تريليون دولار (ألف مليار دولار)، وحسب «المحلل» زخاري فإن الجمهوريين يسعون لإسقاط قانون الرعاية الصحية الذي اقترحه «أبوحسين». ويبدو أن كل طرف «معاند» ولا يود التنازل، حتى بعد أن «صرخ» وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو بالصوت «الحيَّاني» في خطاب لزعماء الكونجرس: إن الحكومة ستدخل دائرة العجز، ولن يكون لديها في هذا التاريخ – منتصف الشهر القادم – سوى 50 مليار دولار – عُمى – من النقد السائل لا تكفي مصاريف الحكومة 3 – 4 أيام، وإذا لم تتم زيادة الحد الأقصى للاقتراض فإن المستثمرين الذين يحملون سندات الخزينة الأمريكية بتريليونات الدولارات سيرفضون تقديم القروض للحكومة، ومثل هذا السيناريو سينسف الأسواق المالية، ويربك الاقتصادين الأمريكي والعالمي. فما هي علاقة مصر.. بهذه المقدمة الطويلة عن «تضحضح» اقتصاد العم سام في عهد الرئيس الضرورة «أبوحسين»؟ إذا استمرت الحال هكذا فإن الحكومة لن تستطيع الالتزام بالدفعات المستحقة لشركات الأسلحة العملاقة وغيرها وأحد الحلول السريعة، والناجعة، هي إدخال أمريكا في حالة حرب سريعة وخاطفة.. و«عن بُعد» كالعادة، دون توريط إنزال جنود أمريكان على أرض المعركة، واحتمال تكبد ضحايا، وطبعاً ستخرج منتصرة، وسينتعش الاقتصاد ويرضخ الكونجرس للرئيس المنتصر باراك حسين أوباما «طوّل عمره.. وزهزه عصره». وبعد فشل محاولة التدخل في مصر، بسبب التحام الشعب بالجيش، فإن الضحية الأنسب الآن هي «بشار الأسد»، الذي لم يبق له صديق، وأجبر شعبه العظيم على أن ينتظر بفارغ صبر.. أن تقصف أمريكا وحلفاؤها بلده!! خاصة بعد أن حسم مجلس جامعة الدول العربية «الطارئ» الأمر، ودان: «الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوري واستخدامه الأسلحة المجرَّمة دولياً». ما الذي يجعل حكاماً مثل صدام حسين، ومعمر القذافي، وبشار الأسد، وزين العابدين، ومبارك يفعلون بشعوبهم ذلك؟!. هناك مثلان شعبيان أحدهما مصري.. والآخر سوري اختر منهما ما تشاء.. حسب قناعاتك: «قالوا لفرعون مين فرعنك.. قال ملقتش حد يلمّني». ولا «هيك شعوب.. بدها هيك حكام». .. أما خير الكلام فهو: {إن الله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. وحفظ الله مصر وسورية وشعبيهما من كل سوء.