اتهمت مجلة "كومنتاري" الأمريكية أصحاب الأصوات المنادية في الولاياتالمتحدة بتوبيخ الجيش المصري أو مقاطعته، بالافتقار إلي بعد النظر. ورأت في تعليق لها على موقعها الإلكتروني ، أن تلك الأصوات تتبنى وجهة نظر خاطئة هي أنه يتعين على الجانب الأقوى فقط أن يكبح جماح نفسه. وذكرت المجلة أن معظم النقد الموجه إلى الجيش المصري إنما هو نتيجة مباشرة لكثرة عدد من سقطوا جراء عملية فض اعتصامي مؤيدي الرئيس المعزول. وقالت إنه مما لاشك فيه أن الجيش المصري لديه أسلحة أفضل من هذه التي استخدمها، ورصدت المجلة في هذا السياق إعلان وزارة الداخلية المصرية عن سقوط العشرات من عناصرها، ورأت في ذلك مأساة. وعادت إلى الصعيد الأمريكي وقالت "كومنتاري، " إن من بين أكبر الفوارق بين اليمين واليسار: هو أن اليسار دائما ما يذهب إلى شيطنة القوة، فيما يميل اليمين إلى القول بإمكانية استعمال تلك القوة في الخير أو الشر. وأضافت المجلة أن ثمة طريقتين يمكن عبرهما فهم دوافع التطرف: الأولى تتم عبر النظر في موضوع الشكوى والتظلم التي يمكن أن تكمن وراء تلك الدوافع، فيما تتم الطريقة الثانية عبر الوقوف على الأيديولوجية الدينية للمتطرفين. وتتابع المجلة قائلة إذا أردا المحللون إتباع الطريقة الأولى التي تقول بأن الشكوى والتظلم وراء التطرف، فإن الرد السياسي الطبيعي يجب أن يتمثل في محاولة النظر في تلك الشكوى أو هذا التظلم وإقناع الطرف الأقوى بتقديم تنازلات. ورأت المجلة أن حقيقة الحركات على شاكلة "حماس" و "الإخوان" و "الشباب" و "حزب الله" و "طالبان" وغيرها أنها تستخدم الشكوى والتظلم كوسيلة إلى غاية أبعد هي الاستبداد الأيديولوجي، بحسب المجلة. وقالت "كومنتاري" إن الأيام الأخيرة شهدت تجرع جماعة "الإخوان" مرارة العنف ، ولكن ذلك لا يجعلها ضحية، ذلك لأن الجماعة لديها ما يكفي من الاستعداد الذي كان سيجعلها لا تمانع في قتل المزيد لو أنها كانت تمتلك من قوة العتاد ما يمكنها من ذلك. وفي ضوء ذلك تساءلت المجلة عن الدور الذي يمكن للولايات المتحدة الاضطلاع به إزاء تلك الأزمة، قائلة " طالما أن جماعة "الإخوان" تنشد دوران عقارب الساعة في عكس اتجاهها، محاولة فرض أيديولوجيتها غير المتسامحة على الشعب المصري بكل أطيافه ومذاهبه، وترفض الالتزام بخارطة الطريق، وطالما أنها مستمرة في حرب الشوارع، إذن فعليها أن تتحمل تبعات أفعالها. وإذا ما أسفر ذلك عن سقوط عدد من عناصرها يفوق عدد نظرائهم من عناصر الجيش، إذن فليكن ما تريد. "