في نقاش موسع مع مجلس تحرير «الأخبار» تناولنا قيادات الدولة.. وكانت الفكرة تتمحور حول كيفية انقاذ مصر من الوضع المتردي الذي نعيشه.. والمسألة ليست وليدة اليوم.. بل لها جذور تاريخية.. حيث سيطر علي حكم مصر مجموعة من العواجيز استمرت لسنوات وسنوات.. قضت خلالها علي أجيال عديدة لم تأخذ نصيبها في القيادة والحكم.. وكان ابلغ تشبيه أطلق علي هذا الوضع.. ما قاله الدكتور مصطفي الفقي المفكر والمبدع الكبير عن مثل هؤلاء الأجيال المظلومة بأنها تشبه الدور المسحور في العمارة.. حيث هو الدور الذي لا يتوقف فيه الأسانسير الصاعد لأعلي أو حتي النازل لأسفل! واستمرت هذه النظرة التاريخية للشباب مسيطرة علي نظام الحكم في مصر حتي بعد حسني مبارك.. ومحمد مرسي.. وعندما رأوا أن الشباب مهضوم الحق.. اقترحوا وضعه في مناصب نائب أو مساعد وزير أو محافظ.. وهذا دليل عدم ثقة في قدرات الشباب. ليست هذه النظرة السيئة للشباب علي مستوي الحكومة وأجهزتها بل أيضا علي مستوي الأحزاب والمؤسسات المدنية.. فنجد قيادات الأحزاب فوق سن الستين بسنين.. وإذا ظهرت قيادات شابة يتم اقصاؤها أو تشويه صورتها لابعادها عن الساحة السياسية.. وبالمناسبة يجب أن أنوه إلي اننا لسنا ضد العواجيز وأنا شخصيا علي عتبتهم إنما المسألة في تغيير الدماء.. في الدفع بقيادات شابة مؤهلة لقيادة جميع المواقع الحكومية والرئاسية.. بعد أن تكلست الأعمال والأنشطة وانهار الوضع في مختلف المجالات.. وأصبحنا أضحوكة العالم النامي قبل المتقدم.. وأصبحنا نستورد السبح والشباشب والجلابيب من الصين! إذن أنا شخصيا أقدر العواجيز وأثق في خبراتهم وقدراتهم.. لكنني أفضل في القيادة الشباب.. ولابد أن يكون منهج عملنا معتمدا علي الصف الثاني فإذا كنا نريد أن يستمر نجاح ثورة 25 يناير وما تلاها من تصحيح في 30 يونيو فإننا يجب أن نعتمد علي الشباب. وأن ندفعهم لتقدم الصفوف الأولي لقيادة الدولة.. وسوف ينجحون مثلما نجحوا من قبل في مواجهة الفساد والديكتاتورية ودعاة الإقصاء!.. دعاء: إلهي ارحم من أحبهم واغفر ذنبهم وبارك أيامهم وطيب لسانهم بذكرك وارزقني وإياهم الفوز بجنتك.. جمعة مباركة إن شاء الله.