قرأت رواية الفيل الأزرق .. التي تتحدث عن طبيب نفسي يتعاطى الخمور والمخدرات يعود إلى عمله بعد خمس سنوات من الإنقطاع بعد حادث مروع أودى بحياة زوجته وابنته بسبب قيادته السيارة بسرعة عالية. فور عودته للمستشفى يفاجئ بصديق قديم له متهم بإلقاء زوجته من الطابق الثلاثين .. وفجأة ينتقل بنا الكاتب من عالم الطب النفسى لعالم التخاريف والشعوذة ويحدثنا عن طلسم رسمته القتيلة على فخذها .. هذا الطلسم يستدعى جن يمس زوج القتيلة ويقوم هو بالعلاقة الحميمة بدلا منه.. وحاول الكاتب فى الرواية جاهدا إضافة " تحبيشة " من خلال الحديث عن قميص مسروق من المتحف الإسلامى وإختيار مستشفى العباسية لتكون جزءا من مسرح الأحداث داخل الرواية . والحقيقة آن الكاتب لم يبين لنا كيف عرف زوج القتيلة أن هذا القميص قد يكون فيه طريقة لطرد الجن ؟ وتنتهى الرواية بنهاية بائسة على طريقة أفلام wrong turn الشهيرة حيث يستقيظ البطل يوما ليجدأنه متزوج وزوجته حامل وهو لايتذكر أى من آحداث الزواج ويدرك أنه ممسوس فالجن حينما يدخل إنسان يتصرف مكانه دون أن يتذكر الممسوس شيئا.. مما يوحى بأنه سيكرر جريمة صديقه القاتل . والحقيقة أننى مندهشة من النهاية فإذا كان الجن قد مسه كل هذه الفترة فلماذا لم يسيطر عليه إلى النهاية أم أن الجن " راح مشوار وراجع"؟. حاول الكاتب آن يقول بأن موضوع مس الجن للبشر قد حدث فى الماضى مثلما حدث لصاحب القميص المسروق من المتحف وهو ما سيحدث مستقبلا لبطل الرواية نفسه .. ونسى أن الجن لكى يمسه يحتاج إلى سحر وطلسم وطقوس معينة؟ ولاشك أن تحويل الرواية من مسار علمى ومنطقى كالطب النفسى إلى مسار الجن والمس أفقدها إتزانها فأصبحت مثل من " رقصوا على السلم " فلاهى طب نفسى ولاهى خرافة.. أكثر مالفت نظرى كقارئة للرواية هو كم الإستفاضة والذكر للأنواع المختلفة من الخمور والمخدرات وحبوب الهلوسة. والرواية من تأليف أحمد مراد صاحب تراب الماس وفيرتيجو.