أرسلت الأحزاب والقوى السياسية والثورية مبادراتها إلى الأزهر الشريف لدراستها وتفنيدها للخروج في النهاية بمبادرة جامعة لإنهاء حالة الركود والاحتقان الحالية التي يعاني منها كل المصريين. وأعلن تكتل القوى الثورية عن طرح مبادرة جديدة سيتقدم بها لشيخ الأزهر ضمن مبادرات المصالحة الوطنية، وتتضمن المبادرة عدة من البنود أهمها إنهاء اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وإن كان اعتصامهم سلميا لأن هذه الاعتصام في رابعة والنهضة توقف تماما حركة الإنتاج وتعرقل المرور وتتسبب في أذى المواطنين وعامة الشعب في أرزاقهم. وتنص المبادرة أيضا على تقديم قيادات الإخوان الذين أخطئوا في حق هذا الشعب للمحاكمة العادلة لإدانة المدان وتبرئة الأبرياء. وتشترط المبادرة على الحكومة تخفيف العقوبة على قيادات الإخوان بعد محاكمتهم أو وقف تنفيذ الأحكام ضدهم بشرط أن تعترف جميع القيادات أمام الشعب المصري وكافة وسائل الإعلام أنهم أخطئوا في حق المواطنين أثناء فترة حكمهم وأن يدفعوا من أموالهم للمتضررين من حكمهم. ونصت المبادرة أيضا على إمكانية فتح الحكومة الطريق لمن يريد من قيادات الإخوان السفر خارج مصر بعد ذلك طالما أنه التزم بكل ما سبق. وأكد عضو المكتب السياسي للتكتل عمرو علي أن هذه المبادرة تأتي حقنا للدماء وفرصة أخيرة للتوافق الوطني الذي يرفضه الإخوان ويتقدم التكتل بها كمحاولة أخيرة للتواصل مع شباب الإخوان وإرساء دولة القانون كما حمل الجماعة وقيادتها مخاطر رفض المبادرات التي تقدمها التيارات الوطنية والشبابية والتي تتحمل وزر الدماء التي ستسيل وتراق بسبب تعنتهم. وأكد د.وحيد عبد المجيد القيادي بجبهة الإنقاذ أن موقف جبهة الانقاذ الوطني واضح ومع أي مبادرة يتم فيها تطبيق العدالة الانتقالية بمبادئها المعروفة والمحددة والتي تشمل المحاسبة والإصلاح المؤسسي ويتم التعامل من خلال تطبيق تلك العدالة مع كافة القضايا المطروحة وليس بشكل انتقائي. وأكد طارق الخولي وكيل مؤسسي حزب 6 إبريل أن أي محاولة للتفاوض مع الإخوان من قبل السلطة الحالية ستقابل بثورة شعبية رافضة لهذا التفاوض، لافتا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها لم يعد لديهم رصيد لدى الشارع المصري ليسمح بالتفاوض معهم، لأن الشعب يعتبرهم خائنين لثورته ووطنيته المصرية. وأشاد حزب الوفد بجهود الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر نحو تحقيق المصالحة الوطنية ، ومحاولاته المستمرة للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها مصر في الفترة الراهنة . وأكد "الوفد" أن تحقيق المصالحة مع جماعة الأخوان المسلمين يتوقف على عدة شروط أولها هو وقف العنف من جانب جماعة الإخوان المسلمين ، وفض اعتصاماتها ، ومحاكمة قياداتها التي تورطت في التحريض على أعمال العنف والإرهاب التي سادت الشارع المصري عقب خلع الرئيس محمد مرسي . وقا المتحدث باسم حزب الوفد ل فؤاد أبوهميلة أن حزبه متمسك بخارطة المستقبل التي وضعتها القوات المسلحة بالتشاور والتوافق مع القوى السياسية، وأن الشعب المصري لن يقبل بمحاولات العودة للخلف والقفز على مكتسبات ثورة 30 يونيو التي تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين. وأوضح المتحدث باسم الوفد في تصريحات صحفية أن أزمة مصر الراهنة لن تنتهي إلا بتحقيق مصالحة وطنية شاملة بين كل الأطراف الفاعلة على الساحة السياسية، وتبدأ بعدها مرحلة جديدة من مراحل التحول الديمقراطي القائم على التوافق وهو الأساس السليم لبناء أي نظام ديمقراطي راسخ . وطالب المجلس الرئاسي لحزب غد الثورة من جميع الأطراف السياسية، الاستجابة لدعوة الأزهر للحوار وصولا إلى حل موضوعي يرضي الجميع قدر الإمكان، ويعود بالقوات المسلحة بأسرع ما يمكن لعملها بعيدا عن المشهد السياسي، مشددا على ألا تطول الفترة الانتقالية بأي حال عن 9 شهور بدأت في 30 يونيو 2013.