انتقدت الصحف الخليجية ما أعلنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن تخصيص استثمارات تقدر بأربعة مليارات دولار لدفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني في منتدى دافوس الاقتصادي المنعقد في البحر الميت بالأردن. واستنكرت أن تكون قضية الشعب الفلسطيني هي دفع عجلة الاقتصاد وجذب استثمارات وتوفير فرص عمل ..مؤكدة أن القضية ليست قضية سلام اقتصادي بل قضية شعب احتلت أرضه وشرد منها لإقامة كيان استعماري عليها. وذكرت صحيفة (الراية) القطرية في افتتاحيتها صباح اليوم الاثنين أنه ليس معروفا بعد الرد الرسمي الفلسطيني على خطة كيري الاقتصادية والموقف الإسرائيلي منها لكن من المعروف أن الفلسطينيين الذين أصبحوا دولة غير عضو في الأممالمتحدة لا يمكن أن يعودوا إلى طاولة المفاوضات دون وقف للاستيطان ، وإطلاق سراح الأسرى ، خاصة المعتقلين في السجون الإسرائيلية. وأضافت أن الفلسطينيين لن يرفضوا جذب استثمارات لبلادهم تقدر بأربعة مليارات دولار تعيد الحياة لاقتصادهم المنهك ، لكنهم لن يقبلوا أن تكون هذه الاستثمارات على حساب حقوقهم المشروعة وعلى حساب سيادتهم الوطنية. وأوضحت أن الجانب الإسرائيلي سيرحب بهذه الاستثمارات التي سيستفيد اقتصادهم منها في النهاية ، إذا كانت بديلا عن المطالب الفلسطينية بوقف الاستيطان والعودة إلى حدود عام 1967. وأشارت إلى أن الجانب الإسرائيلي لم يقدم في جلسات المباحثات المغلقة لوزير الخارجية الأمريكي أي وعود بوقف الاستيطان وظل يتحدث عن الرغبة في العودة لمفاوضات السلام مع الفلسطينيين دون شروط مسبقة في الوقت الذي يتنصل فيه من التزاماته وتعهداته التي قطعها في الاتفاقات السابقة مع الفلسطينيين. وخلصت (الراية) في ختام افتتاحيتها إلى أنه على وزير الخارجية الأمريكي الإدراك بأن قضية الشعب الفلسطيني ليست قضية سلام اقتصادي وجذب استثمارات وتوفير فرص عمل وأن أي حل لا يحقق رحيل الاحتلال عن أرض الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي شردوا منها ، سيولد ميتا ولن يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. كما سلطت صحف الإمارات الضوء على خطة كيري الاقتصادية ، حيث أشارت صحيفة (الخليج) الإماراتية إلى أنه في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في الأردن تحدث الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتفاؤل عن تسوية محتملة مع إسرائيل ، وربط هذا التفاؤل بجهود وزير الخارجية الأمريكية جون كيري وجولاته في المنطقة التي تشمل إسرائيل ودولا عربية. وأضافت الصحيفة أن عباس أشار تحديدا إلى جهود كيري وقال إنها " تبعث الأمل في النفوس" .هذا يعني المراهنة مجددا على الولاياتالمتحدة..إذا كانت هناك معطيات لدى الرئيس الفلسطيني غير معروفة أو غير معلنة أبلغه بها الوزير الأمريكي وتوفر قاعدة لتسوية عادلة فمن حقه أن يتفاءل. وأوضحت أن الرئيس الفلسطيني يتحدث عن إنهاء الاحتلال وإطلاق الأسرى ورحيل المستوطنين والاستيطان وتفكيك جدار الفصل العنصري وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف..كشرط للتسوية التي يقبلها الجانب الفلسطيني ورغم أنه لم يشر إلى حق العودة إلا أن الموقفين الإسرائيلي والأمريكي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يتعارضان تماما مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويحولان بالمطلق دون التوصل إلى أية تسوية عادلة. ولفتت إلى أن إسرائيل تستمرفي توسيع الاستيطان ، واستكمال مخططات التهويد في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة ، كما ترفض الانسحاب من الأراضي التي احتلتها وتعمل على استكمال بناء الجدار العنصري ، وتصرعلى اعتبار القدس عاصمة لما يسمى " الدولة اليهودية "، كما أنها ترفض إطلاق الأسرى بل هي تعتقل المزيد يوميا لتضيفهم إلى الآلاف في معتقلاتها. وأشارت إلى أن الولاياتالمتحدة تؤكد استمرار دعمها للسياسات الإسرائيلية وانتهاكاتها المتواصلة لقرارات الشرعية الدولية ولاعتداءاتها المستمرة..بل هي تبرر كل هذه الممارسات بحق إسرائيل في حماية أمنها. وتساءلت (الخليج) في ختام افتتاحيتها..كيف يمكن لنا أن نتفاءل بإمكانية التوصل إلى تسوية ما دامت هذه هي إسرائيل وهذه هي الولاياتالمتحدة..وهل المراهنة على تغيير في الموقف الأمريكي ما زالت ممكنة ؟.