لم تكن استقالة الدكتور محمد البرادعي من منصبه كنائب لرئيس الجمهورية هي الصدمة الأولى التي يتعرض لها البرادعاوية " أنصار البرادعي".. فقد سبق وانسحب من سباق الرئاسة في العام الماضي مسببا لهم هزة كبيرة وحيرة عظيمة وإحساسا مريرا بالخذلان وخيبة الأمل.. وعبر عن هذه الصدمة شباب حركة تمرد الذين أرادوا البرادعي رئيسا للحكومة ثم نائبا للرئيس الذين اعتبروا استقالته بمثابة هروب من المسؤولية. وقالت الحركة – من خلال موقعها الرسمي علي "فيسبوك":"كنا نتمنى أن يقوم بدوره لإيضاح الصورة للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي وشرح أن مصر تواجه إرهابا منظما خطورته كبيرة على الأمن القومي المصري". وقد اعتبر البعض في ردود أفعالهم على الفيسبوك استقالة البرادعي أكبر من أن تكون مجرد هروب وإنما ترقى إلى حد الخيانة..!! فمن هو البرادعي الذي تسبب الآربعاء في زلزال نافس فض البؤر الارهابية في نشرات الأخبار؟ ولد محمد البرادعي الذي اشتهر بين أنصاره " بالبوب".. في 17 يونيو 1942 بكفر الزيات، وهو سياسي وديبلوماسي حاصل على عدة جوائز. بدأ دبلوماسيا في وزارة الخارجية المصرية ومثل مصر ببعثتها الدائمة لدي الأممالمتحدة في نيويورك وفي جنيف، ثم استقال إعتراضا على بعض بنود اتفاقية كامب ديفيد بعد عمله بالوزارة حوالي 20 عاما. سافر إلى الولاياتالمتحدة للدراسة، ونال شهادة الدكتوراه في القانون الدولي من جامعة نيويورك،ثم رجع مصر مساعدا لوزير الخارجية إسماعيل فهمي ثم مسؤولا عن برنامج القانون الدولي في معهد الأممالمتحدة للتدريب والبحوث . شغل مناصب رفيعة منها مدير الدولية للطاقة الذرية، وحصل على عدة شهادات أبرزها دكتوراه فخرية من الجامعة المتوسطية الحرة في بارى بإيطاليا، دكتوراه فخرية في القانون من جامعة نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية، كما حصل على جائزة نوبل للسلام علم 2005 . وفي النهاية .. البرادعي كان ملهما للثورة.. فهو رئيس جمهورية الضمير.. إنسان مثالي .. ولكنه ليس زعيما ولا رجل دولة.. فرجل الدولة يجب أن يتسم بالقدرة على اتخاذ قرار الحرب تماما كقدرته على اتخاذ قرار السلام.. ولكن البرادعي لا يطيق رؤية نقطة دم.. ان الزعيم ورجل الدولة لابد وان يتسم بالقوة والحسم ليدافع عن شعبه وأمته.. وهي أمور يفتقدها البوب الذي دأب على الهروب من المواقف الصعبة