تناولت صحيفتا "الوطن" السعودية و"الراية" القطرية في افتتاحيتيهما اليوم الخميس عملية انطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فمن جانبها، قالت صحيفة "الوطن" السعودية إن عددا من المراقبين استبق انطلاق مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وحكموا عليها بالفشل مسبقا، بل إن البعض منهم ذهب إلي أن أية اتفاقات تنبثق من هذه المفاوضات قد تضر بالقضية الفلسطينية. وتحت عنوان "فلسطين.. 9 أشهر في الطريق إلى التسوية"، رأت الصحيفة أن هناك تصميما أمريكيا على التسوية، أو السلام أو حل هذه القضية، المهم إنجاز اتفاق بين الطرفين لأن الولاياتالمتحدة بحاجة إليه، خاصة بعد فشلها - حتى الآن - في إدارة أو حل الأزمة السورية وفشلها كذلك في العراق. وقالت إن هناك سببا آخر قد يقوض هذه المفاوضات أو يعرقل نجاح أية اتفاقيات تتمخض عنها وهو أن الطرفين سيعرضان بنود الاتفاق للاستفتاء، وإذا كان الأمر كذلك فإن الحكومة الإسرائيلية منقسمة الآن قبل أن تبدأ المفاوضات، فكيف سيكون الحال بعد التوصل إلى نقاط اتفاق مع الفلسطينيين، خاصة فيما يتعلق بالقضايا المصيرية كتجميد المستوطنات والعودة إلى حدود 67 وعودة اللاجئين!. واعتبرت الصحيفة أن المهم في الأمر أن هناك نية للتحرك في هذا الملف المعقد والشائك في هذه القضية المصيرية والجوهرية والتي في حال التوصل إلى اتفاق بشأنها سيتغير بدورها موازين القوى في الشرق الأوسط. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة "الراية" القطرية أن انطلاق جولة مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية مؤخرا برعاية واشنطن هي مصلحة لجميع الأطراف، فإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة التي شهدت على مدى تاريخها الطويل صراعات دامية يعد مطلبا ملحا لأنه لم يعد هناك مجال لمزيد من الصراع الدامي والقتل والعنف. وأضافت أن الانخراط في هذه المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لا تعني أننا نقدم شيكا على بياض فهناك حقوق لا تقبل المساومة أبدا، فانطلاق المفاوضات يجب أن يكون مبنيا على أساس متين وهو مبادرة السلام العربية التي رفضتها إسرائيل فور إعلانها والتي لاقت ترحيبا دوليا واسعا. وقالت الصحيفة إن الجهود الأمريكية الكبيرة التي بذلت من أجل إقناع طرفي الصراع هي جهود جيدة من حيث المبدأ طالما سلمنا أن إحلال السلام يتأتى من خلال إجبار إسرائيل على إرجاع الحقوق المغتصبة إلى أهلها، وهذا لن يحدث إلا إذا كانت هناك رغبة أمريكية جدية في فرض السلام على إسرائيل بصفتها أكبر حليف لها في العالم، ولطالما تغاضت عن جرائمها بل إنها تسعى دائما لتبريرها وإظهار إسرائيل في مظهر الضحية لا الجلاد. وأكدت الصحيفة أنه إذا قبلنا من حيث المبدأ هذه المفاوضات إلا أننا لن نرضى كعرب ومسلمين غير إقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشريف وذلك للوصول إلى الأهداف التي حددتها مبادرة السلام العربية ونصت عليها قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة بإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. وأوضحت أن الإعلان الأمريكي الذي رافق المفاوضات عن المدة الزمنية المحددة لها والمتمثلة في 9 أشهر يجعلنا نطالب بضرورة تنفيذ التفاهمات التي يتم التوصل إليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي من خلال الوسيط الأمريكي، وفي مقدمتها إجراء مفاوضات لمدة زمنية محددة تتناول جميع قضايا الحل النهائي وعلى أساس حدود 1967، وإطلاق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب وحصولهم على حريتهم. وشددت "الراية" في ختام افتتاحيتها على أن الحقوق التاريخية المشروعة للقضية الفلسطينية حقوق ثابتة لا تسقط بالتقادم ولا يجب المساس بها أبدا، وهي إقامة الدولة المتصلة جغرافيا والمستقلة على حدود الرابع من يوينو عام 1967، وتكون القدس عاصمتها وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى وإيقاف الاستيطان، وإذا ما تحققت هذه المطالب العادلة فإن إسرائيل ستنعم بالسلام الشامل والدائم طالما انتفت أسباب المشكلة، ولكن يبقى التساؤل مطروحا دائما، هل لدى إسرائيل الرغبة الحقيقية للسلام؟.